مروة خليل: نعيش من أجل الناس لا من أجل أنفسنا

مروة خليل,التمثيل,مسرحية,مسرحيات,الإبداع المسرحي

كارولين بزي 11 أكتوبر 2014

التحقت بمهنة التمثيل في سن الثامنة عشرة، عملت مع أسماء لبنانية لامعة ثم غادرت إلى المغرب لتلعب دور اللبنانية في عدد من الأفلام والمسلسلات والمسرحيات المغربية على مدى أربع سنوات.
إلا أن وطأة الغربة اشتدت عليها فعادت إلى لبنان لتنطلق من جديد مع التأليف والإنتاج والإخراج إلى جانب التمثيل. مروة خليل الكاتبة والممثلة والمنتجة كتبت «زنود الست» مع وفاء حلاوي وأدتّا دور «أمل» معاً بمشاركة باتريسيا نمور، وتخوض تجربة جديدة في السينما اللبنانية مع نيبال عرقجي في «يلا عقبلكون». مروة خليل في هذا الحوار... 

- ما هي قضية «زنود الست»؟
هي مسرحية عُرضت لمدة شهر، من تأليفي وإنتاجي وتمثيلي مع وفاء حلاوي، وشاركتنا التمثيل باتريسيا نمور، ومن إخراج شادي زين.
القصة تتناول قضية إمرأة اسمها أمل، والحالة التي انطلقنا منها أن أمل تحضّر حلوى زنود الست لضيوف سيتناولون العشاء عندها بمناسبة عيد ميلادها.
وتمضي معظم الوقت تتحدث إلى جارتها التي لا تظهر على المسرح، وتخبرها عن سعادتها مع زوجها، ثم نكتشف أنها تكذب وتفضح نفسها، حين يبدأ الضيوف بإلغاء العشاء لأنهم منشغلون. ثم تجد نفسها وحدها بين أربعة جدران وزوجها غائب ونكتشف في النهاية أنها امرأة وحيدة.

- لماذا لعبتن جميعكن شخصية «أمل»؟
لكي نظهر أن المرأة لديها أكثر من وجه، فهي الأم وربة المنزل، والحبيبة والزوجة، أبرزنا وجوه المرأة المتعددة. ولعبنا جميعاً دور أمل لنبتكر أفكاراً متنوعة وحركة على المسرح لكي لا يشعر الجمهور بالملل. كما أن الرجل لعب دوراً  ضبابياً في المسرحية في إشارة إلى حضوره الغائب، وفكرة وجوده في حياتها كالشبح.

- هل الرجل لم يعد موجوداً في حياة المرأة بالفعل؟
فكرتنا الأساسية هي تسليط الضوء على وحدة المرأة، بالإضافة إلى أننا أحياناً نعيش الوحدة حتى لو كنا بين الناس. وركزنا على غياب الرجل في حياة أمل لكي ننقل شعورها بوحدتها في بيتها الكبير، في المقابل تحاول أن تتظاهر بالإنشغال أمام جارتها.
وتعمدنا أن نظهر مدى وحدتها من خلال الجدران العالية، حتى الجمهور لم يتأكد من وجود جارة بالفعل أم أنها تتحدث إلى نفسها، في النهاية نصل إلى الحقيقة. كما اننا سخرنا من الإعلانات التي تستخدم المرأة لترويج منتجاتها.
ففي بداية المسرحية يرى الجمهور اننا نرقص ونعمل في المنزل وهي الصورة التي تروجها لنا الإعلانات، لكن في النهاية نكسر هذه الصورة. وسخرنا من عالم الإعلانات الذي يبرز المرأة نظيفة دائماً، لا تتقدم في السن، في البيت دائماً تستقبل زوجها وتودّع أولادها، لذلك في نهاية المسرحية نسأل، هل يُعقل أن تكون ملابس المرأة دائماً بيضاء، جسدها مشدود ووجهها شاب، حبيبها لم يتركها وزوجها لم يسافر!؟

- لماذا التركيز على الوحدة؟
لأن موضوع الوحدة يزعجني كثيراً، وهي حالة يختبرها كل إنسان. فالمرأة العربية تحاول الهروب من وحدتها عبر الإنهماك بالعلاقات الإجتماعية.

- لماذا؟
لأننا مجتمع يعتمد على المظاهر وعلى ما سيقوله الجيران والناس. نحن نعيش من أجل الناس ولا نعيش من أجل أنفسنا.

- مدة المسرحية ساعة وأربعون دقيقة، ألم يكن الوقت طويلاً؟
الجمهور اللبناني لم يعتد مشاهدة مسرحيات طويلة وفضّلنا أن تكون مدتها أقصر، حتى أن العرض الأخير كانت مدته ساعة ونصف ولكن المسرحية نجحت. وآخر صورة لأمل كانت أثناء جلوسها على طاولة العشاء، ووجهها مشدود بطريقة تجميلية ويقدم لها النادل قالب الحلوى ثم تطفئ الشموع.

- إلى أي مدى تشبه «أمل» المرأة اللبنانية؟
لكي نقدم شخصية أمل أجرينا عدداً من المقابلات مع نساء تحدثن عن قصص حياتهن. أمل تجسد واقع المرأة اللبنانية.

- لماذا وقع الإختيار على باتريسيا نمور؟
نحب تمثيلها لأنها بارعة في الكوميديا، وهي مليئة بالحياة ولديها بُعد نظر وعمق في تأديتها الدور، كما أنها أُعجبت بالنص.

- لماذا حلوى «زنود الست»؟
لأن المرأة هي الزند الأساسي في المنزل، وهذه الحلوى على الرغم من كثرة السكر الموجود فيها هي مرّة.

- ماذا تحضّرين الآن؟
أحضّر لمسرحية جديدة، كما اني بدأت العمل في فيلم سينمائي جديد يحمل اسم «يلا عقبلكون» ويعالج قضية المتزوجات والمطلقات والعازبات. الفيلم لبناني، تشارك فيه دارين حمزة، ندى أبو فرحات، بديع أبو شقرا وجوليا قصار. أؤدي دور زينة الطبيبة التي وصلت إلى سن الـ38 ولم ترتبط بعد، وهي من المتحمسين للزواج، ووالدتها تخبرها أنها ستعرفها على شاب وبالفعل تتعرف عليه عندما يزورها في المنزل، وهو أحد الأدوار الرئيسية.
الفيلم من إنتاج وكتابة نيبال عرقجي. يتناول قصة أربع صديقات وصلن إلى سن الأربعين ولم يتزوجن بعد في مجتمع كلبنان، ونتطرق إلى صعاب تواجهنا، وكيف تتصرف العائلة معنا، وكيف ينظر المجتمع إلينا.
ويبدأ الفيلم بصورة ياسمينا التي تنظر إلى الكاميرا وتقول: «المرأة في لبنان إذا لم تتزوج قبل سن الـ32 فهي أسوأ ممن يعاني مرض السرطان». ووالدتها تقول لها: «زوجنا الكلب ولم تتزوجي بعد». يعالج الفيلم الضغوط في العائلة وقضية الوقوع في شباك رجل متزوج.
هو فيلم كوميدي إجتماعي خفيف ومن إخراج إيلي خليفة. أود أن أعرب عن إعجابي بانتقال نيبال من «قصة ثواني» الفيلم الدرامي إلى الكوميديا في فيلم «يلا عقبلكون». كما أن هناك رسالة من فيلمي نيبال، إلا أن «يلا عقبلكون» «وقح» ولكن بطريقة سلسة وكوميدية.

- ماذا عن المسرحية جديدة؟
لدي فكرة مسرحية جديدة، سأعرضها في الربيع المقبل. تتناول المسرحية فكرة الدين بأسلوب سلس ومأخوذ من واقعنا اللبناني.