النشاطات اللاصفية الفنية ترف أم ضرورة

النشاطات اللاصفية,رعاية الطفل / الأطفال,قضية / ق,أدب الطفل,الطفل,تطور الطفل,طفل / أطفال,سلوك الطفل,رعاية الطف,الطف

15 نوفمبر 2014

كل عام عند منتصف الفصل المدرسي الأوّل ترسل إدارة المدرسة لائحة النشاطات اللاصفية التي توفرها للتلامذة. وتتضمن النشاطات الرياضية مثل السباحة وكرة القدم وكرة السلّة... والنشاطات الفنية مثل العزف على الآلات الموسيقية أو المشاركة الدرامية مثل المسرح ... وأمام هذه اللائحة الواسعة من النشاطات الفنية تقع الأم في حيرة، إذ ليس من السهل عليها معرفة النشاط الفني الأنسب لطفلها.
معظم الأهل يسجّلون أبناءهم في النشاطات الرياضية ما بعد الدوام المدرسي، إلا أن النشاط الفني يبقى ملتبسًا بالنسبة إليهم، فبعضهم يجده مضيعة للوقت فيما آخرون يرون فيه نشاطًا لا بدّ منه. ولكن على أي أساس يجب اختياره؟
يرى اختصاصيو علم النفس الطفل والتربية، والتربية الموسيقية، أن على الأم أن تأخذ في الإعتبار ميول طفلها.
لذا عليها أن تفكر مليًا قبل اتخاذ قرار تسجيل طفلها في أي نشاط فني لا صفي، ومناقشة المسألة معه، بأن تشرح له بالتفصيل كل نشاط على حدة والقرار معًا، إذ لا يجوز أخذ القرار بدلا منه، بل على الأم أن تضع في بالها أن النشاط الفني اللا صفي هو ترفيه ومساحة إسترخاء يتعلّم خلالها التلميذ الكثير
. فإذا لم يكن الطفل مثلا يبدي اهتمامًا أو شغفًا بالرسم، فمن غير المجدي إرغامه على حضور صف الرسم ولو مرة واحدة في الأسبوع لأن ذلك لن يجعله يحب الرسم.


المسرح
يعتبر المسرح نشاطًا مثاليًا بالنسبة إلى التلميذ المفعم بالطاقة، الذي يثمّن القدرة على إخراج مكبوتاته في مشهد يؤديه مرة في الأسبوع.
والمسرح مفيد جدًا للتلامذة الخجولين إذ يعزز لديهم الثقة بالنفس. ففي المسرح يتعلم التلميذ ملء المساحة وتحريك جسده وتجسيد شخصية افتراضية مما يسمح له بإسقاط مشاعره في العالم الخيالي والتعبير عن نفسه من خلاله.

أهميته بالنسبة إلى التلميذ
يعلّم المسرح التعاون مع الآخرين فالممثل الصغير عليه أن يستمع إلى شركائه في التمثيل، كما عليه أن يصمت ويركز ليفسح المجال للدور الذي يجسده، ويكتشف من خلال الدراما المسرحية أن للكلمات معان ويتعلّم الإرتجال، مما يقوده غالبًا إلى البحث في الكتب وإغناء مفرداته اللغوية، كما يعزز لديه ملكة الحفظ والتذكر، لأن عليه حفظ دوره. كل هذا يشعره بالغبطة أثناء أدائه دورًا مسرحيًا.

في أي سن؟                                                                                                              
يمكن البدء في سن السادسة مع بدء العمل على التعبير وإشغال المساحة.

الرسم
يبدأ الطفل تعلم الرسم في الحضانة ويتطور هذا النشاط بسرعة، ولكن عندما يكبر لا يخصص وقته كله لفن الأشغال اليدوية بسبب المواد المدرسية الأكاديمية مثل القراءة والرياضيات والفروض المنزلية. على الأم ألاّ تتردّد في تشجيع الطفل إذا كان يحب الرسم وتسجيله في هذا النشاط.

السن المناسبة
بدءًا من الرابعة، يبدأ الطفل برسم ما يراه بشكل طريف كاريكاتوري. ومن خلال قلمه وريشته يروي قلقه وما يجذبه وما يسحره، والألوان التي يستعملها تترجم مشاعره. وعلى الأهل والأستاذ احترام عفويته في الرسم واختيار الألوان وإعطاؤه النصح حول التقنيات وتجنب إحباطه وانتقاده. والرسم يناسب التلامذة الهادئين والصبورين.

الغناء
الغناء نشاط يعلم الطفل كيف يتنفس ويدير توتره، ويمكن ممارسته مع فرقة كورال أو منفردًا، وهو لا يتطلب تجهيزات في المنزل.

أهميته بالنسبة إلى الطفل
يسمح الغناء للطفل بالتواصل الجسدي مع الموسيقى، فهو يعلمه التنفّس وتهذيب صوته والإستماع وإسماع الآخرين ويصقل صوته ويديره بشكل يصحح فيه مخارج ألفاظه. وهكذا يطوّر الطفل قدراته في السيطرة على نفسه وعلى طبقات صوته، ويعلّمه الثقة بحضوره وكيفية الإرتجال.
ومن ميزات الغناء أنه يكون في البداية ضمن فريق الكورال، مما يجعل الطفل الخجول يشعر بالأمان لأنه محمي من الإنتقادات الفردية، فهو يشارك المجموعة من دون قلق من النشاز في التقنية، كما يكتشف أهمية الإيقاع ودقة تناغم الموسيقى الجماعية.
فالغناء مع الآخرين يتطلب تعديل صوته بما يناسب بقية أعضاء الكورال، وكيف يكون الأول أو لا ، ليكون المشهد متكاملاً. كما يسمح الغناء ضمن كورال ببناء علاقات اجتماعية مع زملاء الكورال.

السن المناسبة
يبدأ الطفل الغناء في الكورال بدءًا من سن الخامسة والسولفيج لا يتعلمه في البداية بل تدريجًا. ومع هذا خلال التمارين يقوم قائد الكورال بتحفيز الأطفال على الغناء منفردين، ولكن لا يعطيهم دروسًا خصوصية. بين الثالثة عشرة والرابعة عشرة ينضج صوت المراهق. وحده قائد الأوركسترا يقرّر ما إذا كان أصبح ناضجًا وفي ما إذا في إمكانه الغناء منفردًا.

العزف على آلة
يعزّز العزف على آلة قدرات الطفل الفكرية والذهنية وتطوّرها. فبمجرّد أن يتعلّم الطفل قراءة النوتات والتمييز بينها ومعرفة معانيها يصبح في إمكانه التنسيق بين وظيفة الدماغ والعين والصوت الذي تتطلّبه الدروس العادية، فالموسيقى تتطلب التنسيق بين الدماغ والعين وعزف النوتات (اليدان، الفم، والرجلان، تبعًا لكل آلة).
كما أن تعلّم الموسيقى يطوّر الفكر الرياضي والتحليلي، خصوصًا في السنوات المبكرة من عمر الطفل (أربع إلى 12 سنة)، إضافة إلى أن الموسيقى تنمّي الفكر التجريدي، والقدرة على تحويل المعلومات الرياضية والنوتات المكتوبة إلى موسيقى لا مغزى لها ولا تفسير ملموسًا، بل هي تعبير فني وأحاسيس.
إضافة إلى أن العزف يفيد الطفل في المستقبل، لا سيما في سن المراهقة حيث ستكون لديه وسيلة آمنة للتخلص من التوتر الذي يعيشه في هذه المرحلة، فتعليم العزف على آلة معيّنة استثمار للمراهقة.

العزف على الكمان
العزف على الكمان نشاط تربوي يتطلب الكثير من الإستثمار الشخصي، وهو يناسب التلامذة الصبورين، الذي لا يواجهون صعوبة في التركيز وبالتالي لا تفتر عزيمتهم بسرعة.
إنها آلة رائعة، فصوتها جميل ويمكن عزفها في معظم أنواع الموسيقى مثل الموسيقى الكلاسيكية والجاز والشرقية. ويمكن عازف الكمان العزف منفردًا أو ضمن مجموعة صغيرة أو ضمن أوركسترا. ولكن من الضروري إدراك أن الكمان آلة تتطلب الكثير من التركيز وأذن موسيقية استثنائية، لأن المطلوب من العازف انتاج نوتات صحيحة وكذلك تتطلب الوضعية الجيدة للمعصم الشمالي الكثير من الجهد للتحكّم في الآلة.
وبسبب صعوبته يجب أن يكون الكمان اختيار الطفل لا أهله، وفي سنوات تعلمه الأولى عليه أن يستمع كثيرًا إلى معزوفات الكمان، لكي يقدر جمال هذه الآلة ، وهو شعور قد ينساه أثناء التمارين لأنه يسمع دوزناته أكثر من الموسيقى التي يصدرها.

ما هي السن المناسبة لتعلم العزف على آلة الكمان؟
بدءًا من الثامنة حين تصبح عضلات أصابع الطفل قوية فضلاً عن أن اليدين أصبحتا بحجم مناسب لحجم الكمان وتمكّنان التلميذ من الإمساك به وتثبيته على كتفه ليتمكن من التركيز ربع ساعة متواصلة.

الغيتار
يعتبر الغيتار الآلة الوترية الأكثر شعبية بين التلامذة. ورغم أنها صعبة فإنها تسمح بالتقدم بسرعة في عزفها مما يشجع الطفل على تعلمها. فضلاً عن أنها تكون متاحة أينما ذهب التلميذ ويمكنه التمرّن عليها في البيت ليتقدم في العزف.

أهميته بالنسبة إلى الطفل
يتمكن الطفل بسرعة من عزف قطع موسيقية رائعة. ويمكن العزف على الغيتار كل أنواع الموسيقى من الكلاسيكي إلى الروك. فمخزون الغيتار الموسيقي غني جدًا ويمكن العزف عليه منفردًا، لأن العزف ضمن مجموعة أو فرقة موسيقية محدود. والغيتار مثله مثل أي آلة أخرى يجب أن يكون قرار تعلم العزف عليه عائدًا إلى الطفل نفسه.

 في أي سن؟
بدءًا من السادسة أو السابعة ولكن أساتذة الموسيقى ينصحون بعد الثامنة، لأن أوتار الغيتار تتطلب أصابع قوية، فضلاً عن أن حجم التلميذ يكون أكثر ملائمة لحجم الغيتار ممّا يساعده على التحكم فيه أثناء العزف. وعليه كذلك أن يكون قادرًا على التركيز ليتمكّن من العزف 20 دقيقة متواصلة في اليوم.

البيانو
آلة رائعة ولكن في الوقت نفسه معقدة بعض الشيء مما يجعل الطفل خائفًا عند الشروع في تعلم العزف عليها، ولكنه سرعان ما يلمس التقدم فيها. فخلال بضعة دروس يمكن الطفل العزف بعض القطع التي حفظها غيبًا، والصعوبة الوحيدة فيها هي التمرين المنزلي إذا لم يكن يوجد بيانو في البيت، بسبب ثمنه وحجمه فهو ليس سهل المنال في المنزل.

أهميته بالنسبة إلى الطفل
يسمح بتعلم عزف الميلودي بسرعة، ويمرّن الأذن ويساهم في تطوير قدرة السمع وتمييز تعدّد الأصوات. يسمح البيانو للطفل الصغير بعزف كل أنواع الموسيقى الكلاسيكية والجاز والروك والشرقي. فمخزون هذه الآلة الموسيقي كبير ويمكن أن تستغيسه كل الأذواق.
فضلا عن أن الطفل يمكنه العزف منفردًا وضمن أوركسترا. وإذا قرر الطفل بعد ثلاث سنوات تعلّم العزف على آلة أخرى، فإنه من السهل عليه ذلك.

في أي سن؟
بعد السادسة عندما تصبح عضلات الأصابع قوية ويتمكن الطفل من التحكم في أصابعه، وقادرًا على التركيز 20 دقيقة

CREDITS

إعداد: ديانا حدّارة