4 سيدات عربيات يفزن بجائزة لوريال-يونسكو من أجل المرأة في العلم

الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي,برنامج لوريال - يونسكو من أجل المرأة في العلم,سيدات عربيات,دولة الإمارات العربية المتّحدة,المملكة العربية السعودية,اليمن,ياسمين مرزبان,نوف الشمري,الشيخة لبنى تهنئ,سارة رافيللا,حبيبة الصفار

18 يناير 2015

تحت رعاية الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي، وزيرة التنمية والتعاون الدولي في الإمارات- رئيسة جامعة زايد، استضافت دبي حفل تقديم جائزة «برنامج لوريال - يونسكو من أجل المرأة في العلم»، حيث تم  تكريم أربع سيدات عربيات من دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية واليمن بهدف تطوير أبحاثهن العلمية، وتسليط الضوء على مساهمتهن القيمة في العلوم المختلفة والاعتراف بأدوارهن الرئيسة في تطور المنطقة. والمكرمات هن: الإماراتية حبيبة الصفار أستاذة مساعدة في الهندسة الطبية الحيوية في جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا والبحوث في أبوظبي، والسعودية نوف الشريف المحاضرة في قسم الكيمياء الحيوية في كلية العلوم في جامعة الملك عبدالعزيز في جدّة، والسعودية ياسمين مرزبان  التي تعمل  أستاذة مساعدة في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية. بالإضافة إلى اليمنية نجاة العديني، الأستاذة المساعدة في جامعة صنعاء.  

الشيخة لبنى تهنئ

أشادت الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي وزيرة التنمية والتعاون الدولي ورئيسة جامعة زايد بمبادرة منح برنامج زمالة «لوريال-يونسكو» لتعزيز تقدم المرأة العربية في ميدان العلوم، وهنأت الفائزات بجوائز دورة هذا العام من منح البرنامج، كما حضتهن على المثابرة على التقدم الذي أحرزنه والصعود به إلى مستويات أعلى. وقالت: «لقد تنامى دور النساء في عالمنا العربي بصورة ملحوظة وهو أمر استغرق سنوات وسنوات.. وفي دولة الإمارات العربية المتحدة تزايد حضور المرأة وتمثيلها المجتمعي في مختلف القطاعات حتى أنها تبوأت مراكز متقدمة في الدوائر السياسية والديبلوماسية والقضائية والتجارية، إضافة إلى مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي».

 السعودية ياسمين مرزبان:  لتطوير علاجات جديدة وفعالة للسرطان

تجربة أخرى كشفت عنها مبادرة «لوريال-يونسكو» من خلال تكريم السعودية ياسمين مرزبان التي ترعرعت في كندا وتلقت دراستها هناك، قبل أن تعود لتتولى مهام التدريس الجامعية، في واحدة من اعرق الجامعات السعودية.

ياسمين التي هي ربة بيت من الطراز الأول، وفق تصريحها لـ«لها»، تسعى دوماً لأن توازن بين احتياجات أسرتها، وطبيعة عملها الأكاديمي والبحثي، وتشير إلى دور زوجها بصفة خاصة في الوصول إلى هذا التوازن ، لا سيما أنه ينتمي أيضاً إلى المجال البحثي ذاته.

نالت ياسمين درجة البكالوريوس في الكيمياء الحيوية من جامعة بريتش كولومبيا (فانكوفر، كندا) لتتابع بعدها دراستها لنيل شهادة الدكتوراه في قسم الطب التجريبي في الجامعة نفسها، حيث أتمّت تدريب الدكتوراه في علم البيولوجيا السكرية وعلم المناعة. وفي إطار شهادتها، درست ياسمين هجرة الخلايا من مجرى الدم إلى الأنسجة في حالات الالتهاب، وهي عملية ترتبط بجزيئات التصاق متنوّعة تُعرف باسم السلكتينات. ثمّ تابعت دراسة آليات الالتصاق هذه خلال تدريب ما بعد الدكتوراه في معهد هارفارد الطبي (بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية)، عبر تطبيقها على الخلايا الجذعية للبالغين. تشغل الدكتورة ياسمين حاليًا منصب أستاذة مساعدة في قسم العلوم والهندسة البيولوجية والبيئية (BESE)، في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، وهي تحاضر في البيولوجيا الخليوية وبيولوجيا الخلايا الجذعية.

«العالم يحتاج إلى العلم والعلم يحتاج إلى المرأة»

برزت شراكة لوريال واليونسكو كأولى الجوائز المخصصة للسيدات في مجال العلوم لتؤكد أن «العالم يحتاج إلى العلم والعلم يحتاج إلى المرأة»،  حيث يقوم البرنامج على تمكين العالمات العربيات وتسليط الضوء على مساهماتهن في المجال العلمي والاعتراف بدورهن الرئيسي في التنمية في المنطقة. وبالإضافة إلى ذلك، توفر الجوائز المالية الكبيرة المساندة العملية لهؤلاء الباحثات اللواتي يتمتعن بالموهبة كما تلهم  العالمات الشابات في المستقبل. وفي السنوات الـ15 الماضية على الصعيد العالمي، ومنذ إطلاق البرنامج، مُنحت الجائزة لـ77 فائزة وتمّ توفير 1600 منحة دراسية للعالمات الشابات من 108 دول.

النساء والعلم

أعرب رئيس لجنة تحكيم البرنامج نبيل صالح عن سعادته بمستوى طلبات المشاركة لهذا العام، وهنأ الفائزات وشكر كل العالمات والباحثات الموهوبات اللواتي قدمن طلبات المشاركة لهذا العام، التي اشتملت على مجالات علمية متنوعة، منها البيولوجيا والهندسة البيئية والفيزياء والعلوم الطبيعية والصحة العامة وغيرها، مؤكداً ان من الممكن بناء مجتمع متماسك ومتوازن إذا شجعنا انخراط عدد أكبر من النساء في العلم.

الإماراتية حبيبة الصفار: تحدد الأشخاص المعرّضين بشدّة للإصابة بالسكري

الدكتورة حبيبة الصفار، التي تثمن كثيراً مبادرة «لوريال-يونسكو» ودعمها لجهود المرأة في الحياة العلمية، وخدمة مجتمعها، اختارت الطريق العلمي في وقت مبكر جداً من حياتها. فبعد الدراسة الثانوية، درست الصفار الهندسة الحيوية في الولايات المتحدة الأميركية، ثم أنجزت رسالة الماجستير، ثم الدكتوراه التي تخرجت فيها من استراليا، وتحديداً في تخصص العلوم الجنائية والطبية، بعد أن ظلت مبتعثة في الخارج لتلقي العلم نحو 13 عاماً. الأسرة هي كلمة السر في حياة الصفار، والداعم الأكبر لها، ففي الوقت الذي كان الكثير من الأسر الإماراتية تعارض إرسال بناتها للدراسة في الخارج، كانت أسرة الصفار تؤمن بأهمية العلم  وإتاحة أفضل السبل لها من أجل رعايتها «علمياً»، بل إنه وحسب الدكتورة الصفار، كانت الأسرة أكثر تطلعاً إلى رحلاتها العلمية، إيماناً منها بقدرتها على الذهاب بعيداً في المجال الذي تختاره بنفسها. ويتمحور مشروع حبيبة لبرنامج المِنح حول تحديد عوامل الخطر الجينية والبيئية المرتبطة بالأمراض القلبية الوعائية الناتجة من السكّري (من النوع الثاني) لدى سكّان الإمارات العربية المتحدة من العرب.

السعودية نوف الشمري: «ينبوع الشباب» لاكتشاف وتطوير طرق مقاومة النبات للملوحة

على عكس الإماراتية حبيبة الصفار، جاءت دراسة السعودية نوف الشمري بالكامل داخل المملكة العربية السعودية، وهو ما لجأت إليه ليس بدافع من تضييق اجتماعي أو اسري، بل لشعورهاأن هناك تطوراً رائعاً في دراسة تخصصها العلمي الذي اختارته في المملكة، فضلاً عن أنها محاضرة في جامعة الملك عبدالعزيز، وتستطيع المواءمة بسهولة بين حياتها العلمية والعملية.

ينصبّ تركيز نوف على دراسة الجين المعروف باسم «ينبوع الشباب» (ترجمة للكلمة الألمانية Jungbrunnen)، المسؤول عن تأخير شيخوخة النبتة أو موتها، والذي تأمل في أن يجعل النباتات أكثر قدرة على تحمّل الإجهاد الملحي. وستشمل دراسة نوف زراعة سلالات عدّة من الأرابيدوبسيس المعدلة وراثيًا JUB1 في ظروف إجهاد ملحي مضبوطة بدقة. وبغية تقييم مستوى تحمّل الملوحة، تعمد نوف إلى قياس عدد من المعلمات الفيزيولوجية، من بينها: معدّل نموّ النبتة، الوزن الرطب والوزن الجاف للنبتة والجذور، مستوى الكلوروفيل، مستوى الصوديوم والبوتاسيوم في النبتة والجذور بالقياس الضوئي اللهبي. كما تستخدم نوف تفاعل البوليميراز المتسلسل الكمّي (qPCR) لقياس مستوى تعبير جين JUB1 في نوع الأرابيدوبسيس البرّي (Col-0) في ظلّ ظروف إجهاد ملحي مختلفة.

اليمنية نجاة العديني تحارب التسمّم بالفلور في معظم موارد المياه الجوفية

ومن اليمن السعيد، ورغم الوضع الأمني والسياسي غير المستقر، تبقى رسالة نجاة التي حرصت على توجيهها من خلال «لها» هي أن : «علينا أن نتمسك بالأمل، مهما بدا الأفق في بعض الأحيان ملتبساً»، معربة عن تقديرها لمبادرة «لوريال-يونسكو» في هذا التوقيت الحساس الذي قد لا يلتفت فيه الكثيرون إلى قيمة العلم، وحظوظ المرأة العربية منه.

الحياة الأسرية الهادئة والهانئة، لا تراها نجاة نقيضاً أو معوقاً لتميز المرأة العلمي، حيث تضيف : «أسرتي تدعمني بشكل كبير، ووالدتي تحديداً هي الداعم الأكبر لي، ولم تشغلني الدراسة العلمية أو تطوير الأبحاث عن حياة اجتماعية صحية، ولا أتصور أن المرأة التي استطاعت تحقيق تميز ونبوغ في مجال علمي ما، عاجزة عن أن تقيم توازناً صحياً بين أسرتها ومحيطها الاجتماعي، وبين شغفها العلمي». اختصاص نجاة هو الكيمياء التحليلية، وبصورة خاصة تطوير الطرق التحليلية لقياس الملوثات البيئية في المياه والرواسب البحرية والأحياء البيئية.

وقد ركّزت نجاة في مشروعها على مشكلة المياه في اليمن، إذ إنّ تقريرًا حديثًا للأمم المتّحدة أشار إلى احتمال أن يكون اليمن أوّل بلد يستنفد موارده المائية. ففي حين أنّ الموارد شحيحة للغاية، يرتفع تركيز الفلورايد في معظم موارد المياه الجوفية المتاحة، ما يُعرف بالتسمّم بالفلور. فتُلفِت نتائج مشروعها الانتباه المحلّي والدولي إلى خطورة هذه المسألة، وضرورة اتخاذ إجراءات مناسبة لعلاج هذه المشكلة والتغلب عليها.