تحميل المجلة الاكترونية عدد 1074

بحث

مسلسلات رمضان للكبار فقط!

مسلسل «موجة حارة» مسلسل «مزاج الخير»» روجينا مسلسل «حكاية حياة»

«قضايا جريئة وألفاظ غريبة وعبارات تحذيرية»، هذا ما تضمنته الحلقات الأولى للعديد من المسلسلات التي تشارك في ماراثون الدراما الرمضاني هذا العام، وهو الأمر الذي كان بمثابة صدمة للكثير من المشاهدين.
كما تباينت ردود الفعل على مواقع التواصل الاجتماعي بين مؤيد لتناول المسلسلات لهذه القضايا الجريئة، ومعارض أعلن رفضه لهذه المشاهد التي وصفها بالمثيرة، بل طالب بمنع عرضها، مؤكداً أنها لا تتفق مع الطقوس الدينية لشهر رمضان الكريم.
«مزاج الخير» يأتي في مقدم المسلسلات التي تعرّضت للكثير من الانتقادات، بسبب احتوائه على العديد من المشاهد وصفها الجمهور بالصادمة بسبب شدة جرأتها. درة، التي تشارك في البطولة، أكدت دهشتها من هذه الانتقادات وتقول: «بصراحة أرفض هذه الاتهامات، لأن القضية التي يناقشها المسلسل واقعية جداً وتلقي الضوء على فئة معينة من المجتمع.
ورغم جرأة القضايا التي يتناولها المسلسل، فإنه لم يحتو على مشاهد مثيرة، ونجح في  تحقيق نسبة مشاهدة عالية. ودوري نال استحسان جمهوري، وملابسي كانت عادية ولم تكن مثيرة. وأتمنى من الجمهور أن يتابع بقية الحلقات، فالمسلسل يحتوي على العديد من المفاجآت».

ممنوع للأطفال.
مسلسل «موجة حارة» يعتبر أول عمل درامي مصري للكبار فقط، فقد فوجئ الجمهور بوجود جملة افتتاحية تسبق عرض الحلقات تقول: «نعيش يومياً واقعاً يفوق الخيال في قسوته، لسنا نحن صناع تلك القسوة، لكنها الحياة»، ليتم التنويه أن العمل ليس مناسباً لمن هم أعمارهم أقل من 18 عاماً.
المؤلفة مريم نعوم أكدت أن هذا التنويه جاء بناءً على رغبتها ورغبة بقية صناع المسلسل، نافيةً تدخل أي جهة رقابية لوضع هذه الجملة التحذيرية، وتقول: «في البداية أريد أن أوضح أن هذه العبارة لا تعني احتواء المسلسل على مشاهد مثيرة أو ألفاظ خارجة، كما روَّجت بعض المواقع الإلكترونية، فالمسلسل بريء من الإثارة ولا يخدش حياء المشاهد.
لكن المشاهد القاسية التي يحتوي عليها العمل، خاصة أنه يناقش قضايا اجتماعية خطيرة، كانت سبب اتخاذي قرار كتابة هذه العبارة، فأجواء المسلسل وموضوعه لا تناسب فئة الأطفال، وأعتقد أن ما فعلناه يدل على احترامنا لعقلية المشاهد العربي».
وتضيف: «كنت أتمنى أن يتّخذ صناع بعض المسلسلات التي تناقش قضايا جريئة لا تناسب الأطفال، خطوة مماثلة ووضع عبارة تحذيرية قبل عرض الحلقات، فهذا القرار لن يقلل من قيمة العمل الفني، بل يعتبر دليلاً على مدى مصداقية صناعه وحرصهم على النهوض بالمجتمع».

أحداث مأساوية
اتفقت الفنانة رانيا يوسف التي تشارك في بطولة المسلسل مع مريم نعوم، معبرةً عن دهشتها من اعتقاد البعض بأن التنويه الذي سبق عرض الحلقات معناه أن المسلسل يحتوي على مشاهد مثيرة، وتقول: «أحداث المسلسل المأساوية التي تتناول قضايا الآداب، هي السبب وراء وضع هذه العبارة، للتأكيد أن العمل لا يناسب من هم أعمارهم أقل من 18 عاماً».
وأوضحت أن المشاهد الرومانسية التي جمعتها بالفنان إياد نصار لم تكن خادشة للحياء، بل كانت مشاهد عادية لها ضرورة درامية تساعد على زيادة مصداقية الأحداث، مؤكدة أن لديها خطوطاً حمراء لا يمكن أن تتجاوزها.

مشاهد دموية
الفنانة روجينا عبرت عن استيائها من هجوم بعض الصحف والمواقع الإلكترونية على مسلسل «حكاية حياة»، واتهامه بخدش حياء المشاهد، مؤكدةً أن المسلسل لم يحتو على مشهد واحد مثير أو جريء، وتقول: «كل المشاهد التي يتضمنها المسلسل تحترم المشاهد وتخاطب عقله، فالمسلسل بريء من الإثارة، وكل ما قيل مجرد كلام فارغ واتهامات باطلة ومستفزة».
وتضيف: «العبارة التحذيرية التي سبقت الحلقة الأولى من المسلسل لم يكن مقصوداً منها احتواؤه على مشاهد مثيرة، بل كانت لتحذير المشاهد بوجود مشهد دموي يتعلق بسقوط الأم من أعلى المنزل، فهذا المشهد المخيف كان من الصعب أن يشاهده طفل، ولذلك كان لابد من وضع هذه العبارة».

تغيرات اجتماعية
رغم دفاع صناع المسلسلات والفنانين ضد الهجوم الذي لاحق أعمالهم الفنية، إلا أن الناقد طارق الشناوي كانت له وجهة نظر مختلفة، يقول: «المشاهد المثيرة والألفاظ الخارجة والغريبة ليست جديدة على الدراما المصرية، بل أرى أن عدد المسلسلات التي تحتوي على هذه المشاهد أقل من العام الماضي، لكني لم أشعر بالغضب أو الاستياء من انتشار هذه الظاهرة، لأنها تتماشى مع التغيّرات التي طرأت على المجتمع المصري، فالخطاب الاجتماعي في مصر تغير بشكل كامل بسبب مواقع التواصل الاجتماعي، التي أصبح يستخدم بها شبابنا ألفاظاً كنا نعتبرها خارجة ومصطلحات رديئة كنا نرفضها، وبالتالي وجود هذه الألفاظ في المسلسلات أمر طبيعي، فمقاييس الحكم على أي عمل فني تغيرت مع تغير مفردات المجتمع. ورغم إيماني بأن المجتمع لم يعد كما كان من قبل، إلا أنني أرفض ترويج الدراما للألفاظ والمصطلحات الخارجة، فاستخدامها يجب أن يكون في أضيق الحدود».
ويضيف: «بصراحة أنا مؤيد جداً لفكرة العبارات التحذيرية، وإشارة «+18» التي لجأت إليها بعض المسلسلات للتنويه عن كونها للكبار فقط، وكان لا بد أن تحدث منذ عدة سنوات، لأن هذه الطريقة تعبر عن احترام صناع الفن لعقلية المشاهد المصري، لكني أعتقد أن باسم يوسف هو أول من اتخذ هذه الخطوة من خلال برنامجه».

المجلة الالكترونية

العدد 1074  |  أيار 2024

المجلة الالكترونية العدد 1074