قيل وقال

استطلاع "لها": ما المشاعر التي تنتابك عند الجوع الشديد؟ بعض الإجابات ستصدمكم

الجوع,استطلاع,استطلاع رأي

10 يونيو 2015

حين يجوع الجسم يستطيع التحكّم بإشارات الجوع إلى حد معيّن، ولكن صمود الجسم لا يطول كثيراً قبل أن تفلت الأمور من عقالها ويفقد المرء قدرته على التحكّم بأحاسيسه وتبدأ المشاعر السلبية تجتاحه.
فعبارة "الجوع كافر" لم تأت من فراغ إذ تستعمل للتعبير عن التأثير الكبير للجوع على البشر وتحويلهم إلى كائنات لا تتحكّم بمشاعرها. فالجائع الذي ينتظر أن يجهز الغداء أو العشاء أو الذي تأخّرت طلبيته للطعام (الديليفري) أثناء عمله أو العالق في الزحمة وهو في حالة جوع شديد، ينتابه خليط من المشاعر التي تبدأ بفقدان التركيز وتنتهي بالكآبة.
واستطلعت "لها" مشاعر عينة من الأشخاص تتراوح أعمارهم بين العشرين والستين عاماً، حين يكونون في حالة جوع شديد، فأجمع معظمهم على أنهم يفقدون التركيز حين يجوعون كثيراً، بعضهم أثناء العمل أو الدراسة أو حتى أثناء القيام بالأعمال المنزلية.
فللجوع تأثير على الجسم كلّه ومن ضمنه الدماغ لأنّه يشغله بمشاعر كثيرة ما يشتت تركيزه. وأشار الموظفون الذين استطلعت آراؤهم إلى أنهم يمكن أن يتوقفوا كلياً عن العمل إلى حين وصول الطعام لأنّهم يخشون ارتكاب هفوات إذ يتراجع تركيزهم بشكل كبير.
وقالت بعض ربات البيوت في العيّنة المستطلعة إنهن أحياناً يخطئن في مقادير الأكلات التي يقمن بإعدادها، وبعضهن أكّدن أنهنّ حرقن الكثير من الطبخات وهنّ في حالة جوع شديد.
وبموازاة فقدان التركيز، أجاب المستطلعون أنهم يشعرون بالعصبية والتوتّر أو بالعامية "النّرفزة". وقال عدد منهم إنّ قدرتهم على تحمّل أشخاص مزعجين عادة ما يغضّون النظر عنهم، تقلّ، مثل زميل في العمل أو الصف. وأشار البعض الآخر إلى أنهم يصبحون غير قادرين على تحمّل الضجّة أو الصوت العالي في حالة الجوع الشديد.
فالعقل والمعدة مترابطان أكثر مما نعتقد، لأن هرمون الشهية "غريلين" مثلاً ينتج في المعدة ولكن مستقبلاته (receptors) موجودة في أماكن أخرى في الجسم بينها المهاد في الدماغ. وبالإضافة إلى تحفيز مشاعر الجوع، يمكن للغريلين أن ينتج رداً متوتّراً يذهب عند الأكل. 
ويتحوّل التوتّر لدى بعض الناس إلى حالة غضب وكراهية، إذ يصبحون نزقين يغضبون من كل ما حولهم ومن حولهم، وهو ما قالته نسبة لا بأس بها من المستطلعين في عينة "لها". ولدى استفسار أكبر عن شخصية هؤلاء، تبيّن أنهم بشكل عام أشخاص سريعي الغضب. والطريف أن هؤلاء أجابوا فوراً على السؤال عن المشاعر التي تنتابهم عند الجوع بـ"الكره" أو "الكراهية".
وقال عدد كبير من النساء في العيّنة، إنهنّ يشعرن بالكآبة حين يجعن كثيراً، لأنّ ذلك سيعني أنّه سيكون عليهنّ الأكل وكسب المزيد من الوزن وبالتالي الشعور بالذنب، أو عدم الأكل والبقاء في حالة جوع وبالتالي الشعور بالقهر لأنّ غيرهنّ يأكل ما يحلو له على عكسهنّ.
ولكن طبعاً رفض البعض في العيّنة المستطلعة، الإقرار بأنهم يجوعون أو أنهم إن جاعوا كثيراً تنتابهم مشاعر سلبية، وهؤلاء هم الأشخاص الذين يحاولون في تصرّفاتهم بشكل عام الظهور بمظهر الأشدّاء المتماسكين.
ولكن بعض إجابات المستطلعين كانت مضحكة وملفتة، فبعضهم قال إنه يشعر إنها نهاية العالم وإنه لا جدوى من الحياة، وهذا مردّه إلى طباعهم بشكل عام والتي تتّسم باليأس والتراخي.
وبعض الإجابات كانت صادمة ومضحكة أيضاً مثل الإجابة بـ"الشر" و"القتل" للتعبير عن الغضب والتوتّر عند الجوع.
وتبقى الإجابة الأبرز والتي يمكن أن تختصر الموضوع كلّه هي: "يجب أن يكون السؤال ما المشاعر التي لا تنتابك حين تجوع!".