مع مرضى السرطان على طريق الشفاء

مرضى السرطان,الشفاء,اطفال

رحمة يوسف، هدى علي (مصر) 04 أكتوبر 2015

ينهض المجتمع من خلال بعض الأفراد والجمعيات والمؤسسات، لمؤازرة مرضى السرطان في صراعهم مع المرض، ويثابر أصحاب المبادرات الخيّرة على عملهم هذا، فيقفون مع المرضى خلال فترة العلاج، ويتابعونهم حتى الوصول الى الشفاء. بعض الجمعيات والمعاهد والمستشفيات الطبية المتخصصة في مصر أعلنت الحرب على السرطان. ووراء إنشائها قصص نرصدها مثلما نكشف أيضاً دورها في علاج السرطان والتوعية به.


وفاة 13 طفلاً في يوم واحد وراء إنشاء مستشفى 57357
هو أحد المستشفيات التي أنشئت خصيصاً لعلاج الأطفال الذين يعانون مرض السرطان بالمجان، ويتميز بأنه تم بناؤه كاملاً من طريق التبرعات، وفقاً لحملة دعائية ضخمة. بدأت فكرة إنشاء المستشفى منذ عام 1999 عندما توفي 13 طفلاً من أصل 15 في يوم واحد في معهد الأورام، بسبب ضعف الإمكانات، بعد الزيادة الواضحة في إصابة الأطفال، حيث يصل عدد الأطفال المصابين بالسرطان في مصر إلى عشرة آلاف سنوياً. وتم تأسيس أول حساب للتبرعات تحت الرقم 57357 في البنوك المصرية، ليفتح المستشفى أبوابه عام 2007.
يقدم المستشفى الخدمات بالمجان، إلى جانب اختلافه في التعامل مع الحالات المرضية من الأطفال عن باقي المستشفيات، حيث يتميز بتوفير الألعاب وغيرها من وسائل الترفيه التي تُشعر الطفل المصاب بالسعادة. بعد حصول الجمعية على أرض المشروع، قُدّرت التكلفة المبدئية لبناء لمستشفى بـ 70 مليون دولار، واعتمدت الجمعية في جمع التبرعات على الحملات الميدانية والإعلامية والزكاة والتبرع المباشر من الأفراد والشركات والهبات والدعم المحلي والخارجي. وقد دُعم المشروع بالكثير من الطرق، منها إعلانات لاعبي الكرة والممثلون في التلفزيون المصري والقنوات الفضائية، لحضّ الناس على التبرع، كما نُظمّت حملات لجمع التبرعات في المدارس والجامعات.
صمم المستشفى جوناثان بيلي المهندس الشهير في إنشاء التصميمات المستقبلية، بالتعاون مع الخبرة الهندسية المصرية المجانية. ويتكوّن مبنى المستشفى من جزءين، الأول يضم العيادات الخارجية والخدمات، حيث يقدم خدماته لـ450 مريضاً في اليوم الواحد. أما الجزء الثاني فهو أبراج القسم الداخلي، ويتكون من 180 سريراً قابلة للزيادة لتصل إلى 350 سريراً.

اطلق اسم بهية وهبي على مستشفى لعلاج سرطان الثدي
تقول الدكتورة هويدا سعد، مسؤولة الطب النفسي في المستشفى: «بهية وهبي هي سيدة مصرية من عائلة عريقة، أُصيبت بالسرطان وتوفيت بنتيجته بعد معاناة طويلة، مما دفع عائلتها بعد وفاتها إلى إنشاء مستشفى بهية لعلاج سرطان الثدي للسيدات، بعد الارتفاع الملحوظ في عدد السيدات المصابات بالسرطان، فتبرعت عائلتها بأرض المستشفى التي تبلغ مساحتها عشرة آلاف متر مربع. وبعد اكتمال البناء، اختيرت جمعية رسالة للبدء في التجهيزات والتشغيل، والعمل بمنظومة متكاملة لتقديم خدمة طبية لجميع المرضى. وعلى الفور أصبح المستشفى أكبر مركز متخصص لعلاج السرطان للسيدات في مصر بالمجان، وهو يوفر الكشف المبكر مما يساهم في رفع نسبة الشفاء، كما يتم إدخال أسر المرضى ضمن المساعدات الاجتماعية في جمعية رسالة. التبرع لـ «بهية» يتم بطرق مختلفة، مثل التبرع المادي لتغطية التجهيز والتشغيل، شراء جهاز للمركز كصدقة جارية، كفالة حالة معينة، وأخيراً المشاركة بالخبرات والعلاقات لتنمية المركز».
وتوضح الدكتورة هويدا: «استقبل المستشفى ما يقرب من ثمانية آلاف حالة مصابة بسرطان الثدي منذ تأسيسه، حيث هناك واحدة من كل 8 سيدات في مصر مصابة بسرطان الثدي، ويمثل سرطان الثدي 17,6 في المئة من مرضى السرطان في مصر».

مستشفى مصر الجديدة يستقبل خمسة آلاف امرأة سنوياً
أما الدكتور شريف بهاء الدين، أستاذ مساعد في جراحة الأورام ونائب مدير مستشفى مصر الجديدة لأورام الثدي، فيقول: «أُنشئ المستشفى منذ ثلاثة أعوام فقط، وهو متخصص في أورام الثدي، ويُعد المستشفى الأول لعلاج أورام الثدي بالمجان، ويعتمد بالدرجة الأولى على التبرعات التي مصدرها الجمعيات الخيرية المتعددة في مصر، والمؤسسات الشهيرة والقطاع الخاص وعدد من المواطنين بمبادرة فردية، والتبرعات الثابتة بشكل منتظم من المؤسسات ورجال الأعمال. وهناك جزء من التبرعات من الفنيين وبعض الفئات من الدول العربية الأخرى، كعمل خير أثناء زيارتهم مصر. يتردد على المستشفى شهرياً أكثر من 500 حالة، ويستقبل في اليوم الواحد 50 حالة، وفي العام أكثر من خمسة آلاف ‏امرأة مصابة، ويقدم المستشفى خدماته العلاجية لأكثر من 80 في المئة من المترددين عليه بالمجان، كما ينشر إعلانات في وسائل الإعلام المرئية لتعريف المواطنين بنشاطاته وجمع التبرعات، لأنه لا يزال في حاجة إلى شراء عدد من الأجهزة الطبية الهامة لعلاج المرض».

معهد الأورام بالمجان ومليون جنيه تبرعات شهرية
يقول محمد القاضي، المستشار الإعلامي لمعهد الأورام التابع لجامعة القاهرة: «تاريخ المعهد يعود إلى أكثر من خمسين عاماً، وانطلق العمل فيه عام 69، على يد مؤسسه الدكتور لطفي أبو النصر والدكتور إسماعيل السباعي، ويستطيع المعهد استيعاب حوالى 270 مريضاً دائماً، وكانت تكلفة إنشائه عالية جداً وتصل إلى مليون جنيه مصري، وبوشر العمل فيه بجهود أكثر من أربعين طبيباً وما يقرب من 155 ممرضة وممرضاً، واستقبل المعهد في بدايته حوالى 600 مريض، وكان أكثر من ثمانية آلاف مريض يترددون على المكان».
ويشير القاضي إلى «أن المعهد يستقبل في الوقت الحالي 245 ألف مريض قديم وجديد، وعدد المرضى الداخلين يصل إلى سبعة آلاف مريض، وعدد العمليات الجراحية التي قام بها المعهد في العام الحالي 3400 عملية، واستقبلنا في قسم الأطفال 33 حالة تعاني ورماً، وفي قسم العلاج الكيماوي 75 ألف مريض، وقسم الجراحة فيه 75 ألفاً، وفي قسم العلاج بالأشعة أربعة آلاف مريض، وهناك تطورات حققناها عام 2015 وتمثلت بفتح العيادات الجديدة التي تستقبل في اليوم الواحد 600 حالة كشف على المرضى».
ويحضر الى المعهد أشخاص من محافظات الفيوم وبني سويف والقاهرة والجيزة، لعدم وجود مراكز متطورة لعلاج الأورام فيها، ونظراً الى التكلفة العالية للعلاج. إلا أن العلاج في المعهد بالمجان ويعتمد على تبرعات فاعلي الخير التي قد تصل نسبتها إلى مليون جنيه في الشهر الواحد، كما لدينا استراحات لاستقبال المريض».