نلجأ غالباً إلى المسكّنات ما إن نشعر بآلام في الرأس. من هذه الآلام ما قد يظهر عند الاستيقاظ صباحاً، ومنها ما يظهر خلال النهار. لكن في كل الحالات قد يكون من الصعب تحمّلها فيبدو الدواء الحل الأفضل والأسهل.
إلا أن في كثير من الأحيان قد لا يكون هذا الحل هو الأنسب والأكثر فاعلية. ثمة علامات تشير إلى طبيعة آلام الرأس وأسبابها وطرق معالجتها، مما يسهل علينا الأمور بدلاً من اللجوء إلى العلاج الدوائي الذي قد لا يكون هو الحل.

تعتبر آلام الرأس الناتجة من التوتر أكثر آلام الرأس شيوعاً، فهي تظهر فجأة من دون سابق إنذار وتصيب نسبة 80 في المئة من الناس تقريباً، إلا أن المرأة تعتبر الأكثر عرضة لها بنسبة مضاعفة مقارنة بالرجل، وذلك نتيجة التقلبات الهورمونية لديها.
في السابق كان التوتر يعتبر مسبباً لآلام الرأس المترافقة مع آلام في الكتفين والعنق، لكن مع الوقت تبين أن التوتر ليس إلا واحداً من المسببات العديدة لآلام الرأس. في كل الحالات، لا بد من التحقق من بعض العلامات والظروف التي تترافق مع آلام الرأس للتأكد من طبيعتها ومن العلاج الأنسب لها.

إذا كانت هذه الآلام تظهر صباحاً عند الاستيقاظ من النوم
قد تكون المشكلة في هذه الحالة ناجمة عن صرير الأسنان والضغط الزائد على الفك ليلاً أثناء النوم، مما يسبب آلاماً في عضلات الفك وتمتد إلى الرأس. كما تزيد هذه المشكلة سوءاً نتيجة مضغ العلكة لساعات طويلة.
الحل...
الجئي إلى وضع ضمادة دافئة لمدة ربع ساعة مرات عدة في اليوم، فهي تساعد على ارتخاء العضلات. يمكن أن يعرف الآخرون ما إذا كنت تعانين هذه المشكلة من صرير أسنانك ليلاً. ولأن من الصعب وقف هذه العادة، من المهم الاستعانة بقالب خاص للأسنان.

في حال عدم شرب فنجان القهوة الصباحي
تعتبر هذه المشكلة من مضاعفات الإدمان على تناول الكافيين. عندها تعتاد شرايين الدماغ على الحصول على مادة الكافيين. أما في حال عدم الحصول عليها فيدفق الدم فجأة وبقوة فيها، مما يسبب آلاماً في الرأس نتيجة الانتفاخ فيها تماشياً مع دفق الدم الزائد.
الحل...
تناولي كوباً من القهوة السوداء، ومن المفترض أن تزول آلام رأسك خلال ساعة. لكن لاحقاً حاولي دائماً الحصول على معدل مقبول من الكافيين على أن تسعي إلى خفضه تدريجاً مع الوقت.

في حال إهمال تناول وجبة الغداء المعتادة
مع انخفاض معدل السكر في الدم، يُحرم الدماغ من كمية الغلوكوز التي يحتاج اليها في وظائفه المعتادة. وعندما ينقصه مصدر الطاقة، تبدأ آلام الرأس طلباً لتصحيح الوضع.
الحل...
تناولي وجبة غنية بالبروتينات ولا تلجئي إلى قطعة من الحلوى لحل المشكلة، لأن الحالة نفسها ستتكرر مجدداً خلال ساعات. إذ إن الأطعمة الغنية بالسكر ترفع معدلات السكر في الدم بسرعة ثم تعود وتنخفض بسرعة، مما يؤدي إلى عودة آلام الرأس.
لاحقاً احرصي على تناول وجباتك الغذائية بانتظام من دون إهمال أي منها، على أن تحتوي على القليل من اللحم الهبرة والبيض أو السمك أو الحليب ومشتقاته او المكسرات، مما يساعد على ضبط معدلات السكر في الدم. أيضاً احرصي دائماً على التركيز على مصادر المغنيزيوم في غذائك، لأنه بات معروفاً أن النقص فيه في الغذاء يسبب آلام داء الشقيقة، وقد يكون من مسببات بعض آلام الرأس الشائعة.
علماً أن المرأة بعد سن الـ 31 سنة تحتاج إلى 320 مللغ من المغنيزيوم في اليوم، فيما يحتاج الرجل إلى 420 مللغ منه. مع الإشارة إلى أن حفنة من اللوز تحتوي على 80 مللغ منه، وأن كوباً من السبانخ يحتوي على 160 مللغ من المغنيزيوم.

في حال الانهماك بالعمل
الجلوس لساعات طويلة أمام شاشة الكمبيوتر وفي مكان العمل أو أي مكان آخر يتم فيه التركيز على مهام معينة. حتى أن الجلوس نفسه في وضعية غير مريحة يسبب تشنجات في العنق والكتفين.
الحل...
حاولي ممارسة بعض تمارين المط فيما تقفين في المكتب لتريحي جسمك. بعدها فكري بسبب المشكلة، وهو الكمبيوتر. احرصي على وضع الشاشة بشكل تكون فيه مقابِلة لوجهك تماماً وفي مستوى نظرك. قد تحتاجين إلى نظّارات خاصة للكمبيوتر، لأن تعب عينيك قد يسبب آلاماً في الرأس.

في حال الإفراط في تناول مسكنات الألم
قد يساهم الإفراط في تناول مسكنات الألم مرات عدة في الاسبوع في عودة آلام الرأس بشدة. في هذه الحالة يلحظ الجسم الألم أكثر من العادة عند ظهوره.
الحل...
حاولي التخلص من عادة تناول مسكنات الألم في كل مناسبة.

في حال العطش ونقص السوائل في الجسم
يسبب نقص السوائل في الجسم آلاماً في الرأس.
الحل...
أظهرت إحدى الدراسات أن تناول حوالى 8 أكواب من الماء يومياً يساعد على التخلص من آلام الرأس.

في حال تأخير ساعة النوم وعدم النوم بشكل كافٍ
قلة النوم هي السبب. فأي تغيير في روتين الحياة يؤثر سلباً في الساعة البيولوجية للجسم والدماغ، مما يسبب آلاماً في الرأس.
الحل...
حاولي المشي قليلاً للاسترخاء، مما يساهم في إفراز هورمونات الأندورفين التي تعتبر مسكنات ألم طبيعية للجسم. قد ترغبين بقيلولة خلال النهار، إلا أن آلام الرأس تزيد لدى البعض عند اللجوء إلى هذا الحل.

 في حال مواجهة الكثير من الضغوط في الحياة
المشكلة في التوتر. ففي دراسة حديثة تبين أنه حتى معدلات بسيطة من التوتر قد تزيد من نسب الإصابة بآلام الرأس بأكثر من 6 في المئة شهرياً. والتوتر لا يسبب آلاماً في الرأس فحسب، بل يزيد من وتيرتها أيضاً وقد يحوّلها إلى آلام مزمنة.
 الحل...
حاولي الاسترخاء بالجلوس بهدوء. اخفضي رأسك وتنشقي الهواء ثم أديري وجهك من جهة للحظات، أخرجي بعدها الهواء الذي تنشقته فيما تعيدين رأسك إلى الوسط. كرري ذلك في الجهة الثانية. وكرري هذا التمرين الذي يساعدك على الاسترخاء مرات عدة. كما يمكن ان تجربي تمارين التأمل والاسترخاء والعلاجات المماثلة.

أنواع آلام الرأس

آلام الرأس المرتبطة بالتوتر: هي من الآلام التي يمكن مواجهتها في الحياة اليومية، وتأتي بصورة آلام تلف الرأس بالكامل. يمكن أن تستمر من نصف ساعة حتى أسبوع.

آلام الشقيقة: هي آلام تأتي في جانب واحد من الرأس وتترافق غالباً مع غثيان أو تقيؤ أو حساسية مفرطة تجاه الضوء والأصوات.

آلام الرأس المرتبطة بالتهاب الجيوب الأنفية: عندما تلتهب الجيوب الأنفية حول الأنف والعينين، تبدأ آلام الرأس وقد تترافق مع ارتفاع في الحرارة.

آلام الرأس المزمنة أو التي تظهر في مراحل: تختلف طبيعتها بحسب وتيرتها، فهي مزمنة إذا كانت تظهر أكثر من 15 يوماً في الشهر، أما إذا كانت تظهر بوتيرة أقل فهي مرحلية.

آلام الرأس الناتجة من الاستهلاك الزائد للأدوية: هي عبارة عن آلام في الرأس تتكرر نتيجة الإفراط في استهلاك مسكنات الألم.