من عالم الصحافة إلى المطبخ صحافيون يختبرون الطهو في Top Chef

عالم الصحافة,المطبخ,صحافيون,الطهو,Top Chef,مارون شديد,منى موصلي,بوبي شين,طباخ,mbc,MBC MASR 2,Horeca 2017

كارولين بزي (دبي) 09 أكتوبر 2016

لا مانع في أن تكون طباخاً ماهراً بموازاة عملك الصحافي، خصوصاً عندما تتدرب على أيدي أمهر الطباخين في العالم العربي، فكيف إذا كانوا أعضاء لجنة تحكيم الموسم الأول من برنامج Top Chef الذي تعرضه شاشتا MBC و MBC MASR 2. إذ يتنافس 15 طباخاً في 13 حلقة جاؤوا من تسع دول عربية لحيازة لقب أفضل شيف في العالم العربي، وسيحصل في نهايتها الرابح على مبلغ مئة ألف دولار أميركي، وسيارة من طراز كاديلاك XT5 الجديدة، وتغطية كاملة في مجلة Hospitality News ، فضلاً عن مشاركة محليّة أو إقليمية في أحد معارض الضيافة « Horeca 2017 ».. 


ما إن وصلنا إلى فندق Jumeirah Beach، حتى استقبلنا فريق عمل MBC بحقيبة ورقية تضم ملابس الـTop Chef مع قبعته، بحيث خصص فريق MBC بدلة لكل صحافي، وذلك لخوض منافسة بين لجنة تحكيم برنامج Top Chef لكل من مارون شديد من لبنان، منى موصلي من المملكة العربية السعودية، وبوبي شين صيني-مصري، من جهة، وبين أعضاء الفريق الواحد من جهة أخرى. تم توزيع نحو عشرين صحافياً في ثلاث مجموعات وُزعت بين أعضاء لجنة التحكيم. كنت ضمن فريق الشيف اللبناني مارون شديد برفقة الزميل إدي حطّاب لنعدّ طبقنا الخاص، وهو سلطة الفريكة المكوّن من الفريكة والشمندر والفجل والبقدونس والخس والروكا والسمسم والجبنة وغيرها من المكونات الأساسية. بينما جهز فريق منى موصلي طبقاً من الأرز والدجاج، فيما اختار بوبي شين الـ Spring Rolls الفيتنامية، بحيث اختار كل حكم الطبق الأقرب إلى تقاليد بلاده.

ارتدينا ملابسنا واعتمرنا قبّعاتنا ووضعنا قفازاتنا وتوجهنا نحو ركن المنافسة لنعدّ طبق السلطة، أولى توجيهات الشيف مارون كانت العناية بالنظافة، لأن النظافة من ركائز المطبخ الناجح، ثم قدّم لنا إرشادات لتحضير الطبق، الذي بالإضافة إلى المكونات، تُميز نكهته الصلصة المؤلفة من الليمون وربّ الرمان وزيت الزيتون البلدي مع بعض التوابل التي أضفت على الطبق طعماً لذيذاً. بدأنا بتقطيع الخضار، ثم وضعناها في قدرٍ وقمنا بخلطها مع الفريكة والصلصة والبهارات والملح. الطبق لم يعتمد على الطعم فقط، بل على التزيين أيضاً، فبمساعدة الشيف مارون استطعنا أن نقدم طبق سلطة الفريكة بنكهة وشكل مميزين. هذه التجربة كانت لفتة مميزة من فريق MBC لكسر جمود المؤتمرات الصحافية التي تُنظم عادةً. كما أثبتت المباراة براعة أعضاء لجنة التحكيم في توجيه هواة الطبخ وحتى المبتدئين منهم، الى إعداد أشهى الأطباق.

جو من المنافسة والضحك المتواصل بين الصحافيين تنافسوا خلاله على تقديم أفضل طبق ضمن فريقهم لإثبات أنهم Top Chef. بعد المنافسة انضممنا جميعاً إلى مائدة الغداء، والتي أعدّ خلالها كل شيف طبقاً مختلفاً، فكان طبق كبة السمك بالترتار من إعداد الشيف منى موصلي. الشيف مارون شديد حضّر طبقاً من اللحم المطبوخ لأكثر من ستين ساعة مع الخضار المطبوخة. فيما حلوى الفوندون بالشوكولا أعدّها الشيف بوبي شين.

خلال المؤتمر الصحافي أعلن المتحدث الرسمي باسم مجموعة MBC مازن حايك عن إطلاق الموسم الأول من النسخة العربية من برنامج «توب شيف»، ثم تحدث كل عضو من أعضاء اللجنة عن تجربته. فتميزت كل شخصية بنكهة مختلفة، إذ تحلّت شخصية الشيف مارون شديد بالجدية والرصانة، أما الشيف منى موصلي فكانت طبق الحلوى الخاص بالمؤتمر، بحيث استطاعت بضحكتها أن تضفي جواً من الراحة، وكانت إطلالة الشيف بوبي شين مختلفة بسبب خفة الدم التي ورثها عن أم الدنيا مصر.   


بوبي شين: حضّرت الطبق الأول في السادسة من عمري

-  عرّفنا عن نفسك...
أنا بوبي شين شيف مصري- صيني بالمُناصفة، وُلدت في نيوزيلندا، درست في مصر ولندن وأميركا، وتنقلت بين أميركا وأوروبا، ولكن في السنوات العشرين الأخيرة عشت في فيتنام، وأحببت الناس هناك وعشقت أطباقهم الشهية ونمط حياتهم، وهو المكان الذي أطلق العنان لموهبتي في الطهو، وأنا سعيد جداً بذلك وشغوف بهذا البلد.

-  هل بدأت مسيرتك المهنية في الطهو؟
بدأت العمل في البورصة، وقدمت عروضاً في الكوميديا.

-  ما الذي يجمع الطهو بالبورصة والكوميديا؟
درست المحاسبة لكي أجني مالاً، وعملت في البورصة، ورغم أن كسب المال جيد لكنني لم أجد نفسي في هذا المجال. بحثت عن شيء يجعلني أستيقظ صباحاً وأتوجه بحماسة إلى العمل. الكوميديا متأصلة في شخصيتي، ومن خلالها يمكننا أن نقول الحقيقة ويكون وقعها خفيفاً على الناس، إلا أنني وجدت الطهو بالصدفة. كان عليّ أن أعمل نادلاً في النهار لأجني مالاً وفق برنامج عمل مريح وأقدم ليلاً Stand Up comedy، ولم أكن أعرف الكثير عن إعداد الأطباق. عندما كنت في أميركا، عملت في مطاعم مهمة لأنها تدفع أجراً كبيراً، فتفرغت لقراءة كتب الطبخ، وتابعت برامج الطهو وبذلت جهداً للبقاء في المطبخ لكي أتعلم وأصبح نادلاً ماهراً، ولكن عندما دخلت المطبخ وجدت الواقع مختلفاً، ففي إمكاننا ونحن نقطّع البصل أن نحلم بعالم آخر، بحيث إن تحضير المكونات وإعداد الأطباق فن بحد ذاته. مثلاً روبن هود كان يسرق من الأغنياء ليعطي الفقراء، وبدوري لم أكن أهدف من ممارسة مهنة الطهو الى جمع المال ولكنني لم أعمل بالمجان، أنا أعشق عملي، وبالتالي إذا أحببنا عملنا سنبدع فيه.

-  متى التحقت بعالم الطبخ؟
منذ أن كنت في السادسة من عمري، كنت أساعد جدتي الصينية في إعداد الطعام، وكذلك جدتي المصرية، وكنت أتناول كل الأطباق لأنني أحب الأكل أصلاً، لكنني لم أدخل مجال الطهو باكراً. ولاحقاً قرأت كتاباً عن Vincent Van gogh الذي اكتشف موهبته في الرسم في سن الثلاثين ولم يكن قد رسم في حياته حتى هذه السن، وأدركت أن الأوان لا يفوت حتى لو تأخرنا في اكتشاف موهبتنا، عندما نجد الشغف يصبح الطريق مفتوحاً.

-  ما هو أول طبق حضّرته؟
الفول المصري، وكنت في السادسة من عمري. والمهلبية كانت أول ابتكاراتي.

-  هل مزجت بين الكوميديا ودورك كعضو لجنة تحكيم في برنامج «توب شيف»؟
«توب شيف» ليس برنامجاً كوميدياً، وإنما هو برنامج جدي، إذ ثمة فائز واحد من بين 15 مشتركاً. الموقف صعب. لن أكون فكاهياً في البرنامج، وخصوصاً عندما نرى شغف المشتركين بما يقدمونه، أحياناً نحتاج الى كسر الجليد، وهذا أمر طبيعي. تجربة Top Chef رائعة، فهي تجمع مزيجاً من المشاعر المتناقضة.


الشيف مارون شديد: بكيت في بداياتي... أنا الحَكَم الصارم الذي يحكم بالعدل  

-  حدّثني عن بداياتك...
دخلت إلى عالم الطهو بالصدفة. في عام 1987 وكنت في السادسة عشرة من عمري، التحقت بالمدرسة الفندقية واكتشفت بالصدفة بعد بدء دراستي أنني أحب الطهو، فأنا متأثر جداً بوالدتي واكتشفت لاحقاً أنني ورثت عنها الشغف بالطهو.

-  هل كنت تعتبر نفسك ذوّاقاً؟
تربيت في منزل، والدتي تطهو فيه بطريقة رائعة، وربما هذا وُلد فيّ، وبالتأكيد لأنني وُلدت في ضيعة لبنانية وعشت مع الطبيعة والأرض في بصغبين في البقاع الغربي... كل هذه الأمور أثّرت في طفولتي وفي مسيرتي المهنية. لاحقاً بذلت مجهوداً لتطوير نفسي، وسافرت الى الخارج وتلقيت دروساً، وخضت مباراة محلية وإقليمية وعالمية.

-  هل تعتقد أن ثمة فرص عمل واسعة في مجال الطهو؟
فرص العمل واسعة في هذا المجال، لكن بشرط أن يحب الفرد عمله، ويجب أن ننظر إلى هذا المجال نظرة مختلفة، لأن لا حدود لعالم الطبخ، مع ضرورة أن نمتلك الشغف ونحدد الهدف من دخولنا هذا المجال.

-  ما هو أول طبق حضّرته؟
لا أذكر، ولكن في البداية نبدأ بتحضير أطباق السلطة، والمقبّلات اللبنانية.

-  هل الصلصة التي تُضاف إلى الأطباق تلعب دوراً؟
ليست الصلصة وحدها، وإنما نوعية المحتويات التي تُضاف إلى الصلصة والمكونات الطازجة.

-  هل شاركت في مسابقات طهو من قبل؟
شاركت في مسابقات عالمية ولكنها لم تُعرض على التلفزيون.

-  هل واجهت الصعوبة التي تعترض المشتركين في top chef ؟
بل واجهت صعوبات أكثر تعقيداً. التجربة الصعبة هي التي جعلتني أحقق ما وصلت إليه اليوم.

-  هل تضايقت خلال هذه التجارب؟
بكيت، شعرت بالإحباط والتعب والفرح... بكل شيء يمكن أن يشعر به انسان، ولم أفز، لكنني حزت المركز السابع على صعيد العالم، إذ مثلت لبنان في Bocuse D’or عام 2005. على مدى سنتين عملت يومياً لثمانية عشر ساعة من دون يوم عطلة، ادخرت 80 ألف دولار وموّلت مشاركتي في المسابقة العالمية التي مثّلت فيها لبنان.

-  هل تقسو على المشتركين؟
أنا لست قاسياً، بل ألعب دوري، وفي المكان الذي يجب أن أكون فيه قاسياً أكون، وأقول الكلمة التي يجب أن أقولها، ومع أنني الحَكَم الصارم في اللجنة، إلا أنني أحكم بعدل.

-  ما هو المطبخ الأقرب إليك؟
المطبخ الشرق أوسطي (ايطاليا، جنوب فرنسا...)، العربي واللبناني.

-  هل ثمة من فاجأك من المشتركين؟
ثمة من فاجأني ومن لم يفاجئني، وثمة أشخاص فوجئت بإيجابيتهم، وفي اليوم التالي صُدمت لحالهم. في «توب شيف» لا شيء ثابتاً، ربما في هذه الحلقة ينجح المشترك في الاختبار، وفي حلقة أخرى يفشل، فهذا يختلف عن الدراسة في المدرسة.

-  ماذا عن التعاون بينك وبين اللجنة؟
كما رأيتم اليوم «بياخد العقل».