الشيف عصام جعفري: تركتُ عملي للالتحاق بـ Top Chef

Top Chef,الشيف عصام جعفري,المغربي,حفل ضخم,إمارة دبي,النهائيات,عبدالفتاح الصاوي,هلا عيّاش,الحلم,مشروعه,الفوز,الحلقة الأخيرة,التحضيرات,إعلان النتيجة,لجنة التحكيم

ميشال زريق 21 ديسمبر 2016

تُوِّجَ الشيف المغربي، عصام جعفري، أفضل شيف في العالم العربي، في الموسم الأول من برنامج Top Chef، الذي طوى آخر صفحات موسمه الأول على شاشة MBC 1 في حفلٍ ضخم أُقيم في إمارة دبي، حيث وصل إلى النهائيات كلٌّ من هلا عيّاش، عبدالفتاح الصاوي وعصام جعفري، الذي يُحدّثنا في الأسطر التالية عن تجربته في البرنامج، تعلّقه بالمطبخ المغربي ومشروعه- الحلم بعد انتهاء البرنامج.


- مبروك عصام الفوز في Top Chef؛ أخبرنا كيف كانت التحضيرات للحلقة الأخيرة؟

شكراً لكَ، بصراحة الأسبوع الذي سبق الحلقة الأخيرة كان مرهقاً وممتعاً في الوقت نفسه، وكان له وقعٌ مختلف تماماً عن الأسابيع السابقة، فقد حاولت التركيز أكثر وتحضير الوصفات بدقّة، والأخذ بآراء وتعليقات لجنة التحكيم المؤلّفة من الطهاة مارون شديد، منى موصلي وبوبي تشين، وقد دوّنتُ سابقاً كلّ ملاحظاتهم حتى أعاود قراءتها قبل النهائيات، كما تعلّمتُ من الملاحظات التي أعطِيَت للمتسابقين الآخرين.

- كيف كان وقع الفوز عليك، عند إعلان النتيجة؟
في الحقيقة كانت لحظةً مميّزة جدّاً، ومهما حاولت أن أجد عبارات تصفها سأفشل، لأنّها من أجمل لحظات حياتي ومن أهم المحطات في البرنامج، الذي لم أكن في الأصل أتخيّل أنّني سأكون واحداً من مشتركيه، ولكن الحمد لله وصلتُ إلى النهائيات بعد مسيرة 13 أسبوعاً من التعب والجهد المتواصل.

- كيف تصف علاقتكَ بـ Top Chef؟
كما قلتُ لكَ، لم أكن أتخيّل أنّه سيتمّ قبولي في البرنامج، وكنتُ في السنوات الماضية أتابع النسخ الأجنبية منه، وأتمنّى لو يأتي اليوم الذي أشارك فيه بالبرنامج، وعندما تقدّمت إليه وبدأت مسيرتي، شعرتُ بالمسؤولية.

- ما هي أجمل ذكرى تحملها معكَ من البرنامج؟
يوم وصلتُ إلى دبي ليبدأ تصوير البرنامج، فكان ذلك اليوم بالنسبة إليّ يُوازي فوزي بالبرنامج وبأكبر جائزة من الممكن أن يحصدها إنسان، كما وأنّني في اللحظة التي ارتديتُ فيها «الجاكيت» المطبوع عليه وسم البرنامج، كانت ذكرى ولحظات لن أنساها أبداً، ولم أكن فعلاً أتوقّع اجتيازي كلّ تلك الاختبارات ووصولي الى النهائيات.

- تقول إنّ هدفكَ كان رفع اسم بلدكَ المغرب عالياً في المسابقة...
كنتُ أريد ألّا يخيب ظنّ المغرب بي خلال مسيرتي في البرنامج، وما أسعدني أكثر هو أنّني وصلتُ إلى النهائيات وفزتُ، وهذا ما يُشرّف اسم بلدي.

- في الحديث عن المغرب؛ هل نجحتَ في تعريف الجمهور وزملائكَ إلى الأطباق والمطبخ المغربي؟
شاركتُ في السابق في مسابقات عالمية عديدة بين فرنسا وإيطاليا، ولكن صعوبة المنافسة في Top Chef تحمل نكهةً مختلفة، من ناحية إدخالي الأطباق المغربية إلى التحديات ولكن بنكهات وطريقة تقديم مستحدثة ومختلفة، رغم كلّ الصعوبات التي واجهناها كمتسابقين من ناحية ضيق الوقت والضغط النفسي.

- ما الصعوبات التي واجهتها في البرنامج؟
سأكشف لكَ سرّاً، فقد خاطرت بمستقبلي من أجل Top Chef، إذ استقلتُ من عملي كشيف مسؤول في فندق في المغرب، لأنّهم لم يسمحوا لي بالمشاركة في البرنامج، وهذا أكبر تحدًّ وصعوبة واجهتهما، ولكنّني بفوزي تخطّيت هذا التحدي، ومثّلت المغرب خير تمثيل.

- في حلقة الأمهات، كان واضحاً اندفاعكَ...
مشاركتي في Top Chef، هي أيضاً بمثابة اعتراف بالجميل والدعم الذي قدّمه لي والداي، فقبل أن أشارك في البرنامج كنتُ خائفاً من اتخاذ خطوة ترك عملي والتفرّغ للتصوير، ولكنّ والدتي كانت الداعم الأكبر لهذه الخطوة.

- تقول إنّ «العين تأكل قبل الفم»؛ هل لكَ أن تُفسّر هذا القول؟
بالتأكيد، فنحن نبحث دائماً عن كلّ ما هو جميل، سواء في الأكل أو غيره، وفي المطبخ والطعام، يلفت الطبق انتباه الزبائن من النظرة الأولى، من ناحية اللون وطريقة التقديم والمكوّنات الظاهرة. فبالنسبة إليّ، العين هي التي تعشق وتأكل قبل الفم، وهي النافذة التي تحثّنا على تناول الطبق من عدمه، من المهم التنسيق بين المكوّنات، التزيين وبعد ذلك المذاق والنكهة.

- ما الذي اكتسبته بعد تجربتكَ في البرنامج؟
استفدتُ من خبرات الطهاة في لجنة التحكيم وكذلك الضيوف، وذلك من أجل تطوير نفسي ومستواي المهني، والتعرّف إلى أذواق أكبر عدد من الناس. تعلّمتُ أن أتعامل بطريقة إيجابية جدّاً مع أكبر عدد من الطهاة من جنسيات مختلفة، وأن أبقى هادئاً مهما حصل.

- بعد الفوز، هل تُفكّر في افتتاح مطعمكَ الخاص؟
قطعتُ وعداً على نفسي بالتركيز في كلّ يوم من حياتي، سواء كان فيه تحدّي طهو أم لا، وذلك ليكون بمستوى تطلّعات Top Chef، وبالتأكيد أتمنّى أن أفتتح مطعماً خاصاً بي، واليوم أحاول العمل على قائمة الطعام، على أن يحمل «ستايل» جديداً ومختلفاً، ليكون جزءاً من مخطط تطوير المطبخ المغربي في المستقبل بتقنيات فرنسية.

- هل من مشاريع أخرى تفكّر بها؟
بالتأكيد، أتمنّى افتتاح معهد لتعليم فنون الطبخ، إذ إنّني وخلال عملي في السابق ومشاركتي في Top Chef، اكتسبتُ خبرات ومهارة كبيرة أحبّ أن أتشاركها مع طهاة الجيل الجديد، فأتقاسم معهم الأفكار وأسلوب الطبخ المبتكر، فيكون الشيف المغربي والعربي على مستوى عالٍ من الحرفية، ويستطيع منافسة أي شيف آخر من العالم. كما أعمل راهناً على إنجاز كتاب طبخ يحمل توقيعي وبصمتي، فهذا حلم أسعى الى تحقيقه في القريب العاجل.

- ما الذي يُميّز برأيكَ المطبخ المغربي عن باقي المطابخ العالمية؟
في المطبخ المغربي تقاليد وعادات كثيرة، ولاحظتُ الاختلاف الواضح بين المطبخ المغربي والمشرقي والخليجي، فلدينا تنوّع كبير في الأكلات من مقبّلات وأطباق ساخنة وحلويات، كما وأنّ طريقة تحضير كلّ طبق تختلف من منطقة إلى أخرى، ناهيك عن استخدام البهارات بكثرة والمزج بين النكهات الحلوة والمالحة في الطبق نفسه، كما ساعد وجود المغرب في موقع جغرافي استراتيجي كثيراً في تطوير الأطباق وانفتاح المطبخ المغربي على جيرانه.

- هل تعتبر أن فوزك بتحدّيات عديدة كان ممهّداً لوصولكَ إلى النهائيات؟
في Top Chef عشتُ كلّ تحدٍّ على حدة؛ فكانت هناك مفاجآت عديدة واختبارات صعبة، وكنتُ أركّز على تقديم أفضل ما لدي لأجتاز المرحلة من دون التفكير في النهائيات.

- ما هو التحدي الأصعب الذي خضته؟
الطبخ على الثلج كان صعباً للغاية نظراً لضيق الوقت والظروف المناخية المحيطة بنا، وكان عليّ التركيز على عملي مع الشيف عبدالفتاح الصاوي، إذ طلبت منّا اللجنة العمل كثنائيات ولم نكن نريد الخروج من المنافسة.

- ما الذي تعلّمته من لجنة التحكيم؟
تعلّمت من بوبي تشين ألّا أكون مغروراً في تقديم أطباقي وحتى في اختيار المكوّنات وطريقة التحضير. من مارون شديد تعلّمت أنّه يجب أن يكون لدى كل شيف هوية و«ستايل» مختلف عن زملائه، ما ينعكس على طبقه في التحضير والتقديم. أمّا من منى موصلي، فقد تعلّمت العودة إلى الجذور في كلّ طبق أقدّمه، كما يجب أن أضع نفسي مكان الزبائن والمتذوّقين قبل تحضير أي طبق.

- متى شعرت بالندم؟
لا أسمّيه ندماً، بقدر ما هي لحظات أردتُ أن أغيّرها لو عدتُ لأشارك في البرنامج، مثل مشاركتي في تحدّي تحضير الأطباق للأطفال إذ لم أتعامل مع الموضوع وكأنّهم أطفال بل كزبائن عاديين.

- لو لم تكن أنتَ الفائز، من هو الشيف الذي تختاره ليفوز؟
الشيف خالد كاهيا.

- ولو لم تكن طاهياً، ما هي المهنة التي تختارها؟
أن أكون مدرّساً.

- ما هي نصيحتكَ للطهاة وحتى الأمهات اللواتي يحضّرن الأطباق لعائلاتهنّ؟
أطبخوا بحبّ أكثر، وليكن لكلّ طبق تحضّرونه رسالة معيّنة، سواء كانت صحية، أو طبقاً للمّة العائلة أو حتى ليرسم السعادة على وجه متناوليه.