السوشيال ميديا بوابة لأعمال الشباب!

السوشيال ميديا,بوابة,لأعمال الشباب,أعتاب,الوظيفة,التقليدية,مواقع,التواصل الاجتماعي,تطبيقات,الإنترنت,تأسيس,يروجون,سلمى عزت,صانعة إكسسوارات,شيرين علاّم,الثقة والنصب,حسام محمد,الفايسبوك,لا يكفي,أسامة الصعيدي,من الهواية,عالم الأعمال,مروة حازم,خداع,شيماء الخولي,مهمة صعبة,أسماء مصطفى

هدير الحضري - (القاهرة) 07 يناير 2017

شباب كثيرون لم يقفوا عند أعتاب الوظيفة التقليدية، بل استغلوا مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيقات الإنترنت المختلفة في تأسيس عمل خاص بهم، وعرفوا كيف ينجحون من خلاله ويروجون لأنفسهم.


سلمى عزت، فتاة تبلغ من العمر ثلاثين عاماً، قرّرت أن تنفذ مشروعاً لبيع الطعام الصحي، والذي يتمتع بمذاق رائع في الوقت نفسه، فرأت أن مشروعها سيجذب الناس لأنه يقوم على فكرة التمتع بالطعام الصحي بدون حرمان، ومن ثمّ خصصت صفحة على “فايسبوك” للمشروع سمّتها Pure life. تقول سلمى: «الجميع يمتلكون اليوم حسابات على السوشيال ميديا، ومن ثمّ فإن انتشار المشاريع أصبح أكثر سهولة وسرعة، إضافة إلى ذلك، ينجذب الناس دائماً إلى صور المنتجات، خاصة إذا كانت حقيقية، وهو ما يتوافر بسهولة عبر «فايسبوك»، كما يمكن الاطلاع على تقييم الآخرين للمنتج الذي تبحث عنه، وبالتالي سيشجعك هذا على شرائه».
سلمى ترى أن نجاح صفحات تسويق المنتجات يعتمد على مدى تقديمها أفكاراً جديدة، ومدى الثقة التي تتمتع بها منتجاتها، ويتحقق ذلك بتقديم صاحب المشروع صوراً حقيقية لمنتجاته، وابتعاده عن الزيف حتى لا يفقد صدقيته بين زبائنه، لذا فهي تعتمد على تقديم أطعمة بمكونات صحية وبأسعار مناسبة ليتضاعف عدد زبائنها، مضيفةً: «من هنا، من سيجرب سيخبر من لم يجرب، وهذا في حد ذاته دعاية مجانية».
وعلى الرغم من الفائدة القصوى التي عادت على المشروع من الـ»سوشيال ميديا»، يبقى هناك جانب سلبي، فتقول سلمى: «دائماً ما يقلق المشتري من التعامل مع جهة غير معلومة، وبالتالي يرفض البعض التعامل معي لمجرّد أنني مجهولة بالنسبة إليه، مع أن هناك الكثير من الأماكن المشهورة غير الجيدة، والتي تسعى فقط الى تحقيق ربح مادي».

صانعة إكسسوارات
أمّا شيرين علاّم، طالبة في العام الثالث في كلية الطب، فقد اكتشفت أنها مغرمة بصنع الحلي والإكسسوارات، وتنفيذ أفكار لنماذج مبتكرة بهما، فقررت أن تؤسس مشروعاً صغيراً لبيع منتجاتها لتعتاش منه؛ بالتزامن مع دراستها والأعمال التطوعية التي تحب القيام بها.
في البداية بدأت شيرين تسوّق منتجاتها بين أصدقائها في الدائرة المقرّبة منها، وعندما أخذت الدائرة بالاتساع، قرّرت أن تخصص صفحة لمنتجاتها عبر “فايسبوك”، الذي اعتبرته “بيئة خصبة” لانتشار أي سلعة لكثرة مستخدميه في مختلف الأعمال، وتقول: “شجعني على ذلك أنني عضو في جمعيات تطوعية، وطالبة في الجامعة وموجودة فيهما على الدوام، وبالتالي سيكون سهلاً تسليم المنتجات الى المشترين الذين يتواصلون معي في البداية عبر “فايسبوك” في تلك الأماكن؛ بدون مجهود أو تكاليف للشحن”.
ترى شيرين أن التسويق الإلكتروني المجّاني حدّ كثيراً من الإقبال على استخدام الإعلانات الورقية، التي لا تجذب الزبائن، لأنها تتطلب منهم مجهوداً للتعرف على طبيعة المنتجات بأنفسهم، عكس الإنترنت الذي يتيح نشر الكثير من الصور الملونة، والذي ساعدها على تسويق منتجاتها، كما أتاح لها تحديد الفئة المستهدفة لبيع مصنوعاتها؛ فضمنت بذلك انتشاراً أوسع.
وتؤكد شيرين أن الأسعار المعقولة هي التي تجذب الزبائن لشراء المنتجات، إضافة إلى الانطباعات الإيجابية التي يبديها المشترون السابقون عن المنتج نفسه، أو الحسومات والعروض التي يقدمها أصحاب الصفحات، والتي تزيد جمهور المتابعين، والأهم أن يتحدّث الناس عن صفات منتجاتك وجودة خاماتها وقيمتها.
وتتطرّق شيرين إلى جزء مهم في عملية التسوّق الإلكتروني، فتقول إن صدقية البائع وأمانته في توصيل المنتج، من أهم العوامل التي تطوّر المشروع وتزيد عدد متابعيه، خاصّة أن هناك العديد من عمليات “النصب” التي يتعرض لها المشترون، إذ يحصلون على منتجات لا تمت بصلة الى الصور التي اختاروها عبر “فايسبوك”، ويفاجأون وقتها بخامة أخرى وشكل مختلف، وإذا حاول الزبون إرجاع المنتج فلن يجد عنواناً سكنياً أو مركز بيع واضحاً، ولن يستطيع رؤية البائع مرة أخرى.

الثقة والنصب
حسام محمد، طالب في كلية الهندسة المعمارية، عمره 22 عاماً، يقول إن لـ»السوشيال ميديا» فضلاً كبيراً في تحقيقه الشهرة، فهو يحب الرسم، وحين بدأ ينشر أعماله عبر «فايسبوك»، تواصل معه رسّامون آخرون اطّلعوا على أعماله، وبالتالي بدأوا في تشجيعه ومساعدته لتطوير عمله... يقول: «حين انتشرت أعمالي عبر السوشيال ميديا، فكّرت في التدريب على الرسم، وبالفعل نجحت بسبب الشهرة المسبقة التي اكتسبتها عبر فايسبوك... بدأت بورشة بسيطة، وفوجئت بازدياد عدد متابعيّ، الذين أرادوا أن أفتتح ورشات تدريبية جديدة، واليوم يمكنني الحصول على دخل مادي يساعدني في شراء أدوات جديدة للرسم، وإقامة معرض خاص بي لعرض كل أعمالي».
ويضيف حسام: «لم نعد بحاجة إلى الإعلانات الورقية، إذ يمكننا الحصول عبر الإنترنت على كل المعلومات التي نريدها، لكن بشرط أن يتمتع من نتعامل معهم بالثقة حتى لا نتعرّض لعمليات نصب».

الفايسبوك لا يكفي
أسامة الصعيدي، له من العمر 28 عاماً، يمتلك شركة صغيرة تُعنى بتنظيم الحفلات والمؤتمرات، ويعمل مع فريق مكوّن من 22 شخصاً، يرى أن حجم انتشار المشروعات المبتدئة عبر مواقع التواصل الاجتماعي يعتمد على ماهية ما نقدمه، إذ إن التسويق للأفكار مثلاً أكثر صعوبة من التسويق للمنتجات، وبالتالي فالانتشار الذي يتمتع به مشروعنا حتى الآن ما زال محدوداً... ويضيف: «إن حملات الدعاية الخارجية، سواء عبر التلفزيون أو مندوبي التسويق، مكلفة مادياً، إلا أنه لا يمكن في الوقت نفسه الاكتفاء بدعاية «فايسبوك» فقط، بل يجب بذل المزيد من الجهد لتطوير المشروع والترويج له على أرض الواقع... فالتسويق للأفكار صعب جداً، لذا ولجذب المتابعين بشدة، يمكن استخدام تصاميم مختلفة وفيديوات توضيحية، مع سرعة الرد على الاستفسارات».

من الهواية إلى عالم الأعمال
مروة حازم، تبلغ من العمر عشرين عاماً، في البداية قررت أن تقدّم برفقة صديقتها “موجز القلش الإخباري”، وهو برنامج إخباري قصير يتضمن لقطات ساخرة عبر “فايسبوك”، البداية كانت مجرد هواية ثم فكرتا في تحويلها إلى مشروع ربحي، بعدما حاز اهتمام الكثير من المتابعين... وتضيف: “حين تزداد نسبة المشاهدة ستنجذب إلينا الإعلانات عبر الصفحة، وستكون لنا نسبة من هذه الإعلانات”. تقول مروة إن مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة “فايسبوك”، تساهم في انتشار البرنامج، لأن أغلب مستخدميه من الشباب، ويصل البرنامج إليهم في أي وقت من خلال هواتفهم المحمولة، التي زاد استخدامها بسبب الانصراف عن التلفزيون والصحف ووسائل الإعلام الأخرى لضيق الوقت.  تنصح مروة القائمين على صفحات المشروعات بخلق أجواء من المودة والألفة مع المتابعين لتطوير المنتجات التي يقدمونها، ولتعزيز نجاح صفحاتهم، مع ضرورة النشر في أوقات ثابتة ومحدّدة، ومتابعة التفاعل مع ما يُنشر باستمرار.

خداع
شيماء الخولي، اختصاصية تسويق إلكتروني في إحدى القنوات الفضائية، تقول إن مواقع التواصل الاجتماعي تدعم انتشار مشاريع الشباب، لأنها تضم مستخدمين من مختلف الشرائح العمرية، كما تحتوي على تنوّع في المشروعات المقدّمة، ومن ثم يحتاج الشباب إلى البحث عن الإبداع في عرض أفكار مشروعاتهم لجذب المستخدمين... وتضيف: «يعتمد الانتشار كثيراً على أهمية المشروع بالنسبة الى الجمهور، ومدى تأثيره في حياتهم، وبالتالي فإن الإعلان عن المشروع نفسه بطريقة تمس الجمهور يزيد من حجم انتشاره، بدليل أن مستخدمي «فايسبوك» في مصر مثلاً تقع أعينهم على صفحات لمنتجات في بلاد أخرى تقدم إعلانات إبداعية، ومن ثم حققت نسبة كبيرة من التفاعل جعلت موقع «فايسبوك» ينشرها بين عدد ضخم من المستخدمين؛ حتى لو لم يكونوا من ضمن الفئة المستهدفة».
وتتابع: «يمكن القول إن فايسبوك أرخص وسيلة للإعلان عن المنتجات والخدمات، حتى أن تكلفة الإعلانات المدفوعة خلاله لا تمثل شيئاً يذكر مقابل تكلفة الإعلانات الورقية أو وسائل الدعاية الأخرى، والناس يتصفحون دائماً حساباتهم الإلكترونية عبر هواتفهم المحمولة، فتستطيع أن تصل إليهم في أي وقت». وترى شيماء أن من أهم عوامل نجاح صفحات المشروعات الشبابية في التسويق لنفسها، جودة المنتج أو الخدمة، وإبراز مدى أهميته لجمهور المستخدمين، والتعبير عنه بشكل يمس مشاعر الناس لزيادة انتشاره، مؤكدةً: «البوست المكتوب باهتمام ويحتوي على فكرة يصل الى المستخدمين، بعكس البوست المكتوب لمجرد الإعلان عن منتج». أيضاً، تنصح شيماء الشباب بتضمين صفحاتهم صوراً لافتة ومقاطع فيديو؛ وصنع تصاميم مبتكرة لمنتجاتهم لجذب أكبر عدد من المستخدمين، كما تنصح بسرعة الرد على المستخدمين عبر الرسائل والتعليقات؛ لربطهم بالصفحة والقائمين عليها”. وعن الجانب السلبي للتعاملات الشرائية والخدمية عبر الإنترنت، تقول: “من المؤكد أن السوشيال ميديا تحمل جانباً سيئاً، كثيرون تعرضوا للخداع من أصحاب مشروعات لا يقدمون الجودة، أو يبيعون بأسعار مبالغ فيها، لكن من السهل الآن معرفة المخادعين من خلال التقييمات الموجودة في الصفحات. في الحقيقة، أرى أن السوشيال ميديا رقيب جيد على المشروعات، وتفرز تلك المهمة والجيدة منها”.

مهمة صعبة
أمّا أسماء مصطفى، أيضاً اختصاصية تسويق إلكتروني، فترى أن ليس من السهل التسويق للمشروعات المبتدئة عبر منصات السوشيال ميديا كما يظن البعض، إذ إن جمع عدد كبير من المتابعين لصفحات المشروعات ليس سهلاً على الإطلاق، حتى لو كان لدى القائم على المشروع عدد كبير من الأصدقاء... وتضيف: “موقع فايسبوك مثلاً له أولويات في عرض المنشورات وإبرازها، هو يقيس ذلك بمدى التفاعل، وهذا يحتاج إلى عمل منظم ومكثف في بداية إطلاق صفحة المشروع قد يصل إلى شهور، ثم إلى محتوى غني جذاب للمستخدمين. حين يرصد “فايسبوك” تفاعلاً على صفحة ما، يقوم بخدمتها ونشرها، ليتعرّف المستخدمون عليها، لذا أصبح الشباب يعتمدون على الإعلان من خلاله أكثر من وسائل الدعاية الأخرى، لأنهم يصلون إلى أكبر عدد من الناس، كما يقدم لهم فايسبوك إحصاءات واضحة عن المتفاعلين وعدد ممن شاهدوا الإعلان”. لا تختلف أسماء مع الرأي السائد بأن الإعلانات عبر الـ”سوشيال ميديا” رخيصة وموفّرة، لكنها ترى أن القائمين على الصفحات يجب أن يكونوا على دراية بالتصوير والتصميم وصنع مقاطع فيديو مميزة، أو على الأقل عليهم الاستعانة بخبراء فيها، وربّما كان هذا مكلفاً في بعض الأحيان، لكن بوجه عام أصبحت السوشيال ميديا وتطبيقاتها بوابة مهمة لبيزنس الشباب.