هذا السعودي أصبح واحداً من أشهر جراحي الوجه والفكين في العالم...ما هي قصته؟ وما علاقة قطيع الماشية؟

السعودي,الوجه,الفكين,العالم,قطيع الماشية,ترميم الوجه,الشعراء,البروفيسور البارقي,الدراسة,اللجنة السعودية,السعودية

11 أبريل 2017

أقصى طموح دار في مخيلة الطفل حامد البارقي أن يملك يوماً قطيع أغنام يخصص له حوشاً بجوار منزل أسرته المُشيد من سعف النخيل، إضافة إلى بندقية صيد، لكن الطفل الفقير جداً والذي نشأ يتيم الأب يحمل اليوم أكثر من 20 شهادة في مجال ترميم الوجه والفكين، وهو من أوائل الأطباء السعوديين والعرب اللذين درسوا هذا التخصص، ومن أشهرهم في أميركا والعالم.
ينتمي البارقي إلى قضريمة، وهي قرية نائية في محافظة بارق (أقصى جنوب غرب السعودية)، هذه المنطقة التي انجبت مبدعين وألهمت بجمال طبيعتها وبساطة عيشها الكثير من الشعراء والأدباء فيها، ولكنها ليست فقط بيئة خصبة للأدب والشعر، إذ ألهمت وصنعت علماء وأطباء، وذهبت بهم بعيداً إلى أقصى مشارق الأرض ومغاربها.
ومنهم البروفيسور البارقي، الذي نشأ راع مواش، يبيعها والتمر في السوق الأسبوعي التي كانت تعقد على بعد كيلومترات من قريته، وكان يأمها ماشياً حافياً، إلا أن كل ذلك لم يزده إلا صبراً وطموحاً.
وقال في مقابلة تلفزيونية أجريت معه: «عمي كان يملك جملاً، وعملت في جمع الحطب عليه، وكنت أذهب لبيعه في القرى المجاورة، وفي السوق كنت أبيع وأشتري أي شيء، سواء التمر، أو الماشية، وحتى الدجاج».
ولم يلتحق حامد في المدرسة إلا لأن أسرته أرادت أن يجيد القراءة والكتابة فقط، ليس أكثر من ذلك. ولكنه تفوق في المرحلة الابتدائية على رغم أعماله الأخرى في جمع الحطب والبيع والشراء، والتي كان يساعد أسرته من دخلها لتحمل صعوبة العيش والفقر.
وأراد أهله أن يتوقف عن الدراسة بعد ذلك، لأنه أصبح قادراً على القراءة، لكن معلموه أصروا على أن يكمل دراسته، فكان له ذلك حتى تفوق في المرحلة الثانوية، وكان من العشرة الأوائل على مستوى المملكة. وساق القدر البارقي إلى أن يبتعث وكعادته تميز، وذكر «هنا تفوقت في اختبار واجتزته، ثم ابتعثت إلى أميركا، وانضممت إلى جامعة تمبل في كاليفورنيا».
وأخذ يبحث ويفكر في كل ما تقع عليه عيناه، ودارت تساؤلات عدة في رأسه منذ طفولته، ومنها: لماذا هناك اختلافات في المناصب والرتب؟ وأدرك أن «العلم هو الذي يرتقي في الإنسان وينمي طموحه»، فواصل عمله ودراسته باجتهاد، وأصبح صاحب أفضل مهنة إنسانية، متفوقاً على العقبات التي صادفته والمتمثلة في الفقر واليتم والقرية البعيدة.
ويعمل البارقي اليوم طبيباً واستشارياً في مدينة الملك عبدالعزيز في جدة، ويرأس اللجنة السعودية لجراحة والوجه والفكين، ويدير الهيئة السعودية للتخصصات الصحية في منطقة مكة المكرمة، وهو عضو «البورد الأميركي»، فيما عمل استشارياً في إعادة إعمار الوجه في مستشفى توماس جيفرسون في أميركا، وفي سجله براءات اختراع عدة في مجال تخصصه، معتبراً العمل في هذا التخصص «خدمة إنسانية»، نظراً إلى ندرته وصعوبة الحصول عليه.
وبحسب قول البارقي في مقابلة تلفزيونية أخرى بإن جراحة الوجه والفكين تعالج حالات كثيرة منها التشوهات الخلقية مثل الشفة الأرنبية وإصابات الحوادث والتي تعد منتشرة في السعودية وأمراض الأورام الحميدة والخبيثة، مضيفاً أن المملكة تعتبر رائدة في هذا المجال.

نقلاً عن الشقيقة الحياة