الأميرة لولوة الفيصل: البيروقراطية المعقدة تعيق عمل الرجل والمرأة

الأميرة لولوة الفيصل,البيروقراطية,مرايا الروح,جامعة عفت,مبادرة,تمكين المرأة,رائدات الأعمال,السعودية,جامعة «مونت هولي»,المرأة السعودية,الجمعيات الخيرية,التعليم

آمنة بدر الدين الحلبي (جدة) 15 أبريل 2017

تفتحت بصيرتها على مرايا الروح، ونشرت المعرفة على ضفاف الحياة، ومشت بخطى ثابتة لتُشرق في قلوب الأذكياء والمبدعين، وترافق العلم والتعلّم ليزهرا في طريق فتيات المستقبل. الأميرة لولوة الفيصل نائب رئيس مجلس الأمناء في جامعة عفّت حملت بذور العلم من والدٍ حكيم ومتزن، ومن والدة عشقت العلم وسعت جاهدة لتأسيس الصروح الأكاديمية من أجل تعليم المرأة... التقتها «لها» بين ردهات جامعة عفّت لتغوص في ثنايا عشقها للتعلّم والعلم، وكان هذا الحوار.


- احتضنت عفت مبادرة لتمكين المرأة يوم رائدات الأعمال نحو 2030 ويشير آخر الإحصاءات إلى أن حصة السعوديات ما زالت 9.5% من إجمالي السجلات التجارية وبرأس مال 6.5 مليار ريال سعودي، كيف تقرأ الأميرة لولوة هذا النقص؟
منذ تأسيسها، تعمل جامعة عفّت جاهدة لرفع شأن المرأة السعودية في كل التخصصات بهدف تمكينها في مختلف المجالات العلمية والتربوية والاقتصادية والأدبية والفكرية والريادية. وإن كانت تلك الإحصاءات قد جاءت بعد دراسة مطوّلة، إلا أن الإعلام السعودي مقصر جداً في تسليط الضوء على الكثير من النساء العاملات، سواء من منازلهن أو يمارسن وظيفة، فلا أحد يسمع عنهن، وهن يشغلن حوالى 9.5% من إجمالي حجم المنشآت التجارية، ما يؤكد ضعف توجه السيدات السعوديات الى العمل التجاري مقارنة بثرواتهن، وبالتالي يشكل دلالة واضحة على البيروقراطية المعقدة في بعض القوانين التي تعيق عمل الرجل والمرأة التجاري على حد سواء، كالبيروقراطية الاجتماعية، أو الاقتصادية المتمثلة بغياب الدعم الكافي للمنشآت الصغيرة والمتوسطة من المجتمع المدني والمؤسسات الداعمة، مع العلم أن المرأة السعودية تعمل في جهات حكومية كثيرة، ولها مساهمات كبيرة، تفوق ما تحدث عنه الإعلام.

- هل سترتفع في رأيك حصة السعوديات التجارية في 2030؟
لن ننتظر لغاية 2030، والتي هي هدفنا المستقبلي. لِمَ كل هذا الانتظار؟ يكفي تصورها، فما حققناه لغاية 2016 أكبر دليل على أننا نسير بخطوات ثابتة ومتزنة، على الصعد كافة، حتى خريجات عفّت وصلن الى مراكز عالية ونجحن في كل المجالات، ويكفي أن نحلم لعام 2017.

- ما هو حلم الأميرة لولوة لعام 2017 لجامعة عفّت؟
أن نكون دائماً في وضع الاستعداد العملي، لتطوير جامعة عفّت، وهذا لا علاقة له بالمسيرة، ففي 2030 نكون قد حققنا ما لم يكن في الحسبان، لأننا وضعنا في الاعتبار أهدافاً كثيرة، وعلينا تحقيقها من أجل مستقبل واعد لطالبات جامعة عفّت، واللواتي هنَّ رائدات في كل المجالات.

- طالبات الأمس في دار الحنان رائدات اليوم تضمّهن جامعة عفّت في ملتقى ريادة الأعمال نحو 2030 بالتزامن مع اليوم العالمي لرائدات الأعمال، ما هو شعورك ورؤية الملكة عفت توائم العصر الحديث؟
حين تكون الرؤية سليمة وثاقبة، تستطيع أن تحقق كل ما تصبو إليه، فكيف برؤية الملكة عفت (طيّب الله ثراها) التي كانت تنظر الى مستقبل المرأة السعودية على المدى البعيد، والذي نراه اليوم بأجمل صوره وأرقى إبداعاته. فما تحقق من رؤية الملكة عفّت، وما يتحقق في المستقبلين القريب والبعيد، هو فخر لنا ولكل فتاة سعودية، وما علينا سوى العمل على تطبيق كل ما كانت تتمنى تحقيقه، ونحن نسير على خطاها.

- جامعة عفت تتبع التميز التعليمي باستمرار وتواصل البحث عن المستجدات التعليمية وفقاً لمتطلبات التنمية المستدامة، ما آخر المستجدات في جامعة عفّت؟
هناك الكثير من القضايا التي تعمل عليها جامعة عفّت وتسعى لتطبيقها، ونحن اليوم في صدد التركيز على الاعتراف الدولي، والنهضة بالتعليم العالي في مختلف التخصصات لكي تحصل طالبة جامعة عفّت على الماجستير والدكتوراه.

- التعليم أمن قومي، كيف تقيّمين الركائز التي اعتمدت عليها رؤية 2030 بشكل عام، والتحول الوطني 2020 بشكل خاص، في ما يتعلق بدعم قطاع التعليم في المملكة وتطويره؟
رؤية 2030، ومنها التحول الوطني 2020 لم تكن خجولة في التعليم، بل بُنيت على ثلاثة محاور طموحة، ألا وهي: بناء مجتمع حيوي، اقتصاد مزدهر، ووطن طموح. ومن أهم تطلعاتها في المجال التعليمي وجود خمس جامعات سعودية من ضمن 200 جامعة على مستوى العالم، كما حظي التعليم بنصيب كبير من اهتمام الرؤية، والتي تضمنت العديد من التوجهات العامة لتطوير التعليم، منها تعزيز القيم الإيجابية لأبنائنا من طريق تطوير المنظومة التعليمية والتربوية، ومواصلة الاستثمار في التعليم والتدريب، وأن يكون التعليم المحرك الرئيس لدفع عجلة التنمية والاقتصاد، فالبرامج الحكومية قائمة، وجامعة عفّت تستقطب من المدارس الحكومية على هذا الأساس، وتفوق نسبة الطالبات الـ 40% إن لم يكن أكثر، وبرنامج «موهبة» خير دليل على ذلك، فجميعهن خريجات المدارس الحكومية.

- ماذا عن المهمّات الملقاة على عاتقكِ للنهوض بالمرأة السعودية، سواء من خلال قطاع التعليم أو الجمعيات الخيرية؟
حالياً، لا أقوم بأي مهمات فعلية، باستثناء الإشراف على جامعة عفّت وطرح بعض الآراء التي أجدها مناسبة لرؤية الجامعة، وخطّ سيرها بوجود فريق عمل متكامل برئاسة الدكتورة هيفا رضا جمل الليل، ويعمل بكفاءة علمية عالية، وله الفضل بعد الله في إيصال الجامعة بعد مسيرة 16 عاماً إلى ما هي عليه من نجاحات، لكنني رأيت المعجزات بين الأمس واليوم في التعليم بعدما حقق نقلة نوعية في فترة وجيزة في المملكة العربية السعودية، من بلد يملك 20% من المتعلمين، إلى بلد فيه اليوم 20% من الأميين إذا عدنا بالتاريخ الى الوراء، وما حققناه فخر لنا وللمملكة، فاليوم شباننا وفتياتنا رواد ورائدات أعمال منتشرون ومنتشرات في جميع أنحاء العالم، ومساهمون ومساهمات في المحافل المحلية والدولية... هم بالفعل ثروتنا الحقيقية.

- كُرِّمت عام 2009 من جامعة «مونت هولي» في الولايات المتحدة، ومُنحتِ شهادة الدكتوراه الفخرية في العلوم الإنسانية للدور الذي تلعبينه من أجل النهوض بالمرأة والمجتمع، ماذا أضافت لك تلك الشهادة؟
أشكرهم على تلك الدكتوراه الفخرية والتي جاءت بدون تعب، لكنها لم تغير شيئاً في حياتي ولم تُضف الى مسيرتي، لكوني عملت بدأب مع فريق العمل المتكامل منذ تأسيس الكلية لترى والدتي حلمها وقد تحقق على أرض الواقع، واليوم أصبحت جامعة عفّت بكل أقسامها إتماماً لحلم أمي، فسلَّمتُ الأمانة للدكتورة هيفاء رضا جمل الليل رئيسة الجامعة لتقود هذا الصرح الأكاديمي.

- سيولد قريباً قسم الإعلام في جامعة عفّت، هل ستكون للإبداع الأدبي والثقافي مساحة؟
لا أعتقد، فهو ليس إعلاماً مكتوباً، وكل ما لدينا إنتاج رقمي ومرئي، ومن يتخرج في هذا القسم سيعمل في الإعلام، سواء المرئي أو المسموع.

- ملف قيادة المرأة للسيارة في السعودية، أُشبع جدالاً ولا يزال من الملفات الأكثر سخونه في المجتمع السعودي، كيف ننهي هذا الملف الحساس، وفي أي اتجاه يسير برأيك؟
إذا كان يُنظر الى المرأة السعودية بأنها ممنوعة من قيادة السيارة، فأنا أنتظر بفارغ الصبر الانتهاء من مشروع النقل العام الممتاز لإيقاف كل السيارات، فنرتاح عندها من الأسئلة العقيمة، ونحافظ بذلك على بيئة صحية خالية من التلوث، ونخفف من الحوادث بشكل عام.

- كان الملك فيصل حكيماً وشاعراً يصحّح للشعراء قصائدهم، ماذا تعلمتِ منه؟
لم أتعلم الشعر من والدي الملك فيصل (طيّب الله ثراه)، لكنني استفدت من حكمته وحنكته، ومن أسلوبه الديبلوماسي في التعامل مع الآخرين، ومهما عملت لن أصل إلى جزء يسير من شخصيته.

- ومن الوالدة عفّت؟
حرصها على تعليم المرأة في مختلف المجالات برؤية أكاديمية تطويرية.

- نهاية المطاف؟
نحن «لها» في المجال التعليمي على أكمل وجه.