لإنطلاقة مدرسية ناجحة

24 سبتمبر 2017

تشعر غالبية الأمهات بالقلق مع بداية العام الدراسي، خصوصًا إذا كان أبناؤهن قد واجهوا صعوبات في العام المنصرم، وبالكاد تمكّنوا من النجاح.
ونتيجة لهذا القلق، تبالغ الأم في مراقبة أداء ابنها الأكاديمي منذ بداية العام الدراسي، فتلزمه بإنجاز فروض أو حفظ دروس ليست مطلوبة منه.
وإذا اعترض الابن أو الابنة، تكون العبارة الحاضرة لدى الأم: «لا أريدك أن تكرر ما حدث في العام الماضي». وهنا تبدأ المشكلات بينها وبين ابنها.
أمام هذا المشهد، يرى التربويون أن من الممكن تفهّم مخاوف الأم، ولكن في الوقت نفسه اعتراض الابن أيضًا منطقي، ذلك أن الأسابيع الأولى من العام الدراسي، تكون خلالها الفروض المدرسية قليلة، وهذه منهجية تعتمدها غالبية المدارس إذ يتدرّج الأساتذة في تكليف التلامذة بالفروض المنزلية من السهل إلى الأصعب، وذلك ليعتاد الطلاب على الروتين المدرسي.


وفي كل الأحوال، ينصح الاختصاصيون الأهل باتباع هذه الإرشادات لانطلاقة مدرسية ناجحة ومشجعة.

المتابعة المدرسية لمساعدة التلميذ وليس لإلزامه بإنجاز ما ليس مطلوبًا منه
الاستعلام عن البرنامج الدراسي لهذا العام هو الخطوة الأولى لمتابعة الطالب. فعلى الأم في اللقاء الأول مع فريق التدريس أن تطلب لمحة عامة عن البرنامج الدراسي للعام الحالي، والمطلوب من ابنها إنجازه، وكيفية إنجازه. كما يتوجب عليها النظر في مفكرة الفروض المنزلية التي تطلب المعلمة من التلامذة تدوينها عليها.
علمًا أن الهدف من المفكرة ليس فقط تدوين ما هو مطلوب من التلميذ إنجازه في البيت، بل أيضًا هي وسيلة اتصال بين المعلمة والأم، فكثير من الأحيان تسجّل المعلمة ملاحظاتها حول أداء التلميذ الأكاديمي وسلوكه في الصف، خصوصًا إذا كان في المرحلة الابتدائية.
إضافة إلى أنه يجدر بالأم ملاحظة ما إذا كان توقيع المعلمة موجودًا على صفحة العمل اليومي. وإذا لم يكن هناك توقيع، عليها أن تتحقق من المعلّمة، فبعض المدرّسات لا يضعن تواقيعهن على المفكرة انطلاقًا من مبدأ أنهن يثقن بالتلميذ.

عدم استباق البرنامج الدراسي
من المعلوم أن في بداية العام الدراسي يكون التلميذ مرتاحًا لأن الواجبات والفروض المطلوب منه إنجازها في البيت سهلة وليست كثيرة، ولكن شهرًا بعد شهر تزداد صعوبة وتستغرق وقتًا لا بأس به كي ينجزها.
وفي المقابل، يلزم بعض الأمهات أبناءهن بإنجاز فروض غير مطلوبة، وأحيانًا يشرحن دروسًا سوف يتلقاها التلامذة إما في الشهر الأخير من الفصل الأول، أو في الفصل الدراسي الثاني.
وهذا قد ينتج منه نشوب شجار بين الأم وابنها، وبالتالي قد يصل التلميذ إلى مرحلة يرفض فيها إنجاز الفروض المطلوبة منه، فضلاً عن أن شرح الدرس مسبقًا والطلب من التلميذ إنجاز تمارينه التطبيقية، فيه مجازفة بأداء التلميذ الأكاديمي.
فقد يكون شرح المعلمة مختلفًا، وبالتالي يشعر التلميذ بالإرباك، إضافة إلى أنه قد لا يعود يركز في الصف لأن والدته شرحت له الدرس مسبقًا، فيفوته الكثير من التفاصيل العلمية، مما يؤدي إلى حدوث ثغرة تتسع مع الوقت. لذا، يشدّد الاختصاصيون على الأم بألاّ تستبق البرنامج الدراسي.

تدريب التلميذ على التنظيم في إنجاز فروضه المدرسية
تُعزى الصعوبات التعلّمية التي يواجهها التلميذ إلى ضعف في تنظيم عمله الأكاديمي... مثل إنجاز وظائفه في ساعة متأخرة، أو غالبًا ما ينسى بعض كتبه في الصف.
فهناك الكثير من الدلائل على وجود مشاكل تنظيمية في عمله المدرسي يمكن أن تؤدي على المدى الطويل إلى انخفاض مستوى أدائه أو مواجهته صعوبات في بعض المواد الدراسية. فمن الصعب حقًا متابعة مسار الدرس إذا لم يكن معه دفتر الملاحظات التي دوّنها في الصف.
لهذا السبب، من المهم أن يبادر الأهل الى مساعدة طفلهم وتعليمه كيفية ترتيب حقيبته المدرسية وتنظيمها، وتدريبه على استعمال الكتب المدرسية والمفكّرة المدرسية التي يدوّن عليها برنامج عمله المنزلي... وبالطبع التحقّق مما إذا كان قد أنجز الواجبات المنزلية بشكل منظّم وصحيح.
كما أن موقف الطفل من الفروض المنزلية هو أيضًا عنصر مهم، فإذا كان الابن أو الابنة تدّعي كل مساء أن ليس لديها واجبات منزلية، على الأم التحقق من المسألة.
صحيح أنه مع بداية العام الدراسي تكون الفروض قليلة، ولكنها تتدرّج في الكمية والصعوبة كما ذكرنا سابقًا. فبعد شهر من بداية العام الدراسي، من المستحيل ألا يكون لدى التلامذة فروض منزلية!
لذا يجدر بالأم النظر في المفكّرة المدرسية، والتأكد مما إذا كان مدوّنًا عليها الواجبات التي يجدر بها إنجازها أو التي أُنجزت في الصف، وما إذا كان توقيع المعلمة موجودًا.
وفي المقابل، يحذّر التربويون الأم من التدقيق في مفكرة ابنها اليومية بمجرّد وصوله إلى المنزل، فهذا التصرّف قد يفقده ثقته بنفسه، والأفضل أن تبادر الأم إلى سؤاله عما يحتاج إليه ليبدأ الدرس، فهو من المؤكد سوف يقرأ في المفكرة، عندها يمكن الأم أن تشاركه في قراءتها ثم تضع معه مخطط الدرس كأن تسأله مثلاً: أي كتاب يحتاج الى البحث الذي طلبته المعلّمة؟ هل هو في حاجة إلى هذا الدفتر أو ذاك؟ فهذه الطريقة تحفّزه على التفكير في تنظيم دروسه ومعرفة أولوياته، وبالتالي تُشعره بالثقة في نفسه وتحمّل المسؤولية.

مساعدة طفلك على أداء الواجبات المنزلية
في المنزل، دور الوالدين هو قيادة تفكير التلميذ وإرشاده إلى كيفية الحلول، أي من خلال تعليمه كيف يبحث عن إجابات للأسئلة المطروحة في دفتر التمارين أو في كتبه وكيف يقوم ببحث على شبكة الإنترنت... ويحذّر الاختصاصيون الأهل من إنجاز الفروض بدلاً من أبنائهم، فهذا خطأ جسيم يرتكبه بعض الأهل ظنًا منهم أنهم يساعدون أبناءهم على نيل علامات جيدة، بل عليهم أن يتذكّروا أن الهدف الرئيس من الواجبات المدرسية، هو أن يتمرن التلميذ على ما تلقّاه في الصف، وبالتالي معرفة ما إذا كان قد استوعب المفاهيم التي شرحتها المعلمة، فإنجاز الواجبات المدرسية ليس عقابًا، وإنما الهدف منه هو مساعدة التلميذ على ترسيخ المعلومات في ذهنه، ومعرفة ما إذا كانت لديه ثغرة تعلّمية.
وفي المقابل، لا يجوز للأهل أن يتخلّوا عن مساعدته، فكما تساعد الأم طفلها الصغير حين يبدأ المشي، كذلك يحتاج التلميذ إلى مد يد العون، فعدم المساعدة قد يعرّضه لعدد من الخيبات، الأمر الذي قد يجعله يعزف عن المحاولة مرة ثانية، مما يؤدي إلى رسوبه.
لذا، من الضروري أن يشعر التلميذ بأن والدته حاضرة لمساعدته، شرط ألا تتدخل مباشرةً، خصوصًا إذا كان في مرحلة دراسية انتقالية.
ويجب أن تمر المساعدة الفعالة للواجبات المنزلية في المراحل التالية:

·       مناقشة الابن لإقناعه بأهمية إنجاز واجباته المدرسية.

·       عدم التردّد في لقاء المعلمين المعنيين لطلب المشورة في شأن النقاط التي يجب تحسينها.

·       مراجعة ما تلقّاه في المدرسة بشكل سريع للتأكد من أنه فهم دروسه واستوعبها، ومعرفة نقاط قوته وضعفه، وتشجيعه على سؤال المعلمة عن فكرة لم يفهمها جيدًا.

·       التحقّق بشكل متكرّر من فعالية هذه الانطلاقة المدرسية، وأنه استوعب الدروس جيدًا.

                                                       
وقد يسأل أهل ماذا عن اختلاف المناهج الدراسية عما كانت عليه في أيامهم؟
صحيح، تختلف البرامج الدراسية راهنًا عما تلقّنه الأهل حين كانوا في سنّ أبنائهم. فقد أُضيفت مواد جديدة، وصارت الفروض المدرسية مرتكزة على البحث والتجربة بعد أن كانت تعتمد على الحفظ فقط.
وقد تجد الأم أحيانًا صعوبة في مساعدة طفلها في إنهاء واجباته، وقد يكون السبب اختلاف طريقتها في الشرح عن أسلوب المعلّمة، مما يشوّش ذهن التلميذ.
لذا، ينصح الاختصاصيون الأم باستشارة المعلّمة ومعرفة الطريقة المُثلى التي تمكّنها من مساعدة أبنائها في دروسهم في شكل لا يتعارض مع الأسلوب المتّبع في المدرسة.

تعيين أستاذ خصوصي مفيد ولكن بشرط...
إذا كان الأهل يخشون أن يواجه ابنهم المشكلة التعلّمية نفسها التي واجهها العام الماضي، فتعيين أستاذ خصوصي ممكن، خصوصًا إذا كان التلميذ يعاني مشكلة كبيرة كأن يكون ضعيفًا في الرياضيات أو اللغات، والأستاذ الخصوصي مهمته تقوية نقاط الضعف عند التلميذ، فعمله يكون الفصل الدراسي الأول، بعدها يقيّم تطور التلميذ إذ لا يجوز أن يكون الأستاذ حاضرًا معه طوال العام الدراسي، لأن التلميذ سيعتاد الاتكال عليه، ولن يعود يركز في الصف، لأن لديه من يشرح له الدرس في المنزل.
ومهمة المعلم الخصوصي ليست مراقبة التلميذ أثناء قيامه بواجباته، وإنما مراقبة طريقة عمله، ومساعدته في فهم الدرس الذي يجد فيه صعوبة.
كما يجب تعيين الأستاذ الخصوصي للمادة التي يجد فيها صعوبة. فمن المهم أن يكون التلميذ مسؤولاً عن واجباته المدرسية.


10 نصائح لانطلاقة مدرسية ناجحة:

·       النوم بشكل منتظم وبتوقيت محدّد. فالنوم الجيد والكافي له تأثير إيجابي في القدرات البدنية، والفكرية عند التلميذ.

·       اعتماد غذاء صحي. فاتباع نظام غذائي صحي ومتوازن له تأثير إيجابي في الصحة، ويسمح للتلميذ بالاستفادة القصوى من قدراته الفكرية.

·       تنظيم العمل المدرسي، وتعلّم كيفية توقعه من خلال إدارة الوقت. إذ لا يجوز أن ينتظر حتى آخر لحظة لإنجاز واجباته المدرسية، أو للبدء بالمهمة التي يجدر به إنجازها لليوم التالي.

·       اعتماد طريقة عمل فعالة. إعادة قراءة الدروس، تكرار التمارين الرياضية أو القواعدية التي شُرحت في الصف. مراجعة الدروس بانتظام، وهذا سوف يسمح له بتحفيز ذاكرته وتمرينها.

·       تحديد الأهداف. على سبيل المثال، تخصيص ساعة أو ساعتين لإنجاز الواجبات المدرسية.

·       تعلم كيفية تدوين الملاحظات.

·       الحدّ من الألعاب الرقمية وألعاب الفيديو، والهاتف المحمول، والجلوس الى الكمبيوتر، وسماع الموسيقى.

·       إعداد الكتب والملابس الخاصة في الليلة السابقة.

·       ممارسة النشاط البدني بانتظام.

·       اليقظة والتركيز في الصف أثناء شرح المعلّمة.

 

o

CREDITS

إعداد: ديانا حدّارة