دنى الغامدي بطلة الملاكمة لعام 2018: مثّلت المملكة العربية السعودية عربياً وعالمياً

آمنة بدر الدين الحلبي (الرياض) 09 يونيو 2018

حصدت خمس ميداليات في الملاكمة، وحصلت على الحزام الأسود، وهي لم تتجاوز العشرين من عمرها، حيث سعت الى تخفيض وزنها وتحولت إلى بطلة في عالم «الكيك بوكسنغ» وفازت بجدارة حين دخلت حلبات المصارعة. «لها» التقت الملاكِمة السعودية دنى الغامدي بطلة عام 2018 للملاكمة التي اختتمت فعالياتها في محافظة البلقاء الأردنية، لتحدّثنا عن الملاكَمة، وتكشف عمّا شدّها إلعالم الفنون القتالية.

- تعدّ الملاكمة أحد أنواع الفنون الرياضيّة القتاليّة، لكن كيف استهوت ابنة العشرين ربيعاً؟
في الحقيقة، اخترت الفنون القتالية لإنقاص وزني الذي بلغ 155 كيلوغراماً، ذلك أن ممارستها بشكل يومي تساعد على حرق ما بين 500 الى 1000 سعرة حراريّة خلال ساعةٍ واحدة، ويعتمد حرق هذه السعرات على قوّة التمارين، وخلال تسعة شهور خسرت الكثير من الكيلوغرامات، وأصبح وزني 80 كلغ، مما شجّعني على المضي قُدماً في تلك الرياضة، وخضت البطولة.

- من دفعك لتتصدّري الحلبة؟
مدرّبي السيد أحمد فقهاء في الأردن هو من أشار عليّ بعد تدريب دام أربع سنوات أن أمثّل المملكة في الفنون القتالية، فخضت أول بطولة في عام 2017 وفزت بالمركز الأول وحصدت الميدالية الذهبية في الأردن أمام فتاتين من مصر والأردن.

- ما كل هذا الإصرار على الفوز؟
للحلبة هيبتها، والفوز الأول شجعني على الاستمرار بقوة ليبقى اسم وطني مرفوعاً، وعلم المملكة العربية السعودية يرفرف عالياً.

- بعد الميدالية الذهبية، ماذا حصل؟
في عام 2017 شاركت في مباراة الـ «كيك بوكسنغ» وحللت في المركز الثاني وفزت بالميدالية الفضية، تلتها بطولة المملكة الأردنية الهاشمية فمثّلت المملكة العربية السعودية في الفنون القتالية وحصدت المركز الثالث وفزت بالميدالية البرونزية، وفي 2017 مثّلت أيضاً المملكة في البطولة الدولية (بطولة شهداء الأردن)، وفزت بالمركز الأول وحصدت الميدالية الذهبية، وفي 2018 مثّلت المملكة العربية السعودية في بطولة القائد الدولية وحصدت المركز الأول وفزت بالميدالية الذهبية.

- ما أهمية الفنون القتالية للإنسان؟
 الفنون القتالية من أكثر الرياضات التي تساعد الإنسان على الدفاع البدني عن نفسه، وتهدف إلى التنمية الشاملة للفرد، وهي ثلاثة أنواع: خارجية كالقوة والمرونة، داخلية كالطاقة والصحة، وفكرية أخلاقية تساهم في تعزيز الروح المعنوية.

- ألا يعتريك الخوف حين تعتلين الحلبة؟
الرهبة من الحلبة تزول بعد المباراة الأولى وتحقيق النصر، وبما أن الفنون القتالية وسيلة لتفريغ الطاقات الكامنة فهي تساعد على تبديد الخوف، والتخلص من التوتر والضغوط التي تحدث خارج الحلبة.

- لِمَ اخترتِ الأردن لتكون الانطلاقة منها؟
بطولات الفنون القتالية تُقام كلها في الأردن نظراً لوجود مقر الاتحاد العربي والدولي في عمان، وأُمضي وقتاً طويلاً في التدريب في الأردن لاعتباره من أقوى الدول العربية في الفنون القتالية، ولكي نتبادل الخبرات في ما بيننا.

- على أي أساس يفوز الملاكم، وكيف تُمنح النقاط؟
هناك نوعان من الفوز: فوز بالنقاط، والتي يحدّد عددها الحكّام بينما يشاهدون اللعب خارج الحلبة، ويسجلون كل ضربة بنقطة، وفي ختام الجولات يجمعون النقاط ويحدّدون الفائز، وإن حصل تعادل يضيفون جولة رابعة... وفوز بالضربة القاضية، وهو حين يقع الخصم على الأرض، يتوجه إليه الحكم ويعدّ من 1 إلى 7، فإن لم يتحرك أو يصحّح، يعلن الفوز للمنتصر بالضربة القاضية.

- هل هناك عدد نقاط محدّد للجولة؟
لا عدد محدداً للنقاط. في إحدى المباريات، سجلت 17 نقطة وخصمي الأردنية سجلت 13 نقطة وانتهت المباراة بفوزي أنا.

- كم جولة تضم المباراة، وما مدة كلٍ منها؟
تضم المباراة 3 جولات، وتستغرق كل جولة 3 دقائق للشبان و2.30 دقيقة للبنات في حال كان اللعب احترافياً، وإن حصل تعادل بين الخصمين يقرر الحكّام جولة رابعة.

- تعتبر دنى الملاكِمة السعودية الوحيدة التي مثّلت المملكة، بمَ تشعرين حيال ذلك؟
أنا بطلة عام 2018 الوحيدة التي مثّلت المملكة العربية السعودية على المستويين العربي والعالمي، وكان لي الفخر بأن أرفع علم بلدي عالياً.

- هل يجب أن تتحقق المساواة التامة بين الملاكمين؟
وفق القانون الدولي للأوزان، فأنا ألعب بوزن يعادل 65 كيلوغراماً بالضبط.

- ما هي الضربات الممنوعة أثناء المباراة؟
يُحظّر تسديد الضربات على المناطق الحساسة.

- يُقال إنك ترتدين لباساً خاصاً أثناء الملاكمة، ممَّ يتألف؟
لباس الملاكمة خاصتي لونه وردي، فإحدى الشركات الرياضية والخاصة بالملاكمة في عمان توفّر لي كل ما أحتاجه من أمتعة باللون الوردي، حتى القفازات... ولكل لعبة ملابسها ونظامها، وعلى سبيل المثال لا الحصر لعبة k1 تتطلب ارتداء شورت، وكوننا سعوديات نلبس تحته سروالاً ضيقاً، ونضع خوذة وواقياً للأسنان.

- ما الألعاب القتالية التي تمارسينها؟
الملاكمة، «الكونغ فو»، «الكيك بوكسنغ»، و«التاي بوكس»، لكنني أفضّل الأخيرتين.

- ما فوائد الفنون القتالية؟
سواء كانت الرياضة عادية أو فنوناً قتالية فهي وسيلة للدفاع عن النفس، وتساعد في حرق السعرات الحرارية والحفاظ على اللياقة البدنية، كما تجعل ضربات القلب متوازنة، وتساهم في تقوية عضلات القلب والعظام، وتمتص الطاقة السلبية من الجسم.

- علامَ تعتمد تلك الفنون القتالية؟
تعتمد على التفكير والتركيز، وسرعة الرد وحركة الجسم، كونها تعزز القدرات العقلية والذهنية. ويعود ذلك الى قدرتها الكبيرة على التنسيق ما بين اليد والعين، ليحمي اللاعب نفسه من اللكمات، وبالتالي يتمكن من توجيه الضربات القاضيّة.

- ما هي مشاريعك المستقبلية؟
أعمل حالياً على افتتاح مركز نسائي للألعاب القتالية، كي أستطيع تأسيس فريق رياضي نسائي للمشاركة في أولمبياد طوكيو عام 2030، وأشجّع كل امرأة على ممارسة الرياضة.

- هل ستتيح هيئة الرياضة المجال للمشاركة النسائية في الأولمبياد؟
قرارات هيئة الرياضة ستفتح المجال واسعاً لتطوير الرياضة النسائية الأولمبية في الأعوام المقبلة، وستشهد الرياضة النسوية في المملكة العربية السعودية تقدماً لا مثيل له.

- هل سيضم المركز متجراً لبيع مستلزمات الرياضة القتالية؟
إنه حلمي الكبير الذي سأحققه للسيدات المنتسبات الى المركز، وطموحي الأكبر أن أؤسّس مركزاً للتدريب، وأفتتح متجراً لبيع المستلزمات النسائية الخاصة بالفنون القتالية التي أستوردها من الأردن. وفي أواخر عام 2018 أكون قد هيّأت نفسي لهذا العمل، وبهذا أحقق رؤية 2030 بتأمين فرص عمل لبنات بلدي في المتجر.

- لِمَ كانت الرياضة القتالية تُعدّ حكراً على الرجال؟
الرياضة القتالية ليست حكراً على جنس أو فئة معينة، فهي للرجال والنساء والأطفال، وأبرز مثال على ذلك، ما حققته أنا من إنجازات، فقد مضى على ممارستي رياضة «الكيك بوكسنغ» ما يقارب الأربعة أعوام.

- لكن ماذا عن نظرة المجتمع الى هذا النوع من الرياضة؟
الرياضة للجميع، ومن الطبيعي أن يكون هناك مؤيد لها ومعارض، وبفضل حكومتنا الرشيدة نحن سائرون على درب التغيير الى الأفضل.

- هل من بطولات جديدة؟
هناك بطولة تايلند العالمية، أستعد لخوضها إن توافر لي المناخ المناسب.

- لماذا تركت دراستك الجامعية؟
حصلت على الثانوية العامة ولم أدخل الجامعة بعد، لكن بعد خوضي مجال الفنون القتالية وحصولي على شهادات عدة في التدريب واللياقة البدنية لم تعد الدراسة الجامعية ممكنة، بسبب ضيق الوقت، لذلك قررت أن أمارس رياضاتي، وأهتم بصحتي، وأتابع ما بدأت به.

- ما هي طموحاتك؟
أطمح في الوصول إلى العالمية.

- من يقف وراء نجاحك؟
والدي ووالدتي، وهما يشجعاني كثيراً، كما رافقتني والدتي مراراً الى الأردن.

- بمَ تنصحين المرأة؟       
الرياضة للجميع، وأي حلم يراودك لا تسمحي له بالتوقف كرمى لعيني أحد أو من أجل المجتمع. انطلقي وحققي أهدافك وتابعي الرياضة التي تناسبك وتحبينها، كي تبقي رشيقة وتحافظي على صحتك.