Home Page

وداد الاورفة لي تطلق ألبومها الموسيقي الأول...

مهرجان الموسيقى العريقة, ألبوم غنائي, الرسم , بلاد الأندلس, زخارف, لوحة / لوحات فنية, النجاح المدرسي, مقطوعة موسيقية, وداد الاورفة لي

28 يونيو 2011

لم يتوقف إبداعها على الفن التشكيلي وتأليف الموسيقى، بل هي أيضا شاعرة رصينة رغم بساطة كلماتها غير المعقدة، يعتمد عملها الموسيقي على فكرة المزج بين الشرقي والغربي، والرسم والموسيقي بالنسبة إليها وجهان لعملة واحدة، لذا ترسم لوحاتها وهي تستمع الى الموسيقى، وترسم المباني مائلة مثل السلم الموسيقي.
تتخذ مبنى من كل لوحة وتسكن فيه مع زوجها الراحل... أعدت قرية فنية من خلال قاعة «الاورفة لي» في بغداد الذي يعد ملتقى للفنون والمواهب.
ورغم بلوغها الثانية والثمانين لا تزال في ريعان العطاء والطموح والخيال الواسع. إلي دبي جاءت وداد الأورفة لي لتطرح عبر شركة عالمية ألبومها الموسيقي الأول «أنغام عربية» الذي يمثل رؤيتها لرحلتها من الأندلس إلى بغداد، وهو أيضا وجه آخر لـ «مدن الحلم» من خلال الموسيقى، ولكنه وقبل كل ذلك يمثل شهادة ميلاد لموسيقية وفنانة قديرة قديرة في سن 82 عاماً.
وهذا الألبوم هو إهداء من القلب لزوجها وشريك حياتها حميد العزاوي، ولأولادها وأحفادها الذين كانوا دوماً مسانديها وأفضل نقادها.


- منذ طفولتك تعشقين الموسيقى. كيف نمّيت تلك الموهبة؟
ترعرعت في بيت أحب الفن بأنواعه ودرست  العزف على البيانو في سن ست سنوات على يد أكبر الأساتذة، واكتسبت من خبراتهم لأكثر من نصف قرن، ومنهم أستاذ البيانو التركي بهجت دادا العواد، والإيطالي ألدو كاني، وأستاذا العود الكبيران صلاح القاضي وعلي الإمام.
وفي 1996 الفت أول مقطوعة على العود فيها مقامات والحان متعددة، وكنت دائما استمع الى فريد الأطرش وعبد الوهاب والطرب الأصيل.

- برعت في الرسم مثلما برعت في الموسيقى، كيف بدأت مشوار الرسم؟
شجعني والدي على تنمية مواهبي سواء في الرسم او الموسيقى، وبعدها درست أربع سنوات في مرسم الدكتور خالد الجادر في كلية الملكة عالية، ثم تخرجت من معهد الفنون الجميلة فرع الفنون التشكيلية عام 1960 ، وقد شاركت في كل معارض الكلية والنقابة وجمعية الفنون التشكيلية، وفي أول معرض للفن العراقي للرواد والشباب  عام 1957.
وقد بدأت مشوار الرسم بالأسلوب الواقعي، وأقمت معارض عدة في كل من العراق والأردن وأوروبا وأميركا، وحصلت من خلالها على العديد من التكريمات. وقد كنت أول من أفتتح  قاعة خاصة عام 1983، وهي قاعة «الأورفه لي» للفنون.
كانت تلك القاعة مركزا ثقافياً جامعاً، والى جانب الفنون التشكيلية كانت هناك محاضرات ثقافية وأمسيات موسيقية ودورات تعليمية وسينما ومسرح وغيرها، وكنت حريصة عبر هذا كله في اكتشاف المواهب وتدريبها على تقديم الطرب الأصيل الذي أضاف بعداً خاصاً الى الواقع الفني العراقي على مدى عشرين عاماً.

- ذكرت انك بدأت الرسم بالأسلوب الواقعي ومن ثم تحول إلى عالم تعبيري. ما سبب هذا التغير؟
كان زوجي يتنقل بين بلاد كثيرة وأنا معه. وكانت زيارتي للأندلس عام 1972 نقطة تحول في مسيرتي الفنية، حينما وقعت عيني على «قصر الحمراء»، ويومها بكيت من شدة الانبهار لمشاهدة الحضارة الأندلسية بكل زخرفتها وإبداعها وألوانها التي تنسب الى العرب منذ زمن بعيد.
ومن ذلك اليوم تفجرت لدي الرغبة في تغيير الأسلوب الواقعي في الرسم والتحول إلى عالم تعبيري تمثل في «مدن الحلم». تلك كانت الفانتازيا التي صورت جمال القباب والأقواس والزخارف والألوان، والتي عكست الروح الأزلية للأندلس، وأخذت استوحي من هذه النقوش لوحات ممزوجة بحبي للعراق.

- أيهما اقرب إلى قلبك الرسم أم الموسيقي؟
هما وجهان لعملة واحدة. استوحي رسمي من الموسيقى والعكس صحيح، فاللوحة عبارة عن مقطوعة موسيقية جميلة تحتوي على مبانٍ مائلة ومنحنية مثل السلم الموسيقي.
وكنت لا يمكنني الرسم إلا بسماع أم كلثوم، فالحياة بدون موسيقى أو رسم كالنهر بلا ماء، كالحب بلا عاطفة، كالوردة بلا عطر...
الألبوم تحت عنوان «أنغام عربية»

- ماذا عن ألبومك الجديد؟ وكيف تم التعاون بينك وبين الشركة الانكليزية «EMI» للموسيقى؟
عدت إلى عشقي الأول وهو الموسيقى، لأني ما زلت احتفظ بكل الألحان التي ألفتها منذ طفولتي، وكان حلمي تجميع كل تلك القطع في البوم. وبالفعل وضعت كل المقطوعات في هذا الألبوم تحت عنوان «أنغام عربية»، وهو يمثل حصيلة رحلتي «من الأندلس إلى بغداد»، وترجمتها إلى ألبومي الموسيقي الأول الذي ضم مقامات أصيلة مثل العجم، النهاوند، حريم، شهرزاد.
وقد اتصلت بشركة «EMI» في لندن، ومن ثم بمكتبها في دبي، وعرضت على مسؤوليها فكرة الألبوم، وقد تحمسوا له. ولهذا تجدونني سعيدة بانضمامي إلى هذه الشركة الرائدة في مجالها، فهي شركة عالمية لا تضم إلا الأسماء الكبيرة في عالم الفن والموسيقى، وهو ما يتيح أمامي الفرصة لتوزيع ألبومي في جميع أنحاء العالم، وعبر المواقع الالكترونية الرسمية، وفي الكثير من المحلات الكبيرة مثل «فيرجن ميغا ستورز».

- ألا تفكرين في إعطاء المقطوعات الموسيقية إلى مطرب أو مطربة؟
زمن الفن الراقي انقرض والعصر الذهبي للفن ولّى، وتحولت الساحة الفنية إلى مافيا مدمرة لا تسمح لأصحاب الأصوات الجيدة بالوجود والظهور.
و«العملة الرديئة طردت العملة الجيدة» عكس الشائع والواقعي، وفي هذا العصر الموهبة غير كافية للنجاح لعدم وجود رقابة على الأصوات، ولهذا نجد اللحن والوجه والإيقاع نفسها مع تغير الملابس العارية.
ما نسمعه ونشاهده اليوم أغنيات تجارية هدفها الربح فقط، ولذلك لم ولن تعيش الأغنية فترة طويلة في آذان الناس، عكس الأغنيات القديمة المستمرة في الوجدان إلى عصرنا هذا.

- ماذا عن زوجك؟ هل تحدثيننا عن دوره في نجاحك؟
لولا زوجي حميد العزاوي لما كانت وداد الأورفة لي. فهو كان مشجعي وناقدي، كنت أسعد امرأة في الدنيا، وكان بالنسبة إلي الزوج والأب والأخ والحبيب.
وحينما كان يراني أتوقف عن الرسم أو العزف كان يحزن ويشجعني على الاستمرار، وكنت أتمنى أن أصدر ألبومي الأول في حياته لأنه من شجعني وبقوة على العمل فيه، ولذلك اهدي هذا الألبوم الى روحه، وفي كل لوحة من لوحاتي أيضاَ اتخذ منزلا واسكن فيه أنا وهو.

- ماذا عن الخطوات المقبلة وكيف تفكرين في المستقبل؟
لدي العديد من المقاطع الموسيقية التي سأضعها في البوم آخر، ولكني الآن أركز على إصدار مذكراتي عن حياتي ومشواري الطويل مع الفن، ومن خلال هذا الكتاب اسعى لأن أؤرخ الحياة الاجتماعية البغدادية التي عشتها منذ الأربعينات إلى الستينات التي كانت تعتبر حقبة العصر الذهبي في تاريخ العراق الحديث بما حملته من انفتاح وثقافة ورقي، وكل يوم أتذكر فصلا من فصول حياتي واحرص على كتابته .


وداد الاورفه لي

ولدت في بغداد عام 1929 في بيت أحب الفن بأنواعه، وتلقت الدعم والتشجيع لصقل موهبتها الفطرية وميولها نحو الموسيقى والرسم.
درست  العزف على البيانو منذ سنتها السادسة، واستمرت بعدها رحلة سبعة عقود أغنت خلالها الفنون بغزارة، واتخذت من الموسيقى والرسم توأمين روحيين لها.
تتلمذت على ايدي أفضل أساتذة الموسيقى، وظلت تنهل من خبرتهم لأكثر من نصف قرن. كانت زيارتها الأندلس عام 1972 نقطة تحول في مسيرتها الفنية، اذ كان لمشاهداتها للحضارة الأندلسية بكل زخرفتها وإبداعها تأثير مباشر على وداد الفنانة ... تلك الزيارة فجرت لديها الرغبة في تغيير أسلوبها الواقعي في الرسم، والتحول إلى عالم تعبيري جعل من أعمالها اللاحقة احتفالية مبهجة وغريبة تمثلت في «مدن الحلم».