الكتاب ثم الكتاب

فاديا فهد 12 سبتمبر 2018

يطلّ أيلول بنسائمه الباردة، ودفاتره وأقلامه الملوّنة وكتبه التي تفوح منها رائحة الحبر الشهيّ. تلك الرائحة التي أحرص على أن أربّي طفلَيّ على عشقها. فالكتاب كما تَعلّمنا منذ النعومة، وكما قال المتنبّي هو “خير جليس في الأنام” وأفضل معلّم وأصدق ناصح. والكتاب الجيّد كالصديق الجيّد، تختاره بتأنٍ وحبّ، وأنتَ واثق بأنه لن يخذلك يوماً، تسافر في صفحاته، وتستخلص العِبر من سطوره. هو غذاء العقل، فلا تدعنّ الشمس تغيب بلا قراءة جديدة مفيدة. عبثاً روّجت قبل سنوات، بعض دور النشر لقراءة الكتب الكترونياً، مع توقّعات بأن يستغني القارئ عن الورقيّ، والتلميذ عن الحقيبة المدرسية المحشوّة كتباً وكراريس. وها نحن اليوم نهدي بعضنا الكتب، ويدرُس أولادنا ومن حولهم أشكالٌ وألوانٌ وأحجامٌ من الكتب. ولا شكّ في أن أجمل إرث يمكن لوالدين مثقّفين أن يتركاه لأولادهما، مكتبة غنيّة ومفيدة تُبحر بهم الى ميناء المعرفة.

نسائم

أدعو فتنبتُ لكَ أجنحة بيضاء

وتتجلّل بعباءة من نور

ويمرّ طيفك في الغياب، فيبلسمُه

ويهدأ تدفّق الدمع، ويزول ألم الفراق

وأدركُ أنك ما زلت هنا، حيث تقيم ابتساماتك

وأتلمّسُ حضوركَ الدائم في قلبي.