المذيعات السعوديات وأبرز مشاكلهن
مشكلة / مشاكل إجتماعية, مذيعات, منى أبو سليمان, المملكة العربية السعودية, الوظائف, هالة الحكيم, مها حلواني, منى أبو حمزة
01 يوليو 2009المذيعة هالة الحكيم من قناة «الاقتصادية»
ترى هالة الحكيم أننا نكأنا الجرح الذي لا يلتئم أبداً، وتقول إن أبرز ما تعانيه الاعلاميات السعوديات هو عدم الاعتراف بهن كموظفات يؤدين عملهن، فكيف يتطورن وهن يعملن في بيئة وظيفية غير مستقرة. ورأت ان أهم المشاكل التي تواجههن كمذيعات هي «وجودنا على بند التعاون لسنوات طويلة دون اكتسابنا أي محفزات أخرى تعوضنا عن التأمين الصحي المعمول به الآن أو عن التأمينات الاجتماعية التي تساعدنا عند سن التقاعد. وهذه معضلة كبرى تواجه كل المذيعات السعوديات اللواتي يعملن بالقطعة وبند التعاون والعقود البسيطة، لا سيما أننا معرضات للاستغناء في أي لحظة طالما لا توجد قوانين وأنظمة تحمينا وتحفظ حقوقنا. لذا نأمل أن ينظر الينا بعين الرحمة مع مطالبتنا بتوضيح بنود التوظيف بالنسبة الى الإعلاميات السعوديات ومساواتنا بالموظف المثبت في وظيفة رسمية». من جهة أخرى، تعتقد حكيم أن نظرة المجتمع تغيرت نوعاً ما تجاه المذيعة في ظل وجود الفضائيات، مع العلم أن المجتمع السعودي مجتمع متفهم تحكمه شريعة إسلامية سمحة وعادات وتقاليد متوارثة. وأضافت ان للإعلامية حق الاختيار في ظهورها، وهو اختيار شخصي وديني، فإن تخلت عن هذا الحجاب فهي مسؤولة مسؤولية شخصية مع مراعاة الجهة التي تعمل لديها كمذيعة. وأكدت أن الإعلامية السعودية تحدت الظروف وأثبتت جدارتها رغم قلة الموارد التعليمية مقارنةً ينظيراتها في الدول العربية.
المذيعة منى سراج من قناة «الغالية» وقناة LBC سابقاً
تخالف منى سراج نوعاً ما رأي زميلاتها وتقول: «دعنا نأخذ الأمور من عدة جوانب محورية، فالجانب الأول إذا كانت المذيعة تعمل في الداخل وأقصد هنا العمل في التلفزيون الحكومي، فالمشكلة بسيطة جداً وتكمن فقط في قضية واحدة وهي قلة الأجور وعدم إدراجهن في وظائف رسمية في قطاع الدولة. أعتقد أن هذه مسألة إدارية بحتة يجب النظر فيها. أما الجانب الثاني والمهم فهو العمل مع القنوات الفضائية، فمثلاً أنا كانت لي تجربة ناجحة مع قناة LBC سابقاً حققت من خلالها ما أصبو إليه واستفدت منها بشكل جيد، سواء على الصعيد المادي أو المعنوي. وحقيقةً المسؤولون هناك لم يبخسوا حقي أبداً، ولكن المشكلة الوحيدة تكمن في قضية الاستفادة من القروض المادية التي بالفعل أعتبرها معضلة صعبة تقف حائلاً أمام طالب القرض سواء في بلده أو البلد الذي يعمل فيه. والدليل أني لم أحصل على قرض لشراء منزل في بيروت رُغم تعاون كل المسؤولين معي كما ذكرت في هذا الجانب. أما في الجانب الأخير فأعتقد أن الرؤية اختلفت تماماً تجاه عمل المذيعة السعودية، لإدراك الناس ما يحصل في المجتمعات من تطور ملحوظ وعولمة شاملة. أما طريقة الظهور واللبس فمسألة شخصية تحكمها ضوابط ومعايير وعادات وتقاليد، والأمر متروك لاقتناع المذيعة نفسها».
المذيعة هناء الركابي من التلفزيون السعودي
ترى هناء الركابي أن أكثر المشاكل تكمن في الحيز الاجتماعي، وتقول: «لا يزال المجتمع ينظر إلينا نظرة مختلفة، كوننا نعمل في هذا المجال. وأيضاً ينظر إلينا بأننا متحررات ومنفتحات جداً، ولكن هذا المنظور خاطئ وغير صحيح وغير واقعي أبداً، مع العلم بأن مهنة المذيعة مثل أي مهنة شريفة تحمل في طياتها عدة رسائل سامية تخضع لمعايير وضوابط رقابية صارمة. لذلك نطالب بدعمها نظراً الى الدور الفعال الذي تقوم به في المجتمع. أضف إلى ذلك أننا في حاجة ماسة إلى زيادة الدعم المادي والمعنوي ومحاولة تثبيتنا في وظائف رسمية، بدلاً من العقود والتعاون المفتوح، حتى يشعر الجميع بالأمان الوظيفي الذي من خلاله نستطيع بذل المزيد من الجهد والرقي بمستوياتنا. وهذا ما نأمله من وزارة الثقافة والإعلام».
غالبية العوائق والمشاكل التي تواجه الإعلاميات السعوديات تتمثل في الأجور المادية المترتبة على عقود موثقة بين الطرفين وبنود التعاون التي ليس لها أي ضمانات أو تأمينات وظيفية، لذلك جاءت رغبة العديد منهن في المطالبة بالتثبيت الوظيفي في وظائف رسمية في القطاع الحكومي الذي يشمله نظام التقاعد، أو في وظائف عبر الشركات والمؤسسات الخاصة التي تضم تأمينات اجتماعية وتأميناً صحياً، أسوة بزملائهم المتعاقدين، أو الالتزام معهن بعقود جيدة ومرضية تعوضهن عن الحيف الذي عانين منه طوال سنوات عملهن. يضاف الى ذلك ان المذيعات السعوديات تزعجهن النظرة الاجتماعية التي تطاردهن. «لها» حاورت عدداً من المذيعات السعوديات حول ما يقاسين منه.غالبية العوائق والمشاكل التي تواجه الإعلاميات السعوديات تتمثل في الأجور المادية المترتبة على عقود موثقة بين الطرفين وبنود التعاون التي ليس لها أي ضمانات أو تأمينات وظيفية، لذلك جاءت رغبة العديد منهن في المطالبة بالتثبيت الوظيفي في وظائف رسمية في القطاع الحكومي الذي يشمله نظام التقاعد، أو في وظائف عبر الشركات والمؤسسات الخاصة التي تضم تأمينات اجتماعية وتأميناً صحياً، أسوة بزملائهم المتعاقدين، أو الالتزام معهن بعقود جيدة ومرضية تعوضهن عن الحيف الذي عانين منه طوال سنوات عملهن. يضاف الى ذلك ان المذيعات السعوديات تزعجهن النظرة الاجتماعية التي تطاردهن. «لها» حاورت عدداً من المذيعات السعوديات حول ما يقاسين منه.
المذيعة منى أبوسليمان من قناة mbc
دخلت مجال الإعلام عن طريق محطة mbc، وهي تعتبر تجربتها ناجحة بكل المقاييس، وقد عوملت معاملة راقية ومتطورة بعيداً عن المحاباة، مما انعكس على أدائها فتطور مستواها. أما بالنسبة الى باقي المذيعات السعوديات فترى أن أغلبهن لا يعرفن حقوقهن الكاملة ولا يعرفن أجورهن الحقيقية مقابل عملهن في القنوات الفضائية، وهذه من أصعب المشاكل الأساسية التي تواجههن، بالإضافة إلى عدم وجود آلية نظام مقننة توضح لهن بعض الأعمال الموكلة إليهن، لذلك عليهن مراعاة ذلك ومحاولة معرفة الحقوق والواجبات التي لهن وعليهن على أكمل وجه، حتى لا يقعن في بعض الأمور التي لا تحمد عقباها. «وهنا أود الإشارة إلى نقطة أخرى تندرج تحت مظلة الحقوق، وهي المطالبة بحفظ الحق الفكري والأدبي في حالة اقتراح المذيعة فكرة برنامج. وحصلت مشاكل كثيرة لمذيعات قدمن أفكاراً ناجحة ترجمت إلى برامج فنية واجتماعية نسبت الى الغير، وهذا إجحاف وغير منطقي. فمن هذا المنطلق وجب التنويه الى هذه الأمور، بالإضافة إلى وجود مسألة مهمة وهي مسألة الإعداد للبرامج. فمن وجهة نظري أرى أن ثمة خللاً واضحاً يجب التطرق له وهو الاعتماد على إحضار معدّين ومعدّات من خارج البلد أو المنطقة التي يتمحور حولها الموضوع وهذا بحد ذاته معضلة كبرى. أتمنى وجود معدّين ومعدّات من داخل البلد أو دول الخليج العربي، لإلمامهم التام بما يحصل حولهم وقربهم من الأمور المحلية، سواء السياسية أو الاجتماعية أو النفسية، وبذلك نكون قللنا من نسبة الخطأ. الإعلامية لها حقوق وعليها حقوق يجب الوفاء بها، مثل حقها في طريقة الظهور على الشاشة وهذه قضية اختيارية بحتة في المقام الأول، ولكن يجب مراعاة الشرع والعادات والتقاليد
المذيعة مها حلواني من قناة «الإخبارية»
تتفق مها حلواني في رأيها مع الإعلامية هناء الركابي حيث تقول: «لا يزال يُنظر إلينا كمتحررات ومجردات من القيم والعادات والتقاليد والأعراف التي تربينا عليها، وهذا خطأ لا بد من تصحيحه. نحن لا نرضى أن ينظر إلينا بهذا المنظور السيئ، لأننا ننتمي إلى مجتمع إسلامي تحكمه الشريعة الإسلامية السمحة، وبالتالي نحن نحمل على عاتقنا رسالة سامية يجب الوفاء بها، وبالذات الرسائل الاجتماعية والإنسانية التي تهم المرأة في هذا البلد المعطاء. وعموماً العمل الإعلامي يتطلب وجود الجنسين ولكن المرأة أجدر بأن تتناول مواضيع تهم النساء. ومهنة المذيعة لا تبتعد كثيراً عن مهنة الطبيبة والممرضة والموظفة اللواتي لهن احتكاك مباشر بالرجال . فلماذا ينظر الينا بهذا الشكل؟ ونحن لا نرضى أبداً الظهور بغير الحجاب مهما كانت المغريات، لذا يجب أن تكون هناك زيادة في الوعي الثقافي لدور المذيعة في المجتمع لا سيما أننا محرومات من أبسط الحقوق التي تساهم في الرقي بمستوياتنا المهنية. فمن خلال هذا المنبر نطالب بتثبيتنا في وظائف رسمية رُغم ارتباطنا ولله الحمد بعقود وظيفية أشبه بالوظائف الرسمية، ولكن من حقنا أن نتطلع الى الأمام الأفضل دوماً».