4 حكايات لناشطات مصريات في عالم المشاريع الصغيرة
مصممة أزياء, شبكة الإنترنت, أحجار كريمة, سيدة أعمال, موقع / مواقع إلكترونية, تمكين المرأة, تفعيل دور المرأة , إمرأة عملية, دور المرأة, ديكور الأفراح
19 أبريل 2010داليا حسان: كرهت الوظيفة التقليدية وأنشأت استثماري الخاص
حبها للديكور غلب على حبها للمنطق والمحاسبة، فتركت داليا حسان عملها كمحاسبة، وقررت أن تنشيء استثماراتها الخاصة في مكتب خاص بديكور الأفراح.
تقول عن تجربتها: «والدتي مهندسة ديكور، وكنت أعمل معها صيفاً، وكنت أعشق تصميم الديكور وأحاول اكتساب المهارات منها. ولأنني مللت عمل المحاسبة بعد تخرجي، ولم أجد فيه نفسي، فكرت في أن يكون لي مشروعي الخاص، فاستهوتني فكرة تنظيم الأفراح لأنه ديكور ليوم واحد بعده أفكر في الجديد، كما أنني أحب الإضاءة والورد وأجد متعةً في العمل بهذه الأدوات. وبالفعل بحثت عن المنافسين ودرست أسلوب عملهم، وبدأت بالجديد غير المتوافر لديهم، وكانت البداية قبل أربع سنوات في مكتب صغير لم تتعد مساحته 90 متراً، ولم يكن عندي إلا مساعد واحد فقط وعامل. وارتفع عدد العاملين بعد نجاح المشروع».
أهمية المنافسة
لا يعترض طريق داليا في استثمارها سوى المنافسة، ولكنها تؤكد أنها تستمتع بها لأنها تدفعها إلى البحث دائماً عن تجديد الأفكار والتطلع إلى التطوير، ويفيدها في ذلك كثرة سفرها وإطلاعها على الجديد في الخارج.
وتضيف: «أحب المنافسة الشريفة والدافعة إلى النجاح، وهذا جعلني أبتكر أساليب جديدة للتسويق، فكنت من أوائل المسوقين لعملهم على موقع «الفيس بوك»، وأنشأت «غروباً» يعرض خدماتي، خاصة أن تسويق عملي لا يكون إلا عن طريق الإعلانات أو أن يخبر أحد عملائي أصدقاءه ومعارفه عني».
ولأن النجاح لا يتوقف عند حد معين، تقول داليا حسان إنها تتطلع إلى المزيد، لذا تعمل على أن تكون خطوتها المقبلة افتتاح فروع لشركتها الصغيرة داخل مصر وخارجها، بالإضافة إلى امتلاك مزرعة ورود تغطي حجم عملها الضخم في هذه المرحلة.
سماح الدغيدي: من طالبة إلى مستثمرة عالمية
ضحت سماح الدغيدي بدراستها الجامعية في سبيل عشقها للأحجار الكريمة، حتى أصبحت أشهر مصممة حلي وتاجرة أحجار كريمة في منطقة «خان الخليلي» في القاهرة.
بدأت قصتها مع استثمارها الصغير عندما طلب منها والد صديقتها تولي إدارة محل الأحجار الكريمة في منطقة خان الخليلي حتى عودته وزوجته وابنته من تأدية فريضة العمرة. حينها كان عمرها 18 عاماً وكانت طالبة بالسنة الثانية في كلية التجارة، وفور عودته اكتشف أنها بارعة في فهم هذه التجارة، ولها أسلوب مميز مع الزبائن بل يأتي من يطلبونها بالاسم، فتولت إدارة المحل هي وابنته.
وبعد عامين اقترح عليها استثمار نجاحها لنفسها وتوسم فيها،على حد قولها، حبها للعمل والنجاح والمثابرة، فطلب منها استئجار محل صغير ليكون ملكاً لها وتبدأ منه رحلتها الحقيقية في عالم التجارة. وبالفعل نفذت الدغيدي نصيحته على الفور عام 2002، ولكن الصعاب لم تتركها وحالها. تقول: «رحبّ التجار بتصاميمي الجديدة لعقود الأحجار الكريمة، ولكنني وجدت من يحاربني لأنني دخيلة على السوق في خان الخليلي وجميع التجار عائلات توارثوا المهنة أباً عن جد، ورغم ذلك لم أستسلم وفرضت نفسي عليهم بعملي حتى أثبت مكاني في السوق وأصبح لي اسم كبير وسطهم».
وتتابع: «من أكبر المطبات التي وقعت فيها في عملي والتي أثرت على استثماري الأزمة الاقتصادية العالمية وتأثيرها على السوق المصرية، فأنا مصممة حلي، أصنعها وأصممها للتجار في شرم الشيخ، ومع الأزمة الاقتصادية قلّت الأفواج السياحية، وبالتالي تأثرت السوق في شرم الشيخ وهنا في خان الخليلي، فالسياح العرب يأتون إلى الحسين لزيارته وليس من أجل التسوق ودخول خان الخليلي. ولأن عملي مرتبط بالسياحة تعرضت للأزمة نفسها مسبقاً بعد تفجيرات شرم الشيخ وتفجيرات الحسين، ولكنني لم أيأس وكنت مصرّة على مواصلة العمل في تجارتي الصغيرة».
روح التراث في السوق الأوروبية
دخلت سماح عالم التجارة الأوروبية بروح التراث المصري، بعد تعاونها مع «مركز تحديث الصناعة»، وهو مركز أوروبي يعمل على الحفاظ على التراث وتحديثه بشكل عصري وتنمية العاملين فيه. واجتازت الاختبارات وأخذت دروساً في تنمية الصناعة وتحديثها، حتى شاركت في معارض دولية مثل «فيرنكس»، بالإضافة إلى معارض أخرى في فرنسا وإسبانيا وإيطاليا. تقول: «لم أقف أبداً في مكاني بل كنت دائماً أسعى لتطوير نفسي. فبالإضافة إلى دروس التنمية سمعت أن كل إنسان يناسبه حجر معين، وحصلت على دروس عن الطاقة البشرية والأحجار الكريمة حتى أستطيع مساعدة الزبائن في اختيار ما يناسبهم. بعد تلك الدروس شعرت باختلاف وأنني أقف على أرض صلبة من العلم، وبدأت اقترح على زبائني الأحجار المناسبة لشخصياتهم، وأحجار تساعدهم في التخلص من الاكتئاب وأخرى تزيد الطاقة. والآن أنا بصدد تطوير موقعي الإلكتروني ليشمل فيديو عني وأنا أعمل ويعرض منتجاتي، بالإضافة إلى طبع أوراق دعاية جديدة».
وتضيف: «طموحي الأكبر هو تمثيل مصر وصناعات خان الخليلي دولياً، حتى يصبح اسمي ماركة دولية في عالم صناعة الحلي».
سهير مسعود: حاربت من أجل حلمي وأجلت زواجي
سيطر هوس تصميم الأزياء على سهير مسعود منذ أن كانت في المرحلة الإعدادية، وكانت تقيم في إجازات الصيف في مشغل والدها لتصميم الأزياء. وسيطر عليها حلم امتلاكها مشغلاً وأن تكون مصممة أزياء محترفة.
تقول: «أول فستان صممته خرج من يدي وأنا طالبة في المرحلة الثانوية. وقد أخذت قطعة قماش من والدتي دون علمها. وظللت أعمل مع والدي صيفاً حتى تخرجت من كلية التجارة، وأصر والدي على أن أتوظف لكنني لم أستطع الاستمرار في الوظيفة لعشقي لمهنة تصميم الأزياء، فناشدته أن أعمل معه حتى وافق. بعدها قررت أن أعمل بأسلوب مختلف عن والدي، خاصة أن حسي الفني عالٍ فيما والدي لم يكن طموحاً وكان مكتفياً بالمشغل الصغير، رغم أن زبائنه من صفوة المجتمع، أما أنا فكان طموحي أن أكون مصممة أزياء كبيرة ولي اسم شهير. ولأنني كنت أعرف أنه سيرفض أن أتعلم الأسس العلمية لتصميم الأزياء، درست لمدة عام دبلوم تصميم أزياء دون علمه. وفي النهاية فاجأته وفرح بي كثيراً، وقتها كنت أدفع كل راتبي للدراسة».
وتضيف: «سيطر عليّ حلم أن يكون لدي مشغل، واستشرت والدي فاقترح عليّ شقتنا الصغيرة في عمارتنا ولكنها لم تعجبني ولم تكن مناسبة لسيدات المجتمع، فقررت أن أذهب إلى الزبونات مع المساعدين الخاصين بي حتى أدخر ثمن المشغل الذي أحلم به. وبعد عودتي إلى المنزل كنت أطرز عملي يدوياً حتى أزيد سعر القطعة. في تلك الفترة تمت خطبتي لابن عمتي وهو مهندس ديكور كان مقدراً حقاً لولعي بإنشاء مشغل. وقتها جمعت أموالاً كافية لشراء مكان أبدأ به ولكنها لم تكفِ لشراء الشقة التي كنت أتمناها على الشارع الرئيسي، فأكملت بمبلغ أعطاني إياه والدي من أجل شراء مستلزماتي كعروسة ولم يكتمل ثمن الشقة. فتحايلت على خطيبي بالبكاء حتى أعطاني ما يدخره وما كنا سنتزوج به، وكل ذلك لم يكن يساوي نصف المبلغ المطلوب. ووافق صاحب العقار على أن يعطينا الشقة مقابل شيكات بنكية ولم يكن لدينا رصيد، وبالاتفاق مع خطيبي أجلنا الزواج ثلاث سنوات حتى سددت أقساط الشقة واشتريت معداتي. كل هذا حدث دون معرفة أهلي أو أهله، وكانت المفاجأة ليلة زفافي أنني استأجرت الكوافير في المشغل وخرجت منه لنعلن أنا وزوجي ثمرة كفاحنا».
طموحات سهير مسعود لم تتوقف بعد، بل تتمنى أن يكون لديها مصنع متكامل لتصنع فيه الأزياء والأحذية والحقائب وفي المقابل تتمنى أن يكون لديها وحدات لعرض المنتجات مثل «مول» تجاري تدخل فيه المرأة لتجد جميع مستلزماتها، وإن اختارت ذوقاً معيناً غير موجود يتم تصنيعه لها خصيصاً. وتقول: «تحقيقاً لهذا الحلم أبحث حالياً عن قطعة أرض مناسبة في المدن الجديدة لأقيم فيها مصنعي».
هبة سعودي: وقت التسويق الإلكتروني
لم تتخيل هبة سعودي قط أنها ستكون مستثمرة صغيرة في أقل من عامين، خاصة أن بدايتها كانت باحثة نشر ثم محررة أخبار في أحد المواقع الإلكترونية الكبيرة. لكنها توقفت عن العمل في الشهر السابع من الحمل استعداداً للولادة ولتربية طفلها الصغير. وتقول: «أنا كائن عملي وأكره الفراغ، ورغم أنني قررت التفرغ لابني شعرت بالفراغ وأنه لم يأخذ وقتي كله، فبدأت البحث عن شبكة الإنترنت على فكرة مشروع أقوم به من المنزل».
وجدت فكرة استيراد الهدايا والنظارات الشمسية وملابس النساء المنزلية وأزياء العمل، ولأن الغول الصيني هو المسيطر على الأسواق المصرية والعالمية بحثت عن الشركات الصينية واخترت الموديلات واتفقت مع مكاتب الشحن. وبقي أمامي التسويق للمنتجات، فسوقت عبر الإنترنت في موقع «الفيس بوك»، وأنشأت «غروباً» «عرضت فيه صور الهدايا والنظارات والملابس، وبالفعل وجدت تجاوباً جيدا»ً.
لم تكتف هبة بالتسويق الإلكتروني، بل تقيم يوماً مفتوحاً داخل بيتها وبيت أختها وتدعو فيه الجيران الى فنجان من الشاي وتعرض بضاعتها. ولمزيد من الحضور تلصق الدعوات على جدران المباني المجاورة.
«أقيم أيضاً اليوم المفتوح داخل المدارس والهيئات الاستثمارية، وذلك بالتنسيق الودي مع أحد معارفي هناك. الآن أنا سعيدة بتحايلي على البطالة ورعاية ابني الذي لا يفارقني في كل مكان أذهب إليه».
وتعترف هبة بدور زوجها قائلةً: «زوجي لم يتركني وحدي بل ساعدني كثيراً فكان يذهب إلى الصين من أجل تسويق عمله، ويبحث لي عن أسعار أقل وخامات أفضل، وبالفعل ساعدني على استيراد شحنة كبيرة من النظارات الشمسية استطعت توريدها إلى محلات النظارات الكبرى في القاهرة. لكن طموحي لن يتوقف عند هذا الحد، فالخطوة المقبلة أن أسافر إلى الصين بنفسي واستورد على ذوقي، بعدها أعتقد أنني سأكون قادرةً على افتتاح مركز تجاري كبير ومميز، تجد فيه المرأة العصرية جميع احتياجاتها».