4 حكايات لناشطات سعوديات في عالم المشاريع الصغيرة
المرأة السعودية / نساء سعوديات, العباءة السعودية, سيدة أعمال, أعمال يدوية, تمكين المرأة, تفعيل دور المرأة , دور المرأة, جامعة الملك عبد العزيز, د. هيثم لنجاوي
19 أبريل 2010فدوى حسين: من الفكرة الى الخطة الى الواقع
بدأت فدوى حسين مشروعها متدرجة به من الفكرة إلى وضع الخطة الإستراتيجية لتنفيذه بطريقة متسلسلة ليكون بعد فترة حقيقة على أرض الواقع. وحالياً تتنقل بين الجهات المعنية لاستخراج الأوراق والرخص التي تضمن لها استمرار مشروعها الصغير. عملت في الوظائف الحكومية، وفي القطاع الخاص لعدد من السنوات. ولكن منذ أشهر بدأت تختمر في عقلي مسألة المشروع الخاص خصوصاً بعدما وجدت تأييداً كاملاً من زوجي، إضافة إلى ان الفكرة غير موجودة في السعودية، ولم أجدها إلا في واحدة من الدول العربية التي زرتها في الفترة الأخيرة».
وأشارت فدوى في حديثها إلى العدد الهائل من الدوائر الحكومية التي يجب مراجعتها، إلا أن ما سهل الموضوع عليها وجود سجل تجاري قديم لديها وذلك لأن والدها تاجر مخضرم في السوق مما جعلها تستخرج سجلها من فترة قديمة بناء على نصيحة والدها.
وأضافت: «أؤسس حالياً مشروعي الخاص، وكنت أتمنى ان تكون لدينا تسهيلات أكبر من الدولة لأن الاستثمار بحد ذاته يعد مخاطرة في الفترة الحالية مع اختلاف الوضع الاقتصادي بين فترة وأخرى، وكنت قد دخلت مجال الاستثمار في الأسهم سابقاً، والحمد الله أني خرجت منه قبل أن أفقد كامل رأس المال، وهذا ما دفع بتفكيري الى أن يتوجه إلى الاستثمار الخاص دون الدخول في ما يسمى المخاطرة العالية».
تؤسس فدوى مشروعاً ترفيهياً للأطفال، وتعمل على تطوير الفكرة لتخرج بصورة مختلفة عما هو متعارف عليه، فهي تعمل على مراحل عمرية مختلفة، وتوفر نشاطات فكرية وجسدية، وفنية كلها تحت سقف واحد.
وتحدثت عن صعوبة افتتاح المشروع الخاص بالسيدة قائلة: «طبعاً هناك كثير من المعوقات التي تواجه الفتاة، أو المرأة السعودية بشكل عام. وأنا ما سهل أمري وجود سجل تجاري قديم، انما هناك كثير من الأوراق التي يجب استخراجها، إضافة إلى استيراد المواد المطلوبة في حال مثل حالتي. فأنت مطالبة أن تكوني متواصلة مع الجمارك السعودية، غير أن هناك عدداً كبيراً من التصاريح، وكل هذا يتطلب وقتاً وجهداً ويؤخر افتتاح المشاريع الصغيرة».
الدكتور هيثم لنجاوي: نقطة البداية
أوضح وكيل معهد البحوث والاستشارات في جامعة الملك عبد العزيز ورئيس مكتب البوابات الأربع للاستشارات في جدة الدكتور هيثم حسن محمد لنجاوي أن مفهوم المشاريع الصغيرة بدأ بالظهور في العام 2000 في عهد الرئيس جورج بوش لتنشيط الاقتصاد الأميركي، إلا أنه وحتى اللحظة لا معايير أساسية لتحديد مفهوم المشروع الصغير. وقال: يمكننا تحديد ماهية المشروع من خلال الآن: حجم رأس مال المشروع (المشروع الصغير من 10،000 إلى 200،000 ريال)، رقم المبيعات للمشروع ( لا يتجاوز المليون ريال)، عدد العاملين (من شخص واحد وقد يكون صاحب المشروع، إلى 10 أشخاص)، بساطة التكنولوجيا والتقنية المستخدمتين».
ولفت الى وجود عدد من المميزات للمشاريع الصغيرة التي يمكن لذوي الدخل المحدود العمل عليها تتلخص في: «المحافظة على تراث الدولة، المساهمة في إنعاش اقتصاديات الدولة سواء الصناعية او الزراعية أو الخدمية أو الحرفية وغيرها، تخفيف الضغط على البنية التحتية وخاصة شبكة المواصلات إذ يمكن تنفيذ المشروع من المنزل ولا يحتاج الى الخروج المنتظم والمستمر الى مقر العمل، كسر روتين الوظيفة والخروج عن المألوف بتقديم مشاريع إبداعية، توفير وظائف جديدة وتقليص نسبة البطالة».
وأضاف: «خطت المرأة السعودية في مجال المشاريع الصغيرة خطوات جيدة في تكوين مفهوم المشروع الصغير، وأصبح الوعي المجتمعي واضحاً في هذا الخصوص، ويبقى السؤال ما هي المميزات التي تساهم بها المشاريع الصغيرة الخاصة بالسيدات؟ والجواب ان هناك مميزات عدة من أهمها: تمضية وقت في إنجاز عمل سيعود عليها وعلى مجتمعها بالنفع، المحافظة على تراث بلدها مثل صنع الأزياء الشعبية وبعض الأكلات السعودية، المحافظة على أسرتها لأن معظم المشاريع الصغيرة لا تتطلب وجود المرأة خارج المنزل لفترات طويلة».
معوقات المشاريع الصغيرة
وتحدث لنجاوي عن عدد من المعوقات التي لها ضلع في فشل المشروع أو حتى عدم قيامه من الأساس، من أبرزها: «الازدواجية وتكرار المشاريع مثل صنع الأكلات المنزلية، صنع السجاد المخصص للصلاة وسوى ذلك... فعلى المرأة السعودية الخروج عن المألوف وتقديم أفكار لمشاريع إبداعية. ومن المعوقات. غياب الجودة أحياناً، علما ان الجودة، مفهوم يجب الأخذ به بشكل جدي. ويجب مواكبة التطور السريع في العالم ومعرفة اتجاهات السوق، والتخلص من عدم القدرة على إدارة المشروع ويحصل ذلك بمتابعة دورات تدريبية في المجال الإداري».
وأكد أن مشاريع السعوديات تساهم بشكل مباشر وغير مباشر في دفع عجلة الحركة الاقتصاديةأنها «تقلص نسبة البطالة خصوصاً أن عدد الإناث في السعودية يفوق عدد الذكور، وظهور مشاريع من هذا النوع سيقلل من البطالة في الأوساط النسائية. كما انها تنشىء فتاة سعودية تتحمل المسؤولية، وتساهم في المجتمع علماً ان عدداً من المشاريع الصغيرة يتحول إلى مشاريع كبيرة تعزز التنمية الاجتماعية والاقتصادية السعودية. وهذه المشاريع تضطلع بدور ايجابي في المحافظة على الأسرة السعودية وتقليص نسبة الطلاق».
المهندسة آلاء الزبير: الشركة تعمل على تطوير الأسر
المهندسة آلاء الزبير من شركة «سعفة الخير»، وهي شركة غير ربحية تعمل على إيجاد فرص عمل للرجل والنساء عبر تسويق منتجاتهم وترأس مجلس إدارتها الأميرة نورة بنت عبد الله بن محمد، ونائبتها الأميرة هنا بنت عبد الله بن خالد بن عبد العزيز. قالت الزبير: «هدف الشركة تطوير الشباب والشابات بالتدريب، فلدينا المدربون المتخصصون، والآلات الخاصة بأعمال مختلفة، إضافة إلى توفير الخامات المطلوبة. ونحن نعمل في أكثر من اتجاه، منها على سبيل المثال الطباعة، النجارة، صناعات حرفية. وبعد انتهاء الدورة التدريبية يتم إعطاء شهادة معتمدة من الشركة. أيضاً نسوق المنتج لأصحاب العمل، إضافة إلى إعطائهم مكافأة مالية خلال الدورة التدريبية».
وأشارت إلى أن المتدرب الذي يرغب في مواصلة العمل عبر الشركة يتم تسويق منتجاته من خلال منافذ التسويق المتاحة، وتوفير كامل الخامات. وهناك من يرغب في الانفصال عن الشركة لتأسيس عمل خاص به وبالطبع له ذلك. وتعمل الشركة في الوقت الحالي على تطوير مقرها حتى تستوعب أعداداً أكبر.
صفائح نحاسية... تحف لطيفة بندقجي
لطفية بندقجي تعمل على تطوير الصفائح النحاسية لتخرج في النهاية بتحفة فنية فريدة من نوعها. عن عملها قالت: «أمارس هذا العمل منذ ثلاث سنوات، وهو تحويل الصفائح النحاسية إلى إكسسوارات تضعها المرأة السعودية التي تبحث عن التميز. وبدأت الفكرة عندما كان والدي يصنع الأسلحة وكان يستخدم في صناعتها الصفائح النحاسية، والحديدية. هنا طرأت لي فكرة تحويل هذه الصفائح إلى إكسسوارات منها القلائد، الأحزمة، الخواتم، الأقراط، وذلك بإضافة الكريستال الأحجار الكريمة، أو الملونة اليها».
وكانت لطيفة قد صنعت شجيرات صغيرة من الخامة نفسها ورصعتها أيضاً بالكريستال. وقد نفذت هذه المشغولات تقريباً من شدة الاقبال عليها.
«الأسر المنتجة»
يذكر ان المنتجات التي عرضت في معرض منتدى «الأسر المنتجة» تنوعت ما بين حقائب جلدية، وصابون مصنع بالطريقة المنزلية اليدوية، ومصنوعات تراثية من السعف والأقمشة ذات الطابع القديم، والمرايا ذات البراويز الخشبية المطعمة بالنقوش النحاسية الدقيقة. وقد شارك عدد من الجمعيات الخيرية على مستوى مناطق السعودية بأعمال فتياتها وسيداتها.
مها العمري: بدأت من بيتي الذي لا يزال مكان عملي
بدأت مها العمري مشروعها من المنزل حين قررت الاتجاه إلى العمل الخاص وبرأس مال لم يتجاوز مئة ألف ريال. «بدأت تصميم العباءة السعودية. وكانت بدأت الفكرة لدي عندما كنت أعدّل على عباءتي الخاصة التي عادة ما أشتريها من دار أزياء في السعودية. ومع مرور الوقت وملاحظتي اهتمام من حولي بالتفاصيل التي أعكف على زيادتها بدأت فكرة العمل على مشروع خاص بي في هذا الاتجاه. وبالفعل بدأت أطلع أكثر على متطلبات تصميم العباءات وأهم الخامات التي تحبها المرأة في ما ترتديه».
مها لم تقف عند حد العباءة السعودية المتعارف عليها بل قررت السفر إلى الدول الخليجية لتعرف أخر المستجدات في هذا الفن، إضافة إلى أنها دمجت التراثيات العربية في تصاميمها كما شاهدتها في كل سورية ولبنان.
أضافت: «ليس من السهل الخوض في مشروع سيحصد مجمل رأس المال الموجود لدى السيدة، إلا أن الاتجاه إلى العمل الخاص بات هو المضمون رغم الأزمة الاقتصادية التي يمر بها العالم العربي في الوقت الراهن. لذا على المرأة أن تتأكد من خطتها للدخول إلى عالم الأعمال عن طريق مشروعها الصغير حتى لا تهدر مالها».
وعن العمل من بيتها قالت: «بدأت منذ حوالي السنة ولا أزال أمارس المهنة من بيتي، وهذا حقق لي الاستقرار المادي والأسري في الوقت نفسه. فكنت أتابع عملي وأنا في البيت وأخرج في ساعات الدوام المدرسي لأولادي وزوجي، وحتى زبوناتي يتواصلن معي عن طريق الهاتف، ويزرنني لي في البيت حيث خصصت غرفة لاستقبالهن والجلوس معهن لمعرفة ما يدور في خاطر كل واحدة منهن وماذا تريد من عباءتها».