4 حكايات لناشطات سوريات في عالم المشاريع الصغيرة
الإتحاد النسائي العام, سيدة أعمال, تفعيل دور المرأة , إمرأة عملية, دور المرأة, تطوير المرأة
19 أبريل 2010نهى نيسانة: مشروعي ناجح وأعمل على تطويره
إليكم حكاية السيدة نهى نيسانة التي تدير مشروعاً أسسته بوسائلها. الخاصة وهو محل ألعاب كمبيوتر متخصص بألعاب الأطفال، أما رأس مالها فكان مئة ألف ليرة أي (أقل من ألفي دولار)، وعنه قالت:
«كان هذا المشروع حلماً يراودني منذ وقت طويل وهو أن أنشىء محلاً لألعاب الكمبيوتر مخصص للأطفال، لكن لم أستطع أن أجسد فكرتي هذه بسبب العائق المادي ولعدم وجود مكان لهذا المشروع. ولكن مع مرور الوقت وبمساعدة عائلتي وزوجي وبتشجيع منهم استطعت استئجار محل صغير في منقطة شعبية مكتظة واشتريت جهازي كمبيوتر مع الأكسسوارات الخاصة بهما وبدأت العمل.
واجهتني الكثير من الصعاب في البداية، لكني اخترت المشروع لأسباب عدة أهمها أن الأطفال باتوا ينجذبون الى هذا النوع من الألعاب بشكل كبير ولم تعد الألعاب التقليدية تشدهم. ولعل ما يجعل ألعاب الكمبيوتر تنتشر بهذا الحجم الهائل هو محاولة القائمين على صناعتها محاكاة الحياة الواقعية وصياغة الألعاب من أفكار تحاكي سير الحياة العادية.
بدأت مشروعي هذا منذ ثلاث سنوات والحمد الله تطور وتركت محلي القديم واشتريت محلاً خاصاً بي، فدفعت مبلغاً بسيطاً والباقي على أقساط، وازداد عدد الأجهزة التي أعمل بها، وما زلت أطمح الى المزيد...
وعند سؤالنا اياها عمن يساعدها في عملها هذا، أجابت: «زوجي يساعدني في عملي وفي تسديد الأقساط المترتبة علي من شراء المحل الجديد، وكثيراً ما ينوب عني في المحل، وذلك بتقسيم وقت العمل بيني وبينه».
أما عن المشاكلات التي واجهتها في العمل فقالت: «في بعض الأحيان بعض الأطفال لا يفهمون الكلمة الطيبة مما يضطرني لإخراجهم من المحل، وهذه الفئة قليلة جداً علماًأنني أعاملهم بكل ود واحترام حتى أنني ِأشاركهم أحاديثهم وأفراحهم. ومنذ فترة كنت عند أحدهم أشاركه عيد ميلاده.
وبالنسبة الى المترددين على المحل، فهم بالطبع الأولاد من سن العاشرة وما فوق، والآن أصبحت معروفة في الحي حتى أن أهالي الأطفال باتوا يعرفونني ويثقون بي ويتصلون دائماً للسؤال عن أولادهم».
أما عن نصائحها للسيدات اللواتي يرغبن في إنشاء مشروعهن الخاص، فقالت: «ما المانع أن يكون هناك سيدات أعمال، فقد كانت السيدة خديجة رضي الله عنها تعمل في التجارة، لكن كان الرسول صلى الله عليه وسلم هو من يدير تجارتها. وأقول للسيدة التي تعمل: «استمتعي بالعمل الذي تقومين به وعاملي نفسك كأنك تعملين في منشئة. حضري دفاتر تحتوي على المواد والأرباح والإيرادات التي كسبتِها ومن هم عملاؤك. ومع مرور الوقت سوف تجدين هذا ممتعاً، واستخدمي عامل الجودة لصالحك وأعملي بإتقان وإخلاص لكي تكسبي عملاك.
فاتن صباغ: بدأ عملي كهواية واحترفت بعد زواجي
السيدة فاتن صباغ تصنع مفارش السفرة، أغطية الأسرّة، أطقم الطاولات، التكايات... لذلك تسمي عملها الشرقيات الغزلية.
عن هذه الحرفة والمعاناة التي تعترضها وأشياء أخرى قالت:
«في البداية اتخذت هذه الأعمال هواية وتعلمتها منذ صغري وكنت أبدع في التعامل مع القماش ولا يهمني الربح المادي. لكن بعد زواجي احترفت العمل وأصبحت أنتج بشكل يومي أشكالاً وألواناً وبكل صراحة أعمل لأعيش كوني اتخذت من بيتي مركزاً لعملي... شاركت في معارض فردية وجماعية كثيرة وخصوصاً المعارض التي تقيمها منظمة الاتحاد النسائي، وكذلك معرض دمشق الدولي ومعارض في دمشق وحلب وحمص واللاذقية، ولكن الذي يحزّ في النفس أن هذه الأعمال في حاجة إلى تصريف مع العلم كنت أعرض منتجاتي في الأسواق وكانت تلقى كل تقدير إلا أن التجار وأصحاب المحلات لا يصدقون معي، وكنت أعطيهم أجمل القطع وفي المقابل لا يعطونني إلا الثمن البخس».
سألناها لماذا لا تقيمين دورات تعليمية لهذه الحرفة الجميلة فأجابت:
«الاتحاد النسائي ينظم دورات كهذه بشكل مستمر. وكانت آخر دورة بعنوان «توالف البيئة»، وهي تعلم الفتاة الأعمال اليدوية، وأن لا ترمي أي قطعة قماش ولو كانت صغيرة بحيث يمكن أن نصنع منها بيتاً للموبايل أو بيتاً لعلبة المحارم. وكذلك الأشياء البلاستيكية يمكن أن نصنع منها وردة نقدمها هدية لشخص عزيز».
وختمت فاتن حديثها أن تعرض أعمالها خارج الإطار المحلي. وناشدت السيدات يتعلمن أي مهنة وأن يبتعدن عن الثرثرة والكلام غير المجدي، كما تمنت إقامة أسواق دائمة ومشتركة للأعمال اليدوية.
لما فحام ولطيفة سبع الليل: حصلنا على تمويلنا من الجمعيات ومنتجاتنا توزع في الأسواق
لطيفة سبع الليل ولما فحام شريكتان في مشروع الخياطة، وهما شابتان وظفتا شغفهما بالأزياء منذ الصغر وصقلتا موهبتهما حتى أصبحت لهما بصمتهما الخاصة وطابعهما المميز في التصميم والخياطة وتألقتا في سماء العمل والإنتاج.
عن مشروعهما قالتا: «نحن زميلتان من أيام الدراسة وتخرجنا معاً من مدرسة الفنون التطبيقية. ومن خلال المدرسة دخلنا مجال تصميم الأزياء، فبدأنا نتعرف على أسرار الألوان والخامات المختلفة وكنا حريصتين كل الحرص على متابعة عروض الأزياء العالمية والمجلات المتخصصة وكل جديد في عالم الموضة. وعندما تخرجنا من تلك المدرسة سلكت كل منا طريقها في العمل».
وهنا قالت لما: «عملت عند خياطة وتمكنت من أخذ بعض أسرار هذه المهنة، لكنني كنت أحلم بفتح مشغل خاص باسمي. ذات يوم التقيت زميلة الدراسة لطيفة التي كانت هي الأخرى تعمل في البيت على ماكينة خاصة تملكها والدتها، وعندما عرضت عليها إنشاء عمل خاص شراكة بيني وبينها وافقت وكان رأس مالنا حينها لا يتجاوز المائة ألف ليرة سورية جمعناها عن طريق جمعية واستأجرنا هذا المكان منذ أربع سنوات».
وعن الأجواء التي ساعدتهما في افتتاح مشروعهما قالتها:
«لا يكون النجاح تلقائياً في العمل على الإطلاق، فهو يعتمد بشكل رئيسي على إدراك مالكه وحسن تنظيمه للأمور. إلا أن كل ذلك لا يضمن نجاح العمل بصورة مطلقة. ومن العراقيل التخطيط السيئ، نقص رأس المال، عدم الالتزام، نقص الخبرة والكفاءة، وهنا لا نقصد إثارة الخوف بل القول إن الطريق الذي سلكناه كان في بدايته شاقاً ووعرا. ولكن مع الصبر والرغبة في العمل تمكنا من تخطي كل العقبات وأصبح لنا اسم في السوق ولله الحمد».
وعن طموحاتهما ومشاريعهما قالتا: «بالطبع نحب التوسع، ومن هذا المنطلق نتمنى الاستمرار وايجاد اسم تجاري مسجل باسمينا، وفتح محل بيع الأقمشة وأدوات الخياطة والملابس الجاهزة التي ننتجهما إن شاء الله.
وفي النهاية المشاريع الصغيرة متميزة خاصة أن رأس مالها قليل، فيمكن مثلاً شراء ماكينة خياطة بالتقسيط وتصنع بواستطها السيدة ألعاباً للأطفال من قطن وقطع قماش، ومن هنا تستطيع كل منا أن تنطلق بطموحاتها ومشاريعها نحو الأمام، والمهم في كل هذا هو الإرداة والتصميم.
هنادي حجازي: إتقاني الرسم ودراستي للتمريض سهلا عملي
هنادي حجازي (24 سنة) مشروعها من نوع مختلف... عنه قالت: «بدأت الفكرة عندما زرت إحدى صديقاتي في محلها الخاص للوشم، وكوني رسامة ولي معارض جماعية كثيرة استعانت بي صديقتي لرسم بعض الصور والرموز على السيدات، ومن هنا بدأت الفكرة وأعجبتني كثيرا لأنني لمست فيها الفن كله، ولذلك قررت العمل فيها بعدما شاركت في دورات تخص هذا المجال. والشيء الذي أفادني أنني درست التمريض مما سهل لي الأمر كون هذا العمل يحتاج الى استخدام الإبر والتخدير».
وأضافت: زبوناتي في أعمار مختلفة، منهن المتزوجات وغير المتزوجات. لكن من ترغب في التاتو فهي تحضر إلى المركز الخاص بي، وهناك من يحضرن من الفتيات الصغيرات مع أمهاتهن».
وعن الصعاب التي تواجهها قالت: «هي قليلة جداً. لكن طموحاتي كبيرة جداً، فأنا أطمح الى انشاء مركز كبير وإقامة دورات للفتيات اللواتي يحببن تعلم هذا الفن».