في الإمارات: سيدات أعمال شابات في رحلة إثبات الذات
الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم, مشاركة المرأة, الإمارات العربية المتحدة, مجوهرات, الموضة العالمية , سيدة أعمال, عباءة, جامعة الإمارات, دور المرأة, المجتمع الإماراتي, مشاريع عقارية
10 يناير 2011أميرة عبد العزيز باقر
مديرة العمليات في مجموعة «جلف ماركيتينج جروب» تحديات تفرض الجهد والإخلاص
أميرة عبد العزيز هي رئيسة العمليات التنفيذية لمجموعة «جلف ماركيتينج جروب» التي تضم اكبر شركة للألبسة الرياضية في المنطقة في مجالي البيع بالتجزئة والجملة (شركة سن اند ساند سبورتس)، بالإضافة إلى شركة «فارم فريش للأغذية» و«كيمى فارم» ومجموعة «صيدليات سوبر كير» و«صن كوست للمفروشات» و«الحضانة الإماراتية البريطانية» بكل فروعها و«توي ماجيك» لتجارة لعب الأطفال.
تقول: «أنشئت المجموعة منذ 30 عاماً ويملكها والدي عبد العزيز باقر. وقد استطعنا أن نواصل توسعنا إلى حد كبير رغم التحديات التي واجهناها في العامين الماضيين نتيجة للتغيرات الاقتصادية العالمية، ونجحنا في إكمال عملية التوسع للمجموعة بتفوق كبير، ولهذا اعتبر نفسي جزءاً أساسياً في دفع عجلة النمو في مجموعتنا خاصة خارج دولة الإمارات (السعودية، عمان، البحرين، الكويت، قطر). وقد ساهمت «سن اند ساند سبورتس» في هذا النمو حيث تنتشر محلاتها على مساحة 000, 500 قدم مربع.
تضيف: «أؤمن بأن المرأة اليوم متعلمة و مثقفة وعلى وعي كامل بالفرص المتاحة في السوق التجارية الإماراتية تماما مثل الرجل، و لهذا فهي قادرة على إثبات مكانتها في السوق وتحقيق النجاح في المجال الاقتصادي في دولة الإمارات. ومن هذا المنطلق توليت بعد التخرج من الجامعة الأميركية في دبي إدارة الحضانة الإماراتية البريطانية، وخلال تلك الفترة استطعت مضاعفة عدد الحضانات التي تملكها مجموعة «جلف ماركيتينج جروب»، وبعدها حصلت على منصب الرئيس التنفيذي للمجموعة. وقد ساعدني أعضاء مجلس إدارة المجموعة في تعزيز النجاح في كل مهمة من مهمات هذا المنصب. ويعتمد دوري على إمكاناتي التجارية وتطلعاتي في السوق العربية والعالمية، وهذا ما يمنحني الثقة الكافية في إدارة كل ما يتعلق بشؤون العمل.
وفي مجال عملي أتعامل كثيراً مع الرجال، ولكن اليوم المرأة والرجل يتنافسان في مجال العمل مع الاحترام المتبادل والثقة بقدرات كل منهما، ولهذا أعتبر أن التزامي تجاه عملي هو ما يضعني دائماً موضع الثقة من ناحية، وهو أيضاً سبب رئيسي لكل هذا النجاح. وتربطني بسوق الإمارات علاقات جيدة مع المعنيين بالعمل التجاري، فقد تعلمت خلال سنوات عملي أن المرأة في الإمارات يجب أن تكون على القدر الكافي من المعرفة والإطلاع لإكمال سلسلة نجاحاتها ولتكون دائماً مستعدة أمام التطورات، مع الأخذ في الاعتبار الخبرات المكتسبة والمتبادلة بيننا وبين دول العالم.
وتؤكد أن «تحقيق النجاح ليس بالأمر السهل، واستطعت رغم ضغوط العمل أن أؤدي مهمتي على أتم وجه والحمد لله، ولكن دون شك فإن تحقيق عمل ناجح يتطلب تخصيص جزء كبير من الوقت لهذا الجانب، ولكني دائماً أسعى لتخصيص الوقت الكافي لمقابلة الأصدقاء وتمضية الوقت مع العائلة، وهم دائماً يقفون بجانبي ويشاركونني نجاحاتي.
وأعترف بأنه في بادئ الأمر كان هناك تشكيك في قدراتي لأني أنتمي إلى العائلة التي تملك المجموعة، ولهذا أعتقد الكثيرون أنني أحصل على معاملة خاصة من الوالد عبد العزيز باقر صاحب المجموعة، و لكن هذا الاعتقاد ليس له أي أساس. والمهم في العمل مواجهة التحديات بالجهد والإخلاص. فقد استهل والدي عبد العزيز باقر أعماله بمحل واحد في شاطئ الجميرا، وشاهدت بنفسي الجهود التي بذلها لكي يصل إلى هذه المرتبة من النجاح اليوم. وأنا والحمد لله أملك الطموح ذاته الذي سيقودني إلى نجاحات باهرة، و مبادئي التي نشأت عليها هي تلك المبادئ التي أطبقها في حياتي العملية فإذا كانت جديرة بأن نتمسك بها، فهي جديرة بأن نحارب من أجلها».
حكمت الحاج
مديرة مصنع للمجوهرات والساعات الثمينة وعضو بارز في مجلس أعمال سيدات الإمارات التأني في اتخاذ القرار سمة نسائية
تقتدي بالعظماء الذين يخلدهم التاريخ وتبقى أسماؤهم مخطوطة بالذهب، ويأتي على رأسهم الشيخ محمد بن راشد أل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي.
ترى حكمت الحاج أن وجود عدد كبير من سيدات الأعمال الناجحات يأتي بدعم من قيادة دولة الأمارات التي أكدت أنها عنصر أساسي في التنمية، فأسندت إليها المناصب العليا. وبالفعل تولت المرأة مناصب عدة منها الوزارية وتمثيل الدولة في الخارج كسفيرة وعضو في العمل الوطني، بالإضافة إلى تشجيع المرأة على دخول مجال الأعمال والتجارة الذي حقق للمرأة الإماراتية ذاتها واستقلالها المالي ودعمها لأسرتها. تقول: «مستقبل المرأة من خلال النجاح الذي تحقق لها لا يقل عن الرجل بل هي منافسة في مختلف المجالات، فأنا أسعى لتطوير ما أقوم به حاليا، وابحث دائما عن التميز في عملي والذي يحتاج إلى الكثير من التخطيط والصبر والتفاني».
وتروي: «لم تكن بدايتي سهلة أو الطريق مليئاً بالورود، بل كانت التحديات كبيرة لكن الإصرار على النجاح لديّ كان اكبر. رغم أن بدايتي كانت إدارة «معهد للغات» بالإضافة إلى قيامي بتدريس اللغة الإنكليزية في المعهد نفسه قبل الانتقال إلى الأعمال التجارية المختلفة التي حققت من خلالها بناء شخصيتي. وقد ساهم ذلك في تراكم خبرات كثيرة ومختلفة مكنتني من اجتياز الكثير من الصعاب، خاصة أن النجاح يعتمد في الأساس على التعامل مع أي مشكلة قد تطرأ في التعامل مع الآخرين، وهنا يأتي المقياس الحقيقي للنجاح.
وطبيعة عملي تقتضي دائماً الاحتكاك بالرجل، لذا فأنا أنظر إليه كونه زميلاً في العمل وشريكاً أساسياً في أي نشاط تجاري لا يمكن تجاهله بل التعامل معه بكل احترام ومهنية عالية المستوى. إن دوري في نمو الاقتصاد الوطني لا يختلف عن دور أي مواطن يسعى لأن تكون دولة الإمارات هي السباقة دائماً في قيادة دفة الاقتصاد والمؤثرة فيه، وذلك لا يأتي من فراغ بل بتكاتف الجميع ووضع تطور ونمو الاقتصاد المحلي نصب أعينهم. ونجاح سيدات الأعمال يعود إلى التأني في اتخاذ القرار ودرسه بشكل كبير وعدم الاندفاع في العمل التجاري والجري خلف الأحلام لتحقيق الربح السريع، بل النظرة إلى الواقع وعدم التشتت في المشاريع التجارية المختلفة بل التخصص في عمل معين. إلى جانب حسن إدارة الوقت بشكل جيد حيث للعمل نصيب وللأسرة النصيب الأكبر. وتجد تلبية الدعوات التي أتلقاها في المناسبات الاجتماعية نصيبها أيضا لأنني حريصة على المشاركة في الكثير منها، و لا شك إنني واجهت الكثير من المعوقات، لكنى بالإصرار والعزيمة والثقة بالنفس وبإرادتي الصلبة استطعت التغلب عليها».
عبير السويدي
«مصممة و صاحبة متجر أزياء» منافسة للموضة العالمية
تملك حساً فنياً مرهفاً وتتمتع بمخيلة واسعة وخصبة في مجال تصميمات «العباءات» وتطمح الى بلوغ العالمية.
تقول: «درست الإخراج التلفزيوني وعملت في الديكور و المناسبات، ولكني لم أجد نفسي في هذا المجال. في الوقت نفسه شعرت بأن بعض الناس لا يعطون العباءات أهمية مثل اهتمامهم بالماركات العالمية، وعلى الرغم من المنافسة الشديدة من الماركات العالمية في السوق المحلي فقد أثبت وجودي بقوة كمصممة عباءات إماراتية مواكبة للموضة العالمية، لحرصي دائماً على تقديم الجودة مع التصميم ولأني طموحة في العمل».
تضيف: «كانت بدايتي مع مشروعي الخاص وهو افتتاح متجر للعباءات من تصميمي، وقد لاقى صدى كبيراً منذ افتتاحه. وللحق بذلت مجهوداً كبيراً لكسب ثقة الناس بالمتجر وتقديم أفضل صيحات الموضة.
وأنا أرى أن العباءة لباس يومي للمرأة الإماراتية، ويجب الاهتمام بها للوصول إلي ارقى التصاميم. أما سر نجاحي فيكمن في حرصي دائماً على أن أكون متفائلة وصادقة وأعمل قصارى جهدي للوصول إلى ما أريد، كما إنني أؤمن بأنه لا نجاحات دون صعاب، فمنها نتعلم ونزداد خبرة، وانا أسعى إلى الأحسن دائماً وأن أكون على مستوى كبير للوصول إلي العالمية. والفضل في نجاحي يرجع إلي أمي فهي التي كانت تلهمني ولا تقبل عبارة «لا استطيع».
وهو ما جعلني أقف بصمود أمام الأزمة الاقتصادية التي أثرت في الجميع، والحمد لله لم يكن التأثير كبيراً في مجالي».
تكمل: «مجال عملي جعلني قريبة من الناس وساعدني في ان أدرك ما ترغب فيه الباحثات عن التميز في موضة العباءات. وأرى أن المرأة يجب أن تعمل لأن ذلك يمنحها المزيد من الثقة بالنفس والقوة في الشخصية. ومن جانب آخر أرى أن مجال الأزياء قد يكون أقرب الى المرأة لكي تخوض فيه لأننا شعوب تحب التأنق والتغيير في الأزياء».
فاطمة الفهيم
الرئيسة التنفيذية في شركة «نيوكونسبتس» تفتخر بعنوان «نجاح إماراتية»
حاصلة على شهادة البكالوريوس في التمويل والبنوك من جامعة الإمارات، دخلت مجال الأعمال الحرة لتضيف إنجازاً يحسب لفتاة الإمارات،فقد ابتكرت مفهوماً جديداً يجمع الروح الإماراتية الأصيلة مع العالمية عبر شركتها، ووضعت نصب عينيها تشجيع المواهب الإماراتية الشابة كجزء من مسؤوليتها الوطنية. وتشمل رؤيتها المستقبلية مجموعة من خطط التوسع، سواء في عدد الفروع أو في تطوير المشروع برمته. أما في ما يخص مستقبل المرأة الإماراتية فتقول: «أعتقد أن دورها الريادي كعنصر فعال في المجتمع يتزايد وبصورة ملحوظة في شتى الميادين بما فيها القطاعان التجاري والصناعي.
عن البداية تقول: «بدايتي كانت بسيطة، ولكن من اللحظات الأولى كان لدي طموح كبير أعتبره السبب في النجاح الذي بدأت احصد نتائجه الآن، وبالنسبة إلي فإن طبيعة العمل لا تشكل عائقاً إمام الطموح والرغبة في النجاح، فمنذ كنت أعمل في شركة والدي وأنا أتطلع لتكوين مشروعي الخاص حتى وان كان في مجال عمل مختلف، وهو بالفعل ما تمكنت من تحقيقه. أما عن طبيعة عملي فأنا أشغل منصب المدير العام في شركة «نيوكونسبتس» التي تحتوي على «كريم دولا كريم كافيه»، وشركة «نيو آي تي».
ونحمد الله أن اقتصاد الأمارات المتين والرؤية العميقة لقادة البلد جعلا الأزمة المالية العالمية تمر مرور الكرام، ونحن الآن نرى التعافي في سوق دبي وكل الإمارات بشكل ملحوظ. و لا أستطيع إنكار أن الأزمة المالية كانت من أهم العقبات، خصوصاً في الوقت الذي لم تقف فيه البنوك بجانبي بشكل كاد يؤثر في مشروعي بشكل كبير، لولا إني تمكنت من احتواء الأمر بشكل يتناسب مع الظروف الصعبة وتمكنت من الخروج من هذه العقبة بنجاح. أما احتكاك المرأة مع الرجال ضمن مجال العمل فيجب ألا يتشكل عائقا أمام تطلعات المرأة، فتعاملي مع الرجال أو النساء لا يختلف كثيراً في مجال العمل، حيث إن روح العمل الجماعي والرغبة القوية في تحقيق الهدف من المشروع هما اللتان تطغيان على بيئة العمل داخل الشركة».
وتضيف: «دوري هو دور أي امرأة تحمل فكرة جديدة ونظرة مستقبلية هادفة، و كلنا مشاركون في المسؤولية، وعلى كل فرد في المجتمع وبما يملك من قدرات أن يكون عنصراً فعالاً لبناء الاقتصاد المحلي وتطويره.
وفي رأيي إن النجاح والتوفيق أولا هو من الله سبحانه وتعالى، وأنا اعتبر إن الطموح العالي والدقة والجودة في التنفيذ والإصرار والمتابعة من أهم أسرار النجاح الكبير. ولا بد للمرأة الناجحة أن توفق وبشكل كبير مابين متطلبات العمل والتفرغ للبيت والعائلة وبشرط أن لا يكون أي منهما على حساب الآخر، ولا بد من إدارة الوقت بشكل صحيح لإرضاء جميع الأطراف، فعندما يكون للمرأة والد وزوج ناجحان على مستوى العمل والمستوى الشخصي، فمن الطبيعي أن يكونا قدوة تحتذي بهما وتأخذ برأيهما في كثير من الأمور. وكوني افتخر بأني ابنة هذا الوطن ولأن مشوار النجاح الذي أمر به لم يأت بسهولة فهو شيء اعتز به لذلك فإن انسب عنوان بالنسبة إلي هو «نجاح إماراتية»«.
نجلاء المطوع
عضو في مجلس سيدات الأعمال، شريكة في القطاع العقاري وتقنية المعلومات «رحلة امرأة في تحقيق ذاتها»
تحمل شهادة البكالوريوس من جامعة الإمارات وأيضاً «دبلوما عالياً» في مجال القيادة و التخطيط الإستراتيجي من جامعة كرانفيلد في المملكة المتحدة وتحضر حاليا لنيل شهادة الماجستير من الجامعة نفسها.
وتقول عن نفسها: «لا أزال في بداية مشواري نحو تحقيق أهدافي في الحياة، وحتى الآن أنشأت شركتين، الأولى في مجال القطاع العقاري وبالمشاركة مع أشخاص آخرين من أفراد عائلتي وإخواننا العرب، والشركة الأخرى تعمل في مجال تقنية المعلومات متخصصة في مجال جديد هو «الصناعات المعرفية» وهي مؤسسة فردية».
تضيف: «عطاء المرأة لا حدود له ويصدق فيها قول الشاعر «الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق»، فهي قبل كل شيء وأي شيء الأم مربية الأجيال ونواة الأسرة وهي الطبيبة والمهندسة والكيميائية والمدرسة والممرضة والقيادية والوزيرة والسفيرة. وإستراتيجية الإمارات في التعليم والعمل والتجارة وغيرها أطلقت طاقات الفتاة و المرأة بلا حدود.
كانت بدايتي في العمل مع مؤسسة «الإمارات للاتصالات» حيث عملت في عدة مناصب في قسم القطاع التجاري، ثم قسم التسويق في المؤسسة مما ساهم إلى حد كبير في صقل خبراتي ورصيدي المعرفي بالسوق وتكنولوجيا الاتصالات، وشكل أيضاً قاعدة لانتقالي في مجال إدارة الأعمال الحرة خاصة مع الطفرة التي شاهدتها بلادنا في السنوات العشر الأخيرة. وقد ساهم احتكاكي بقطاعات السوق المختلفة في ترشيحي لمنصب عضو مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة رأس الخيمة، وجاء هذا القرار مع توجه حكومة رأس الخيمة في نهاية العام 2006 في إفساح المجال للسيدات القياديات لشغل 3 مقاعد لأعضاء مجلس إدارة غرفة تجارة رأس الخيمة، وكنت من أول السيدات اللواتي تم اختيارهن. وفي أول اجتماع لمجلس الإدارة تم انتخابي لتمثيل غرفة تجارة رأس الخيمة في مجلس سيدات أعمال الإمارات التابع لإتحاد غرف التجارة. كما أشغل بعض المناصب التطوعية وجميعها أدوار مجتمعية تهدف إلى خدمة التجار و الشباب الرواد وقطاعات التجارة عموما بما يساهم في دفع عجلة التنمية الاقتصادية في البلاد».
وتكمل: «نحن ننعم بالعيش وسط مجتمع يحترم المرأة ويحترم طموحها و يحترم رؤية قادتها في تشجيع الشباب عموما أيا كان جنسهم في دخول عالم المال والإعمال ودعم إستراتيجية الدولة الاقتصادية والمساهمة في ازدهارها والنجاح في تسويق منتجاتنا المادية والفكرية محلياً وعالمياً. هذه النظرة الشمولية إلى الأمر كانت وراء تقبل أفراد المجتمع لتيار توجه السيدات لمجال إدارة الأعمال الخاصة واستثمار مدخراتهم وتدويرها في أعمال تخلق وظائف جدد لطالبيها».
وتلفت إلى أن «المرأة في الإمارات خاصة لاتزال ملتزمة بتعاليم دينها وتقاليد مجتمعها المحافظة في لبسها وحديثها ومسلكها رغم متغيرات العصر وانفتاح مجتمعنا على ثقافات الآخرين، وهذه الأمور تفرض على الرجال احترامها وتقديرها على اختلاف ثقافاتهم وجنسياتهم. ويتجلى دورنا الكبير في مجلس سيدات الأعمال أيضا من خلال تمرير الخبرات وتمكين المرأة ومعاونتها في إنشاء التحالفات والشراكات الإستراتيجية، هذا عدا التسهيلات اللوجستية القائمة على مبدأ المشاطرة في الخدمات (كتشجيع فكرة حاضنات الأعمال). وأستطيع القول أن الثقة بالنفس من أهم العوامل المطلوبة للنجاح، بالإضافة إلى دعم العائلة والدعم المادي والتسلح بالمعرفة (في المجال المقصود والنواحي القانونية وأساليب الإدارة والإدارة المالية والتخطيط). كما أن التعلم من خبرات من سبقونا في المجال المستهدف يعد مطلباً رئيسياً لتفادي الأخطاء الشائعة.
وتختم: «إنجابي لأبنائي كان أكبر دافع لي في دخول عالم الإعمال وإثبات قدراتي، والاستفادة من الدروس والعبر في تعليم أبنائي وتوجيههم وتقديم القدوة لهم».
نورا إبراهيم أحمد
صاحبة شركة و متاجر «ممتاز» أول فنانة إماراتية تستغرق فن «الإيلي»
بدأت نورا ابراهيم أحمد من الصفر، وبفضل الصبر والانتظار كونت هذه المكانة في 10 أعوام. «كما أفتخر بكوني أول إماراتية تعمل بهذا الفن، وأن يكون اسمي مقترناً باسم فن الأيلي، وهو فن يعتمد على العمل اليدوي. وأنا من صغري أحب الفنون والرسم والتشكيلات المستوحاة من الخيال، وقررت أن أستغل موهبتي وتصاميمي خصوصاً على الرخام والأحجار الكريمة لأني أحب الفن القديم. وشجعني زوجي كثيراً وكان دائما حريصاً على أن أظهر موهبتي وأستفيد من فني وأن أقدمه للمجتمع».
وتقول: «أعمل منذ 10 أعوام في الاستيراد والتصدير والتصميم على الرخام، وجذبتني فكرة استغلال الأشياء القديمة وتطويرها، وبدأت بالنحت على الرخام والأحجار الكريمة. هذا الفن يعد قديماً جداً، وقد نشره البريطانيون وقت احتلالهم للدول، بينما عمد البرتغاليون إلي تزيين القصور ونوافير المياه، ولكن ازدادت شهرة هذا الفن في الهند ويسمونه هناك «البراشنكاري»، وهو فن يدوي ولا تدخل فيه أي صناعة آلية... أفكاري متعددة، خاصة أني بدأت دراسة هذه الفن في الهند حيث لديهم معاهد وجبال من الرخام، وذهبت إلى هناك ودرستها لأني أردت أن أكون مميزة، وبالفعل كنت أول فنانة إماراتية تستغرق في هذا الفن.
وأنشأت أول متجر في الإمارات يتخصص في هذا النوع من الرخام الهندي الأبيضWhite Marble، وعليه رسوم من تصاميمي. وقد شجعني الكثيرون كثيراً على افتتاح هذا المتجر. ومن المعروف أن الرخام يستخدم في الأرضيات والأعمدة والسواقي المائية والعديد من هذه الأشياء، ولكني صنعت منه كثيراً من التحف الفنية الصغيرة وعليها تصاميم دقيقة جداً، ولوحات فنية، آيات قرآنية بالأصداف البنية و العجيب أني صنعت سريراً من الرخام مزيناً بتصاميمي، وركبت الأحجار الكريمة على الرخام.
هذه كانت ابتكارات وأفكاراً جديدة لم توجد في الإمارات من قبل ولاقت صدى وإقبالاً جيداً من الزبائن. واليوم استعد لإقامة معرض في نادي ضباط أبو ظبي، ومن الخطط التي أريد تحقيقها أيضاً افتتاح معهد لتدريس هذا الفن ويكون لي فرع لشركتي في الإمارات، وأيضاً دراسة القانون حتى أدافع عن حقوق المرأة وأساعد الفقراء المظلومين».
وختمت: «نصيحتي لكل سيدة «لا تتراجعي إذا كنت تملكين الموهبة الحقيقية والجرأة والصبر لخوض التجربة العملية" والوفاء في العمل هو أهم شيء، إلى جانب الصدق والصراحة لان المرأة الوفية في عملها سيكون النجاح حليفها».
هبة الله المنصوري
صاحبة شركه للاستشارات الإعلامية ومديرة مكتب سري لانكا للترويج السياحي في الشرق الأوسط
لا تعرف معنى اليأس أو المستحيل ولديها إرادة قوية. تلك هي السمات الأساسية التي يمكن أن تطلق على هبة الله المنصوري التي تقول: «نحن نؤمن بأن النجاح مشوار طويل لتحقيق المزيد من الأمنيات والأحلام. والمرأة في دولة الإمارات لها مكانة مهمة وشأن كبير بفضل الدعم الذي حصلت عليه والمساندة من الشيخ زايد طيب الله ثراه، باني النهضة ومؤسس دولة الإمارات، الذي قال: «لابد أن تمثل المرأة بلادها في المؤتمرات النسائية بالخارج لتعبر عن نهضة البلاد وتكون صورة مشرفة لنا ولمجتمعنا وديننا الذي أعطاها كل هذه الحقوق».
ويأتي كذلك الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، ليساند المرأة الإماراتية ويمنحها الفرصة لإثبات وجودها. وهو يعرف باحترامه البالغ لمجتمع نساء الإمارات وبدعمه المتواصل لهن ويؤكد على عدم وجود كلمة مستحيل، ومن أشهر أقواله «لا مكان لكلمة مستحيل في قاموس القيادة، ومهما كانت الصعوبات كبيرة، فإن الإيمان والعزيمة والإصرار كفيلة بالتغلب عليها» لذا بفضل الدعم الحكومي نشعر بالفخر الشديد بالانتماء إلى دولة الإمارات التي ترعى حقوق المرأة وتقدم لها البيئة المناسبة لتحقيق طموحاتها وأحلامها بالعمل والعزيمة والإرادة القوية ولبناء مستقبل باهر في دولة الإمارات وهو ما بات يحدث بالفعل في الدولة.
فقد شاركت المرأة الإماراتية في مجالات العمل المختلفة وشغلت المناصب القيادية، فبينما كانت هناك وزيرة واحدة في العام 2004 ارتفع العدد إلى أربع وزيرات في الحكومة الحالية. كما تصل مشاركة المرأة في عضوية المجلس الوطني الاتحادي إلى 20٪. ووفق إحصاءات رسمية تمثل المرأة الإماراتية 59% من إجمالي قوة العمل، من بينها 30% من الوظائف القيادية العليا وهو ما يؤكد دور المرأة الإماراتية المهم في الحاضر والمستقبل، وهذا ما شجعني على أن أحقق أحلامي.
تضيف: «كانت بدايتي منذ الصغر في المدرسة من خلال المشاركة في الأنشطة الإعلامية ومجلة الحائط المدرسية، ومن بعدها دورات التدريب الصحافي والإعلامي في فترة الصيف وفي إحدى الصحف الرسمية في الإمارات. أحببت مهنة الكتابة الصحافية والتحقت بعد التخرج من الجامعة للعمل في إحدى دور النشر والطباعة في الإمارات، وعملت كمساعد رئيس تحرير لإحدى المجلات الاقتصادية، وعملت بعد ذلك في مجال الصحافة اليومية من خلال القسم الاقتصادي في إحدى الصحف اليومية وتدربت على كتابة الموضوعات الاقتصادية، ولمست النهضة في دولة الإمارات من خلال المشاريع الاقتصادية الكبيرة. كنت ممن أسعدهن الحظ لتسجيل أهم الإنجازات الاقتصادية والالتقاء بالخبراء والرواد في مجال الاقتصاد والأعمال في الإمارات وفي الخارج، إلى أن جاءت النقلة لأنضم إلى أسرة الاتصال الإعلامي في قناة «إم بي سي» الفضائية التي أكسبتني خبرة أوسع في مجال التلفزيون والبث المباشر ساعدتني بعد سنوات عدة على التفكير في بدء العمل الحر. ومن خلال الخبرة البسيطة كانت شركة الاستشارات الإعلامية والعلاقات العامة التي انطلقت في العام 2004 لتخطو خطى ثابتة ومستقرة نحو تقديم خدمات متميزة والعمل مع الخبرات الكبيرة في المنطقة في مجال الإعلام والعلاقات العامة، وبالفعل بدأت الشركة بعميل واحد، وبفضل الله عز وجل- أصبح لدينا أكثر من 30 عميلاً».
وتؤكد أنها لم تجد «صعوبة في عملي مع الرجال، فالعمل في مجال الإعلام مليء بتحديات لا تشمل التعامل مع الرجال بل تشمل أموراً عدة، وعلى العكس فالأساتذة الكبار في مجال الإعلام والصحافة هم من تعلمت منهم الكثير وأخذت بعضهم خبرة كبيرة، وقدم معظمهم لي النصائح والإرشادات التي تفيدني في حياتي العملية. ثم عملت مديرة لمكتب سري لانكا للترويج في الشرق الأوسط، وقد جاء ترشيحي لهذا المنصب بعد نجاح شركة الاستشارات الإعلامية التي أديرها».
وتلفت المنصوري إلى أنها «كسيدة أعمال إماراتية أحاول جاهدة المساهمة ولو بشكل بسيط في عدد من المشاريع الاقتصادية وأبذل جهدي لأحافظ على استقرار الشركة ونموها وتقديم نموذج مشرف للمرأة العاملة في مجال الإعلام. وفي رأيي إن الأزمة عالمية وليست محلية وقد أثرت على العالم ككل وليست دبي وحدها، بالإضافة إلى أنها ليست أول أزمة اقتصادية. ومن خلال تأكيدات الخبراء والمحللين الاقتصاديين فإن الفترة المقبلة ستشهد تعافي الأسواق المحلية».
وتختم: «أعتقد أن المرأة بطبعها دؤوبة ومثابرة وتحاول دوماً بذل قصارى جهدها لتثبت أنها أهل للثقة، ولذا إذا ما انخرطت في عالم الأعمال تحرص دائماً على تحقيق أهدافها وأحلامها. ودائماً ما أحاول كغيري الوصول والعمل على تحقيق المعادلة الصعبة والتوفيق بين العمل والأسرة. ولا أخفي أنني في أحيان كثيرة أخفق في تحقيق التوازن ولكنني أسعى دائماً للإستفادة من وقت الفراغ. و لاشك أن البداية منذ تأسيس الشركة وبدء العمل الخاص في العام 2004 لم تكن سهلة والقرار كان صعبا ولكنه كان ضرورياً خاصة وأنني وبفضل الله -تعالى- شخصية متفائلة للغاية لا أعرف معنى اليأس أو المستحيل ولدي إرادة قوية، ولطالما وضعت أمامي تجارب الآخرين والصعاب التي واجهوها قبل تحقيق النجاح».
أمل محمد المهيري
مدير أول لأداء العمل ورئيسة مجموعة «جذور» التطوعية تحقيق الذات بالعمل الحر والتطوعي
«يكمن سر نجاح أي امرأة في مجال العمل بإيمانها التام بدورها كعنصر فعّال إيجابي وبأنها مسؤولة عن دورها في بناء هذا الوطن من خلال مشاركاتها المختلفة الإيجابية والموضوعية. والأهم من ذلك الإيمان بالله أولاً ثم بدورها وأهميته». كما تؤكد أمل المهيري أن المرأة، وخصوصاً الإماراتية، تواجه «بعض العقبات وعدم التقبل من قبل الجنس الآخر في العمل، ولكن يجب أن تكون هذه العقبات دافعا للنجاح».
وتقول: «واجهتني صعوبة في الإدارة الروتينية والمنافسة غير الصحية، وانحياز بعض المؤسسات لعرق معين أو جنس معين. كما واجهت في مجال العمل أشخاصاً يحاربون تقدم المرأة، وفي المقابل واجهت شخصيات طالما دفعتني إلى الإمام وملأتني طموحاً.
وفي رأيي قد تختلف الأدوار والمسؤوليات، لكن المرأة قادرة على أن تحقق ذاتها من خلال عملها، وأن تكون لها حياة اجتماعية في آن واحد، وهناك أمثلة كثيرة على ذلك».
تضيف: «تنقسم نشاطاتي نصفين، الأول أحققه من خلال عملي الوظيفي، والآخر عبر ممارسة أعمالي التطوعية. فأنا أعمل في إحدى الشركات شبه الحكوميه في مجال تقويم الأداء وربط مؤشرات الأداء بالأهداف الإستراتيجية. وقد اكتسبت مهاراتي وخبرتي من خلال عملي في مجالات مختلفة كالمحاسبة والمالية والتسويق والتخطيط. قد تكون مساهمة المرأة الإماراتية في هذا المجال محدودة نسبيا ولكن لهذا المجال مستقبلاً باهراً.
أما بالنسبة إلى مشاركاتي في أعمال الدعم الاجتماعي والتطوعي، فهي تنبع من حبي لوطني والمجتمع الإماراتي. ما يدفعني دائماً للعطاء، هي كلمات تكاد لا تغيب عن سمعي، هي كلمات والدي ومعلمي وملهمي سمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله، الذي علمنا أن نعطي هذا الوطن ونعمر فيه وان نكون دائما أبناء زايد.
ومن هذا المنطلق أسست فريقاً تطوعياً أطلقت عليه إسم «جذور» الذي استقيته من ارتباطي بالإمارات، ودوري كامرأة إماراتية في البناء وبث روح العطاء من خلال نشاطاتي المختلفة. وقد دعمت مجموعة «جذور» التطوعية بعض المشاريع كتنظيم مؤتمر «تعايش مع التوحد» عام 2009 الذي أقيم برعاية «الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان» وزير التعليم العالي بالتعاون مع كليات التقنية العليا، وفي عام 2010 في مؤتمر «رؤية دبي» الذي تنظمه تقنية دبي للطالبات. وشملت مشاركتنا تنظيم معرض لصور الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان» بالتعاون مع الجهة المختصة، وإقامة نشاطات حول دور المرأة في مجال الخدمات الإنسانية وبالتحديد في مواجهة التوحد، من خلال إشراك الطلاب في نشاطات مختلفة بالتعاون مع تقنية دبي للطالبات».
سجلت دولة الإمارات أعلى نسبة للنساء في التعليم العالي في العالم. وتبلغ نسبة النساء في السلك الدبلوماسي والمناصب الحكومية العليا 30 في المئة من موظفي الخدمة المدنية بما فيها البعثات الدبلوماسية في الخارج، كما يشغلن نسبة 66 في المئة من مجموع الوظائف في القطاع الحكـومي.
وقد بلغت مشاركة المرأة في سوق العمل الإماراتي حوالي 59 في المئة من حجم قوة العمل الوطنية، من بينها 30 في المئة من الوظائف القيادية العليا المرتبطة باتخاذ القرار، كما تشغل حوالي 60 في المئة من الوظائف الفنية.
من جانب آخر، تؤكد أرقام وزارة الاقتصاد الإماراتية أن عدد سيدات الأعمال ارتفع إلى ما يزيد عن 11 ألفا، وأن عدد المشاريع التي تديرها النساء يزيد عن 11 ألف مشروع استثماري، يتركز معظمها في التجارة العامة والصيانة والأعمال المصرفية والعقارات والتأجير والتصنيع والسياحة والفنادق والمقاولات والبناء، من بينهن نائبة رئيس مجلس سيدات أعمال الإمارات للشؤون المالية ثريا قمبر العوضي التي تدير وحدها- كما تقول- مجموعة مشاريع عائلية يفوق حجم استثماراتها المليار درهم.
بينما قدرت رئيسة مجلس سيدات أعمال دبي رجاء عيسى القرق حجم الاستثمارات النسائية في الإمارات العربية المتحدة بأكثر من 12 مليار درهم إماراتي، مع استفادة النساء من مناخ الاستثمار المنفتح والفرص الجدية في الأسواق المحلية.
وبنظرة إلي واقع الحال اليوم فقد برز جيل من سيدات الأعمال من الشابات، يعتبرهن البعض الجيل الجديد من «البيزنس وومان» واللواتي تتعدد وتتنوع مشاريعهن الاستثمارية في أنحاء الإمارات وخارجها. في الصفحات التالية نعرض نماذج واعدة منهن، يتحدثن عن رحلة النجاح والعقبات التي صادفتها سيدات الأعمال الشابات في رحلة إثبات الذات.