في فلسطين ...
حقوق المرأة, الرئيس الفلسطيني محمود عباس, قضية / قضايا المرأة, نساء فلسطين, المجتمع الفلسطيني, مدونة
28 فبراير 2011رزان المدهون
اما المدونة ومخرجة الافلام رزان المدهون من قطاع غزة، والحاصلة على درجة البكالوريوس في الصحافة والإعلام، وتحمل مدونتها اسمها الشخصي «رزان». فتحدثت عن أبرز القضايا التي تطرحها في مدونتها، وقالت:«هي مقالات شخصية بقلمي حول قضايا وملاحظات مجتمعية أتناولها بالنقد البناء. وأتعامل بشكل عام مع كل قضايا المجتمع. وباعتقادي أن دور المرأة سيكون أكثر تأثيراً إذا كتبت في كل المجالات وليس فقط قضاياها، لأن نصرة قضاياها تبدأ من وجودها القوي في كل المجالات. وأنا أنشر بحدود موضوع او موضوعين في الشهر عن قضايا مجتمعية عامة وليس تحديداً حول المرأة. ومن ناحية اخرى فإن وجود مدوِّنات كاتبات في أي مجال سواء في قضايا المرأة او قضايا المجتمع هو تعزيز لدورها ومكانتها وتدعيم لدورها الريادي والتوعوي في المجتمع. وهدفي من نشري المقالات هو أن أثبت ان المرأة لها آراء في كل القضايا ولها وجود، ولها حجمها المؤثر ولها نظرتها الواعية الناقدة، وهناك مساحة جيدة من الحرية للنشر».
علا حيدر
اما المدونة ومهندسة الكمبيوتر علا حيدر عنان من قطاع غزة، فتنشط مدونتها «علا من غزة». تحدثت عن القضايا التي تتناولها في مدونتها، فقالت: «اكتب بشكل عام عن القضايا التي تثار في المجتمع من حولي في مدينة غزة وما يحدث معي من مواقف مختلفة. وقد تتضح انعاكسات الحياة السياسية وحالة الحصار والاحتلال والانقسام الداخلي على حياة المواطن العادي في غزة، من خلال حديثي عن المواقف والاحداث التي تحدث معي بشكل شخصي. والمدونة ليست مخصصة للحديث عن قضايا المرأة بشكل خاص، فأنا أحاول التحدث بلسان المواطنين عموما رجالاً كانوا أو نساء. ففي الأغلب يكون حدوث شيء ما معي أو مع أحد المحيطين بي هو الدافع وراء كتابتي عن موضوع معين، وليس بالضرورة ارتباط هذا الموضوع باحدى قضايا المرأة تحديداً. كما ان هامش الحرية في المدونات الفلسطينية مرتفع، طالما لم يتم التعرض لأحد الرموز السياسية في البلد.
واعتقد ان الكتابة باسماء مستعارة قد تكون أفضل إذا أراد المدوّن طرح مواضيع حساسة او تمس أصحاب السلطة والنفوذ في المجتمع الفلسطيني. وقد تعرّض بعض المدونون في غزة لاعتقال بسبب نشاطهم المدني، بينما تم اجبار البعض الآخر على التعهد بعدم نشر مواضيع سياسية في مدوناتهم وازالتها منها بشكل نهائي. ومن خلال متابعتي للمدونين البارزين في قطاع غزة، أجد أن النساء لديهن عمق اكبر عند التحدث عن مشاكلهن، لكن الرجال يهتمون بها أيضاً». وتابعت علا حيدر عدنان قولها: «إن العادات والتقاليد التي تحكم المجتمع الفلسطيني في غزة تفرض نفسها بقوة على المدونين الفلسطينيين، فقد يكون من الصعب التحدث او الكتابة عن ذلك خاصة إذا كان المدون يكتب بهويته الحقيقية، وأستطيع القول ان نسبة الفتيات المدونات تقارب المدونين الذكور، ان لم تكن متساوية. وبالعودة الى قائمة المدونات التي اتابعها بشكل شخصي، يبلغ عددها حوالي 30 مدونة في قطاع غزة، وقد يكون العدد مماثلاً تقريباً في الضفة الغربية وان كنت لا أتابع الكثير منها».
تتناول المدونات الفلسطينية قضايا متنوعة تشمل التقارير والمقالات والكتابات الأدبية التي تصف الإنسان الفلسطيني بآماله وآلامه، بطبيعته البشرية وحتى في ضجره، وفي تفاصيل حياته اليومية بملامحه الإبداعية وفي قوته وحتى ضعفه. حول مدى اهتمام المدونين والمدونات الفلسطينيات بقضايا المراة وكيفية عرضها وحجم التغطية، وتخطي العراقيل، التقت «لها» عدداً من المدونين والمدونات من الضفة الغربية وقطاع غزة في فلسطين، للوقوف على اهتمامهم بقضايا المرأة في مدوناتهم.
نازك ابو رحمة
حاورنا في البداية الاعلامية والكاتبة و المدونة نازك ابو رحمة من قطاع غزة، وهي أيضاً مراسلة موقع «الجزيرة توك»، ومقدمة ومعدة في قناة القدس الفضائية، ومخرجة في وحدة فجر للإنتاج الإعلامي، ولديها روايات وقصص قصيرة. تحمل مدونتها اسمها أي نازك أبو رحمة، وعمر المدونة هو عامان وثلاثة أشهر. وعن أبرز القضايا التي تناقشها المدونة قالت: «أتعامل مع المراة بطبيعتها البشرية في قوتها وضعفها، في عواطفها وصبرها ومقاومتها وانتظارها وحزنها وابتساماتها، في صناعتها للأمل وشعورها بالأسى، في إبداعها ونجاحاتها في ميادين عديدة رغم كل العقبات وسقف الحصار الموجود، في سقيها للأجيال وتربيتها، في تحديها للواقع والألم، ومواجهتها للمخاوف، في أحاسيسها وحكايا قلبها كأنثى تحب الحياة. وفي الأسبوع الواحد أنشر مادة أو مادتين عن قضايا المرأة. وتتعلق وتيرة النشر بعوامل عديدة أولها انقطاع التيار الكهربي، وقوة القصة او الحكاية وطبيعة تفاعلها مع القارئ. والتدوين كجزء من الإعلام الاجتماعي له دور كبير وعميق في التأثير على الرأي العام والضغط على المسؤولين لحل المشاكل العالقة في مجتمع ما. من هنا نشر قضايا النساء خاصة في المدونات الفلسطينية لوناً من الأصوات الخافتة، ليتأثّر بها القراء في مختلف فئاتهم وشرائحهم. لذلك المدونات الفلسطينية لها دور مساعد كبير في نشر قضايا المرأة والتكلم بلسانها».
وعن هدفها من نشر قضايا المرأة، قالت: «بصراحة أصبح الإعلام التقليدي يستهلك المرأة الفلسطينية بشكل مبتذل وكأنها سلعة. فعندما نتصفح الصحف أو نشاهد التلفاز نرى المرأة الفلسطينية وهي تبكي أو مصرّحة بالدماء أو صراخها يلفح المكان. باتت صورتها نمطية. لذلك أحب أن أظهر المرأة الفلسطينية كإنسانة تحب وتفرح وتبدع، موجودة في مختلف الميادين وبشكل قوي، بل وتحصل على جوائز عديدة في مختلف الميادين، تساند الرجل في المقاومة الفلسطينية بمختلف أنواعها، ولها صوت قوي ورسالة توصلها العالم. وهنالك مساحة حرية مقبولة في نشر قضايا المرأة الفلسطينية، وبرأيي الأمر ليس في تناول قضايا المرأة بقدر أسلوب الطرح. وأرى أن المرأة المدونة تهتم بقضايا المرأة أكثر من الرجل المدون، فلا أحد يشعر بالمرأة وقضاياها إلا المرأة، وهناك ما يعيق نشر قضايا المرأة لأننا نعيش في مجتمع عربي محافظ لديه عادات وتقاليد تحرم تناولها وان أباحها الدين. لكن أكرر وأقول أن المدون بذكائه يستطيع أن يطرح ما يشاء بأسلوب لائق».
وختمت أبو رحمة: «في الفترة الأخيرة بات عدد زوار المدونات يتزايد بشكل ملحوظ، فثقافة الإعلام الاجتماعي باتت تنشر في شكل أوسع».
هبة فرج
أما الاعلامية والمدونة هبة يحيى فرج من القدس، التي تحمل درجة البكالوريوس في الإعلام والتلفزة، فهي مراسلة صحافية في الصحافة المكتوبة والالكترونية محلياً ودولياً، ومنسقة مشاريع شبابية، وإسم مدونتها هو http://blog.amin.org/hebafaraj/ وعمرها عام واحد. قالت: «أتناول في مدونتي الشؤون المقدسية المحلية، وقد خصصت بعض المواضيع للمرأة المقدسية التي أرى أنها الأكثر تهميشاً ليس فقط في مدينتها بل في المجتمع الفلسطيني ككل، فهي أقل الفئات المجتمعية حصولاً على فرصتها في التعليم والتوظيف، وحتى لو وظفت فلا تحصل على الفرص المتكافئة مع مثيلاتها بالضفة الغربية أو الرجال في مدينتها. وأنشر مواضيع خاصة بالمرأة مرتين تقريباً في الشهر.
ونحن في المجتمع الفلسطيني نخطو الخطوات الأولى في الصحافة الإلكترونية والإعلام الالكتروني ومن ضمنها المدونات، ولو كانت تلك الخطوات جيدة وسريعة فإنها ليست كافية للوقوف امام العالم العربي والخارجي ونشر قضايانا المحلية والمجتمعية، أضف إلى ذلك تهميش المرأة في الاعلام الفلسطيني المكتوب واقتصار حكايات المدونات واخبارها على بعض حالات النجاح في صفوف الفلسطينات لا غير». وعن مدى الحرية في النشر قالت: «محدود وللاسف، فما زالت قيود العادات والتقاليد تقف بوجه حرية الصحافة في البلاد وخاصة قضايا المراة، فلا تستطيع التحدث عن جرائم القتل بدافع الشرف دون الاصطدام بالذكورية في المجتمع. والمرأة للأسف لا تهتم بقضايا المرأة».
أبو علان
أما الإعلامي والمدون محمد أبو علان من طوباس، والذي يحمل درجة البكالوريس في العلوم السياسية والصحافة، ولديه خبرات تنوعت ما بين العمل في القطاع العام والعمل الأهلي، فلديه «مدونة بحرك يافا» وعمرها حوالي العام ونصف العام، وقد فازت بالمرتبة الأولى في «برنامج حشد الصحافيين والمدونين للدفاع عن حقوق الإنسان» الذي أطلق في بيروت في العام 2009.
وقد تحدث عن ابرز القضايا التي يتناولها في مدونته فقال: «أتناول ثلاثة محاور رئيسية أولها الشأن الفلسطيني الداخلي من الناحيتين السياسية والاجتماعية، والثاني قضايا حقوق الإنسان والانتهاكات التي تتعرض لها على المستوى الداخلي الفلسطيني وعلى المستوى العربي، أما المحور الثالث فهو في الشؤون الإسرائيلية ذات العلاقة بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي، بالإضافة إلى الترجمة من الإعلام الإسرائيلي في القضايا المتعلقة بالصراع الفلسطيني - الإسرائيلي. أما تعاملي مع قضايا المرأة في المدونة فيستند لعدد من المنطلقات والمعتقدات، أولها ضرورة الخروج من الموسمية في نقاش قضايا المرأة وجعلها قضية رأي عام غير مرتبطة لا باليوم العالمي لحقوق المرأة فقط، ولا بيوم الثامن من آذار يوم المرأة الفلسطينية.
والمنطلق الثاني، ضرورة خروج الأطر النسائية الفلسطينية من النمط التقليدي للمطالبة بالحقوق عبر ورش العمل واللقاءات المغلقة التي لا تسمن ولا تغني من جوع، إلى نمط مطالبة يقوم على أساس التحرك الشعبي، وتشكيل مجموعات ضغط نسائية داخل المؤسسة الرسمية والتشريعية، وداخل القوى السياسية الفلسطينية، لتعمل هذه الجهات على إقرار قوانين عصرية تضمن حقوق المرأة، وتجعلها تأخذ دورها المتناسب مع حجمها في المجتمع الفلسطيني وحجم التضحيات التي تقدمها. والمنطلق الثالث الرفض المطلق للفصل بين حقوق المرأة وحقوق الإنسان في المجتمع الفلسطيني بشكل عام كون هذه الحقوق تتعرض لانتهاكات مضاعفة من السلطات القائمة في الضفة الغربية وقطاع غزة ومن قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي في آنٍ واحد. والنضال لنيل الحقوق على أساس جندري فقط سيشتت جهود المطالبة بالحقوق. أما المنطلق الرابع فهو النقد لأجندة الأطر والشخصيات النسائية العاملة في إطار النضال لنيل المرأة حقوقها كونها تعتمد على أجندة الممول بالدرجة الأولى وليس على أجندة فلسطينية مشتقة من واقع المجتمع الفلسطيني، مما يولّد ردة فعل معاكسة داخل المجتمع الفلسطيني، وحتى داخل جزء ليس بقليل من القطاع النسائي نفسه».
وأضاف أبو علان: «ان حرية النشر والتعبير التي تمنحهما المدونة لصاحبها لا تجعل عملية النشر خاضعة لمنظومة زمنية معينة بقدر ما يتحكم في الأمر نشاط المدون ومحاور اهتمامه، فقد تمر أيام دون نشر أي تدوينه، وقد تنشر أكثر من تدوينه في اليوم. ولكن بشكل عام يمكن القول إن هناك تدوينة كل يوم في معظم الأوقات، كما ان نشر أي موضوع حول قضايا المرأة يساهم بطريقة أو بأخرى في التوعية في قضايا المرأة إذا تم النقاش على أساس علمي وموضوعي. وهدفي من نشر قضايا المراة هو تحقيق التكامل الاجتماعي والبناء المشترك للمجتمع بين الجنسين، ومن منطلق أن المرأة هي نصف المجتمع ولا يجوز التفرقة في الحقوق والواجبات على أساس الجنس».
وختم: «من الصعب تحديد نسبة المُدوِنات من النساء لعدم توافر أرقام في هذا المجال. ولكن من خلال متابعاتي الشخصية يتضح التفوق لمدونات الرجال على عدد مدونات النساء. ومن الصعب حصر المدونات بشكل عام، وفلسطينياً بشكل خاص، كون عدد المدونات متغيراً لحظياً وفي كل دقيقة يمكن أن تفتح مدونة. والعامل الآخر كثرة المواقع التي تستضيف المدونات وهي عالمية وليست محصورة جغرافياً. وعلى المستوى الفلسطيني لا يوجد غير موقع شبكة «أمين» الإعلامية كموقع فلسطيني يستضيف المدونات، وعليه حالياً 1344 مدونة، والمدونات المصنفة كمدونات نسائية على الموقع حوالي 220 مدونة فقط. واللافت للنظر أن معظمها لمدونين رجال. وعلى مستوى مدونتي الشخصية «بحرك يافا»، فقد تجاوز عدد زوارها 476 ألف زائر منذ إطلاقها بنسختها الثانية في حزيران/يونيو 2009».