رؤساء التحرير الفلسطينيون...
الرئيس الفلسطيني محمود عباس, قضية / قضايا المرأة, موقع / مواقع إلكترونية, نساء فلسطين, غزة, ممثلي وسائل الإعلام العالمية العاملة, عنف إجتماعي
08 مارس 2011حامد
من ناحيته، قال الإعلامي جميل حامد، رئيس تحرير موقع «الوسط اليوم» الالكتروني: «قضايا المرأة تحتل حيزا واسعا في «الوسط اليوم» لاعتبارات عدة أهمها الوعي لطبيعة الدور المنوط بالمرأة الفلسطينية خاصة والعربية بشكل عام ولمستوى التطور الفكري والثقافي والاجتماعي الذي حققته المرأة في العقدين الأخيرين. وإذا ما تحدثنا عن المرأة الفلسطينية فإنها تعد استثناء في الحالة العربية، نظراً إلى حجم المهمات التي ألقيت على كاهلها بتراكم المراحل النضالية، سواء على صعيد مشاركاتها المباشرة في هذه المراحل أو على صعيد الجوانب التربوية والحياتية التي منحتها دورا مزدوجا لغياب الأب الذي وقع فريسة الاحتلال سواء بالاعتقال أو الاستشهاد أو الإصابة أو في الأسر أو المطاردة، بالتالي فان المساحة التي تحتلها المرأة نابعة من قدرتها على رسم الأشياء على خريطة الفعل الفلسطيني اليومي بفعل تضحياتها أولا وبفعل تطورها الايجابي في الحياة الفكرية والثقافية والاجتماعية والسياسية».
وأضاف حامد: «أما في ما يتعلق بطريقة عرض قضايا المرأة في «الوسط اليوم»، فان سياستنا تعتمد على عنصري أهمية الخبر أولا وفاعليته ثانياً. ونحن لا نتردد مطلقاً في ابتكار زوايا خاصة بقضايا المرأة أن دعت الضرورة لذلك، إلا أن الجانب المهني يضع الوسط اليوم على خط المهنية في طريقة عرض المادة الإخبارية، فالخبر التقليدي العادي لا يمكن أن يوازي القضايا الساخنة التي نمنحها الواجهة الرئيسية للموقع. غير أننا لا يمكن أن نوافق على التمييز في الإبداع، فالإبداعات النسوية تقاسم الإبداعات الذكورية في ما يتعلق بزوايا المقال السياسي والثقافي. ولا يمكن في أي حال التعامل مع قضايا المرأة موسمياً أو دورياً، فالإبداع النسوي والأنشطة النسوية هي نتاج نبض إنساني تستنشقه الأسرة بكل مكوّناتها وبالتالي ليست مرتبطة بأجندة زمنية تؤطر آلية النشر وتحدد معالمها. وكما تتقدم عقارب الساعة فإن قضايا المرأة تلامس عصب الحياة اليومية، وهي إحدى عجلات الماكينة الإعلامية في كل المجتمعات.
عبد الله
أما الإعلامي فارس عبد الله، رئيس تحرير صحيفة «سنابل» التي تصدر عن مركز علاج وتأهيل ضحايا التعذيب، فقال: «سنابل» هي صحيفة شهرية، تابعة لمركز علاج وتأهيل ضحايا التعذيب. نركز في صفحاتها على قضايا الأسرى والمعتقلين وضحايا التعذيب، ونركز أيضاً على قضايا المرأة لأن النساء أيضاً ضحايا التعذيب والاعتقال. ومن يتابع أعداد «سنابل» يلاحظ أنها متخصصة، ونحن لدينا مناسبات سنوية في المركز، وفي كل هذه المناسبات نطرح مواضيع خاصة بالمرأة، ولكن دون انحياز».
الأشقر
أما الإعلامية لبنى صلاح الأشقر رئيسة تحرير «صوت النساء» ومسؤولة الإعلام المكتوب في «طاقم شؤون المرأة»، فأكدت أن اهتمام رؤساء التحرير في الصحف الفلسطينية بقضايا المرأة يبقى ثانوياً، «بمعنى انه لا توجد لديهم سياسة تحريرية داعمة لقضايا المرأة، فنرى قضايا المرأة تغطى بشكل موسمي في الصحف، وبصيغة لا تعبر عن الواقع. من هنا أتى الاهتمام بإصدار «صوت النساء» التي أترأس تحريرها لتغطي الفجوة الموجودة في وسائل الإعلام الحالية. كما أن صحيفة «صوت النساء» هي من آليات طاقم شؤون المرأة لتحقيق أهدافه في متابعة قضايا المرأة الفلسطينية ورصد حالات التمييز ضدها، ولتحقيق ذلك تحاول «صوت النساء» التأثير على مجمل التشريعات من أجل تمكين قضايا النوع الاجتماعي على مختلف المستويات الحياتية، ولذلك تضغط صوت النساء على صانعي القرار للعمل على سن قوانين تضمن الحقوق المتساوية بين النساء والرجال. وتعتمد «صوت النساء» على خلق حالة وعي لدى النساء أنفسهن ولدى قطاعات الشعب الفلسطيني المختلفة، من خلال استخدام صحافيين وصحافيات يفتحون باب النقاش حول قضايا المرأة، وملاحقة مواقع التمييز الاجتماعي ضدها من خلال التقارير والتحقيقات والمقابلات».
وأضافت الأشقر: «لتحقيق هذا الهدف اجتماعياً واقتصادياً وسياسياً تركز «صوت النساء» على مناقشة مجمل مشاريع القوانين التي تهم الحياة اليومية للمواطنين وخاصة النساء بما يحقق مفهوم المواطنة العادل, لذلك تتناول «صوت النساء» قانون العقوبات وضرورة وجود بنود خاصة بقضايا تتعلق بالعنف الممارس ضد المرأة، إضافة إلى قانون العمل وضرورة أن يتضمن نصوصاً واضحة لتحقيق العدالة، وكذلك قانون الأحوال الشخصية والمدنية وقانون الصحة العامة والبنود الخاصة بالمرأة والطفل فيه. كما أن قضية العنف ضد المرأة تتصدر أجندة عمل صوت النساء من خلال التركيز على حضورها في مواقع صنع القرار من الناحية السياسية من اجل العمل على إيجاد قانون عقوبات منصف يحد من العنف الممارس ضد المرأة، وإيجاد حالة من النقاش المجتمعي حول هذا الموضوع الذي تدفع المرأة الفلسطينية حياتها فيه، فالقتل هو أقسى حالات العنف، والعنف هو أحد مظاهر تدهور المجتمع، وهو في الوقت نفسه أحد مسببات تخلفه وهدمه. فنحن ما زلنا نعيش في ظل تنامي ثقافة مدمرة تسعى إلى تأصيل العنف كأسلوب للحل. هنا يأتي دور صحيفة «صوت النساء» في محاولة تغيير القيم المجتمعية حول العنف بكل أشكاله تجاه المرأة والمجتمع بشكل عام».
ثوابته
كان اللقاء الأول مع الإعلامية نبال ثوابته رئيسة تحرير صحيفة «الحال» الصادرة عن معهد الإعلام التابع لجامعة بيرزيت في رام الله، والتي تحدثت عن مدى اهتمامها بقضايا المرأة، فقالت: «لا نستطيع الحكم بدقة على مدى الاهتمام بقضايا المرأة في وسائل الإعلام الموجودة، لأن هذا الحكم في حاجة إلى دراسة تعطينا أرقاماً ومعطيات دقيقة. إلا أنني، وضمن نطاق الملاحظة الشخصية، أستطيع القول أن الاهتمام محدود بالقضايا السياسية. ويعتمد الأمر على الموضوع، فأحيانا يبرز، وأحيانا يعتم عليه. ولا اعتقد أن التمويل يؤثر سلبا على قضايا المرأة، إذ يشهد الوضع الحالي اهتماماً مميزاً من الممول بقضايا المرأة، وهذا ما يفترض أن ينعكس على الاهتمام الإعلامي».
عصفور
وكان لقاؤنا الثاني مع احمد عصفور رئيس تحرير الموقع الالكتروني «صالون القلم الفلسطيني»، والمدير العام لمنتديات «صالون القلم» وكاتب ومحلل سياسي من قطاع غزة. قال: «كرئيس تحرير لموقع صالون القلم الفلسطيني ومنتديات صالون القلم يشرفنا ويسعدنا أن نكون من المبادرين بفتح صفحة صالون خاص بالمرأة لمعالجة قضاياها المختلفة والتي تعاني منها النسوة من كل الفئات. كما نقوم بالتواصل مع الجمعيات التي تعتني بالمرأة الفلسطينية، وننشر أخبار الاجتماعات والندوات والمساهمات التي تشارك فيها المرأة الفلسطينية، ونستقبل يومياً مراسلات تخص شؤون المرأة، فنطلع عليها وننشرها في صالون القلم بصالون المرأة، كذلك ننشر نشاطها في منتديات صالون القلم».
وأضاف: «غير أن هذا لا يلغي وجود قصور واضح من جانب رؤساء التحرير تجاه قضايا المرأة، وذلك لظروف ذاتية وموضوعية يمر بها رؤساء التحرير خاصة والوطن عامة. فمساحة حرية النشر يحدّها القائمون على الشعب الفلسطيني في الضفة وغزة، ناهيك بضعف الإمكانات المتاحة. كذلك الانعكاس السلبي للاحتلال والانقسام الداخلي يجعلان الاهتمام بقضايا السياسة يحتل الحيز الأكبر من اهتمامات رؤساء التحرير، وهذا قصور واضح بحق المرأة الفلسطينية وما تمثله من مكنون نضالي وإنساني واجتماعي. وهناك مواقع تبرز نشاطات المرأة ضمن صفحاتها الأولى وفي مقدمة عناوينها، وذلك حسب أهمية الخبر أو المشاركة التي أرسلت إلى هيئة التحرير. وهناك من يذيل صفحة المرأة أسفل الموقع ولا يعطيها الاهتمام الكافي، وهذا قصور واضح في معالجة قضايا المرأة والاهتمام بها والأخذ بيدها لتنال حقها ونصيبها كنصف المجتمع، بل هي المجتمع بحد ذاته».
يولي عدد من رؤساء التحرير الفلسطينيين قضايا المرأة اهتماماً كبيراً. وللإطلاع على مدى صحة هذا الأمر، التقت «لها» عدداً من رئيسات ورؤساء التحرير في فلسطين.