قرار تاريخي للملك عبد الله
منى أبو سليمان, الإنتخابات النيابية, الملك عبدالله بن عبد العزيز, القرار الملكي, حقوق المرأة السعودية, د. آسيا آل الشيخ, هتون الفاسي
04 أكتوبر 2011الفاسي: أبارك للمرأة السعودية هذا القرار
«أهنئ نفسي، وأهنئك، وأهنئ المرأة السعودية». هكذا بدأت أستاذة تاريخ المرأة في جامعة الملك سعود ومستشار حملة بلدي وأحد مؤسسيها الدكتورة هتون الفاسي حديثها عن قرارات خادم الحرمين الشريفي.
وقالت: «جاءت القرارات منصفة لحق المرأة السعودية، وداعمة لها، وهذا يعني أن القيادة الرشيدة تعمل على دعم كامل للمرأة، ونأمل أن تبدأ مرحلة التنفيذ من الدورة الحالية». وعن جاهزية المرأة للعمل كعضوة في المجلس الشورى، أو في مجالس البلدية قالت: «بكل تأكيد هي جاهزة كل الجاهزية لدخول الانتخابات البلدية، فالمرأة السعودية لديها من الدرجات العلمية والفكرية ما يجعلها أسوة بالرجل، ولها الحق في الانتخاب والترشح».
آل علي: المرأة اليوم هي عضو كامل في مجلس الشورى لها الحق في طرح التوصية أو تعديل النظام
وقال رئيس لجنة حقوق الإنسان والعرائض في مجلس الشورى الدكتور مشعل بن ممدوح آل علي إن «خادم الحرمين الشريفين اتخذ هذا القرار المفعّل لدور المرأة لإيمانه بكامل قدراتها، وهو قرار أُنتظر أن يكون له أثر فاعل في مسيرة الحياة السياسية والمشاركة في صنع القرار من جانب المرأة. وكل شيء حصل يتناغم في الحقيقة مع الشريعة الاسلامية بل على العكس يُمثل روح الشريعة.
واستدل في ذلك بمسألة أم المؤمنين أم سلمة الموصوفة بالعقل البالغ والرأي الصائب. وإشارتها على النبي صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية تدل على وفور عقلها وصواب رأيها، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه بعد كتاب الصلح يوم الحديبية: أنحروا بدنكم واحلقوا رؤوسكم. فامتنعوا وقالوا: كيف ننحر ونحلق ولم نطف بالبيت ولم نسع بين الصفا والمروة . فإغتم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وشكا ذلك لأم سلمة فقالت: يا رسول الله أنحر أنت وأحلق.
فنحر رسول الله صلى الله عليه وسلم وحلق ، فنحر القوم. وهي معلومة في كتب الحديث، والملك عبدالله جسد هذا الأمر بأن المرأة هي الصانعة في الشأن العام بالنسبة إلى الأمة. وفي الحقيقة لا يسعنا في هذا المقام الا أن نقول جزاه الله عنا والدنا وولي أمرنا الذي تحققت على يده الكثير من المنجزات العظمى كأن تشارك المرأة في الانتخابات البلدية وتصل إلى القمة في مجلس الشورى كعضو كامل، ومعنى ذلك أن تكون شريكاً للرجل في صنع القرار وتعديل الأنظمة مما يتناسب مع وضعها كإمرأة، وهي على دراية كاملة في ما يخص شؤون المرأة والشؤون الاخرى.
فعملها إلى جانب الرجل عمل تكاملي ويدل على رقي الأمم. وأنا في هذا المقام اشكر الملك عبدالله وأدعو له وننقل له فرح المواطنين رجالا ونساء بهذا القرار الذي سيكون له الأثر على رقي هذا الوطن الكريم».
وحول تأكيد خادم الحرمين الشريفين في خطابه لضرورة عدم تهميش دور المراة في المجتمع أردف آل علي قائلاً: «هذا مما يدل على ان الملك عبدالله من القادة القلائل او لربما النادرين في مسألة تعامله مع حقوق المرأة والانسان وحقوق المجتمع بما يتناسب مع الشريعة، وهو الحق الذي أعطى المرأة كل ما تأمل وتطمح اليه بل وأزود من تمنياتها وطموحاتها.
ذلك لأن مطلب النساء كان فقط مشاركة النساء في انتخابات المجالس البلدية لكنها اليوم اصبحت عضوا كاملا في مجلس الشورى، وانا لست ناطقاً باسم أعضاء مجلس الشورى لكنه رأيي الشخصي، فكما نعرف أن المجلس كان فيه عدد من المستشارات وكان لديهن عمل ممتاز بالنسبة إلى إعطاء الاراء والطروحات التي تخدم المجتمع، ولكن المرأة ستكون عضواً كامل العضوية لها الحق في طرح التوصية في المجلس أو تعديل النظام وستكون فاعلاً بكامل فاعليتها وسيكون لوجودها معنى عميق، وهذا ما عناه الملك عبدالله بضرورة عدم تهميش المراة بعد اليوم».
البكري: هنيئاً للمرأة السعودية وهي الجديرة بذلك قياساً بما نالته من تعليم وحققته من إنجازات
وأوضح عضو مجلس الشورى ورئيس لجنة الشؤون الاجتماعية والأسرة والشباب في المجلس الدكتور طلال بن حسن البكري أن المرأة حظيت في عهد الملك عبدالله بإهتمامه ونالت الكثير من حقوقها، وقال: «هذه القرارات جاءت في وقتها وانا منذ وقت طويل كنت ولا أزال من المناصرين لوجود المرأة في أماكن العمل الحكومية والخاصة.
وأعتقد أن المرأة تعلمت وثابرت وناضلت وحصلت على أعلى الدرجات العلمية وجاء اليوم ثمن حقها بمشاركة الرجل في المجال الحكومي تحديداً وهي اليوم تتوج المراة بحق العضوية الكاملة في مجلس الشورى وحق الترشح والترشيح للمجالس البلدية، وبذلك تكسب المراة حقاً وتُحقق نصراً في عهده الميمون، وهي جديرة بذلك قياساً بما نالته من تعليم وحققته من إنجازات.
فهنيئاً للمرأة السعودية والوطن أجمع هذه القيادة الرشيدة التي ما فتئت تقدم كل ما من شأنه العيش الكريم للمواطنين ذكوراً وإناثاً». وأضاف: «لا أعتقد اننا يجب أن نستسلم للمعوقات مهما كانت وعلينا ألا نخوض في التفاصيل الآن وقرارات قائد الأمة يجب ألا يقف أمامها عائق».
أبو سليمان: خطوة جريئة ومفاجأة سعيدة
عبرت الأمينة العامة لمؤسسة الوليد بن طلال الخيرية وسيدة الأعمال الاعلامية منى أبو سليمان عن فرحتها بقرارات الملك الخاصة بعضوية المرأة في مجلس الشورى وحق الترشح والانتخاب في المجالس البلدية واصفة إياها بـ «الخطوة الجريئة».
وقالت: «نحن سعداء جدا بهذا الموضوع لأن المشاركة السياسية في صنع القرار من أكبر المطالب، ونتمنى اشراكنا أيضاً في الحقيبة الوزارية. وبخصوص تطبيق القرار اعتقد أنه بعد أربع سنوات ستبدأ مشاركة المراة في الانتخابات البلدية، وفي مجلس الشورى سيكون حضور المرأة بعد سنتين.
ودائماً نتمنى أن يكون جزء من الشورى منتخباً. نحن نشكر الملك عبدالله على هذه المفاجأة السعيدة التي عززت معها دور المرأة وأنصفتها داخل مجتمعها».
غزاوي: «لا تهميش للمراة في المجتمع بعد اليوم» كلمات حقاً تكفينا
قالت سيدة الاعمال السعودية غادة غزاوي إن هذه القرارات تاريخية بالنسبة إلى مسيرة المرأة السعودية، وهو «قرار ننتظره منذ وقت طويل، ويكفي أن الملك عبدالله قال في خطابه إن لا تهميش للمرأة بعد اليوم وهي حقاً تكفينا. وهو تثبيت لأن المرأة تساهم في التنمية الوطنية للبلاد وأثبتت المرأة السعودية جداراتها خلال السنوات الماضية، وبفضل من الله كانت تقدم المسؤولية والثقة وستقدم المزيد والمزيد في الايام المقبلة. وكما قال الملك عبدالله إن هذه القرارات سيتم تنفيذها في الدورات المقبلة ففي مجلس الشورى بعد سنتين وفي مجالس البلدية بعد أربع سنوات».
واضافت غزاوي: «مشاركة المرأة في المجالس البلدية ستفيد كثيرا بحكم خبرتها في أمور كثيرة في مجتمعها، ومشاركتها في مجلس الشورى مهمة أيضاً خاصة ان الشورى يناقش قضايا كثيرة في ما يتعلق بالمجتمع ومن ضمنها قضايا متعلقة بالمرأة.
ولا أريد تخصيص المراة فقط فدخولها مجلس الشورى لا يعني اختصاصها في مشاكل المرأة، وما اقصده أن لديها القدرة على مناقشة مواضيع الدولة والمشاركة في السياسية، اضافة إلى مناقشة مواضيعها ايضاً مما يُعطيها المزيد من القوة».
الهاني: القرار رسالة مهمة للمجتمع
أوضحت فوزية الهاني المنسق العام لحملة «بلدي» أن قرار خادم الحرمين الشريفين قرار حاسم وتاريخي بما يرتبط بوضع المرأة في السعودية، قائلة: «نحن لم نتحدث عن التفاصيل بالنسبة إلى نهاية هذه الدورة وما نستطيع أن نعمله اذا لم تستطع الوزارة تأجيل انتخابات البلدية للدورة الحالية.
سنطالب الوزارة بالأخذ في الاعتبار تعيين المرأة لتمكينها من المشاركة في صنع القرار. ونحن نرى أن هذا القرار ذو مستوى عالٍ جدا لتمكين المرأة سياسياً. وهذا الحق الذي منحها إياه الملك عبد الله جعل المرأة السعودية مساوية للرجل في حق المواطنة، وهي رسالة مهمة جدا للمجتمع في مساواة السيدة بالرجل في حق المواطنة».
لم يكد ينتهي خطاب خادم الحرمين الشريفين في دورة مجلس الشورى السعودي الحالية، حتى توالت التبريكات والتهاني بين نساء السعودية بعد إقرار دخول المرأة السعودية مجلس الشورى، إضافة إلى أحقيتها بالانتخاب والترشح للمجالس البلدية. وفي قراءة سريعة لهذا القرار بين المهتمين من سيدات ورجال سعوديين، اتفق الجميع على أنها خطوة تاريخية في عهد الملك عبد الله بن عبد العزيز، وخطوة جبارة على المرأة أن تعرف الاستفادة منها.
ما نص عليه القرار في كلمة خادم الحرمين الشريفين
أكد خادم الحرمين الشريفين تهميش دور المرأة بقوله: «لأننا نرفض تهميش دور المرأة في المجتمع السعودي، في مجال عمل، وفق الضوابط الشرعية. وبعد التشاور و مع كثير من علمائنا في هيئة كبار العلماء آخرين من خارجها، والذين استحسنوا هذا التوجه وأيدوه، فقد قررنا التالي:
أولا: مشاركة المرأة في مجلس الشورى عضوا اعتبارا من الدورة القادمة وفق الضوابط الشرعية.
ثانيا: يحق للمرأة أن ترشح نفسها لعضوية المجالس البلدية، ولها الحق كذلك في ترشيح المرشحين بضوابط الشرع الحنيف».
آل الشيخ: القرار تاريخي بكل معنى الكلمة
من جهتها أكدت مؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة تمكين والمستشارة غير المتفرغة في مجلس الشورى آسيا عبد الله آل الشيخ أن القرار تاريخي بكل معنى الكلمة: «القرار فرصة جديدة، ودور جديد للمرأة السعودية. وما في شك أنه حق من حقوقها، ولكن اليوم هذا الدور سلط عليها الضوء في المساعدة النهضة التنموية. أيضا مما لاشك فيه أنه اعتراف بانجازات المرأة السعودية وجهودها، وأعتقد أنها استحقت ذلك».
ولفتت إلى أن القرار كان واضحاً من ناحية آلية التطبيق مما يجعله بعيداً كل البعد عن أي تفسيرات خاطئة. وأضافت: «هذه الخطوة هي إشارة لنا للتوجه إلى المجتمع المعرفي، وهي مفتاح للدخول المعترك السياسي، وسنصل إلى مرحلة الأجدر هو من يبقى أسوة بالرجل، ولن يوقفها شيء».
فلمبان: لا أشك في أن المرأة قادرة على تفعيل دورها في الحراك السياسي
وصفت الأستاذة المشاركة في اللغة الانكليزية واللغويات ووكيلة التطوير لعميد كلية العلوم الاجتماعية في جامعة أم القرى وعضو ومستشار في مجلس الشورى الدكتورة محاسن حسن أبو منصور فلمبان هذه الخطوة بالـ«عظيمة» لتقدم المرأة ومشاركتها في المجتمع، قائلة: «أحب أن أؤكد نقطة مهمة ألا وهي عدم إشراك المرأة فقط في عرض أمورها وقضاياها، وإنما المشاركة جنباً إلى جنب مع آراء الرجل.
فأنا كامرأة أحتاج إلى استشارة الرجل في أموري وكذلك الرجل يحتاج في الأمور التي تخص الرجال إلى منظور المرأة ورأيها. وآمل من الله أن يوفق المرأة في أن تكون على قدر كامل من المسؤولية التي أنيطت بها».
وأضافت فلمبان: «لدي الثقة الكاملة بقدرة المرأة على الخوض في شؤونها وشؤون غيرها وحتى القضايا السياسية وفي كل المهمات التي شرفها بها خادم الحرمين الشريفين سواء في الشورى أو في المجالس البلدية، وكل شيء سيسر في أوانه ويُطبق حسب ما نص عليه خطاب الملك عبد الله خاصة في ما يتعلق بموعد مشاركة المرأة في الدورات المقبلة.
ولا أشك في أنها قادرة على تفعيل دورها في الحراك السياسي، لكن يجب على الرجال والنساء في هذا المجال تبادل الخبرات والتعاون للوصل إلى رقي الوطن وتقوية أواصره».