الرياضة النسائية السعودية...
الرياضة, عادات وتقاليد, المملكة العربية السعودية, ممارسة الرياضة, النوادي الرياضية, الرياضة النسائية
02 أبريل 2012عبد الله: علينا تفعيل الرياضة النسائية داخل السعودية قبل خارجها
قالت مؤسِّسة أول فريق كرة قدم نسائي والمذيعة الرياضية في إذاعة «مكس اف ام» ريما عبدالله إنه قبل المطالبة بوجود المرأة السعودية في الاولمبياد وتمثيلها بلادها في الخارج «علينا أن نتطرق إلى المدارس. أين المرأة السعودية داخل المملكة قبل أن تكون خارجها؟ وما اعنيه أن علينا تنشئة فتيات منذ الطفولة ليفهمن معنى الرياضة الصحيحة، لينضجن ويكبرن على وجود الرياضة في حياتهن بصورة واضحة واعتيادية، إضافة إلى إنشاء أندية نسائية خاصة، ضمن إطار الشريعة الإسلامية، وإطار عاداتنا وتقاليدنا وفي أماكن مغلقة تماماً».
وأشارت إلى أنه وبعد تنشئة الجيل على أهمية الرياضة يتم التطلع إلى تفعيل مشاركة المرأة السعودية في «الوصول إلى خارج المملكة العربية السعودية بإذن الله، وتمثيل المرأة السعودية من الناحية الرياضية في الخارج».
ولفتت إلى أن هناك أموراً بدأت تلوح في الأفق وهي مُبشرة بالخير وذلك «بقيادة الأمير نواف بن فيصل في رعاية الشباب، الذي أعطى أملاً كبيراً للمرأة بأنها وفي يوم من الأيام تستطيع المشاركة في الاولمبياد. وقد صرح لقناة «العربية» إن السعودية لا تمنع أي امرأة من المشاركة في الاولمبياد لكن بشروط. ومن وجهة نظري أرى أن تلك الشروط تهمنا نحن كسيدات لحمايتنا، وهي اللباس المحتشم والرجوع إلى الجهات المعنية لمعرفة الخطوات الصحيحة. كما يجب وجود المحرم معها كولي أمرها أو أحد أقربائها، وفي النهاية هذه الشروط تصب في صالحنا، إن تمت الموافقة على القرار».
السيوفي: تفعيل الرياضة النسائية السعودية مرهون بالقرار السياسي والرغبة المجتمعية
من جانبها، ذكرت الكاتبة بسمة عدنان السيوفي التي تسعى لتفعيل مشاركة المرأة في اللجان الاولمبية انه لم يصدر أي قرار رسمي في ما يخص وجود الرياضة في القطاع الحكومي وبالرّغم من وجودها في القطاع الأهلي. «هناك أنشطة وتدريبات وأوقات لأنشطة لامنهجية تساعد الفتاة في التخلص من طاقاتها السلبية وتُمكنها من ممارسة الرياضة التي تُحب».
وحول لوائح الأولمبياد ومشاركة المرأة السعودية فيها قالت: «من الممكن أن تشارك المرأة إدارياً في تنظيم هذه الأنشطة، كأن تكون مُحكِما أو عضو لجنة إشرافية هناك».
وأكدت وجود فرق نسائية سعودية متكاملة كفريق كرة السلة «جدة يونايتد» وفريق كرة القدم، ولديهما مباريات ومنافسات على مستوى الجامعات محلياً فقط. لكن تنظيم مشاركتها دولياً على مستوى الخليج قبل العالم الخارجي لم ينضج بعد وغير متطور بما يجعلنا نقول إن هناك فرقا منظمة لهذا العمل».
وأضافت السيوفي: «نحن في عصر لا نستطيع أن نغلق الباب فيه على أنفسنا ونقول إننا لن نشارك بدواعي محاذير كثيرة. يمكننا أن ندعم مشاركة المرأة في هذه الجُزئية من خلال الضوابط التي تضعها الدولة، فنوفر بذاك المتنفس الصحي لفتياتنا ونُبعدهن عن الكثير من الأفكار الفاسدة في أوقات الفراغ وهذا ما نشجعه جميعاً سواء كنا أمهات أو موظفات في الدولة أو في القطاع الخاص. والدليل وجود النوادي المخصصة للسيدات، وهناك مجموعات على مستوى العائلات في جدة تتبنى تنمية المهارات الرياضية لدى فتياتها من خلال الأسرة. وبما أننا نملك الروح والتنظيم فمن المفروض استثمارهما بطريقة لائقة تعبّر عن السعودية».
وشددت السيوفي على ضرورة توضيح صورة السعودية أمام المنظمات الدولية «والتأكيد أننا لا ندخل في سياسات تمييزية كما قيل عنا. ففي الغرب يتم تقويمنا بقياس ما لدينا وفق إطارهم وبالتأكيد سنظهر متأخرين وفق هذا المنظور. لكن كل دولة وكل مجتمع لديهما معايير خاصة يعملان بها. فإن كان الوقت غير ملائم فبالتأكيد هناك أوقات أخرى تناسب ممارسة أنشطة الرياضة في المدارس والأسر».
وعن ضرورة وجود المرأة السعودية في المحافل الدولية والرياضية كمشاركة قالت السيوفي إنه إن لم تؤهل المرأة السعودية من جانب الدولة فلن يأتي تأهليها من أسفل الهرم المجتمعي. وأضافت: «إذا اجتمع القرار السياسي والرغبة المجتمعية سيظهر وجودنا في مجال الرياضة النسائية داخل السعودية وخارجها. فوجود المرأة في الرياضة على مستوى المنظمات أو في القطاعات الحكومية أو الخاصة أو الجهات التعليمية أو التدريبية ضرورة، وحتى على مستوى المناطق والأسر والأنشطة . لكننا بحاجة إلى مظلة لضبط هذا العمل. وحان الوقت لإنشاء نوادٍ اجتماعية للعائلات والأسر يتم من خلالها تنمية أنشطة الشباب».
«خلوها تسمن» حملة نسائية سعودية احتجاجاً على إغلاق النوادي الصحية
أطلقت مجموعة من الفتيات السعوديات حملة على شبكة الانترنت بعنوان «خلوها تسمن» نالت اهتمام السعوديات، وذلك احتجاجاً على قرار وزارة الشؤون البلدية السعودية إغلاق كل النوادي الرياضية النسائية التي لا تخضع لإشراف طبي من مستوصف أو مستشفى. وبينما ناشدت الشابات الوزارة وأمين محافظة جدة إعادة النظر في القرار تساءلن عن البديل الذي يمكن أن يلجأن إليه في ظل الكلفة الباهظة للاشتراك في النوادي الصحية والرياضية التابعة للمستشفيات.
ونقل أحد المواقع الالكترونية عن مدربة في احد النوادي الرياضية رفضت ذكر اسمها أن «عدم استمرار السيدات في ممارسة الرياضة التي اعتدنها سيحدث صدمة للجسم تجعله عرضة للسمنة». وقالت: «الفترة الأخيرة شهدت إقبالا من السعوديات على ممارسة الرياضة». وكانت النوادي الرياضية النسائية انتشرت بكثرة منذ نحو ستة أعوام وذلك نتيجة وعي النساء بضرورة محاربة السمنة وأهمية الرياضة للصحة العامة.
المعبي : الدين الإسلامي لم يمنع المرأة من ممارسة الرياضة
أوضحت اختصاصية علم النفس والإرشاد والتوجيه الأسري والمستشار الأسري النفسي والاجتماعي في مركز إيلاف ومركز تطوير الذات الدكتورة زهرة المعبي أن المدارس التي تعمل تحت إشراف إدارة التربية والتعليم لا يوجد فيها مناهج للتربية البدنية. وقالت: «ليس لدينا مدارس تضع منهج التربية البدنية دون علم الحكومة، إلا إن كانت هذه المدارس عالمية وأجنبية». وشددت على ضرورة وجود منهج التربية البدنية وتعليم الفتيات الرياضة بصورة إجبارية لا اختيارية، لأن اللياقة والرشاقة تتيحان للفتاة التخلص من الطاقات السلبية في جسدها، ومنحها الطاقات الايجابية.
وحول عدم التركيز على تدريس الرياضة البدنية في المدارس قالت إن التفكير الذكوري في المجتمع «من الأمور المسيطرة حتى بما يقتبسونه من الدين بدليل ما أخذوه فقط من حديث الرسول عليه الصلاة والسلام بقوله (علموا أولادكم). وهذا أمر خاطئ، لأن عدم ممارسة الفتيات الرياضة يصيبهن بالكثير من الأمراض منها الهشاشة والخشونة في الجسم».
وعن تفعيل التربية البدنية في المدارس الحكومية، أردفت المعبي تقول: «الموضوع يناقش في مجلس الشورى، علماً أنه قديم وتم اقتراحه عام 2007 وأعيد اقتراحه عام 2012، لكن ما تأخر هو تفعيله والعمل به ونتمنى الإسراع في ذلك». ودعت إلى تطبيق تدريس منهج التربية البدنية في المدارس الحكومية من المرحلة الابتدائية، «وعلى من يتخذ من الدين حججاً واهية أخبره بأن الدين الإسلامي لم يمنع المرأة من ممارسة الرياضة».
رحيمي: ورقة عادات وتقاليد متماشية مع المجتمع في ما يتعلق بالرياضة النسائية
قال الإعلامي في التحرير الرياضي والمحلل الرياضي السابق مدني رحيمي أنه لا يرى أي مشكلة في رياضة المرأة أو مشاركتها في الاولمبياد خاصة إذا تم اختيار أنواع معينة من الرياضات. ورأى انه من الممكن أن تكون اللاعبة محجبة كفرق كرة القدم وكرة السلة، «وبإمكان اللاعبة أن ترتدي زيا مناسبا لا يخالف تعاليمنا الإسلامية ولا عاداتنا كسعوديين».
وأكد رحيمي أن الدين الإسلامي لم يمنع الرياضة بل «منع العورة والخلوة غير الشرعية، لكن الاختلاط وُجد في الإسلام في السابق، فالمرأة التي تشارك في الاولمبياد هي فتاة ترتدي الحجاب وملتزمة بتعاليم الدين وانتقت أنواعا معينة من الألعاب للمشاركة فيها، فأين الضرر في مشاركتها؟». وأكد أن السعودية لا تمارس ورقة التمييز ضد المرأة في الرياضة النسائية بل هي ورقة عادات وتقاليد متماشية مع المجتمع.
عون : عدم مشاركة المرأة في الأولمبياد يحرم السعودية نقاطاً
قال الأكاديمي والإعلامي الرياضي عبدالله عون إن الرياضة النسائية في السعودية تحتاج إلى الملاعب والمنشآت الرياضية الخاصة والمغلقة للنساء وتوفيرها للمدارس، خاصة في المراحل الابتدائية. وأضاف: «قبل البدء بالتفكير في موضوع الاولمبياد علينا أن نعمل على فتح أقسام نسائية في كل نادٍ في السعودية، ولا بد من الاهتمام بإنشاء بنية تحتية جيدة في المدارس والجامعات لنخرج بجيل يتفهم الرياضة بأسلوبها الصحيح، وقد يوفر علينا هذا الأمر استقدام مدربات من الخارج». وأكد أن عدم مشاركة المرأة في الأولمبياد يحرم السعودية من نقاط مشاركتها في الاولمبياد، مشيراً إلى أن اختيار نوع معين من الرياضة والالتزام بزي مناسب يوافق العادات والتقاليد وديننا الإسلامي «لن يُشكلا أي عائق أمامنا ومن الممكن أن نصل الى العالمية بصورة تُشرف السعودية».
نصيف: تحريم الرياضة في المدارس فكر خاطئ علينا الإسراع في تصحيحه
أوضحت رئيسة اللجنة الرياضية في كلية الآداب في جامعة الملك عبد العزيز الدكتورة سحر نصيف أنه قبل ثلاث سنوات تقريباً قامت 40 سيدة من سيدات مدينة جدة بــ «هبّة مجتمعية لتفعيل مشاركة المرأة في اللجان الاولمبية ووضع لوائح عن تنظيم مشاركة المرأة السعودية في الاولمبيات القادمة. لكن لم تحدث مبادرات بل استمرت النقاشات دون الوصول إلى حلول قد تساعد في تفعيل مشاركة المرأة السعودية في الرياضة النسائية».
وأضافت: «هذه الجمعية أذكر منها بعض الأسماء مثل الأستاذ إبراهيم الجغباني، والأستاذة سمر فطاني، والكابتن لينا آل معينا، ولا أتذكر بقية الأسماء مع احترامي الشديد منهم. كان المشروع يسير بشكل مميز، لكنه لم يجد من يلتفت إليه فدفنت هذه المبادرة قبل ولادتها». وحول مواجهة الجهات الرافضة لأمر الرياضة النسائية في السعودية، قالت: «إلى الآن هناك مدارس تُحرم الرياضة بمعنى التحريم، وهذا هو الفكر الخاطئ الذي يجب علينا مواجهته في مجتمعنا، وهو الفكر الأكبر الذي يؤثر علينا كأفراد، إلى درجة أن هناك من أعتقد أن هذا الأمر تحريم من الله عز وجل، لكنه مُفبرك، ونابع من تفكير ذكوري. ونحن حاولنا أن نثبت عن طريق الأحاديث الشريفة أن المرأة والرجل لا فرق بينهما، إلا في أمور أوضحها القران الكريم، وتوضيح حديث الرسول بأنه عندما قال أولادكم لم يقصد الأولاد فقط ولو قصد الذكور لكان الأمر حُدد».
مازال ملف الرياضة النسائية في السعودية يثير جدلا واسعاً بين الأوساط. وبعيدا عن النوادي النسائية المتواضعة التي أغلق عدد منها في بعض المدن، هناك مطالبات بدمجها في المدارس كمنهج تعليمي بدءاً من المراحل الابتدائية ومطالبات أخرى بوجود نواد وصالات نسائية متخصصة تخرّج فرقا رياضية نسائية وتؤهل معلمات رياضة سعوديات بدلاً من الاعتماد على غير السعوديات. ومع اقتراب دورة الألعاب الأولمبية في لندن لعام 2012 يعود الملف ليظهر على السطح وتظهر معه مبادرات ومقترحات لهذه القضية التي لم تحسم حتى الآن. وبين مؤيدٍ لمشاركة المرأة في الأولمبياد ومعارض لهذا الأمر، يبقى الواقع مغايراً في المجتمع السعودي. «لها» التقت عدداً من الأطراف المعنية فكان هذا التحقيق.