المرأة تهزم الرجل بالضربة القاضية!
فندق / فنادق, التسويق, دولة الإمارات
23 أبريل 2012عمل صعب لا يستسيغه الرجال
نيفين عزت البير مديرة العلاقات والاتصال في فندق ملينيوم تؤكد أن مديرات العلاقات العامة في الفنادق يبذلن جهود أكبر من أي ميدان آخر، لأنهن يقمن بالترويج لجميع أقسام الفندق بصفة خاصة وللفندق بشكل عام. كما أن معظم الفئات التي تسعى للالتحاق بقسم العلاقات العامة هن من النساء، وفئة قليلة فقط من الرجال يرغبون في ذلك، فالرجال يفضلون التخصص في مجالات أخرى بالفنادق أكثر سهولة، وهذا اختيار شخصي.
وتؤكد نيفين عزت أنه ليس صحيحا ما يتردد عن أن وجود المرأة على رأس العلاقات العامة والتسويق للفنادق يدفع الطرف المستفيد للاستجابة لما تطلبه قياسا بالرجل، لكن المرأة تتميز بالصبر والتصميم على الوصول إلى غايتها، كما تتميز بسلاسة الحوار وتنتهج أسلوب السياسة للوصول إلى هدفها، وهي قادرة على وضع الخطط الترويجية الناجحة والمثابرة على تطبيقها.
فن إرضاء الجمهور
وقالت مايدا سولاتري، مديرة المبيعات والتسويق في فندق وأجنحة «رمادا عجمان»: «العلاقات العامة في أي جهة أو هيئة هي «فن» الحصول على رضا الجمهور وثقته وتأييده، والوصول إلى ذلك يكون عن طريق الاتصال والتفسير والإقناع، والمرأة أكثر براعة من الرجل في إتقان هذه الوسائل التي تحقق هدف العلاقات العامة الذي هو رضا الجمهور».
وذكرت مايدا أن اختيارها للعمل في تخصص العلاقات العامة الفندقية نبع من رغبة شخصية منها وحبها لهذا التخصص، لأنها تعتقد أنها تستطيع تحقيق طموحها وبعض أفكارها من خلاله، لما فيه من مجال كبير للإبداع والتميز، بينما إيجابيات العمل في العلاقات العامة الفندقية، تتمثل في بنائها علاقات إيجابية مع أفراد المجتمع والمجتمعات الأخرى من مختلف الجنسيات، وتحويل أفكارها إلى مشاريع تستفيد منها المؤسسة التي تعمل فيها مما يكسبها حب رؤسائها. إلا أن هذا العمل له عدد من السلبيات التي تكمن في كثرة الانشغالات والإرهاق والتعب، فضلا عن التقصير تجاه الأهل أحياناً بسبب هذه الانشغالات الكبيرة».
روح الإبداع الخاص
اما كوثر زهراوي مديرة التسويق في مجموعة أكور (فنادق ماجد الفطيم) فتقول: «تفوقت المرأة في هذا العمل لأن طبيعة المجال تتطلب دقة وخيالاً واسعاً وروح ترتيب عالية، والمرأة تتميز بهذه الصفات. كما أنها قادرة على وضع الخطط التسويقية والترويجية الناجحة ومتابعتها للوصول إلى المطلوب. يضاف إلى ذلك أن المرأة بارعة بطبعها في فن الضيافة».
وتضيف زهراوي: «كثير من الرجال يجيدون العلاقات العامة، لكن المرأة تتميز بروح إبداع خاصة مما يجعلها تتألق في مجال العلاقات العامة الذي يتطلب روح إبداع وتركيزاً كبيرين، وهاتان الصفتان متوافرتان في العنصر النسائي أكثر من الرجالي».
وأرجعت زهراوي إقبال النساء أكثر من الرجال على العمل في قطاع الضيافة والفنادق إلى أن المهمات المناطة بمن يزاول هذه المهنة تستثير المرأة وتتماشى مع شخصيتها، فهي تتميز بالصبر والانتباه للتفاصيل الدقيقة، كما أن المرأة تتميز بصفة القيادة والرغبة في النجاح، مما يجعلها تتميز في هذا الميدان.
الصورة المشرقة
أما إيمان الرفاعي، فترى أن تخصص العلاقات العامة «من المجالات المهنية التي تقوم على أسس علمية وإذا جرت دراستها وإتقانها نجح من يمتهنها سواء أكان رجلا أو امرأة. وتنبع أهمية العلاقات العامة من خلال ما تؤديه من تكوين سمعة طيبة للمؤسسة وصورة ذهنية ممتازة لدى مختلف فئات المتعاملين معها، فهي أداة إدارية تساعد المؤسسة في إبراز صورتها المشرقة للمجتمع الخارجي وتعتبر العمود الفقري للعمل الدعائي والإعلامي في المؤسسات، ولذا تكمن أهميتها من خلال هذا الدور».
وأضافت الرفاعي: «الموظف الذي ينجح في مجال العلاقات العامة يجب أن يتحلى بعدة صفات منها الذكاء وحسن التعامل ودماثة الخلق وحسن التصرف والإبداع والتميز واللباقة والثقافة ومتابعة الأخبار والشؤون العامة، وهي صفات تتميز بها المرأة بشكل ملحوظ مما يجعلها تنجح في هذا المجال».
وتشير إلى أن اهتمام المرأة بمظهرها وجاذبيتها له دور كبير في تواصلها مع العملاء والمتعاملين، وإقناعهم بالنشاطات والخدمات التي تؤديها المؤسسة التي تعمل فيها.
اختلافات نوعية
أنجي محمود، مسؤولة العلاقات العامة في مجموعة فنادق «شيراتون» بالإمارات تؤكد «أهمية العمل - أي عمل - للمرأة لأنه يكسبها ثقة بنفسها ويمكّنها اقتصاديا ويجعلها تشارك في تنمية بلدها»، مشيرة إلى ضرورة أن تتغير الثقافة الذكورية السائدة في المجتمع التي تجعل الرجل يعتقد أن عمل المرأة يؤثر في بيتها وتربيتها لأبنائها، و»عليه أن يتأكد أن عمل المرأة ونجاحها لن يؤثرا في مكانته وصورته، بل علي العكس، فالزوجة العاملة تكون أكثر اهتماما بمظهرها وأكثر حرصا على إتمام مهماتها المنزلية علي أكمل وجه، وأكثر استغلالا للأوقات التي تمضيها مع أفراد أسرتها وأكثر قدرة على التحاور معهم».
وترى أنجي محمود أن المرأة والرجل متساويان في القدرات، «ولكن هناك بعض الاختلافات النوعية التي يتميز بها كل منهما عن الآخر، ومن الاختلافات التي تميز المرأة عاطفتها الجياشة ورقتها ورهافة حسها، مما يساعدها في التواصل السلس مع الآخرين، ويجعلها أقدر على تحقيق نتائج أفضل في بعض المهن التي تعتمد على التواصل الاجتماعي والتعامل مع الناس ومنها العلاقات العامة والضيافة الفندقية، وهو ما يفسر إقبال النساء على العمل في العلاقات العامة في الفنادق».
كما ترى أنجي محمود أن هناك عدداً من المميزات الأخرى التي تتصف بها المرأة وتجعلها مناسبة للعمل في مجال العلاقات العامة، «ومن أهمها الدقة في إدارة الأمور، والصبر، والقدرة على متابعة الجوانب المختلفة لأي عمل في وقت واحد، وهذا ما ميزها به الخالق عز وجل، وهي أمور مهمة للعمل في هذا المجال على وجه الخصوص».
في الإمارات وداخل واحدة من المجموعات التي تدير سلسلة فنادق شهيرة في ابو ظبي ودبي وأنحاء اخرى من الإمارات وصولاً إلى لبنان ومصر، تبين ان اكثر من 90 في المئة من مديري العلاقات العامة والتسويق والاتصال من النساء! والرقم يعبر ببساطة عن ان المرأة هي على رأس تلك المهنة، بل وتتصدر المشهد في معظم الفنادق العاملة في الإمارات.
المرأة والعلاقات العامة قصص نجاح مشهودة، ومكانة الجنس الناعم متميزة على مكانة الرجال في هذا المجال، لأن الدبلوماسية والحديث الجيد والإبداع، الثقافة والقدرة على إدارة فن الحوار والإقناع، الصبر وحسن التنظيم والحماسة والنشاط الدائم والجرأة كلها امور ارتبطت بالمرأة.
كلها ببساطة وعلى أرض الواقع مواصفات تنطبق على سيدات العلاقات العامة والتسويق خاصة في مجال الضيافة والفنادق الفخم والرحب. فلماذا نجحت المرأة في هذا المجال وحازت فيه السبق وجلست على القمة؟ هل طبيعتها وتكوينها النفسي ومظهرها تجعلها تجيد فن العلاقات العامة؟ ولماذا تقبل النساء أكثر من الرجال عادة على تلك المهنة؟
الواقع يفرض نفسه
امل حرب، نائبة رئيس مجموعة «روتانا الفندقية» للعلاقات والاتصال، ترى ان الواقع فرض نفسه، لأن «المرأة بطبيعتها أستاذة في فن العلاقات العامة، ويبدو هذا جلياً في حياتها سواء في منزلها أو مكان عملها». وتلفت إلى أن «هذا الوضع ليس دليل نجاح المرأة في العلاقات العامة او التسويق فقط فهي سجلت نجاحات مشهودة في مجالات كثيرة ومتعددة حققت فيها الريادة والسبق على الرجل. والمرأة كانت ولا تزال دبلوماسية بطبعها وحريصة على تطوير ذاتها، وتجيد فن التحدث واللباقة، الى جانب قدرتها على الإقناع بابتسامة وثقة وحسن إدراك للعمل الذي تقوم به».
سيطرة النساء ستظل محسومة
منى فرج التي تعد من صناع مهنة العلاقات العامة والتسويق في فنادق الإمارات بعد عملها لسنوات طويلة في فنادق هيلتون وروتانا وتدير حالياً مجموعة «إنسايتس» للاستشارات والعلاقات في مجال الضيافة الفندقية، تؤكد أن «الحديث عن تفوق المرأة يعرفه الرجال قبل النساء لأن واقع الحال يشير إلى تنامي وجود المرأة على رأس قيادة مجالات الاتصال والعلاقات في الفنادق، لان تلك المهنة تعبر عن نفسها في شخصية المرأة المعروفة بهدوء الأعصاب قياساً بالرجل، وردود فعلها الجيدة وثقافتها وقدراتها اللغوية، ويمتد ذلك إلي حسن المظهر والجمال والدبلوماسية والابتسامة غير المصطنعة كواجهة لمكان العمل الذي يتسم بالفخامة لإقناع زوار الفندق أو غيره».
وترى منى فرج أن سيطرة النساء على العمل في تلك المجالات محسوم ولن تغيره السنوات لأن طبيعة المرأة جزء من تكوين تلك المهنة التي يتقلص عدد الرجال فيها.
وتتفق معها في الرأي صديقتها مياس غوشة مديرة العلاقات والاتصال في مجموعة «إنسايتس» والتي تروج لعشرات الفنادق حول العالم عندما تقول: «لماذا الحديث عن براعة المرأة واكتساحها لعالم العلاقات العامة فقط. ما نراه ويراه الجميع أنها متفوقة وتحرز النجاح في كل مجالات العمل. والنجاح والتفوق في مجال الإعلان والعلاقات العامة في حاجة إلى عوامل عدة أهمها المثابرة والصبر وسعة الاطلاع، وهذه صفات لو بحثت عنها لوجدتها تستوطن فطرة المرأة وذهنها. كما أنها سيدة اللغة والتمكن من جوانبها، وإلى جانب الثقافة التي يتقنها الطرفان، فالمرأة تتميز بجمال الصورة وعذوبة الصوت ورقة التعبير، وهذا بند محسوم للمرأة وحكم غير قابل للنقاش».
التكوين النفسي
بينما أرجعت شاذية مالك مديرة قسم العلاقات العامة في وكالة «الآيديا إيجينسي» للعلاقات العامة نجاح المرأة في عملها بشكل عام وفي مجال العلاقات العامة بالضيافة والفندقة بشكل خاص، إلى «التكوين النفسي للمرأة وطبيعتها القادرة على التواصل الإنساني. تضاف إلى ذلك عوامل أخرى تساعد على نجاح المرأة في عملها في أي تخصص مثل تحقيق التوازن بين متطلبات البيت والعمل، والحرص على النجاح في كل منهما كهدف تسعى إليه المرأة العاملة، وذلك بإجادتها تنظيم وقتها وتوزيع مسؤولياتها وترتيب أوراقها. فقد أثبتت الأيام أن كثيرا من السيدات الناجحات في عملهن ناجحات أيضا في حياتهن الأسرية، على عكس النغمة التي يرددها البعض ليعودوا بالمرأة إلى الوراء متجاهلين الدور الكبير الذي تلعبه في التنمية الاقتصادية لأسرتها ولبلدها».
وأكدت أن «طبيعة المرأة وتكوينها النفسي يجعلانها تجيد العلاقات العامة والترحاب والاستقبال والضيافة والقدرة على مخاطبة الآخرين، ولذلك فإن العمل في مجال العلاقات العامة تقبل عليه النساء أكثر من الرجال، ويحققن فيه نجاحات مشهودة وملموسة على الأرض وفي الواقع. ولا يمكن إنكار أن وجود العنصر النسائي في مهنة العلاقات العامة، يجعل جميع من يتعاملون معهن أكثر قابلية واستجابة وتوافقاً مع أدائهن وطلباتهن، وهذا من أسباب إحراز المرأة التميز والتفوق في هذا المجال».