وراء كل امرأة مميزة... رجل
منى أبو سليمان, المرأة السعودية / نساء سعوديات, ألفت قباني, بدرية البشر, وزارة الصحة
30 أبريل 2012ألفت قباني: وراء كل امرأة ناجحة رجل عظيم
أكدت الأستاذة ألفت قباني نائبة رئيس اللجنة الصناعية في جدة أن المثل القائل وراء كل رجل عظيم امرأة يمكن عكسه أيضاُ على النساء الناجحات، فوراء كل امرأة ناجحة رجل عظيم. وقالت: «لا يمكن أن تبدع أي فتاة أو امرأة في أي مجال من المجالات دون أن يكون وراءها رجل سواء الأب أو الأخ أو الزوج أو القائد أو المسؤول. فالحياة البشرية قائمة على الشراكة الناجحة والتزاوج بين الرجل والمرأة في كل شيء».
وعن تجربتها الشخصية قالت: «في بداية مشواري لعبت أسرتي وعائلتي دوراً كبيراً في نجاحي في مجال الصناعة وعشقي لهذا القطاع الذي يعد المصدر الثاني للدخل الوطني بعد النفط. وبعد الزواج لعب زوجي دوراً كبيراً في دفعي الى الأمام وشجعني على تأسيس شركتين إحداهما للمسؤولية الاجتماعية والثانية للمقاولات وكان خير معين لي في حياتي العملية».
منى أبو سليمان: احترام كرامة المرأة قبل دعمها لتصل إلى النجاح
من جانبها قالت الأمينة العامة السابقة لمؤسسة الوليد بن طلال الخيرية والإعلامية منى أبو سليمان إن تعامل الرجل مع المرأة يحب أن يبنى على احترامه لكرامتها وتشجيعها على العلم وتحقيق أحلامها.
وأضافت: «والدي الدكتور عبد الحميد أبو سليمان دعمني كثيراً في وجه الكثير من المصاعب التي تواجه المرأة العربية المسلمة خاصة في السعودية وهي كثيرة جداً. كان يناقشني في الكثير من القرارات وكان يفسح لي في المجال لاتخاذ قراري بنفسي حتى وإن كان مخالفا لرأيه، وذلك بديمقراطية تامة منذ أن كنت في الثامنة عشرة من عمري.
وكنت دائماً أشعر بوجوده بجانبي في أي وقت أحتاج فيه إلى أحدٍ ما، وهو بالفعل أعطاني الكثير من الثقة وعلّمني أن آخذ قرارات ربما تكون صعبة أو مستغربة من المجتمع، لكني كنت أعرف أن والدي ورائي حتى وإن لم يوافقني في القرار. والشخص الآخر كان زوجي السابق، رغم اختلافنا الذي أدى إلى انفصالنا، إلا أنه لم يتدخل أبداً في قراراتي أو في حضانة الأطفال سواء في زواجنا أو بعد الطلاق، حتى عندما كان يخالفني في الرأي كان يحترمني كامرأة وإنسانة راشدة».
حليمة مُظفر: الثقة تصنع المرأة الناجحة والعظيمة
قالت الأديبة والكاتبة في جريدة «الوطن» الإعلامية حليمة مظفر إن والدها كان الأساس والمُحفز لإكمال طريقها وتعليمها، ومنحها الثقة رغم عدم وجود اهتمامات صحافية أو أدبية أو ثقافية له، «لكنه أعطاني الثقة والمساحة للتفكير، واحترام الوعي لدي كان أكبر مُحفز ومُشجع لاستمراري وتواصلي وعملي على تثقيف نفسي. وبالفعل أعطاني الكثير وهو من فتح لي الأبواب التي أغلقها أمامي المجتمع وهو يعلم تماماً بأنه سيُلام على ذلك». وأضافت: «اعتقد أن المرأة إذا نجحت وكان خلفها رجل فلن يتنازل عن حقوقه، إنما إن نجحت فبسبب الثقة وليس بسبب عمل معين. وما أن تُمنح المرأة الثقة ستنجح لأن ذلك سيعلّمها المسؤولية». وتمنّت إعطاء المرأة بشكل عام والسعودية بشكل خاص الثقة «لأنها ستكون أكثر حرصاً عليها كي لا تفقدها، وستبذل جهدها بأخلاقياتها وتفكيرها وبمسؤولية كبيرة لئلا تُخطئ».
يُقال «وراء كل رجل عظيم امرأة»، وهناك سيدات سعوديات نجحنّ في ترك بصماتهن الواضحة على الصُعُد العلمية والطبية والاجتماعية والإعلامية والأكاديمية، وأثبتن أن وراء كل امرأة ناجحة ومثقفة دورا مهما لرجلِ في دعمها وإسداء النصح لها. «لها» حاورت مجموعة من السيدات السعوديات المتميزات اللواتي اعترفنّ بأن للرجل دورا مهمّا في حياتهن، مؤكدات أن المرأة لا تنجح بسبب رجل إنما بجهدها الشخصي وبدعم منه.
د. نائلة أبو الجدايل: والدي ساندني ودعمني كثيراً في حياتي وأعتبر نفسي امرأة محظوظة
ذكرت مديرة إدارة الأمراض الصدرية في وزارة الصحة في جدة الدكتورة نائلة أبو الجدايل أن دور الرجل في حياة المرأة عظيم جداً، «فالمرأة المحظوظة هي من تلد ولديها أب يساندها. والمرأة في أول عمرها يكون داعمها الأب وفي المرحلة الثانية الزوج، ومن ثم الأبناء. وأبي أنور أبو الجدايل رحمه الله كان له الدور الفاعل في حياتي. لا سيما أن في العالم الإسلامي الأب هو عمود البيت، ومن ثم يأتي الزوج، فإما أن يكون دافعا أو يكون مُحبطا. والدي كان لديه سبع بنات وكان يحبنا جميعا ويحترمنا».
وفي مهنتها كـطبيبة أشارت أبو الجدايل إلى دور والدها والبيئة التي نشأت فيها والمتمثلة في حب التعليم والتشجيع عليه. «كان رحمه الله يُشجعني على التعلّم وعلى مكارم الأخلاق. وكان دائما يستشهد معنا ببيت الشعر (العلم يبني بيتاً لا عماد له والجهل يهدمُ بيت العلم والشرف). كان يُعلمني هذا البيت منذ أن كنت في الصف الثاني الابتدائي. وكان دائما يردد على مسامعي «أوصيكم بمكارم الأخلاق»، وكان يعشق التعليم ويدفعنا نحو التعليم دفعا حثيثا، وكان يحرص على اطلاعنا على ثقافات العالم الآخر ولغاتهم والسفر والسياحة في أنحاء العالم».
حصة العون: ثلاثة رجال في حياتي أشعروني بأني الأكثر حظاً في العالم
قالت الكاتبة في الشأن العام والاستشارية الصناعية ورئيسة مجلس إدارة البداية القابضة الأستاذة حصة العون إن الرجل أساسي ومكمل لحياة المرأة «في أنشطة حياتها المختلفة سواءً على الصعيد الاجتماعي أو التطوعي أو الإنساني».
وأضافت: «ثلاثة من الرجال أثروا في حياتي ولعبوا دوراً مهما وهم جدي سليمان العتيبي رحمه الله الرجل الذي زرع منذ طفولتي الإنسانية ومحبة الآخرين واحترام مشاعرهم، وكان ذلك يتجلّى أمامي عندما كان يتعامل مع الخدم في منزله وكنت أرى احترامه لهم وتقديره لإنسانيتهم. وعندما كبُرت أحسست بالمعنى الصحيح لمفهوم الإنسانية لذلك أحببت الدخول في العمل التطوعي. أما الرجل الثاني الذي أثر في حياتي هو الموسوعة المتحركة أخي فيحان بن عبد الرحمن بن عون أطال الله عمره، فقد جعلني من الأشخاص المحبين للقراءة فقرأت الكتب من كل المجالات السياسية والاقتصادية والتاريخ وأحببت الفلسفة والأدب.
جعلني شغوفة بالقراءة وهذا ما أثر على تحصيلي الدراسي لأتفوق أكثر وأكثر. أما الرجل الثالث الذي ترك ومازال أثراً كبيراً في حياتي فهو صديقي وزوجي عبد الرحمن الجعيد رحمه الله، زواجنا استمر 30 سنة، كان الكريم والخلوق والمؤدب والناجح، والمؤمن بأن الحياة مُشاركة بين الرجل والمرأة، فكان يتعامل معي كأميرة ويُحسن معاملتي أمام الآخرين، وكان يتشرف بي أمام أصدقائه. ثقته بي كانت أجمل مقابل أتلقاه على ما علّمني أن أقدمه وهو الذي علّمني أن أُعطي بلا مُقابل، علّمني العطاء وكأنه فرض واجب عليّ. أشعر بأني من المحظوظات اللواتي حظين بهؤلاء الرجال لأصل إلى ما أنا عليه اليوم».
د. هويدا عبيد القثامي: الملك عبد الله ووالدي أكبر داعمين لما أنا عليه اليوم
من جانبها قالت استشاري أول جراحة القلب ورئيسة حملة «الوشاح الأحمر» في جمعية القلب السعودية الدكتورة هويدا عبيد القثامي إن للرجل في حياتها دوراً كبيراً سواء كان هذا الرجل أبا أو أخا. وبالتأكيد «بعد الله سبحانه وتعالى يأتي دور خام الحرمين الشريفين الملك عبد الله أطال الله في عمره، وولي عهد رحمه الله الأمير سلطان، وولي العهد الحالي الأمير نايف. وفي الحقيقة الحكومة السعودية بشكل عام كان لها اليد والدور الكبير بعد الله سبحانه وتعالى في مساعدتي وإتاحة الدراسة في المدارس والجامعات، ووقوفهم بجانبي وتسهيل الابتعاث إلى الخارج، وتدريبي داخل المملكة وخارجها. حتى بعد عودتي إلى السعودية ومعالجتي للمرضى، لولا دعمهم بعد الله لم أصل إلى هذه المرحلة».
وأشارت إلى دور والدها في حياتها الخاصة والذي كان أكبر داعم لها، فكان يقدم لها الدعم المعنوي والنفسي في الدراسة والتدريب، وفي السفر خارج السعودية كان يرافقها دائماً.
وأكدت أنها «تؤمن بدور الرجل الكبير في حياة المرأة فهو يحيط بها من كل الجوانب وهو الداعم لها لإكمال نجاحها وإيمانه بأنها قادرة على الوصول إلى أعلى الدرجات الثقافية والعلمية والاجتماعية وكل شؤون حياتها أيضاً».
بدرية البشر: الحب غير المشروط من زوجي ووالدي وأبنائي سِمة نجاحي في حياتي
وقالت الكاتبة والروائية والأستاذة الجامعية بدرية البشر إن المرأة بحاجة إلى العلاقات الايجابية في حياتها سواء من الزوج أو من الأب. «كما يُقال وراء كل رجل عظيمِ امرأة، فبالتأكيد وراء كل امرأة ناجحة زوج وأب وأبناء. وهذه العلاقات بغض النظر عن نوع الإنسان هي بالتأكيد علاقات دافعة ومُحفزة باستمرار. زوجي يؤمن بدوري كإنسانة بالدرجة الأولى، وبطموحي وبقدرتي على وجود دور لي داخل المنزل وخارجه أيضا. وأحياناً يمر الإنسان بعحز أو إحباط أو بعدم وضوح رؤية، في هذه الحالات وجود الرجل له دور مهم في الدعم والتضامن.
وهذا ما تحتاجه المرأة ليس فقط في نجاحها، بل تحتاج إلى من يساندها في حالات ضعفها وتشوشها وشعورها باليأس، وهنا دور الرجل يكون أكثر أهمية، لأن المرأة الناجحة لن تبقى ناجحة طوال العمر». وأكدت البشر أن الإنسان الناجح هو إنسان مجتهد بالدرجة الأولى، «وكلما حظي الإنسان بمن يُسهل عليه الطريق من الصعوبات ويُذلل أمامه العقبات سواء كان رجلا أو امرأة، استطاع أن يمتلك قدرات النجاح. والحياة تكون أسهل بوجود الشخص الذي يُقدم الدعم والمساندة والمساعدة». ومن جانب شخصي أوضحت البشر أن أول دعم لمسيرة حياتها أتى من والدها ثم زوجها ثم أبنائها، «وهذا الحب كان قاعدة أساسية وداعمة لي. والدي كان يمنحني الحب والسعادة كلما سمع بإنجاز صغير لي، وهذا ما وجدته في زوجي وهو فخور بي دائماً».
آسيا عبد الله آل الشيخ : لابد من وعي المرأة ودعم الرجل لنجاح المرأة
من جانبها ذكرت المستشارة المتفرغة في مجلس الشورى والمؤسسة والرئيسة التنفيذية لـ «تمكين للحلول المستدامة» آسيا عبد الله آل الشيخ أن الرجل في حياتها متمثل في والدها «الفريق عبد الله عبد الرحمن آل الشيخ رحمه الله. لا يوجد شك في دعم والدي لي في مسيرتي في الحياة خاصة في مجتمع ذكوري لم أكن أستطيع المُضي وحيدة فيه وأن أصل إلى ما وصلت إليه اليوم. وأعتبر نفسي محظوظة بأني كنت أتلقى دعماً من والدي. وأعتقد أنه في مجتمعنا لا تنطبق مقولة وراء كل إمرأة عظيمة رجل بل يكون رجل بجانبها يهتم بها ويدعمها». ورأت أن دور الرجل في حياة المرأة ونجاحها لا يعتمد عليه فقط بل يعتمد أيضا على المرأة «وتجنيدها للأشخاص المحيطين بها والضروريين لدعمها في المجتمع. وهذا يعتمد على وعي المرأة واهتمامها بعملها. ومقولة مكيافيلي خير برهان على ما أقول وهي (الغاية تبرر الوسيلة) وأعتقد أن الأمر مشترك. فلابد من وعي المرأة ودعم الرجل لنجاح المرأة لأن الدعم الذي يفتقد الإيمان والإصرار والعزيمة ليس كافياً لها».
أميرة كشغري: بجانب كل امرأة ناجحة رجل، وبجانب كل رجل ناجح امرأة
من جانبها، ذكرت الأكاديمية في جامعة الملك عبد العزيز والأستاذة في قسم اللغة الانكليزية كلية الآداب والعلوم الإنسانية والكاتبة أميرة كشغري أن دور الرجل مهم جداً في دعم نجاح المرأة على كل الصُعُد سواء كان هذا الرجل أبا أو أخا أو زوجا. لكن حين يكون الرجل زوجا، فإن الأمر يكون أكثر أهمية «لأن متطلّبات الحياة الزوجية للمرأة تحتم عليها تقديم الكثير من التضحيات والخدمات بالنسبة الى دورها كأم أو دورها كزوجة. وهنا أُشيد كثيراً بدور زوجي الذي لولا وقوفه معي لما استطعت أن أُوازن بين واجباتي ومسؤولياتي وبين رغبتي في المشاركة في النشاطات الثقافية والاجتماعية والعلمية بشكل عام».
ولخصت كشغري دور الزوج في دعم زوجته في ثلاث نقاط تتمثل في تقدير قيمة العمل الذي تقوم به المرأة خارج إطار منزلها، وأن لا يُرهقها ولا يترك شؤون الأسرة عليها بمفردها فقط، ويجب أن يكون شريكا معها في تربية الأبناء واتخاذ قرارات الأسرة والإشراف على المنزل بشكل عام. أما النقطة الثالثة فهي عدم ممارسة دور المتسلط ومنعها من المشاركة في نشاطات خارج المنزل، «فأنا حياتي العملية تتطلب مني حضور مؤتمرات طويلة خارج السعودية. وكان زوجي الدكتور محمد إخوان داعما ومؤمنا بأني امرأة وإنسانة لي حقوق وواجبات وإرادة وطموح وتطلعاتي في أن أكون خارج النطاق التقليدي لدوري كأم. ودائماً أستخدم تعبيراً بأنه بجانب كل امرأة ناجحة رجل، وبجانب كل رجل ناجح امرأة».
د. فوزية بنت عبد الله أبو خالد: الرجل في حياتي فتح لي المجال لأدافع عن نفسي
قالت الكاتبة السعودية والشاعرة والأكاديمية في جامعة الملك سعود الدكتورة فوزية بنت عبد الله أبو خالد إن دور الرجل في حياتها محوري وأساسي «بالمعنى الأبوي، فنحن في مجتمع أبوي تحكمه العلاقات الأبوية. وبالتالي إذا كانت المرأة محظوظة فهي ستحظى بأب ينتقد النظام الأبوي لإعطائها استقلالية عن هذا النظام. وأعتقد أنني كنت من هؤلاء المحظوظات لأني حظيت بوالدي عبد الله أبو خالد وابني الدكتور غسان العُقبي وبأشقائي محمد وفيصل وحسن وأحمد وعبد الرحمن و مشاري، وحظيت بعمي عبد العزيز وعمي محمد، وهم من وقفوا معي كتيبة لا تُدافع عني ولكن تترك لي المجال لأدافع عن نفسي في ظل المجتمع الأبوي هذا». وأضافت:«مصطلح وراء المرأة العظيمة رجل لا أؤمن به، بل على العكس أعتقد أنه بجانب كل إنسانة ناجحة إنسان آخر كان يحرص على نجاحها، ويبادلها هذا النجاح والمسرات والانتصارات». وأشارت إلى دور والدتها الشريفة نور حسن الهاشمي «التي كانت كتيبة من النساء ممن حافظن لي على استقلاليتي في المجتمع. حتى أن والدتي كُتب عنها الكثير باللغتين العربية والانكليزية وقيل إنها امرأة بمليون رجل».