الدعم الأسري والإجتماعي ساهم في النجاح
تصميم أزياء, المملكة العربية السعودية, العباءة السعودية, عباءة, حلويات, المجتمع العربي, الدعم المعنوي
13 نوفمبر 2012ميادة بدر: صنع الحلويات يهدئ الأعصاب
«سعادتي تزداد في الساعات التي أمضيها في المطبخ لأنها تساعدني على الاسترخاء، وتريح أعصابي، وتعدل مزاجي». هذا ما بدأت ميادة بدر حديثها به، وهي صاحبة محل «الجمل الوردي» المتخصص في بيع المعكرون والحلويات. وتكمل قائلة: «نشأت في عائلة تهوى المطبخ وفنون الطهو بأنواعه وأشكاله، ولكنني في كل مرة أدخل فيها إلى المطبخ أبدع في أصناف متنوعة من الحلويات، وفي أوقات فراغي لا أجد تسلية أخرى سوى المطبخ. ولم يكن يخطر في بالي أن أفتح محلاً متخصصاً بالحلويات، وأجد تقبلاً من أفراد المجتمع، ودعماً من أفراد أسرتي وزوجي».
درست بدر في فرنسا التصميم وإدارة الأعمال، ومن ثم انتقلت لتعيش في دبي، وعملت هناك ثلاث سنوات فأصبحت في فترة الاستراحة في دوام العمل تنشغل بالمطبخ وتصنع أصنافاً من الحلويات التي تعشق تناولها، ثم تعود وتتناولها مع الزملاء. تقول: «وجدت سعادتي في هذه الأوقات فقررت دراسة الماجستير في فنون الطبخ وتطوير نفسي فيها. وبالفعل بدأت الدراسة ووجدت أنني أفضّل التخصص في المخبوزات والحلويات دون الطبخ، لأن الحلويات فيها الكثير من الفن والإبداع الذي أبحث عنه في داخلي، ولأنني أدركت أن سوق المعجنات والحلويات ذات الجودة العالية قليل في ظلّ كثرة المطاعم، وأن الحلويات المعروفة والتقليدية استولت على السوق السعودي. وبعد تخرّجي عملت ثلاثة أشهر في المكان المخصص لصنع المعكرون الذي كنت أتردد عليه دائماً في فترة دراستي وكنت أفضل تناول نكهة الكراميل، وبعدها انتقلت إلى جنوب فرنسا وعملت في أحد المطاعم، ولكن في قسم المأكولات لفترة، ومن ثم عدت إلى وطني. وعندما قررت افتتاح المحل هناك تزوجت وانتقلت إلى مدينة جدة وافتتحت محل «الجمل الوردي» المتخصص في بيع الحلويات، ودعمني زوجي كثيراً وصديقاتي، وبدأت مشروعي منذ شهرين ووجدت رواجاً كبيراً».
رنا الأحمدي: أنشأت أول مركز استشارات لتطوير المظهر
«تعودت النساء في المجتمعات العربية عموماً والسعودية خصوصاً الإطلاع على أزياء المصممين العالميين وشراء كل ما يعجبهن، ولم يكن يلتفتن إلى مدى مناسبته لهن، لذلك أحببت أن أتعلّم أسس الموضة، وما يتناسب مع كل شخصية، وكل جسم من ألوان وقصات»، هذا ما دفع مستشارة المظهر «الستايلست» رنا الأحمدي إلى مزاولة هذه المهنة وإنشاء مشروعها.
أحبّت عالم الجمال والأزياء والأناقة منذ الطفولة: «بعد الثانوية خضعت لاختبار الميول ووجدت أن مستشارة للمظهر هي أنسب وظيفة لي. وبحثت في الوطن العربي عن مكان لدراسة هذا المجال ولم أجد، فسافرت إلى الخارج وتنقلت بين أميركا وبريطانيا وايرلندا حتى تمكنت من الحصول على أفضل الشهادات والخبرة والمعلومات التي تساعدني على تطوير نفسي وخدمة بنات وطني. وكنت أول خليجية تحصل على هذه الشهادات وواحدة من ثلاث عربيات حول العالم. والشهادة التي حصلت عليها تشبه شهادة الآيزو العالمية في الجودة لكنها مخصصة لخدمات استشارات المظهر، وتخضع لمعايير ومقاييس وتقويم صارم من المنظمة العالمية لمستشاري المظهر. واختاروني سفيرة للمنظمة العالمية لمستشاري المظهر في السعودية، وعدت إلى موطني لأقدم الفائدة لجميع النساء الباحثات عن الموضة، وأسست معهد ستايل أكاديمي للتدريب عن بعد في المدينة المنورة مسقط رأسي. بدأت تقديم الخدمات والاستشارات والبرامج التدريبية في مجال تحسين المظهر وتجديده واستشارات تحليل الألوان لمعرفة الأنسب لكل شخصية، وتصحيح عيوب الجسم وإبراز الإيجابيات وإخفاء السلبيات، مروراً بتجديد خزانة الملابس وخدمة المتسوق الشخصي».
في بداياتها، استغربت أسرة الأحمدي اختيارها هذا التخصص، ولكن بعد دراستها ورؤيتهم مدى التغيير الذي حصل معها وتقديم النصائح لهم في إبراز أناقتهم دعموها، مؤكدة أنهم ما زالوا يقدمون لها الدعم والمساعدة في كل خطوة تقوم بها. «قريباً سأفتتح متجري الثاني في مدينة جدة، ولن أتوقف عند هذا الحد بل سأحاول افتتاح فروع في مدن المملكة. وسأحقق حلمي بأن أصل بمعهدي الإلكتروني (ستايل أكاديمي) إلى العالمية وأنافس الدول الأوروبية المتميزة بالموضة والأزياء».
مي الجعيد: هواية طورتها وتحدٍ أبدعت فيه
«إعمل ما تحب تتمكن من الإبداع». هذا ما تؤمن به مي الجعيد مصممة العباءات وتقول: «اختياري تصميم العباءات نابع من حاجاتنا اليومية لها، وأرى أن تصميم العباءة تحدٍ لي لأن لها شروطاً معينة وقصاتها محدودة، فالإبداع فيها صعب وابتكار شيء جميل في مجال صعب أعتبره إبداع. ووجدت دعماً كبيراً من زوجي وأسرتي، وأيضاً من المجتمع الذي تقبل أفكاري الجديدة. الأشغال اليدوية تستهويني، وأحب أن أبرز الأعمال اليدوية في كل أنحاء الدول العربية حتى لا تندثر».
وتواكب الجعيد عند إطلاقها التصاميم في كل مجموعة الموسم ألوان المصممين العالميين وقصاتهم، وتستوحي أفكارها من صورة أو فيلم أو من كل ما يمكن أن يضيف إلى التصميم من حولها. «أصمّم كل ثلاثة أشهر وأبتكر قصّات جديدة وأحاول دمج خامات جديدة بعضها مع بعض، وآخر مجموعة صممتها أدخلت فيها التطريز الفلسطيني».
تحلم الجعيد بالوصول إلى العالمية: «خلال السنوات السبع التي عملت فيها استطعت أن أنتشر في أنحاء موطني، وأن أشارك في المعارض المقامة في دول الخليج. ولكن ينقصني الدعم المعنوي من الجهات الحكومية بتبني معارض تشارك فيها جميع المصمّمات السعوديات ومصمّمات من الخليج للتعارف وتبادل الخبرة، ولدينا في السعودية طاقات جبارة، ولكن ينقصها الفرصة والدعم من الجهات المختصة».
أحبّي ما تقومين به وما اخترتِه من أعماقك، تجدي الإبداع حليفك والنجاح رفيقك، والإستمرار دربك، وأولى خطواتك للارتقاء الذي تبحثين عنه. هذه السمة المشتركة جمعت بين لقاءاتنا مع شابات سعوديات يقدمن على أولى الخطوات لإنجاز مشاريعهن الخاصة. منهن من طوّرت نفسها بالدراسة وحصلت على شهادات في مجالها، ومنهن من صقلت موهبتها وأتقنتها بالممارسة. وكان الدعم من أفراد أسرهن وتقبّل المجتمع أفكارهن هو أولى بدايات نجاح مشاريعهن.
شيماء الطيب: التصميم تجربة حسية ومزج ثقافات
«مؤمنة بأن التصميم تجربة حسية تلتقطها حواسنا منذ الصباح وحتى المنام مع مزج خبرات وتجارب سابقة... وأسلوب حياتي عموماً له الأثر الكبير في تصاميمي»، هذا ما تقوله مصممة الأزياء الشابة شيماء طيب التي يقوم مشروعها على استيراد الملابس الجاهزة من الخارج وبيعها، وذلك منذ أكثر من ست سنوات. كانت تشتري خلال رحلاتها الملابس التي تلفت الأنظار والأكسسوارات وتبيعها داخل محلها. ومنذ أربع سنوات بدأت تصميم الأزياء بنفسها بعد متابعتها دورات متخصصة بتصميم الأزياء في الخارج، فأصبح لديها خطان من الأزياء تعمل عليهما، «الغابة الزرقاء» التي تستورد أقمشتها وتنفذها محلياً، و«نصف جوزة الهند» وهي ملابس جاهزة وأكسسوارات تجلبها من الخارج.
تقول الطيب: « أردت أن أدرس تصميم الأزياء لأحرص على إنتاج ما يظهر أنوثة المرأة بجمال طبيعي مع دمج الثقافات والإهتمام بالتفاصيل. بدأت تصميم الجلابيات منذ عام تقريباً باستخدام خامة الأقمشة القطنية لأنها الأنسب لمناخنا والأقرب لطبيعتنا. وكل مجموعة أصمّمها أطلق عليها اسماً أتأثر به، وتتجدد تصاميمي بتنوع التجارب، والمواقف الحسية من الطبيعة، والسفر المتكرر إلى بلدان مختلفة، والإندماج مع الثقافات الأخرى، وكل ما تلتقطه حواسي. أحول التصاميم من كونها فكرة وقطعة قماش إلى قصة تعبيرية».
وتتميز تصاميم الطيب في الجلابيات بالحرية، والقصات تأخذ الشكل الغجري البوهيمي، وهذا ما كانت تبحث عنه لرفض الحدود، والدمج بين الجديد والقديم. وقد عبرت مجموعتها الأخيرة عن ذلك، وكان منها «رقصة تانغو في أثينا»، و»رقصة بلغاريا في اسطنبول» فكانت التصاميم تروي قصة انصهارها مع التراث الثقافي لتلك البلاد، ومن ثم تلتها مجموعة «زهرتا غاردينيا لحبيبتي» وهو اسم لأغنية مشهورة لفرقة كوبية، عند استماعها إليها تحرّكت مشاعرها. وهذه المجموعة حملت أسماء زهور وورود وشخصيات عظيمة وأماكن زارتها، كما قالت.
أحلام شيماء لا حصر لها ولا يمكن لأسطر وصفحات أن تتسع لها، كما قالت. ولكنها باحت بحلم أخير يراودها وتبحث عنه في كل مكان تذهب إليه، فتقول: «أتمنى أن أجد العمالة التي تستوعب كل ما في رأسي من تصاميم واختراعات، وتنجزها. عادة لا ألتفت إلى الصعاب ولا أسمح لها بأن تبعدني عن الفكرة التي أود تنفيذها، بل دائماً أنظر إلى النجاحات التي حققتها خلال هذه الفترة، وأنظر إلى ما وصلت إليه على الصعيدين العملي والشخصي».