فنانون سوريون في مواقع الإنتاج
جومانا مراد, فراس إبراهيم, المخرج حاتم علي, سوزان نجم الدين, عابد فهد, سوريا
16 سبتمبر 2009الفنانة جمانة مراد
لم أنشئ شركة إنتاج لأكون بطلة عمل
«أنا أول فنانة في سورية تنتج وتملك شركة إنتاج، ولدي العديد من المدراء. وليس من الضروري أن يكون المنتج أو مدير الشركة هو بطل العمل، لكن في العمل الأول لشركتي أحببت العمل والقصة واعتبرتها فرصة مميزة للمشاركة، فلماذا لا أعمل، لماذا أنتج لغيري، ولا أنتج لنفسي.
وفي الوقت نفسه أنا أتيح فرصاً لفنانين كثر ومنهم الوجوه الجديدة، وهذا لا يعني أن أشارك في كل أعمال شركتي، فإذا أنتجت عملاً ولم أر نفسي في دور فيه فستمثله أخرى، فأنا لم أنشئ شركة إنتاج لأمثل أو لأكون بطلة عمل، ولست في حاجة إلى أدوار».
أصبح انتقال الممثل السوري من موقع الفنان إلى موقع الإنتاج ظاهرة في الوسط الفني السوري. فبعدما كان الإنتاج الفني يقتصر على مجموعة من التجار في سورية، بدأ الفنانون السوريون بالاتجاه نحو مجال الإنتاج إما برؤوس أموال عربية أو برؤوس أموال شركاء من التجار، أو برؤوس أموال شخصية.
ويعلل أغلب هؤلاء الفنانين اتجاههم نحو الإنتاج بأنهم من داخل الوسط، وأنهم الأولى بعرض قضاياهم لأنهم أكثر معرفة بعملهم من المنتج صاحب المال. ومن أوائل الفنانين الذين اتجهوا إلى الإنتاج، المخرج هيثم حقي، الفنان أيمن زيدان، المخرج نجدت أنزور، ومن ثم كان الفنان سلوم حداد، وكانت الفنانة جمانة مراد أول فنانة سورية تنشئ شركة إنتاج خاصة في سورية. وفي ما بعد أنشأت الفنانة سوزان نجم الدين شركتها أيضاً، وثم كانت شركة إنتاج الفنان حاتم علي، والفنان عابد فهد، المخرج يوسف رزق، الفنان ياسر العظمة، والفنان سامر المصري، والفنان فراس إبراهيم، وغيرهم من الفنانين الذين اتجهت ميولهم إلى الإنتاج. ومنهم من بقي في مضمار التمثيل إلى جانب الإنتاج، ومنهم من استغنى عن مهنة التمثيل ليتفرّغوا للإنتاج كونها المهنة الأربح فنياً وتتطلب الكثير من الوقت والتفرغ للإدارة.
في هذا التحقيق، نحاول تسليط الضوء على هذه الظاهرة، ومعرفة آراء الفنانين المنتجين وسبب اتجاههم نحو هذا المجال، وآفاق الإنتاج الفني في سورية وسبل تطويره...
الفنان حاتم علي
الإنتاج يمكنني من إنجاز أعمال لا تجد حماسة لدى الجهات الإنتاجية الأخرى
«فكرة إنشاء شركة إنتاج ليست بالفكرة الجديدة بالنسبة إلي ولكن تأجيل تنفيذها يعود لانشغالي الدائم في مشاريع كان معظمها مرتبطاً بشركة «سورية الدولية» التي كانت تلبي طموحاتي الفنية ولم يكن هناك أي مبرر لأن أتركها، فهي شركة قائمة على أسس سليمة ولديها تقاليد في تعاملها مع العمل الفني أو مع المخرج على اعتباره صاحب القرار الأول والأخير في ما يتعلّق بالمسألة الفنية،
ولاتزال تربطني معها علاقات جيدة. إلا أن انشغالي بأعمال خارج أطرها شجعني على افتتاح شركة خاصة بي يمكنني من خلالها إنجاز بعض المشاريع التي قد لا تجد الحماسة عند جهات أخرى ولن يكون إنتاج الشركة مقتصراً على أعمال أقوم بإخراجها فمن أهدافها تقديم الفرص لمخرجين آخرين
ومن الناحية العملية كان السبب المباشر إيجاد غطاء مؤسساتي للتجربة التي أنجزناها العام الماضي وهي مسلسل «صراع على الرمال»، وهناك حالياً مجموعة من الأعمال في خطة الشركة كما أن لدينا طموحاً لإنتاج أفلام قصيرة وتسجيلية واحتضان تجارب ذات صبغة شبابية».
الفنان عابد فهد
الإنتاج الفني في سورية ليس حكراً على أحد
«استطاعت شركتي «إيبلا» أن تحقق النجاح من خلال الأعمال التي قدمتها، وأهمها مسلسل «عرب لندن»،
وهو عمل أفاد من الخبرات من خلال الانفتاح على تجارب الآخرين وأساليبهم من مختلف الدول مما يصب في خدمة الدراما السورية.
أما الإنتاج الفني في سورية، فليس حكراً على أشخاص معينين. وللوصول إلى إنتاج درامي ناجح يجب تجاوز ما يسمّى المصلحة الشخصية والخلافات ما بين أفراد الوسط الفني، بالإضافة إلى وجوب الفصل بين الصداقات الشخصية والعلاقات الفنية».
الفنان فراس إبراهيم
في «أسمهان» كان نجاحي مضاعفاً كممثل وكمنتج
«لا شك أن شركة الإنتاج هي مغامرة أولاً، فلم أبدأ الإنتاج إلا بعد عمل خمس عشرة سنة في التوزيع، واكتسبت خبرة كبيرة وعلاقات مهمة، بالإضافة إلى التمثيل. لكن عندما أسست شركتي عام 2000 كنت قد بنتيها على أساس علاقات جيّدة ودخلت الإنتاج بوعي وخبرة،
فأنا أسوّق أعمالي بنفسي. وأؤكد أن التمويل كان شخصياً جداً في العامين الأولين من عمر الشركة، وكنت أصرف من أجوري كممثل على عمل شركتي ولم يساعدني أحد على الإطلاق. أما الآن فهناك شركاء سوريون ومن خارج الوسط الفني، ولقد نجحنا ومازلنا مستمرّين بعملنا.
وبالنسبة إلى التمويل الخارجي أظن هذا من حسن حظ الشركات لأنه يقلل الضغط عليها، أي تخف الخسارة، لكن الخطر يكون موجوداً عندما يفرض التمويل أعمالاً على الشركة خارجة عن رأيها. مثلاً الممثل الفلاني أو القضية الفلانية وهذا ما يضر، أما عندما يكون التمويل فقط التدخّل في الأمور المادية دون التعارض مع وجهات النظر للشركات الإنتاجية فهذا هو الصحيح».
وعن الفرق بين عمله التمثيلي والإنتاجي، وإمكان الفصل بين العملين، قال: «بالطبع أنا أفصل بين الممثل والمنتج في داخلي. وأي منتج في العالم يحتاج إلى عمل نوعي ومتميز لكي يرسّخ أقدامه أكثر، وهذا ما حدث معي في مسلسل «أسمهان» فقد كان نجاحي مضاعفاً، بعدما نجحت كممثل وكمنتج.
وبالنسبة إلى قلّة أدواري فهي تعود لانشغالي بالإنتاج، فمسؤولية إنتاج عمل فني من بدايته حتى نهايته تستهلك وقتي. وفي كل الأحوال وقبل عملية الإنتاج أنا من المقلّين، فنياً والسبب أني أبحث عن الدور الجيد فيكفي أن أقدم في العام الواحد دوراً أو دورين. ومنذ سنوات وأنا أشعر بالظلم لأن إمكاناتي حسب ما أرى كبيرة ولا أحصل على فرصة حقيقة، لكن بعد التعب والجهد جاءت الفرصة والحمد لله.
ومن جهة ثانية، فإن قلّة أعمالي تعود إلى كون شركات الإنتاج الأخرى تتعامل مع الفنان المنتج بحذر شديد خوفاً من انشغاله وشروطه الكثيرة، كونه أصبح منتجاً».
وعن سبب عمل كل الممثلين كأبطال في أعمالهم الإنتاجية، قال: «من غير المعقول إن كنت مديراً لشركة إنتاج أن أعمل في كل أعمالي وهذا ما أعتبره غباءً. وبالنسبة إليّ كان هناك مشاركة مع المخرج يوسف رزق في مسلسل «حاجز الصمت»، بالإضافة إلى مسلسل «أهل المدينة»، فأنا لست ضد أي دور جيد يمكن أن أقوم به».
الفنانة سوزان نجم الدين
الفنان المنتج أعلم بأمور الفنانين وهمومهم
«أعتقد أن العاملين في الإنتاج من غير الوسط الفني لا يشعرون بما يعانيه الفنان وما الهم الذي يتحمله مما يجعلهم لا يعطون الفنانين حقهم.
أما الفنان فيستطيع أن يقدر كل هذه الأمور فمثلاً كانت ميزانية عمل «الهاربة» تعادل ضعفي أي عمل اجتماعي آخر، وهذا لأحصد أفضل النتائج الفنية.
ومن خلال عملي في الإنتاج أتطلع إلى تحقيق الكثير من المشاريع الفنية، وأهمها إيجاد بيئة صحية للعمل في الوسط الفني، وذلك بأن يكون كل شخص في مكانه المناسب وليس على أساس الصداقات التي باتت المسؤولة عن العمل، هذا من جانب، ومن جانب آخر أسعى لتطوير الأدوات والتقنيات الفنية التي يقوم عليها العمل، ومجموعة من الظروف التي تؤهل لظهور أعمال متميزة».
وعن إسم شركتها وسبب تسميتها من حروف اسمها، أضافت: «شركة «سنا» هي أول حروف اسمي سوزان نجم الدين وقصدت من ذلك أني أريد تأسيس شركة سنا كما أسست اسمي سوزان نجم الدين. ولن أجعل سوزان المنتجة تطغى على الفنانة بل الفنانة هي التي ستحرّك المنتجة لأني سأكون منتجة بعقلية الفنانة والإنسانة سوزان، لذلك اخترت أحرفي الأولى».