الفنّانون وأصدقاء طفولتهم
نانسي عجرم, راغب علامة, أطفال النجوم, علا غانم, أحمد عز , محمد هنيدي, وائل جسار, عارف الطويل, داليا البحيري, زينة, باسل خياط, ميرنا المهندس, عبد الهادي الصباغ, رنا أبيض, تامر عبد المنعم, أناهيد فياض
17 سبتمبر 2009زينة: مي صديقة الطفولة وما بعد الطفولة
زينة ترتبط بصداقة مع مي وهي كانت زميلة دراسة لها منذ طفولتها واستمرت العلاقة حتى الآن، إذ تحرص على أخذ آرائها في كل الأدوار السينمائية التي تعرض عليها وتقضي معها معظم إجازاتها بعيداً عن الأضواء، زينة رغم صداقتها لعدد من النجوم مثل تامر حسني وريهام عبد الغفور إلا أن مي تمثل في حياتها مرحلة لا يمكن أن تنتهي خصوصاً أنها أقرب الشخصيات إليها، وحول أصدقاء العمر تقول زينة: الصداقة عندما تولد منذ الصغر تكون أكثر مصداقية لأنها لا ترتبط بوقت ولا نجومية ولا شهرة سوى انك تستريح مع شخص تحبه وتقدره وبالتالي تنشأ الصداقة على هذا المبدأ ولا تكون من أجل مصلحة. فأنا أحرص على الوجود مع صديقتي مي وأخبرها بكل أسراري وآخذ بآرائها في ما يخصني، وتستطيع أن تقول: «أنني أفضفض معها دون أي محاذير وخلافه».
راغب علامة: لا يمكن لصداقة الطفولة أن تعود كما كانت
النجم راغب علامة يعلّق قائلاً: "قلّة هم من نتذكّرهم من أصدقاء الطفولة الذين كانت تجمعنا بهم علاقة في المدرسة. وأذكر مرّة أني رأيت شخصاً كان زميلي على مقاعد الدراسة، وبدأ يذكّرني باسمه حتى أصبحت مشاهد تلك الفترة ترتسم في خيالي فتذكّرته وسألته عن عمله ومكان إقامته وما إلى ذلك من أسئلة. ولكن أعتقد أنه من الصعب أن تعود هذه العلاقات كما كانت عليه في السابق لأن الظروف اختلفت، كما أن مشاغل الحياة زادت".
وينهي حديثه قائلاً:"ولكن لا يمكن أن تعود اللهفة التي كنّا نشعر بها حيالهم من جديد لأن الحياة تكون قد تغيّرت مع مرور سنوات طويلة".
عارف الطويل: عاد بعد 18 عاماً ومعه ذكريات الطفولة...
الصداقة كنز حقيقي وخاصة في هذا الزمن الغريب الذي تسوده المصالح والنوايا السيئة، والصديق الحقيقي أفضل من الأخ العادي. منذ أيام المدرسة في المرحلة الابتدائية، كان لي صديق اسمه "علي دليمي"، كانت علاقتنا متميزة لدرجة الانصهار، فلا يمكن أن آكل دون مشاركته، ولا يستطيع حتى أن يشرب شيئاً دون مشاركتي له، وشاءت الظروف بأن يسافر وعائلته إلى الكويت واستقروا هناك، ولا أنسى يوم سفره أبداً، حتى أني تعمدت عدم مراسلته لأني شعرت بأنه أذنب وعائلته بالسفر والابتعاد، وبعد مرور 18 عاماً، عدت لأراه وأنا أصور أحد أعمالي في منطقة معلولا قرب دمشق، حيث عاد من سفره ليستقر في سوريا ثانية، وسأل عني وبعد بحث طويل استطاع معرفة مكاني ومكان عملي وزارني هناك. لم أصدق نفسي عندما رأيته، ووقفت مذهولاً، وشعرت أني خارج الكون وفي عالم آخر، وعادا لي إحساس الطالب والمدرسة، وتشاركنا في كل يومياتنا، كانت لحظات لا تنسى، ومازالت هذه الصداقة مستمرة حتى اليوم رغم الانشغالات العملية الكثيرة.
وائل جسار: صداقات الطفولة غير عميقة ولا تستمرّ كثيراً
أما الفنان وائل جسار فيعلّق على الموضوع قائلاً:"أسعد كثيراً حين ألتقي بأصدقاء الطفولة، وعندها تنتابني مشاعر مؤثّرة، إذ تحضرني صور من الماضي الجميل الذي أمضيناه معاً. كما أشعر بلهفة عارمة تجاه أي شخص صديق كنت أعرفه أيام الطفولة، فأسأله عن أحواله وأوضاعه ومصاعب الحياة التي تمرّ علينا جميعاً. ولكن أن تعود صداقة الطفولة كما كانت في السابق أجده أمراً صعباً لأن علاقات الطفولة عادة تكون سطحية وغير عميقة، وما أقوله لا يعني أنني لا أحبّ أن أراه مرّة ثانية وثالثة بل على العكس، ولكن مثل هذه العلاقات لا تستمرّ لأنها لا تكون مبنية على أساس صلب".
نانسي عجرم: أحبّ أن أعرف الكثير عن أصدقاء الطفولة
النجمة نانسي عجرم ترى أن هذا الموضوع منوط بطبيعة العلاقة مع الصديق الذي كانت تجمعنا به علاقة صداقة، والذي نراه بعد سنوات طويلة. فإذا كان هذا الصديق من الأقرباء أو الجيران أو من أصدقاء المدرسة، فمن الطبيعي أن تعود العلاقة كما كانت عليه في تلك الفترة. أما إذا كانت مجرّد علاقة عادية، فمن الطبيعي أن يكون لقاؤنا عادياً كما كانت العلاقة سابقاً".
وتضيف نانسي قائلة:"وعندما ألتقي أشخاصاً كنت أعرفهم أو كانت تجمعني بهم صداقة أشعر بأنني أود معرفة أمور كثيرة عنهم، على سبيل المثال أين أصبحوا، وماذا يعملون، وما إذا تزوجوا وأنجبوا؟
علا غانم: أمي صديقة طفولتي الأجمل
أمي هي صديقتي منذ صغري وحتى الآن، هكذا تقول علا غانم وتضيف: أنا لا أجد سواها لأخبرها بكل أسراري وبصراحة ومن دون أي تدخلات رغم أنني بعد طلاقي الأول اندمجت كثيراً في الوسط الفني وكونت صداقة مع ريهام عبد الغفور وبسمة ومنى زكي، وكنت دائماً أتواجد خارج المنزل بحجة أنه لا يوجد في حياتي رجل، لكن بعد ارتباطي بعزيز عاد الوضع كما كان عليه وأصبحت والدتي هي كاتمة أسراري، فالصداقات التي كونتها عندما كبرت بعيداً عنها اكتشفت أنها سرعان ما تنتهي وتزول.
محمد هنيدي: لا أنساهم أبداً
الفنان محمد هنيدي لا ينسى أبداً صداقات الطفولة ويقول: في حياتي العديد من الأصدقاء الذين لازموني فترة الدراسة في الابتدائية والاعدادية والثانوية ولم أنساهم أبداً وعندما نلتقي نتذكر أجمل السنوات والمواقف الصعبة، ولم أنس أبداً محمد علي وجاد حسان كانا دائماً معي، لكني أستطيع أن أقول لك أن من أهم الاصدقاء لسنوات طويلة شريف ماهر الذي يعيش بجواري ويشاركني آلامي وأفراحي وهو أيضاً مدير أعمالي فالعلاقة بيننا لم تنحصر في عمل بل هي علاقة أخوة وصداقة ونسب أيضاً.
عبد الهادي الصباغ: من أيام الحارة القديمة
أحترم الصداقة الحقيقية فهي هدية من الله، وأحاول دائماً الحفاظ على رباط الصداقة رغم كل الظروف.
وبالنسبة لي فصديقي الحميم، هو صديق من أيام الحارة القديمة التي كنت أسكن فيها، فرغم ميولنا المختلفة واتجاهي للعمل الفني، وهو للأعمال التجارية، إلا أننا نرى صداقتنا فوق أي شيء آخر، وبقينا على هذه الحال حتى شاءت الظروف أن يسافر صديقي للعمل خارج سورية، وانقطعت أخباره عني تماماً، وبعد خمس سنوات عاد للوطن، وكان أول من بحث عنه لدى عودته هو أنا، وكنت حينها قد غيرت مكان سكني وأرقام هواتفي لضرورة العمل، لكنه استطاع وبدافع الحب والود أن يجدني، ولا أستطيع وصف ذلك اللقاء كم كان ممتعاً وجميلاً، وبالفعل شعرت يومها بالقيمة الحقيقية للصداقة.
باسل خياط: حنيني كبير إلى أصدقاء طفولتي
الفنان السوري الشاب باسل خياط يعتبر نفسه من الأشخاص الذين لا يضعون حواجز مع أشخاص لهم علاقة بالماضي. يقول معلّقاً: "لا أقصد هنا الشخص فقط بل الماضي بكلّ تفاصيله، إذ يمكنه أن يذكّرني بالمدرسة أو بالحيّ الذي كنّا نسكن فيه أو بحالة كاملة لها ذكريات معينة بحسب طبيعة العلاقة التي كانت تجمعنا".
وعن ردّة فعله إذا التقى بصديق الطفولة بعد غياب لسنوات طويلة يقول باسل:"أشعر بحنين كبير إذا التقيت بشخص كانت تربطني به علاقة صداقة أو معرفة وطيدة، وبشيء يختلج في داخلي تجاهه.
وختم باسل حديثه بالقول:"مهما طالت السنوات ومهما غاب عني الأصدقاء تبقى ذكريات الماضي هي الأجمل".
رنا أبيض: بعد غياب 11 عاماً شعرت أنني تركتها بالأمس
الصداقة الحقيقية هي من العلاقات السامية رغم ندرتها هذه الأيام، ومازلت أذكر إبنة الجيران التي كانت تكبرني بثلاث سنوات، وكنا في صفين مختلفين في المدرسة، لكن كانت علاقتنا جميلة وتجمعنا صداقة قوية، كنت أحبها كثيراً، ولا تبخل علي بالنصيحة التي أحب سماعها، وأشعر بلهفتها وحبها لي، لكنها تزوجت وسافرت مع زوجها إلى العراق، قضت هناك 11 سنة لم أعرف خلالها عنوانها ولم أسمع عن أخبارها، وانتقلت أنا أيضاً من الحي الذي كان يجمعنا، وبعد ستة أشهر من زواجي، فوجئت بها على باب بيتي، ولم أًصدق نفسي، قلت: سامية هل أنت حقيقة؟ شعرت بحنانها الذي لم تغيره الأيام والمسافة التي فرقتنا، ورغم تلك السنوات التي مرت إلا أننا شعرنا أننا لم نفترق أبداً، وكانت فرحتي الكبرى في عودتها سالمة من الحرب في العراق، ومع زحمة العمل وانشغالي بزواجي والآن بالطفل إلا أننا لا نستطيع إلا أن نلتقي بشكل دائم، وعادت صداقتنا أقوى مما كانت عليه.
ميرنا المهندس: صداقة لا تنتهي
الفنانة الشابة ميرنا المهندس تقول: هناك علاقات صداقة قوية بيني وبين بعض أصدقاء الطفولة استمرت معي حتى الآن وأهم صديقة في حياتي منذ طفولتي هي صديقتي انجي التي جمع بيننا حب وصداقة وأخوة منذ أن كنا أطفالاً صغاراً، واستطعت أن أتأكد أنها صديقة حقيقية فعلاً خصوصا اثناء ظروف مرضي وسفري للخارج أكثر من مرة للعلاج، ففي معظم المرات التي سافرت فيها للعلاج كانت هي معي، وكما يقولون إن الأصدقاء الحقيقيين يظهرون في وقت الشدة، فأعتقد أن ظروف مرضي كانت أزمة حقيقية في حياتي وكشفت لي أن انجي صديقة الطفولة تحبني حباً حقيقياً، لذلك أعتقد أن أقوى علاقات الصداقة هي تلك التي تبدأ في سنوات الطفولة وتستمر بعد ذلك.
أحمد عز: لم أبتعد عن أصدقاء طفولتي
الفنان أحمد عز لا يستغني عن أصدقاء الطفولة، فهو يعيش معهم أجمل أيام حياته، لا ينفصل عنهم أبداً إلا في ظروف العمل والسفر وخصوصاً مصطفى وعلي اللذين يرافقانه رحلة الحياة منذ أيام الدراسة. وعن هذه الصداقة يقول أحمد: تنتابني مشاعرجميلة وغير عادية عندما أتواجد وسط أصدقاء الطفولة، أشعر أن حياتي تكون سهلة وليست مقيدة بالتقاليد المعروفة في لحظات الانشغال بالعمل، ورغم أن لي بعض الأصدقاء في الوسط الفني، لكن لا يمكن أن أقضي معهم أوقات فراغي أو أشعر معهم بهذا الإحساس الذي أحسه مع أصدقاء الطفولة.
وأجمل ما في أصدقائي أننا نملك كاريزما واحدة تكونت عبر سنوات طويلة، أقصد طبيعة الشخصية، فهناك أماكن معينة نسهر فيها، وأخرى نستجم فيها حتى أن هناك أماكن محددة نلعب فيها مباريات الكرة.
ويضيف عز: لست من هواة تغيير أصدقائي، ولا أحب أن يكون لي أفراد مقربون كثيرون، فأنا من الممكن أن أتواجد في أماكن كثيرة أتعرف فيها إلى بعض الاشخاص، لكن تبقى العلاقة مجرد معرفة لأنني لا أجد نفسي سوى مع أصدقاء الطفولة.
داليا البحيري: صداقة القلوب لا تكون إلا في الطفولة
الفنانة داليا البحيري أكدت أن الصداقة كانت وما زالت تمثل جزءاً مهماً جداً في حياتها وتحدثت عن صديقة طفولتها هناء وقالت: صداقة الطفولة هي أقوى صداقة ونحن أطفال لا نعرف في دنيانا سوى العلاقات التي تمثلها القلوب لا العقول، هكذا كانت علاقتي بهناء منذ أن كنا طلبة في «كي جي وان» واستمرت هي القلب الحنون الذي ألجأ إليه في كل مشاكلي والانسانة الصادقة التي أتحاور معها في كل أمور حياتي حتى في الاختيارات الخاصة جداً، والحقيقة هي لا تبخل أبداً علي في أي موقف إذ اصطحبها معي إلى أماكن كثيرة ودائماً تؤثرني على نفسها، ولا أتخيل كيف يفرط بعض الناس في صداقات دامت طويلاً نظراً لحدوث بعض المشاكل البسيطة فهم لا يعلمون أن الصداقة هي أهم شيء، بل هي الأهم على الإطلاق، وكم تمنيت أن أقدم عملاً أبرز فيه المعنى الحقيقي للصداقة، لكني لست مؤلفة، ولكن لو عرض علي عمل كهذا لقدمته على الفور من دون أي تردد.
تامر عبد المنعم: أنا وخالد سرحان شخص واحد
الفنان الشاب تامر عبد المنعم تربطه صداقة منذ الطفولة بالفنان خالد سرحان وقبل أن تتحدد أي معالم لمستقبلهما لأن والديهما كانا أصدقاء بالأساس فالكاتب الصحافي محمد عبد المنعم كان صديقا للكاتب الراحل سمير سرحان لذلك استمرت الصداقة طوال مشوارهما الفني وحتى الآن ولن يشوبها أي تغيير نهائياً. وهما يمضيان معظم أوقاتهما معاً حتي أنهما يتواجدن معاً في بعض الأفلام مثل «أمير الظلام». ويقول خالد سرحان: تامر صديق العمر، ولا أتصور أي يوم يمر من دون أن ألقاه أو أحدثه هاتفياً، وجمعتنا معاً صداقة كبيرة من صنع الحياة ونشأنا معاً وعشقنا الفن معاً، لعبنا وذاكرنا وكافحنا معا، كانت دائماً لنا طقوسنا الخاصة التي مازلنا نمارسها حتى الآن.
أناهيد فياض: تفرق أصدقاء الطفولة ولم أعُدْ أرى أحداً منهم
لا أعتقد أنه هناك ما يسمى بالصداقة، وبالنسبة إليّ فأصدقاء طفولتي تفرقوا وكل ذهب في طريقه، ولم أصادف أحداً منهم حتى الآن خاصة وأني اضطررت لأن أسافر من منطقتي إلى دمشق العاصمة من أجل الدراسة والعمل، فاليوم أصبح ما يحكم بين الأشخاص ليس مفهوم الصداقة بل هو طريقة التعامل فيما بينهم، وأعتقد أنه من معجزات هذا العصر وجود الخل الوفي أو كما يقال الصديق الصدوق، لذلك فأنا بعيدة تماماً عن موضوع الصداقة، لأن الأنانية والمصالح هي التي باتت تحكم علاقاتنا، فأي صداقة وأي أصدقاء!...
ذكريات الطفولة هي الأقوى والأرسخ في ذهن الإنسان من بين سائر الذكريات. وهذه الذكريات متَّصلة دائماً بأشخاص كانوا أتراباً وأصدقاء لنا في تلك المرحلة الجميلة من العمر. يباعد الزَّمن، وتباعد ظروف الحياة وأحداثها بين الناس عندما يكبرون فيذهب كل منهم إلى حيث يقوده مصيره، ويتفرق شمل الأصحاب الذين كانوا يملأون ملاعب المدارس وساحات الأحياء بمرحهم وصخَبهم، ويمضي زمن طويل على تباعُد أصدقاء الطفولة، فتبهت صُوَرهم في ذاكرة بعضهم البعض إلى حَدّ التلاشي... ثم يحدث في مكان ما وفي مناسبة ما، أن نلتقي بهذا أو ذاك ممَّن كانوا أصدقاء لنا في المراحل الأولى من عمرنا، فنجد في كثير من الأحيان صعوبة في التعرُّف إليهم، ثم عندما نحزَرُ أسماءهم يتملَّكنا إحساس غامر بالفرح والدهشة ونخفُّ إلى عناقهم، ثم لا نلبث أن نستعيد معهم قصص الطفولة التي لا نملك إلا أن نحِنَّ إليها مهما تقدَّم بنا العُمر. في هذا التحقيق، تستعرض «لها» قصص الفنانين مع أصدقاء طفولتهم، خصوصاً أولئك الذين يلتقون بهم بعد مرور أعوام وأعوام على فراقهم.