مغاربة جمعتهم حميمية الفن ورابطة الزواج
أطفال النجوم, مهرجان سينما الذاكرة المشتركة المغربي, علاقات الفنانين, الفن المغربي, فنان / فنانون مغاربة, زواج الفنانين, نزهة الركراكي, البشير عبده, ثريا العلوي, نوفل براوي, نجوم الزهرة, محمد البسطاوي, سعاد النجار, السعدية لديب, نعيمة المشرقي, ماجدول
05 أكتوبر 2009
الحب لايكفي
من جهتها أعربت الفنانة السعدية لديب عن السعادة التي تربطها بحبيبها وزوجها المخرج عزيز السالمي. وقالت إن اللقاء الأول، الذي جمعها بالمخرج السالمي كان خلال تصوير فيلم قصير لمحمد منخار، وكان السالمي هو المسؤول عن الإنتاج، و«عندما ذهبت للقاء منخار، كان السالمي من فتح باب المكتب».
وشاءت الظروف أنه ألغي تصوير فيلم منخار، لتصور لديب عملا آخر يحمل عنوان «ديجا فو» مع عزير السالمي، وكان بداية علاقة عمل فني وعلاقة صداقة في الوقت نفسه.
واستمرت اللقاءات سنوات عدة، وكان أن شعرا بحرارة الحب، واكتشفا أنه يستحيل أن يبتعدا عن بعضهما.
وقالت: «تطورت الصداقة تدريجيا إلى علاقة حب، توجت بالزواج في نيسان/أبريل 2006». وأعربت عن سعادتها إلى جانب السالمي، الذي يبادلها كل الحب والاحترام، موضحة أنهما لا يزالان صديقين حتى اليوم، «نتبادل الرسائل الإلكترونية في البيت، كما أنني أشكو له همومي ومشاكلي وكأننا صديقان ولسنا زوجين».
وأضافت السعدية لديب أنها لا تغار على زوجها من المعجبات لأنه تربطهما ثقة عمياء، إلى جانب أن حياتهما الفنية تحتم عليهما اقامة علاقات مع فنانين آخرين، موضحة أن اختيارها لمخرج سينمائي يعني احترام مهنته التي تطبعها التنقلات عبر المهرجانات، وكذلك الأسفار من أجل التصوير، كل هذا تضعه في حسبانها.
وعلقت مبتسمة أنه عندما يتعلق الأمر بموقف يخل بالآداب، فحتما ستشعر بالغيرة على زوجها شأنها شأن أي زوجة، لأنها إنسانة لديها مشاعر يجب أن تحترم. وقالت «الحمد لله لم نتعرض في حياتنا لأي خلافات وتجمعنا علاقة طيبة».
وتنصح لديب الفنانات بأن يكون ارتباطهن العاطفي عن اقتناع وحب متبادل، يطبعه تقاسم الأفكار. وليس ضروريا أن يكون شريك حياتهن من الوسط الفني بل المهم هو الحب والتفاهم، مشيرة إلى أن هناك بعض الفنانين يفضلون الارتباط من خارج الوسط الفني كي لا يعانوا الهموم نفسها.
وقالت: «لكل مهنة متاعبها وسلبياتها، فالأطباء لديهم دوريات ليلية، وموظفو الطيران ينتقلون باستمرار. وعلى الشريك أن يتفهم ظروف عمل الطرف الآخر، وإلا فالحب وحده لا يكفي».
ثقة سامية
الفنانة ماجدولين الإدريسي استطاعت وعلى مدى سنوات قليلة أن تثبت نفسها داخل المجال الفني المغربي في أدوار مختلفة، صقلتها بكل احترافية. وكانت في كل مرة تنزع عنها معطف الدور السابق لتتقمص دوراً جديداً يجعلنا نقتنع بأنها تشبه الشخصية التي تؤديها.
في الآونة الأخيرة أصبحت ماجدولين رمز الإغراء والأنوثة.
وقالت إنها لا تقوم بهذه الأدوار كما تفعل بعض الفنانات لنيل الشهرة أو الربح المادي، وإنما عن اقتناع يستدعي منها الجرأة في تناول هذه المواضيع الحساسة على الشاشة الفضية.
وأشارت إلى أن تقديمها هذه الأدوار عرّضها لمشاكل عائلية مع والدها وحماتها لكنها متمسكة باقتناعاتها، مؤكدة ان زوجها رغم انه لاينتمي الى الميدان الفني متفهم ومتفتح وهي سعيدة الحظ به.
وقالت: «أنا أتعامل مع فني بمنتهى المسؤولية فإما أقبل به وأسير في هذا الاتجاه إلى أبعد حد وأقدم للمشاهد فيلماً صادقاً، أو أرفض العمل منذ البداية. هذه هي فلسفتي في الحياة. فالممثل الحقيقي يجب أن يكون حربائياً ويستطيع أن يغير جلده مع كل تجربة. وبما أني أقنعت المشاهدين بأدوار الإغراء فهذا دليل على أنني نجحت في مهمتي وأتقنت دوري جيداً».
وعن ضريبة هذه الأدوار الجريئة وتأثيرها على سعادتها الزوجية، اعتبر كمال بناني زوج الممثلة ماجدولين أن هذا يدخل في صميم مهنتها باعتبارها ممثلة، ولا مانع لديه في أن تقوم بذلك ما دامت تجمع بينهما ثقة سامية، مستطردا أنه في بعض الأحيان يكون موجوداً معها أثناء تأدية زوجته الأدوار الجريئة.
نطلب من أبنائنا المعذرة
أما الفنانة نجوم الزهرة فتكشف عن اللقاء الأول الذي جمعها بزوجها الفنان عاجل قائلة: «كانت بدايتي في جمعية «فتح» مع أول مسرحية جمعتني بالأستاذ عاجل في مسرحية «زهرة بنت البرنوصي» سنة 1981، وكان ذلك بالنسبة إلي أول عمل مسرحي حصلت من خلاله على جائزة.
بعد ذلك دخلنا مرحلة الاحتراف مع مسرح الحي وكانت الانطلاقة مع مسرحية «شارب عقلو»، وكانت فيها المرحومة ماجدة بدرالدين، وكنت آنذاك قد انقطعت عن المسرح لفترة ثماني سنوات بحكم زواجي من عاجل. الا انه بعد وفاة المرحومة ماجدة، كان على مسرح الحي أن يبحث عن ممثلة لإتمام الجولة، فتم اقتراح اسمي.
وكانت الإنطلاقة مع مسرح الحي، ثم تلتها أعمال أخرى «العقل والسبورة» و«حسّي مسّي» و«عين بين» و«حب وتبن».
وبعد ذلك كثرت الأقاويل حول مسرح الحي، وكتب عنه في الصحف واستعملت في حقه أوصاف كمسرح الجمهور، ومسرح الشباك، والمسرح التجاري. واسْتَأْتُ لذلك كثيراً بحكمي أنني زوجة عاجل وطلبت منه أن يردّ على تلك الأقاويل، فكان يجيبني بقوله أنه يرد من خلال العمل، فجاء تأسيس مسرح الكاف، وهو مختبر ومسرح نخبوي يعتمد قواعد اللعبة المسرحية، وهو كل هوس الأستاذ عاجل، وظَّف فيه كل خياله وإبداعه.
وتضيف: «هناك إكراهات وتضحيات لأنه من الصعب أن توفق المرأة بين الزوج والأطفال والعمل، وهي مهمة صعبة ولا يمكن النجاح في ذلك إلا بالتضحية والتفاهم ومساعدة العائلة لتجاوز ذلك... نطلب من أبنائنا المعذرة لأننا نهضم حقوقهم في بعض الأحيان بسبب سفرنا وغيابنا، وهذا الجانب يؤثر كثيراً على مشاعري لأنني عاطفية».
لقاء في مهرجان قرطاج
الفنانة نزهة الركراكي تذكر أول مرة التقت فيها زوجها الفنان البشير عبده قائلة «أذكرها جيدا فمثل هذه اللحظات لا يمكن نسيانها. فالقدر أحياناً يدع الشخص يتعرف على نصفه الآخر من دون أن يعلم أنه هو قسمته. صحيح أني لا أذكر التفاصيل بكل حذافيرها مثل ماذا كنت أرتدي حينها أو ماذا كان هو يرتدي. لكن أذكر لقاءنا الذي كان رسميا بكل المقاييس إذ تعرفت عليه في مهرجان قرطاج بتونس، وكنت هناك مع فرقة العلج حيث كنا سنقدم عرضا لمسرحية «قاضي الحلقة».
أما البشير عبده، فكان حاضراً ضمن المشاركين في الأغنية المغربية. صحيح أني لا أذكر اليوم لكن كان ذلك في سنة 1982، وكان هذا اللقاء الأول عادياً تعرف فيه علي كفنانة وأنا تعرفت عليه كمطرب. ولم أكن أتوقع أبداً أني سأرتبط به. فقد كانت العلاقة لا تتعدى الصداقة، نسأل عن بعضنا في إطار الزمالة لمعرفة آخر المستجدات في المجال الفني. لكن مع تعدد اللقاءات، لا حظنا أن لنا أفكاراً مماثلة. بعدها بدأنا في بحث موضوع الارتباط وهل يمكن أن يتم في أقرب الآجال. وهل يمكن أن ينجح هذا الزواج.
أقيم العرس في جو بهيج بحضور الأسرتين. وكانت فرحتي لا مثيل لها لأني أخيراً ارتبطت بمن أحب. ولم يكن الاحتفال فيه نوع من البهرجة بل بسيطا حضره بالإضافة إلى أفراد العائلة بعض من الأصدقاء الفنانين المقربين».
وعن رأيها في الارتباط بفنان أكدت: «قبل أن نصل إلى التفكير في أنه يمكننا الارتباط عرفنا أنه لنا الأفكار والطباع نفسها. وقد طبع التفاهم حياتنا منذ أول ليلة من الزواج. لكن مع هذا في البداية لم أستطع التأقلم مع الوضع، فالإنسان لا يمكنك أن تعرفه جيداً إلا إذا عاشرته ورأيته في كل حالاته المزاجية: الفرح والقلق... وللعلم فإني مزاجية ومتقلبة، وخلال الثلاث سنوات الأولى أي قبل أن نرزق بعلي، صادفتنا بعض المشاكل البسيطة التي استطعنا والحمد لله أن نتجاوزها وها نحن اليوم قد مر على زواجنا 27 سنة.
وأرى أن زواج الفنانين مثل أي زواج آخر، يتعرض للمشاكل ويمكن أن يستمر أو لا، حسب ما هو مقدر ومكتوب له».
وأضافت: «البشير عبدو هو شريكي في الفن والحياة وله دور أساسي في نجاح ما أقدمه . فلولا تفهمه وهدوؤه وحسه الفني لما ركزت على أعمالي بنجاح. طبعاً يعطيني حق الإدلاء برأيي في كل أغنياته قبل تقديمها، ودائماً ما يكون رأيي محط اهتمامه والأخذ به. وبكل صراحة فأغلب إنتاجاته انا معجبة بها وبحسه في الأداء والتطريب .
وهذا بشهادة المتتبعين وليس وحدي لأنني زوجته . فالبشير عبدو هو أحد أعمدة الغناء الأصيل المغربي ومواقفه الفنية نظيفة وهو فنان يحترم جمهوره ويقدره».
«أستاذي في الحياة»
تقول الفنانة نعيمة المشرقي انها سعيدة بزواجها من المخرج الفنان عبد الرحمان الخياط، مؤكدة انه طالما وقف بجانبها وكان وراء نجاحها. وأضافت: «لا أريد ان اضحك على الناس بأدوار تافهة منحطة(...). «زوجي نعمة من نعم الله واستاذي في الحياة واب مثالي».
«ديوان درويش
سبب علاقتنا»
وأكدت الفنانة ثريا العلوي أن علاقتها بالممثل والمخرج نوفل براوي يطبعها الاحترام المتبادل، موضحة أنها تعيش إلى جانبه في سعادة بالغة.
وقالت ثريا: «أول لقاء جمعنا كان خلال إضراب داخل الحي الجامعي، وكنت أتلعثم في ترديد الشعارات، التي كان يقولها الطلبة، وكلما سألت زميلتي عن ذلك، كان نوفل يردد علي الشعارات. وكان صديق لي أخبره أنني أعشق قصائد الشاعر الراحل محمود درويش، وفي اليوم التالي أحضر لي ديواناً لدرويش، وكان سببا في بداية صداقتنا».
وأضافت أن نوفل البراوي شجعها على دخول المعهد العالي للتنشيط المسرحي، ولولاه لما دخلت هذا الميدان.
وأشادت الفنانة بسلوك زوجها الذي قالت إنه إنسان شديد الإصغاء، ويعطي وقته للصغير قبل الكبير، وصدره رحب، كل ذلك جعل يكبر في عينيها.
وأكدت أن الصداقة التي تربطهما إلى اليوم أكبر بكثير من الزواج، لأنها ترتاح اليه.
«لو لم يكن نوفل في حياتي لما كنت ممثلة، وجل الأعمال التي قدمتها سواء في السينما أو التلفزيون كانت نتيجة تشجيعه لي. أحيانا أتردد في اختيار دور ما، لكنه يشجعني على أدائه، وأكتشف في نهاية الأمر أن العمل لقي إقبالا كبيراً».
حياة دفينة
وقال الممثل المغربي، محمد البسطاوي انه سعيد ومحظوظ بأنه تزوج الفنانة سعاد النجار، معتبراً ان الحياة الخاصة أو الشخصية تبقى دفينة الممثلين والممثلات، قائلاً: «أرى أن لكل فنان وفنانة الحرية في التخطيط لحياته العملية والخاصة. وتكوين أسرة في موازاة العمل في الفن يتطلب في غالب الأحيان مجموعة من التضحيات والتنازلات لصالح الأسرة بالدرجة الأولى».
وأضاف أن »الدفء الأسري لا يعوضه شيء آخر». وأكد أن علاقته مع أطفاله وزوجته لا تنتهي، فحتى في أماكن التصوير لا ينقطع اتصاله بهم للسؤال عن احتياجاتهم.
يعرف الوسط الفني المغربي علاقات وثيقة بين الفنانين، منها ما ظل في إطار العمل الفني ومنها ما تطور إلى علاقة حب وتكلل بالزواج. فهناك عدد من الفنانين تزوجوا من المشهد الفني ويعيشون في سعادة، إذ أن هذا الرابط يوطد علاقاتهم أكثر ويحفزهم على الإبداع أكثر. «لها» رصدت حياة بعض الفنانين المغاربة الذين جمعهم الفن وقيدهم الزواج برباط الحب.