هل تتأثر نجومية الفنان عندما يتخلّى عن'مدير أعمال 'شاطر'؟ (١)
نجوى كرم, نانسي عجرم, ألين خلف, أطفال النجوم, أمل حجازي, أصالة نصري, نوال الزغبي, يارا خوري مخايل, روبي, إليسا, ميريام فارس, نقولا كرم, جيجي لامارا, جان صليبا, حلمي بكر , هاني مهنى, إيلي ديب, طارق أبو جودة, أيمن الذهبي, تيسير عبدالله, النقاد, مدير أع
04 نوفمبر 2009 قد لا يختلف اثنان في عالم صناعة الموسيقى والإنتاج الفني على أهمية دور «مدير الأعمال» في مسيرة أي فنان نجماً كان أو ناشئاً... فهو الجندي المجهول الذي يقف خلف كل تفصيل، وهو المخطط والمنفّذ لكل كبيرة وصغيرة، وهو أيضاً وفي أحيان كثيرة «ماسح الأخطاء» والعنصر الفعّال في الترويج لأي فنان وتلميع صورته .
ولا نكشف سراً عندما نقول إن بعض الفنانين الذي نراهم مثاليين في حواراتهم وتصرفاتهم المُعلنة، هم عكس ذلك في يومياتهم التي لا يراها كثيرون... فتأتي حنكة «مدير الأعمال» لتلعب الدور الأبرز في الحفاظ على الصورة المشرقة وإخفاء ما يجب إخفاؤه، ولكن بذكاء ودون أن يشعر بذلك أحد.
هذا ما يُفترض أن يكون وما يجب أن يحصل، كي يقول الفنان وبثقة «لديّ مدير أعمال شاطر». ولا نبالغ عندما نقول إن بعض الفنانين لا يفعلون شيئاً سوى اعتلاء المسرح والغناء لاتكالهم كلياً على مدراء أعمالهم متى وجدوا أنهم أهل للثقة لتولّي كلّ المهمات والإهتمام بكل التفاصيل.
وربما لأن الفنان قد لا يثق بأي كان، نجد أن أغلب مديري الأعمال العرب هم أقارب للفنانين فيستمرون معهم سنوات طويلة... ولكن متى وقع الخلاف العائلي، لا يمكن بصراحة توقّع ما قد يحصل من انهيار لمسيرة فنان ما أو تشويه لسمعة آخر وأقاويل من هنا وحكايات من هناك، بعضها صحيح وبعضها الآخر يقارب الخيال.
«لها» تستعرض في هذا التحقيق أربعة نماذج لأبرز ثنائيات جمعت فنانين ومدراء أعمالهم، وتسأل إلى أي مدى أثّر انفصال نجوى كرم عن شقيقها ومدير أعمالها السابق نقولا كرم. وهل تشهد مسيرة font نوال الزغبي تراجعاً بعد انفصالها عن زوجها ومدير أعمالها السابق إيلي ديب، إضافة إلى سؤال مماثل عن نموذج أصالة وأيمن الذهبي، وأيضاً سؤال يطرح نفسه:
هل تستمر نانسي عجرم في الوهج ذاته والنجومية نفسها إذا انفصلت عن جيجي لامارا، وهل من السهل أن يتخلّى الفنان عن مدير أعمال عمل معه سنوات؟... إليكم الجواب.
الناقد الموسيقي الدكتور أشرف عبد المنعم
ثقة نانسي في لامارا هي الأساس
ويرى الدكتور أشرف عبدالمنعم الناقد الموسيقي بصحيفة الأهرام المصرية أن جيجي لامارا هو صانع نجومية نانسي عجرم وأنه استطاع أن يحسن استخدام إمكانياتها وخط لها طريق النجومية من خلال خبرته في الإنتاج وتنظيم الحفلات، وتبقي هناك في الأساس أن نانسي عجرم وثقت فيه لدرجة منحته القدرة على أن يصبح صاحب الكلمة الأولى والأخيرة في حياتها الفنية وقد يكون ذلك فيه خطورة على نانسي عجرم لأن شخصية لامارا أصبحت هى الحاضرة والمتحكمة في كل شيء بل يعتبر حالة نادرة بين مديري الأعمال في الوطن العربي لأن معظم مديري أعمال المطربين ليسوا سوى سكرتارية فقط.
ويضيف أشرف عبد المنعم: هناك مشكلة لابد أن ينتبه لها معظم المطربين وهي أن مديري الأعمال في معظم الأحيان غير مؤهلين وليس لديهم القدرة على إدارة أعمال الفنان لأنه باستثناء نانسي عجرم وصابر الرباعي لا نجد أي تجربة ناجحة لمطرب ومدير أعماله ودائماً ما نجد العلاقة بينهما تنتهي بشكل مأساوي وهذا بسبب سوء اختيار المطرب لمدير أعماله من البداية والمصيبة الأكبر أن بعض المطربين يشرك مدير أعماله في اختياراته الفنية وبعضهم يترك علاقات مدير أعماله تحدد له مع من يتعامل من الملحنين والشعراء!
الشاعر بهاء الدين محمد
نجاح نانسي الضخم صنع من لامارا أسطورة
أما الشاعر بهاء الدين محمد فيقول: جيجي لامارا ليس مجرد مدير أعمال وإنما هو مؤسسة لصناعة النجوم وبالطبع كان له دور كبير في صناعة نجومية نانسي عجرم بهذه السرعة ولا يمكن التكهن إذا كانت نانسي بدون جيجي ستصنع نفس النجاح أم لا ولكن ما نراه بأعيننا أن هذا الرجل يعرف كيف يصنع النجوم ويحاول البعض تقليده ولكنه نجح في أن يضع نفسه في منطقة صعب الوصول إليها وهذا كله بسبب نجاح نانسي عجرم التي صنع منها أسطورة وأعتقد أن أخطر ما في جيجي لامارا من خلال تعاملي معه هو حرصه على ألا يرى الناس من علاقته مع نانسي سوى النجاح ولو كان هناك أي خلاف ينجح في إخفائه أو التغلب عليه، إلى جانب ثقة نانسي عجرم المطلقة في هذا الرجل فهي سلمته كل المفاتيح ومنحته حرية التخطيط لمستقبلها وشعرت أنها في يدٍ أمينة إلى جانب أنه حريص على ألا يفرض شيئاً على نانسي ويحترم ذوقها الفني وهذا التفاهم هو أساس النجاح على عكس كثير من التجارب الأخرى التي يتسبب مدير الأعمال فيها في إفشال المطرب أم يكون مجرد سكرتير للرد على التلفونات وتحديد المواعيد والاتفاق على الأفراح والحفلات ورغم أن هذا هو حال كثير من المطربين إلا أنه خطأ لأنه من المؤكد أن المطرب يحتاج إلى مدير أعمال بمواصفات معينة أهمها القدرة على تسويق هذا المطرب لأن معظم المطربين لا يجيدون تسويق أنفسهم.
الناقد مصطفى الدمراني
موهبة نانسي عجرم سهلت مهمة جيجي لامارا وزادت من شهرته
ويختلف الناقد والشاعر الغنائي مصطفى الدمراني مع هاني مهنى قائلاً: أذكر أنه في العصر الذهبي للأغنية أيام جيل المطربين القدامى لم تكن هناك كلمة مدير الأعمال وإنما المستشار الفني للمطرب، فقد كان مستشارو هؤلاء المطربين قديماً من كبار المفكرين والكتاب ولديهم خبرة واسعة في مجال الغناء ومنهم مجدي العمروسي مستشار عبد الحليم حافظ ولم يكن يتقاضى أي مقابل مادي وكان وراء كل لحن ناجح أو أغنية ناجحة لعبدالحليم وهؤلاء كان يعنيهم في المقام الأول نجاح المطرب وقد أسسوا شركات خاصة لإدارة أعمالهم الفنية ولم يعتمدوا على شخص واحد فقط مثل «صوت الفن» لعبد الحليم حافظ و«صوت القاهرة» لأم كلثوم وبالتالي ما كانوا لينجحوا دون هذه الشركات وعدد كبير من مديري الأعمال وهو ما يدل على أن مدير الأعمال يلعب دوراً مهماً في حياة المطرب ونجاحه فنياً ولكن مطربي هذه الأيام ما زالوا شباباً وحديثى العمر ولم ينضجوا بعد فنياً لذا هم بحاجة لمن يساندهم من خلال مديري الأعمال، وأنا أرى أن المطربة اللبنانية نانسي عجرم حالة خاصة جداً، فقد نجحت من أول أغنية قدمتها للجمهور وأشاد بها كبار النقاد والمطربين أي أنها قفزت قفزات سريعة وصعدت للقمة وهذا ناتج عن صوتها العذب وحضورها القوي لدى جمهورها فلا شك أن نانسي فرضت نفسها على الساحة الغنائية بموهبتها الفنية التي لا مثيل لها ولفتت نظر الجميع بأدائها الغنائي الجيد وهذا بالتأكيد سهل على مدير أعمالها جي جى لامارا مهمته كمدير أعمالها وشهد على ذلك الفنان العبقري الراحل فؤاد المهندس الذي دافع عنها وقال إنها تذكره بشادية وأن صوتها يميل للأصوات الشبابية القديمة وكانت شهادة حق لنانسي فعلاً فقد منحها الله صوتاً رائعاً وجاذبية وقسطاً وافراً من الجمال حتى إن الجمهور انبهر بصوتها قبل أن يشاهدها ويتعلق بأغانيها وأعجب بها وهو ما يؤكد أنها صعدت بمفردها ولولا صوتها ما كان نجح جيجي لامارا كمدير أعمال مهما كانت عبقريته بل على العكس أرى أنه اشتهر بسببها أكثر.
حلمي بكر
معظم مديري أعمال المطربين كانوا متعهدي حفلات وهناك من حاول خطف جيجي لامارا من نانسي عجرم
ويقول الملحن حلمي بكر: «لا يمكن لأحد أن ينكر الدور الذي لعبه جيجي لامارا ليصنع من نانسي عجرم نجمة من نجمات الصف الأول في وقت قياسي وكانت لى تجربة مع نانسي قبل سنوات عندما شاركت في مهرجان الأغنية الدولي الذي كنت أشرف عليه ولم تفز بأي جائزة ليس لأنها أقل من الفائزين ولكن لأن اختياراتها وقتها لم تكن موفقة وهو ما تغير بعد تعاملها مع جيجي لامارا الذي اعتبره عبقرياً في مجال التسويق قبل أي شيء آخر لأنه تعامل مع نانسي على أنها نجمة مهمته تسويقها وضمان الرواج الكامل لها ونجح في ذلك ولعل هذا ما دفع بعض المطربات لمحاولة خطفه من نانسي.
ويضيف حلمي بكر: كانت لي تجربة التعامل مع جيجي لامارا فهو الذي حدثني هاتفياً وطلب مني أن ألحن بعض الأعمال لنانسي ولمست فيه الذكاء في التعامل وامتلاكه لأكثر من أسلوب في الإقناع والتواصل والقدرة على التخطيط وهذا ما نفتقده في معظم مديري الأعمال الآن لأن بصراحة معظمهم لم يكونوا سوى متعهدي أفراح وحفلات وما يهمهم هو السيطرة على المطرب للانتفاع به وتحقيق أكبر مكسب مادي دون النظر لفكرة صناعة النجم أو التخطيط المستقبلي له، لأنهم في الأساس لا يمتلكون القدرة على ذلك، وبالتالي يتحول مدير الأعمال إلى متعهد كل همه أن يجمع للمطرب أكبر قدر من الأموال.
الملحن محمود طلعت
نانسي تمتلك مواصفات النجم وجيجي لامارا ساعد في نجاحها أكثر
أما الملحن محمود طلعت فيقول: ظاهرة مديري أعمال المطربين منتشرة في أمريكا والدول الأوروبية أيضاً ومتعارف عليها منذ فترة طويلة وأي مطرب مهما كانت نجوميته وشهرته بحاجة إلى مدير أعمال ينظم له مواعيده ويختار له الأغاني والملحنين والشعراء الذين يتعامل معهم وينتقي له شركات الإنتاج التي يتعاقد معها لذا الأمر يتطلب مدير أعمال بارع في إدارة هذه المهام ومحترف حتى يتفرغ المطرب للفن فقط ولا يشغل باله بهذه الأمور جيجي لامارا مثلاً ساهم كمدير أعمال في نجاح المطربة اللبنانية نانسي عجرم وصنع نجوميتها فهو يتخذ العديد من القرارات المصيرية في حياتها الفنية حتى أنها تعتذر عن عدم الغناء في المغرب وتذهب للغناء في المجر وقد حرص على أن يكون لنانسي شكل مميز ومختلف وألا تكون نسخة من هيفاء وهبي وغيرها وبالتأكيد ساعده على ذلك أن نانسي نفسها تمتلك مقومات النجمة.
الناقد والإعلامي تيسير عبدالله
مدير أعمال أحد الفنانين قال لي:«حاول إنت تكلمه لأنو مطنّشني وما بيرد عليّ»
يؤكّد الإعلامي والناقد تيسير عبدالله أنه لا يوجد في الخليج مدراء أعمال حقيقيون بل مجرّد «بدالات». والبدالة هي عاملة الهاتف التي تردّ على الإتصالات وتحوّل. ويقول عبدالله إنه حسب خبرته مع الفنانين ومدراء أعمالهم، يعتبر «مدير الأعمال اللبناني» مثالاً يُحتذى به لأن أغلب مدراء الإعمال اللبنانيين محترفون وفي غاية الدقة، وذلك لأنهم قادرون على اتخاذ قرار، على عكس الخليجيين الذين يحتاجون إلى استشارة الفنان في كل كبيرة وصغيرة، بينما العكس هو الذي يجب أن يحصل.
مثلاً عندما يتصل متعهد بمدير أعمال معين للإتفاق على حفلة، يستطيع مدير الأعمال اللبناني أن يتخذ القرار فوراً لأن له صلاحية مطلقة، ويناقش الأجر المدفوع وتفاصيل الرحلة والإقامة وإلخ... إضافة إلى قدرته على تنظيم المؤتمرات الصحافية وإرسال البيانات والأخبار وامتلاكه وعياً إعلامياً كبيراً. بينما مدير الأعمال الخليجي لا يستطيع ذلك، بل يتحدث إلى الفنان ثم يعطي الجواب النهائي، أي تماماً كما البدالة حسب رأيه.
وعبدالله لا يعرف سبب هذه الظاهرة فيما إن كانت ناتجة عن عدم الخبرة أن من عدم ثقة الفنان الخليجي بالآخرين. عن تجربة نجوى كرم يؤكد عبدالله أنه لا يعرف الكثير عن مسيرة نجوى كرم أيام تعاونها مع شقيقها نقولا، بل مع إبن شقيقتها طارق أبو جودة. ويعرف أنها نجمة موجودة اليوم وبقوّة في الساحة، بالتالي لا يمكن القول إن نجوميتها تأثرت، بل هي مستمرة.
والدليل على ذلك حسب عبدالله أن نجوى انطلقت تقريباً في الثمانينات، فلماذا هي فقط مستمرة بكل هذا النجاح والتفوّق على كل من انطلق في الفترة ذاتها، إن لم نقل إن الباقين اختفوا؟!...
وبحسب عبدالله هو يعتبر أنه يجب ألاّ يتدخل الفنان في التفاصيل ويتخّذ هو كل القرارات، بل مطلوب منه أن يُغني فقط ومدير الأعمال هو الذي يهتم بالباقي، كمثل الثنائي ماجد المهندس وفائق حسن، فتجربتهما ناجحة. أما نانسي فوضعها مختلف ولا يمكن مقارنته مع وضع نجوى، لأن جيجي لامارا كان أبرز عناصر صناعة نجوميتها ومن الصعب أن تستبدله بآخر.
لكن في الوقت ذاته نانسي تمتلك طبعاً كل مواصفات النجومية وإلاّ لما نجح معها جيجي لامارا. أما عن نوال الزغبي فيعتبر عبدالله أنه ليس قريباً جداً من تفاصيل عملها، لكنه كمتابع يرى أن مسيرتها مرّت في مرحلة شهدت هبوطاً معينا وهي تعترف بذلك، وكان ذلك أيام زوجها وليس بعد انفصالها عنه.
ثم عادت بقوة مع روتانا، لكني لا أستطيع الجزم إن كانت روتانا هي سبب النجاح، لكني أعتبر أن إدارة الأعمال في روتانا شرّ لا بدّ منه، لأن الشركة في ذلك تسترجع قسماً من المال الذي تدفعه. وفي الوقت ذاته هناك عشرات الفنانين الناجحين خارج روتانا وإداراتها منهم راشد الماجد وحسين الجسمي وتامر حسني ونانسي عجرم وجميعهم لا تدير أعمالهم روتانا.
من ناحية أخرى يقول عبدالله إن مسيرة ألين خلف تأثرت كثيراً بعد انفصال جيجي لامارا عنها فهي كانت ناجحة لكنها لم تستمر. كما أنه يشك في أن تستمر نانسي أيضاً دون جيجي لامارا. ويضيف عبدالله أن أيمن الذهبي كان زوجاً لأصالة قبل أن يكون مدير أعمالها ودون شك أثرت الخلافات العائلية بينهما. ويقول تيسير إنه يرى بعض مدراء الأعمال «بدالات» أو حتى مجرّد «بادي غارد» وليسوا مدراء أعمال حقيقيين يعملون بحرفية كبيرة مثل علي المولى مدير أعمال صابر الرباعي، أو رامي حمدان مدير أعمال الفنان فضل شاكر سابقاً، وهو بدوره لم تهتز صورته لأنه نجم كبير طبعاً ومن الصعب أن يتراجع بعد أن حقق كل هذه النجومية.
وختم تيسير عبدالله حديثه معنا بالقول: «تخيلي أني اتصلت مرة بمدير أعمال أحد الفنانين، فأعطاني رقم هاتف الفنان وقال لي «حاول إنت تكلمه لأنو مطنّشني وما بيرد عليّ». هل هذا مدير أعمال؟
الناقد والإعلامي عبد الرحمن سلام
لا أعترف إلاّ بجيجي لامارا... والآخرون سماسرة حفلات
بعد أن طرحنا عليه السؤال، أكّد الإعلامي والناقد عبد الرحمن سلام أنه لا يعترف أصلاً بأي مدير أعمال من بين الذين يعرفهم أو تابعهم سوى جيجي لامارا، والبقيَّة مجرد «امبريزاريوهات» كلّ ما يهمهم هو المادة وأخذ نسبة من أجر الفنان على حفلة ما أو حلقة تلفزيونية معينة.
ويقول سلام إن بعض مدراء الأعمال يخالون أنفسهم نجوماً، بينما يفترض بمدير الأعمال الناجح أن يعمل في الكواليس فقط وذلك لتجهيز كل ما له علاقة بإبراز نجومية الفنان الذي يعمل معه. ويقول: «للأسف أنا لا أسمّي هؤلاء مدراء أعمال لأن أغلبهم اهتم بمصلحته المادية قبل مصلحة الفنان نفسه.
أما جيجي لامارا فهو شخص محترف وبارع في مجاله، يعتبر نفسه مسؤولاً عن كل ما يتعلق بنانسي. كما أنه يبذل كل ما بوسعه لخدمة نجوميتها، وهذا نادر بين مدراء الأعمال. هو يعرف كيف يتعامل مع الإعلاميين والمتعهدين ومقدمي البرامج التلفزيونية.
ساعطي مثلاً بسيطاً، إذا اتصلت مثلاً بمدير أعمال معين وطلبت منه مشاركة الفنان الذي يعمل معه في حفلة خيرية، سيقدم لي ألف عذر وحجة كي لا يشارك الفنان، وذلك لأنه لن يستفيد مادياً بما أن الحفلة مجانية. أما جيجي لامارا فلا يمانع لأنه يعرف مثلاً أن هذه الحفلة حتى ولو كانت مجانية، لها فوائد أخرى كثيرة أبرزها القيمة المعنوية للعمل الخيري».
ويضيف سلام: «أسوأ مدير أعمال هو الزوج والأخ لأن مصالحه ستتضارب مع مصالح الفنانة، أما مدير الأعمال من خارج العائلة فهو أفضل بكثير لأنه يقيس الأمور بمهنية وليس بشكل شخصي. واكبر دليل على ذلك أن جيجي لامارا قبل أن يعلن عن تعاونه مع نانسي، ظلّ يحضّر معها لفترة طويلة، بالتالي هو وضع من ماله الخاص في البداية وضحّى وجازف قبل أن تصبح نانسي ما هي عليه اليوم.
كما أن جيجي يتصل بي باستمرار ليناقشني مثلاً في نقد كتبته عن نانسي، فيقول لي في هذه النقطة معك حق لكن في تلك أنت مخطئ... بينما الآخرون لا يعرفوننا ربما». أما في حالة الفنانة أصالة نصري فيقول سلام: «لا أعرف كم هو حجم الدور الذي لعبه أيمن الذهبي في مسيرة أصالة، وأعتقد أنه دور محدود لأن نجومية أصالة كان سببها المباشر إحتضان الشعب المصري لها لأنه شعب ذواق ويقدر الفن.
وأصالة اليوم مستمرة بناء على تراكمات النجومية التي حققتها سابقاً، ولا يمكن أن ننكر أنها تأثرت بعد انفصالها عن أيمن، لا بسبب أنه كان محترفاً، بل هي تأثرت لأنها واجهت حملة شعواء في الصحافة وانتقادات كثيرة ودون شك عانت من ذلك كثيراً ومن الطبيعي أن تتأثر. في مثل هذه الحالات، يتشتت تركيز الفنان ويصبح في حالة المضطر للتفكير في مشاكله بدلاً من أن يهتم بفنه وجمهوره.
وأعتقد أن أصالة ونوال تمران حالياً في حالتين متشابهتين ولا نستطيع أن نحكم في شكل واضح على موضوع استمرار نجوميتهما، لأن الوقت لا يزال مبكراً لذلك. هما في مرحلة نفض الغبار عن مشاكلهما الخاصة للأسف، ولن تستمرا إذا لم توفّقا بأشخاص جديرين ويملكون الكفاءة والخبرة للحفاظ على النجومية التي حققتاها في السنوات المنصرمة. أما نجوى كرم فهي دون شك نجمة وعرفت كيف تحافظ على نجوميتها بعيداً عن شقيقها، لأنها فنانة ولها إمكانات صوتية هائلة إضافة إلى كونها ذكية جداً.
والنجومية ليست فقط مجرد أغنيات ناجحة بل هي عبارة عن عناصر كثيرة يكمل بعضها بعضاً، فليس بالغناء وحده يحيا الفنان».
المنتج جان صليبا
نجوى كرم هي «مارغريت تاتشر الفن» ونوال الزغبي لا ينقصها شيء لتعود
المنتج الفني والملحن جان صليبا صاحب خبرة طويلة في هذا المجال، خصوصاً أنه ساهم في نجومية الكثير من الفنانات بينهنّ إليسا وأمل حجازي وميريام فارس. يقول صليبا إن الفنان الذكي يعرف كيف يحافظ على توازنه ويستمرّ إذا انفصل عن مدير أعمال ساهم في نجاحه وكان يتكّل عليه في كلّ شيء.
كما يعتبر أنه من الخطأ أن يتكّل الفنان كلياً على مدير أعماله، وهناك نماذج كثيرة كالفنانة نوال الزغبي التي قالت في «مايسترو» إنها لم تكن تعرف كيفية تحرير شيك مصرفي وإنها تعلّمت ذلك أخيراً. ويضيف صليبا: «إن تراجع مسيرة فنان معيّن لا يرتبط فقط بإدارة الأعمال والحفلات، بل يرتبط أيضاً بجانب مهم هو شقّ الإنتاج الفني أي إختيارات الأغاني.
بالنسبة إلى الفنانة نوال الزغبي أنا أعرف أنها «مذوقة» وتختار أغنيات رائعة، وبصراحة لا أعرف مدى الدور الذي كان يلعبه زوجها في هذه الناحية لكني لا أشكّ في ذوق نوال في هذا الموضوع. نوال كانت تتكل على زوجها ثم حصل الخلاف بينهما وانفصلا، لكن لا ينقصها شيء كي تعود وتنطلق من جديد لأنها فنانة ونجمة ولها جمهور عريض. فإن عرفت كيف تختار مدير أعمال ناجحاً يواكب مسيرتها ويكمّلها، فإن نجوميتها لن تهتزّ، هذا مؤكّد.
ونحن لا نستطيع أن نحكم اليوم على ما إذا كانت قادرة على الإستمرار دون إيلي ديب لأنهما لم ينفصلا إلاّ أخيراً، وهي تتخبط حالياً في مشاكلها وطبعاً تحتاج إلى بعض الوقت كي تنفض كل هذا الغبار وتعود، وهي قادرة على ذلك لأنها شابة وتملك كل مواصفات النجومية.
أما عن تجربة جيجي لامارا ونانسي عجرم، فمما لا شكّ فيه أن جيجي إنسان ذكي عرف كيف يُبرز نجومية نانسي عجرم التي كانت مختبئة وراء ملامحها الطفولية. ولا أعتقد أن نانسي كانت لتصبح نجمة دون شخص مثل جيجي، والدليل انها قدمت أكثر من ألبوم قبل التعاون معه ولم تحقق أي نتيجة.
وفي الوقت ذاته، لا نستطيع المقارنة بين جيجي مع نانسي وجيجي مع ألين خلف لأنهما تختلفان عن بعضهما كثيراً، ويمكن القول إن جيجي كان في حاجة إلى فنانة مثل نانسي، وهي كانت في حاجة إلى مدير أعمال مثله، أي كمّل كلّ واحد منهما الآخر. وبالنسبة إلى الفنانة نجوى كرم، أنا بصراحة أرى فيها «مارغريت تاتشر الفن»، لأنها إنسانة ذكية وقوية في آن واحد.
كلّ من يعمل معها يعرف أنها تتدخل في كلّ التفاصيل إلى درجة أن بعض الملحنين والشعراء والموزعين ينزعجون من هذا الأمر. ولا يمكن القول إن نجوميتها تعرّضت للأذى بعد انفصالها عن شقيقها نقولا كرم الذي رعى انطلاقتها وعمل معها 12 عاماً تقريباً، والدليل إنها لا تزال مستمرة وعرفت كيف تحافظ على نجوميتها، كما لا ننسى أن غالبية ألبوماتها تنجح وتحقق أصداءً كبيرة، ومنها ألبومها الأخير «خليني شوفك بالليل» الذي كان من أنجح ألبومات ٢٠٠٩.
فنانة مثل نجوى كرم لا يمكن أن تهتزّ لأنها أصبحت علامة مميزة في الفن ولها خطّها الخاص الذي يصعب تقليده رغم سهولته وقربه من الناس. أما أصالة نصري فإني بصراحة لست متابعاً لها بشكل كبير ولا أعرف تفاصيل تعاملها مع زوجها السابق ولا الحالي، لكني أشعر بأن أغانيها القديمة أجمل بكثير من الجديدة رغم تطوير شكلها الخارجي، وهذا لا يلغي إحترامي الشديد لفنّها وصوتها الذي لا يتكرّر».
الملحن طارق أبو جودة
أشكّ أن تستمر نانسي بالوهج ذاته دون جيجي لامارا
أكّد الملحن والمنتج طارق أبو جودة أنه يرفض أن يكون مدير أعمال الفنان شخصاً قريباً منه أو من العائلة، زوجاً أو أخاً أو أباً... وذلك لأن المشاكل والخلافات قد تحصل بين أي شخصين لكن انعكاساتها ستكون سلبية جداً على الفنانة مثلاً إذا كان الخلاف مع زوجها، كما حصل في حالات كثيرة منها نوال الزغبي وأصالة، أو حتى شقيقها.
لأنه لن يكون خلافاً مهنياً أو اختلافاً في وجهات نظر، بل سيتسبب بجرح نفسي ربما ومعاناة حقيقية، إذ ليس أصعب من الخلافات العائلية، فتكون الإنعكاسات هنا مدمّرة. لهذا من الأفضل ألاّ يكون مدير الأعمال قريباً كي لا تكون النتائج سلبية كثيراً إذا وقع الخلاف.
وفي حالته مع يارايؤكد أنها قادرة على الإستمرار من دونه إذا اختلفا، فهي انطلقت بثبات وتمتلك كل الأسس الصحيحة للنجومية من الصوت إلى الإحساس والأداء فضلاً عن قدرتها على تأدية كلّ الألوان الغنائية من المصري إلى الخليجي واللبناني.
ويضيف طارق إن فنانة مثل يارا قادرة على إيجاد عشرات الأشخاص الذين يملكون الكفاءة لمتابعة مسيرتها وهم كثر، ونجاحها لن يهتزّ إذا اختلفا مع أنه هو من اكتشف موهبتها وبدأ معها من الصفر. وسألناه: «إذا وقع خلاف بينكما لا سمح الله ستغيّر رأيك؟»، فضحك وقال: «أبداً، أنا مسؤول عن كلامي». ويتابع طارق إن أبرز شروط النجاح هي المحبة المتبادلة والحرص على مصلحة كل طرف.
وعن نوال الزغبي قال إنه يعرف أن إيلي ديب كان يبذل ما في وسعه من أجل نوال لكنه لا يقدر على الجزم بما إن كانت نوال قادرة على الإستمرار. فهي فنانة لا تزال موجودة بقوة لكنها في حاجة طبعاً إلى مدير أعمال ناجح لديه الخبرة والكفاءة كي تحافظ على نجاحها وتستمر، ولا ينقصها شيء أبداً كي تبقى فنانة ناجحة ومن نجمات الصفّ الأول.
وهناك مسألة مهمة جداً بحسب طارق، هي أن «تعرف نوال كيف تنتقي أغنيات ناجحة». أما عن جيجي لامارا ونانسي عجرم فيقول إن حالتهما تختلف عن حالته هو مع يارا، لأنه بدأ مع نانسي بعدما قدمت أكثر من ألبوم دون نتيجة.
أما جيجي فعرف كيف يوظّف نجوميتها في المكان الصحيح، وأيضاً هو صاحب خبرة في المجال ويعرف كيف يختار أغنيات ناجحة ومميزة تترك أثراً عند الناس، وهذه ليست أموراً سهلة بل في حاجة إلى ذكاء. لهذا هو يشكّ أن تنجح نانسي بالوهج ذاته إذا انفصلت عن جيجي، ويضيف أنها لن تفشل بالتأكيد لأنها أصبحت نجمة ووصلت إلى كل ما يطمح إليه الفنان، لكن ربما ليس بالوهج ذاته كما هي اليوم.
كما يقول إنه لا يمكن أن ننكر أن نانسي تملك كل مواصفات النجومية، لكنها في حاجة إلى من يقولبها. ولو لم تمتلك عناصر النجاح لما صارت نجمة حتى لو عمل لها ألف مثل جيجي لامارا.
وعن نجوى كرم قال أبو جودة إنه لا يمكن لأحد أن يشكك لحظة في نجومية نجوى كرم المستمرة من سنوات وأن ما حصل معها لم يؤثر على نجوميتها رغم أن كل فنان يمرّ في مراحل هبوط، لكن هذا لا يرتبط فقط بمدير الأعمال. أما عن أصالة ففضّل عدم الحكم لأنه ليس متابعاً جيداً لما حصل معها، كما قال.
هاني مهنى
ذكاء نانسي عجرم جعلها تترك نفسها إدارياً لـجيجي لامارا وروبي انطفأت بعد أن تركت شريف صبري
يقول الموسيقار هاني مهني: جيجي لامارا كمدير أعمال ونانسي كمطربة يكملان بعضهما البعض ولا يستطيع أن ينجح أي منهما دون الآخر فلا شك أن نانسي تتمتع بكاريزما خاصة تميزها عن غيرها وذكاء نانسي جعلها تترك نفسها إدارياً وفنياً لـ«جيجي لامارا» ليكون مسؤولاً عنها وبالتأكيد هو شخص يمتلك خبرة كبيرة في صناعة النجوم ومشهود له بالفكر وحسن الإدارة وهو يخطط جيداً لنانسي فصناعة النجم تتطلب الحرفية الإدارية من قبل مدير الأعمال حتى يساهم بشكل فعال في نجاح المطرب ومثال على ذلك أيضاً المنتج شريف صبري كمدير أعمال روبي فهو يتمتع بالموهبة الإدارية العالية فرغم أن المطربة روبي محدودة الإمكانيات من الناحية الفنية إلا أنه نجح في أن يصل بها لمرتبة عالية ولذا توقفت روبي وانطفأت نجوميتها وتراجعت فنيا لانفصالها عن شريف صبري.