مرام: رمضان ٢٠٠٩ نقطة تحوّل...

عبد المحسن النمر, مرام, ألبوم غنائي, أحمد إيراج, أحمد الجسمي, هند البلوشي, مصطفى رشيد, أعمال رمضانية, حياة الفهد, عبد العزيز المسلم, التمثيل, قناة سما دبي, السينما المصرية, محمد الحملي, عيسى الأحمر, شهر رمضان, مسلسل

17 نوفمبر 2009

بدأت مرام مشوارها الفني عام ١٩٩٧ بألبوم «ما أخونك». وتوالت بعده الألبومات الغنائية الشبابية التي ارتقت بها إلى مصاف كبار نجوم الغناء على مستوى الخليج. ولكن خلال السنوات الأخيرة سلكت مرام درب التمثيل، وواجهت صعوبة  لتقنع الناس بأنها مطربة وممثلة في آن واحد. ولكنها كانت مؤمنة بموهبتها وواثقة أنها ستفرض نفسها بقوة في النهاية واستطاعت أن تترك أثراً في أعمال مثل «الأصيل» و«أبلة نورا»، و«فضة قلبها أبيض». إلا أنها هذا العام أثبتت وجودها وانتزعت إشادة النقّاد والجمهور بأدائها العفوي البسيط المتمكن في ثلاثة مسلسلات دفعة واحدة هي «أم البنات» و«دمعة يتيم» و«الجيران» لتبرهن عن قدرات عالية في تقمّص الدور. إلتقينا مرام للتحدث عن أحدث أعمالها وتجربتها في مسرح الطفل من خلال «السندريلا».

- كيف وجدت ردود الفعل على مشاركتك في مسلسل «أم البنات»؟
لا تخفى على أحد نسبة المشاهدة التي كان يحظى بها المسلسل الذي صاغت أحداثه الكاتبة هبه مشاري وأخرجه عارف الطويل وكان على رأس أبطاله القديره سعاد عبد الله والمخضرم غانم الصالح. «أم البنات» حقّق أصداء اكثر من رائعة، وهو يناقش جملة من المشكلات الإجتماعية ويمسّ المرأة بصورة مباشرة ويدقّ ناقوس الخطر في موضوعات عدّة، أبرزها ضرورة أن تتسلّح المرأة بالتعليم لتخوض معركتها في الحياة دون خوف وتعتمد على نفسها من خلال تنمية الجانب الإيجابي في شخصيتها، وحتماً بدعم وتشجيع من الأهل. وقد تابعتم كيف استطاعت البنات الإعتماد على أنفسهن.

- ماذا استفز مرام في شخصية «حصة»؟
لم يسبق لي تأدية هذا النمط من الأدوار، وعندما قرأت النص واطلعت على الشخصية شعرت بأنها قريبة مني، فقد تكون هذه الفتاة صديقتي أو أختي أو قريبتي. إنها نموذج فريد ولكنه موجود في مجتمعنا الخليجي والعربي ولا نستطيع أن نغضّ الطرف عنه أو إهماله. ويجب علينا أن ننبه إلى ضرورة أن تخرج  كل فتاة لم يحالفها نصيب الزواج من الحالة النفسية التي تعيشها وتوترها الذي يسبب لها مشكلات عدة ويجعلها حادّة في تعاملاتها مع من حولها وتتفوّه بكلمات قد تجرح المحيطين بها دون أن تدرك ذلك، إضافة إلى أنها عانس وهذا الجانب جعل منها إنسانة غير طبيعية ومتناقضة أحياناً. وقد ساهمت سمنتي في هذا التوقيت بشكل مباشر في إضفاء لمسة واقعية على الأداء.

- «أم البنات» بطولة نسائية. هل حصلت غيرة بين الممثلات؟
أختلف معك في هذا الأمر. الجميع كانوا يعملون بحب من أجل إنجاح العمل، وكنا أخوات أمام الكاميرا وفي الكواليس، لكل منا شخصية مما أوجد نوعاً من المنافسة الحميدة، وكل واحدة منا كانت في تحد مع نفسها من أجل الظهور في أفضل صورة. كنا ست أخوات خلف الكاميرا وعلى الشاشة وفي الحقيقة كذلك والقديرة سعاد عبد الله كانت قدوتنا والأم والمثال الأعلى للجميع.

- ماذا عن «دمعة يتيم»؟
أعتبر مسلسل «دمعة يتيم» مع النجمة حياة الفهد نقلة نوعية في مسيرتي الفنية ومحطة أخرى تستحقّ الوقوف عندها كثيراً، لاسيما أنني بشهادة أم سوزان أملك طاقة كوميدية لم تظهر بعد وسأعمل على توظيفها مستقبلاً. وبالعودة إلى «دمعة يتيم» أجد أن الشخصية التي جسّدتها كانت قريبة من حيث الشكل فقط من دوري في «أم البنات» مع اختلاف المضمون والتركيبة الدرامية لكل منهما. ففي «دمعة يتيم» تجمعني مشاهد عدة بزوجي وإبني تترتب عليها كوميديا الموقف. أضف إلى ذلك أن النص يتطلّب اجتهاداً من الممثل، وقد حرصت على إدخال بعض التغييرات على «الكاركتر» من حيث الأزياء وأسلوب الحديث والحوار حتى يكون له كاريزما.

- لكن وُجهت إليك انتقادات بخصوص ظهورك كأم للفنان محمد الحملي في «دمعة يتيم»؟
هذه وجهات نظر أحترمها، مع العلم أن محمد الحملي صغير في السن ولكن شكله وحجمه لا يوحيان بذلك. ولو تزوجت في سن مبكرة لأنجبت إبناً في عمر الحملي الآن، لذا لم يتردّد القائمون على المسلسل في إسناد الدور إليّ.

- هل ظلم مسلسل «الجيران» في ظل الزخم الدرامي الرمضاني؟
أعتقد ذلك خصوصاً أنه عمل مميز من تأليف عيسى الأحمر وإخراج مصطفى رشيد. شاركني في التمثيل أختي هند البلوشي، أحمد إيراج، عبد المحسن النمر، أحمد الجسمي، فاطمة الحوسني، حبيب غلوم ومجموعة من النجوم الشباب، وعرض عبر شاشة «سما دبي». العمل كان على درجة كبيرة من الحرفية وينطوي على خطوط درامية عدة ولكن الزخم الدرامي خلال شهر رمضان حال دون ان يأخذ حقه.

- هذا العدد الهائل من أعمال الدراما الرمضانية هل هو في مصلحة الفنان؟
هناك زحم درامي غير مسبوق خلال شهر رمضان، وأعتقد أن هذا الأمر يصبّ في مصلحة الدراما العربية لأن الجيد يفرض نفسه، كما يساهم في ظهور وجوه جديدة ومواهب شابة. وأما على الصعيد الشخصي فإنني لا أستطيع أن أشاهد حتى نفسي  في رمضان من شدة الإلتزامات وضيق الوقت والمشاغل، أضف إلى ذلك إن الفنان لا يشعر بمرور شهر رمضان لأن كل وقته يضيع ما بين بروفات مسرحيات العيد وتأدية الفروض وزيارات الأهل والأصدقاء.

- ماذا يمثل رمضان ٢٠٠٩ لمرام؟
نقطة تحول كبيرة في مسيرتي الفنية على صعيد التمثيل، وقد أثبتّ بما لايدع مجالاً للشكّ قدراتي كممثلة تملك أدواتها وحضورها. وأظهرت إمكاناتي للناس بحيث أنه لم يعد لدى من يشكّك في قدراتي أي حجة. رغم أنني أحب الأدوار التي قدمتها من قبل وأعتز بها جميعاً فإنها لم تخدمني بالشكل الصحيح، وبمجرّد أن أتيحت لي الفرصة لأثبت وجودي إغتنمتها في أعمال جماهيرية. وهذا ما لمسته من ردود أفعال الناس في الشارع إذ طلبوا مني أن أركّز خلال الفترة المقبلة على التمثيل أكثر من الغناء.

- نجحت في التمثيل ولك بصمات واضحة في الغناء. ماذا عن المستقبل؟
أتطلع إلى المزج بين التمثيل والغناء في أعمال استعراضية ولكنه مع الأسف فن مفقود لدينا، والخليج فقير في هذا الجانب رغم المحاولات المتواضعة التي قدمت، فالاستعراض مدرسة لا وجود لها وأتمنى ان نشجع هذا اللون الفني الثري بموسيقاه ومجموعاته الاستعراضية. وتعد مصر من أنجح الدول العربية في هذا المجال.

- لماذا لا تطرقين أبواب مصر مادمت تتطلعين إلى المشاركة في أعمال إستعراضية؟
عيني على السينما المصرية حتى أثبت وجودي كفنانة شاملة تملك كل المقوّمات، وسأظل أحاول حتى تأتي الفرصة.

- كانت لك تجربة مسرحية مميزة في «السندريلا»خلال عيد الفطر المنقضي؟
بالفعل. هذه خطوة جديدة ومميزة عقب النجاحات التي حقّقتها برفقة الفنان القدير عبد العزيز المسلم في مسرحيات الرعب للكبار، لكنني أخذت هذه المرة منحى آخر نحو مسرح الطفل من خلال «السندريلا» تحت قيادة المخرج علي العلي. وهذه التجربة الأولى لي في مسرح الطفل ولا أخفيكم سراً أني كنت مرعوبة من الإقدام على هذه الخطوة لاسيما أن الطفل يملك درجة كبيرة من الحساسية والوعي ليحكم على أي عمل دون مجاملة أو كذب. وقد قدمنا لهم «السندريلا» بطابعها الدرامي مغلفة بمسحات كوميدية، والنجاح الذي حقّقه العمل خلال عرضه في عيد الفطر أبلغ دليل على أننا استطعنا الوصول إلى قلب الطفل. وأتمنى تقديم عمل للطفل على غرار والت ديزني.