أفكارهم وأسرار مخرجو الفيديو كليب من لبنان
نجوى كرم, نانسي عجرم, السينما السورية, أطفال النجوم, فضل شاكر, إليسا, جورج وسوف, ميريام فارس, ليلى كنعان, وليد ناصيف, عاصي الحلاني, رويدا عطية, فيديو كليب, سعيد الماروق, كاميرا, عادل سرحان, الولايات المتحدة الأميركية, مخرجو الفيديو كليب, كواليس التصو
07 ديسمبر 2009 عادل سرحان
بعض الفنانين يهمهم الشكل فقط
يقول المخرج عادل سرحان إن ما يفرض فكرة الكليب هو الأغنية نفسها، وهي التي تأخذ المخرج في اتجاه معين، بالإضافة إلى رؤيته الخاصة وإحساسه بالأغنية.
ويضيف إنه شخصياً يفضّل القصة على المشاهد الجمالية والرقص، لكن في أحيان كثيرة تكون الأغنية لا تحتمل قصة فيضطر إلى التركيز على المشاهد الجمالية. ولا ينكر وجود موضة في الكليبات تكون رائجة اكثر من سواها في فترات معينة.
فقد شهدنا مثلاً موضة «كليبات الدبكة»، وفي فترات أخرى كليبات العنف والغرابة، أو الكليبات الراقصة أو التي فيها قصة إلخ... وهذا يعود أساساً إلى موضة الأغنيات، لأن سوق الأغنيات بدوره يشهد تقلبات في المزاج العام وخطوطاً عريضة تتكوّن على أساسها موضة الأغاني.
وبما أن الكليب يلحق الأغنية وروحها، من الطبيعي أن يكون هناك موضة معينة. كما أن بعض الفنانين، وبحسب ما يقول سرحان، يعجبون بكليب معين فيقصدون المخرج ويقولون له: «نريد كليباً مماثلاً»...
لهذا نشهد بعض التكرار في الأفكار أو المواضيع. وهنا أهمية أن يتدارك الفنان أهمية هذه المسألة كي لا يقع في مطبّ التقليد. «وللأسف هناك بعض الفنانين الذين لا يهمهم سوى أن يبدو شكلهم جميلاً»، ولا تعنيهم أي فكرة أو قصة، ولهذا يظلمون الكليب في أحيان كثيرة ويظلمون المخرج أيضاً».
ويتابع سرحان القول إنه في النهاية الكليب ملك للفنان وينفّذ لخدمته وخدمة صورته، لهذا من الضروري أن يحصل نقاش بينه وبين المخرج للتوصل إلى حلّ يرضي الطرفين في حال إصرار كل منهما على فكرة معينة.
ويضطر المخرج أحياناً لتبديل بعض المشاهد وتغييرها بناء على رغبة الفنان، إذ لا يكون راضياً عن لقطة معينة أو حركة قام بها. ويؤكد أن هناك فنانين لا يعرفون شيئاً عن تقنيات التصوير، ويريدون فرض لآرائهم على المخرج فيطلبون مثلاً أن يصوّروا بكاميرا سينما ٣٥ ملم فقط لأن تكلفتها غالية بالتالي نتيجتها أفضل، بينما هذا غير صحيح في كل الأوقات.
كما أنهم لا يعرفون الفرق بينها وبين كاميرا الـ ١٦ ملم أو الـ HD. بينما هناك أفكار معينة تتطلب نوعية معينة من الكاميرات، ولا علاقة للموضوع بمدى ارتفاع ثمن الكاميرا. كما أن الغالبية من الفنانين تعتقد أن الكليب الذي يكلّف أكثر هو الأنجح، بينما الدلائل تؤكد أن هناك عشرات الكليبات التي كلّفت مبالغ صغيرة جداً لكنها تركت أثراً في الناس أكثر من كليبات صوّرت بعشرات آلاف الدولارات (تتخطى الـ ١٠٠ ألف دولار)، لأن ما يرسخ في أذهان الناس بحسب سرحان هو المشهد المؤثر وليس تكلفة الكليب ولا المشهد الراقص.
فيقول الناس مثلاً عندما يناقشون كليباً: «هل لاحظت المشهد الذي بكى فيه فلان؟ هل انتبهت إلى مشهد الفتاة وهي تحضنه...» وغير ذلك من الأمثلة. لأن العرب عاطفيون ويميلون إلى التأثر بالمشاعر والأحاسيس، ترسخ في ذاكرتهم مشاهد مماثلة. ومن هذه الكليبات «باب عم يبكي» الذي صوره سرحان للفنان عاصي الحلاني، و«أهل المغنى» الذي صوّره لفلّة الجزائرية. ويؤكد سرحان أن الكليبات التي ترتكز على الرقص أو جمالية المشهد أو اللوك أسهل بكثير من تنفيذ قصة درامية، لكن أثرها في نفوس المشاهدين أقلّ بكثير.
«ومن البراعة أن يتمكن المخرج من الجمع بينهما كمثل ما فعل المخرج سعيد الماروق في كليب «سألوا عينيّ» لعاصي الحلاني، والذي جمع من خلاله سعيد بين القصة والمشاهد الراقصة». وختم سرحان بالقول إن غالبية الفنانين تهتم بـ«اللوك» بالدرجة الأولى، ربما لأنهم لا يجيدون التمثيل بينما القصة تفرض أداءً تمثيلياً جيداً كي تصل الصورة حقيقة ومقنعة للمشاهد.
لا يمكن لأي مراقب أن ينكر الدور الكبير الذي صار يلعبه «الفيديو كليب» في انتشار الأغنيات، سواء العربية منها أو الأجنبية، إلى درجة أن أقوى الألبومات التي تصدر لا يحفظ منها الجمهور سوى الأغنية المصوّرة، حتى ولو كان الحديث عن أهم النجوم... إلاّ أن الكليب، هذا الفيلم السينمائي الصغير، له أصول وقواعد وشروط تتحكم فيه.
فبعيداً عن المطربين والمطربات، هناك نجوم آخرون في عالم الفيديو كليب لكنهم نجوم من وراء الكاميرا. إنهم مخرجو الكليبات الذين أصبح لبعضهم أسماء لا تقل شهرة عن نجوم الغناء أنفسهم. لكن كيف تسير علاقتهم بالمطربين؟ وإلى أي مدى يسمحون لهؤلاء بالتدخل في أعمالهم؟ وما هي حدود هذا التدخل؟ وهل هناك موضات تحكم الفيديو كليب كل فترة؟ وماذا عن كواليس هذا العالم التي لا نراها على الشاشة؟ أسئلة واجهنا بها صناع الكليبات في لبنان فكشفت إجاباتهم الكثير من الأسرار.
وليد ناصيف
أحب تصوير كليبات درامية
يقول المخرج وليد ناصيف إن الفنان هو الأساس في الموضوع قبل أي شيء آخر، لأنه يهدف من خلال التصوير إلى تسليط الضوء على أغنية معينة بهدف تسويقها، لهذا لا بدّ أن تتماشى كلّ الأفكار والعناصر جنباً إلى جنب مع رؤية المخرج كي نصل أخيراً إلى نتيجة ترضي الكلّ إضافة إلى رضى الجمهور ومحبّي هذا الفنان.
ويوضح أن وظيفة المخرج هي توظيف كل هذه العناصر لخدمة تسويق الأغنية، إن من خلال قصة أو مشاهد جمالية وراقصة إلخ... ويشدد على أنه من المهم أن يفهم المخرج شخصية الفنان، ونوع الفن الذي يقدمه، وصورته لدى الجمهور والظروف المحيطة به، ماذا قدّم وماذا يريد أن يقدّم، كي يتمكّن من تنفيذ فكرة جميلة للكليب.
ومن الضروري جداً أن يسود التفاهم بين المخرج والفنان وألاّ يفرض أحدهما رأيه على الآخر، بل أن تكون النتيجة خلاصة نقاش بين الطرفين. وعن هذه النقطة يعطي مثالاً ما حصل في كليب «أصعب فراق» للفنان جورج وسوف. «فالكلّ يعرف أن الوسوف بكى خلال التصوير، وعندما أنهيت عملية المونتاج أبقيت المشهد وكان هو في الولايات المتحدة.
فاتصلت به وأخبرته أن روتانا (الشركة المنتجة) تريد أن أسلّمها الكليب وهو لم يكن قد شاهده بعد. فقال لي إنه لا يمانع عرض العمل دون أن يراه مع أني كنت قد أخبرته عن المشهد الذي يظهر فيه وهو يبكي. ورغم ذلك قال: «أنا أثق بك». وكان بالفعل واحداً من أجمل الكليبات التي صورتها وترك أثراً كبيراً لأنه لامس إحساس الناس».
ويؤكد ناصيف أنه رغم وجود خط معين تسير عليه الكليبات كلّ فترة وأخرى، أو موضة معينة، فهذا لا يعني أن التكرار سيحصل. فطالما أن للمخرج أفكاراً جديدة ومتجددة، هو قادر على تنفيذ كليبات لا يشبه بعضها البعض الآخر، إذ لكل أغنية روح مختلفة ولكل فنان أسلوب خاص، إضافة إلى رؤية المخرج نفسها ومدى قدرته على التغيير والتجديد حتى ولو صوّر في فترة واحدة ستة كليبات لأغنيات كلاسيكية على سبيل المثال.
ويقول ناصيف إنه شخصياً يحب تصوير القصص الدرامية، لكن الأمر ليس عقدة بالنسبة إليه، ولا يجوز أن يكون التركيز على ماذا يحب هو، بل على الأغنية وما تتطلّبه. ورغم ميله إلى القصص، يركّز على عدم المبالغة في تصوير المشهد درامياً، «لأننا في النهاية لسنا في فيلم سينمائي، فيمكن ملامسة الخط الدرامي لكن دون مبالغة». كمثل كليب «ما تفكرنيش» الذي صوّره للفنانة هدى سعد.
إذ اعتبر أنه رغم أن الأغنية حزينة وكذلك القصة التي عولجت من خلالها «أنني لم أعمد إلى إظهار هدى مشوّهة أو بوجه متورّم مثلاً كما في كليبات أخرى، بل اكتفيت بإظهار الحبيب وهو يضع على وجهها ماكياجاً بطريقة مشوّهة كي أشير إلى مدى العذاب الذي عانت منه، لكن دون قسوة في المشهد». وفي ختام حديثه، شدد على أهمية أن يعرف المخرج كيف يصوّر الفنان ومن أي زوايا تحديداً، لأن كل فنان لديه نقطة ضعف معينة في الشكل، وإن لم يدركها المخرج لن يكون شكل الفنان أو الفنانة جميلاً.
ليلى كنعان
رفضت تدخلات الفنانين في عملي
بدأت المخرجة ليلى كنعان حديثها بالقول إن هناك أموراً يأخذها المخرج في الإعتبار متى أراد تصوير كليب، ومنها: الأغنية والفنان نفسه، وما الذي يريد المخرج تنفيذه في هذه المرحلة، أي أفكاره الخاصة ورؤيته التي لا يفترض أن تشبه رؤية أحد بل تكون نتيجة إبداعه وخياله وإحساسه بالأغنية، خصوصاً أن لكل مخرج شخصية تختلف عن شخصيات الباقين.
لهذا لا يمكن الإعتراف بأن هناك قاعدة يسير عليها المخرجون، بل اتجاهات تفرضها الظروف في مرحلة معينة، وهذا لأن الإخراج مسألة إبداع وليست خاضعة لقوانين. وتؤكد كنعان أنها تبتعد كلياً عن تكرار ذاتها وكأنها تتحدى نفسها في كلّ مرة تريد فيها تصوير كليب معين، فتسعى لأن يكون جديداً بكل ما للكلمة من معنى.
من هنا تأتي مسألة تحديد التوجهات نحو قصة درامية أو كلاسيكية أو Beauty Shots، هذا إضافة إلى أن مزاج الفنان في أوقات معينة يؤثر أيضاً في الإتجاه الذي يختاره للتصوير. ورغم وجود «موضة» معينة يسير عليها المخرجون أحياناً في إخراج الكليبات، تقول ليلى إن ذلك لا يعني بالضرورة أنهم يقلدون بعضهم، لأن هناك روح المخرج وفريق العمل الخاص به، من هنا أهمية أن يتدارك المخرج خطر الوقوع في مطب التكرار.
«ولا ننسى أن الأغنيات بدورها صارت تشبه بعضها، لهذا من الطبيعي أن تكون الكليبات أحياناً متشابهة». لكنها شخصياً تعمد إلى عدم تكرار ما قد يكون نفذه الفنان مع مخرج تعاون معه في وقت سابق، كي تبقى أفكارها جديدة ومتجددة.
وتؤكد كنعان أنه لا يمكن إلقاء اللوم على المخرج دائماً رغم أنه المسؤول الأول عن نجاح الكليب أو فشله، «لكن قد لا يدرك كثيرون أن هناك فنانين لا يهمهم سوى شكلهم في الكليب، ويطلبون من المخرج الإهتمام فقط بإطلالتهم والتركيز على الكادرات التي تُظهر النواحي الجمالية فيهم دون أي اعتبار للقصة أو الفكرة. وربما هذا ناتج عن قلة ثقة بالنفس لدى الفنان».
وعن موضوع تدخل الفنانين تقول كنعان أنها منذ أن كانت في البدايات وضعت حداً لهذه المسألة ولطالما رفضت كليبات لهذا السبب تحديداً، لأنه حسب وجهة نظرها يُفترض أن يثق بها الفنان ولهذا يقصدها. "وطبعاً هذا لا يمنع وجود نقاش معين يحصل بين الفنان والمخرج مع إمكان الجمع بين مختلف وجهات النظر دون التأثير على وجهة نظر المخرج.
تعتبر ليلى أنه ليس ضرورياً ترجمة موضوع الأغنية كما هو، لكن في الوقت ذاته لا يجوز تصوير كليب معاكس له. ويمكن الجمع بين مشاهد الـ Beauty Shots وتفاصيل القصة «شرط أن تكون ذات تسلسل منطقي. ولا يجوز مطلقاً غض الطرف عن الأخطاء الإخراجية بحجة أننا نصوّر كليباً لا فيلماً سينمائياً».
بل على العكس تماماً، فالمشاهد حسب كنعان صار واعياً «ومن قال إننا نملك الحق في أن نخدعه من خلال تمرير مشاهد تحمل أخطاءً»... كما أن هذا الإدعاء هو أسهل وسيلة للهرب من الإنتقاد. وتقول ليلى إن كل كليب يتطلب منها عملاً لمدة شهر ونصف الشهر وأحياناً أكثر، وذلك لأنها تأخذ وقتاً لتحضير الفكرة وتعمل بنفسها في كل تفاصيل الكليب من التصوير إلى الإخراج والمونتاج، وحتى التوجه إلى السوق لشراء الأغراض اللازمة للتصوير مع المدير الفني والمسؤول عن الملابس إلخ.... لهذا كل شيء في كليباتها له معنى وهدف ووُضع لغاية ما، من هنا يمكن تفسير الترابط الكبير في كل كليباتها بغض النظر عن إعجابنا بها أم لا.
وعن الجمع بين الـ Beauty Shots والقصة، تقول إن هذا حصل مثلاً في كليب الفنان ميريام فارس الذي كان أول تعاون يجمع بينهما، فكان كليباً بسيطاً مع قصة درامية، لكن في الوقت ذاته حمل صورة تعجّ بالألوان وقلّده كثيرون. أما كليب نانسي عجرم لأغنية «ماشي حدّي» فتقول ليلى إنه يعتمد على القصة والكوميديا الخفيفة لكن رغم ذلك بدت فيه ناسي جميلة جداً، وهو كليب يتناقض مع الكليب الأول الذي صورته لنانسي لأغنية «لمسة إيد»، حين ظهرت حزينة طوال الوقت وذلك كان طبيعياً لأنها كانت تعيش قصة حزينة مع حبيبها الذي يهدد الخطر حياته.... وهذا التناقض طبعاً تفرضه طبيعة كل الأغنيتين.
سعيد الماروق
موضة اليوم هي «الشخلعة»
يقول سعيد الماروق إن تصوير الكليبات عالم واسع ومتشعّب، يمكننا من خلاله ابتكار أفكار كثيرة ليس فقط ضمن إطار «القصة الدرامية» أو «الكليبات الجمالية أو الراقصة»، بل أيضاً هناك الإتجاه نحو السريالية حيث يصبح ارتكاز الكليب على الشخصية أو «الكاراكتير».
مضيفاً أن هذا هو النوع الذي يحبّه هو ويفضّله شخصياً. وقد بدأ معه مسيرته في إخراج الكليبات، كأول كليب صوره لرامي عياش أو كليب «بدي عيش» لهيفاء وهبي.
ويضيف أنه يمكن الجمع في الكليبات بين القصة وجمالية الصورة، كما انه يمكن الإتجاه إما كلياً نحو الدراما وإما نحو جمالية المشهد و«لوك» الفنان، أي Beauty Shots. أما ما يحدد اتجاه المخرج فهو الأغنية نفسها وشخصية الفنان إذ يجب أن تتكاملا وأن تسيرا جنباً إلى جنب بشكل يخدم الأغنية والهدف من تصويرها، أي التسويق.
ويقول سعيد إنه ابتعد قليلاً عن السريالية في الكليبات بعدما سمع من كثيرين أنهم لا يفهمون سريعاً ما هو المقصود من كليب معين، وغالباً ما كان يلتقي أشخاصاً يعرفهم أو لا يعرفهم، يقولون له: «ما فهمنا عليك». ويقول إنه في اعتماده على السريالية، لم يكن يقصد أن يُفهم الناس قصة أو فكرة بل أن يصنع جواً معيناً يتماشى مع الأغنية.
ويؤكد الماروق إن أسهل ما يمكن تنفيذه هو كليبات راقصة أو كليبات تتكّل على الـ Beauty Shots، بينما الصعب هو اعتماد السريالية أو القصة الدرامية كونهما يفرضان مجهوداً أكبر بكثير. وتقع المشكلة الكبيرة عندما يريد مخرج معين الجمع بين القصة وجمالية إطلالة الفنان دون تسلسل منطقي أو فكري، فنجد مشاهد لا رابط بينها، وكأنها مشاهد صوُرت وجُمعت على طريقة الـ Puzzle. لكن هذا لا يجوز.
وغير صحيح مطلقاً أن المشاهد لا ينتبه أو أنه لا لزوم للتركيز كثيراً على هذه المسائل لأننا نصور كليباً وليس فيلماً أو مسلسلاً. وعن هذه النقطة بالذات يقول الماروق إن هناك أخطاءًُ تمرّ بشكل فاضح، ومن غير المسموح أن تمرّ أساساً، خصوصاً لجهة التسلسل اللامنطقي.
ويؤكد أن «كل شيء متاح في عالم التصوير، لأنه عالم يتكّل على الخيال والجمال والإبداع الفكري، لهذا كل الأفكار واردة لكن شرط أن تكون مترابطة بتسلسل منطقي، لا أن أجد تفاصيل لا علاقة لبعضها بالبعض الآخر».... أما عن موضة الكليبات فيقول إن الفترة الحالية تشهد موضة «الشخلعة»، أي التفاهة والإبتذال والإستغناء عن أكبر كمية ممكنة من الملابس حتى ولو لم يكن ذلك يتماشى مع الفنانة أو الفنان.
«لكن للأسف هذه الأمور هي الموضة اليوم ولدى غالبية الفنانين، إلى درجة أن البعض منهم يعتقدون أن الـ Beauty Shots هي التعرّي، لكن هذا غير صحيح»، بينما هو لا يتجرأ على تصوير مشهد مبتذل». وبعض الفنانين لا ينتبه إلى ضرورة أن يدرك أولاً إن كانت هذه الموضة تليق به أو لا، بل هو فقط يريد أن يجاري الموضة بغضّ النظر عن أي اعتبارات قائمة كالسنّ و«الكاركاتير» ومواصفات الفنان وحتى «اللوك»، وهذا خطأ فادح.
ورغم انه يقرّ بإمكان الجمع بين جمالية الصورة والقصة ضمن شروط معينة، كما أنه يمكن الجمع بين السريالية والمشاهد الراقصة أيضاً مثل كليب «خلّيني معاك» الذي صوّره للفنان رامي عياش، فإنه يفضّل إما الإتجاه نحو الأول أو الثاني، أي تحديد القرار من جانب الفنان، لأن قسماً كبيراً من المخرجين يخطئون في تنفيذ الفكرة التي يريدونها.
ويختم سعيد حديثه بالقول إن الهدف الأول والأخير من الكليب هو تسويق الأغنية، لهذا يجب ترسيخ كل الإمكانات المتاحة وكل فكر المخرج وخياله وإبداعه من أجل هذا الهدف.