مخرجو الفيديو كليب من مصر يعرضون أفكارهم وأسرارهم
أطفال النجوم, عمرو دياب, روبي, جنات, سلمى المصري, إيهاب توفيق , محمد جمعة, سعد الصغير, كلوديا مرشليان, فيديو كليب, جميل جميل المغازي , كامبا, شريف صبري, مخرجو الفيديو كليب, كواليس التصوير, مونتاج, موضة الكليبات, أغنية
07 ديسمبر 2009 محمد جمعة: أطلب من المطرب حضور المونتاج لأتفادى المواقف المحرجة
أما المخرج محمد جمعة فله رأي آخر: «لكل فنان وجهة نظر عليّ احترامها لأن الفيديو كليب يعتبر إعلاناً للمطرب، ولذلك يجب أن يكون مكملاً للأغنية لتقديم المطرب في أحسن صورة ممكنة.
ولذلك أرى أن اقتراحات أي مطرب مفيدة، ولكن أحياناً تأتيني فكرة من خلال إعجابي بالكلمات واللحن والتوزيع مثل أغنية «بحبك» لجنات التي أجبرتني على تنفيذ الكليب بالشكل الذي خرج به في النهاية. وعموماً الأغنية هي التي تحدد الاتجاه الذي سأسير فيه، فإذا كانت درامية لا بد أن أعبر عن ذلك من خلال قصة درامية تناسب موضوعها، أما إذا كانت «مقسوم» فستتطلب فكرة تعبر عن الموسيقى التي تحتوي عليها.
وبالنسبة الى المونتاج فأنا لا أنجزه إلا بعد مشاهدة المطرب للكليب وأتأكد من موافقته عليه لتفادي أي مواقف محرجة، والإخراج فيه موضة مثل أي شيء آخر، فالكليبات القديمة مثلاً كانت موضة في وقتها وعندما تشاهدها الآن قد تضحك رغم أنك كنت معجباً بها، وهذا لأن الإمكانات لم تكن متاحة في السابق، مثل تغيير عناصر الصورة التي يعمل عليها العديد من المخرجين لأنها موضة العصر، وقد استخدمتها عندما أضفت المؤثرات البصرية إلى كليب جنات الأخير «أنا دنيته» لأن الأغنية كانت تتطلب مني ذلك بسبب إيقاعها السريع، ولذلك كان الكليب يحتاج إلى إيقاع صورة سريع أيضاً ليناسب مضمون الأغنية».
جميل المغازي: أعمل مع من أرتاح اليهم فقط!
أما المخرج جميل جميل المغازي فيقولً: «أسمح بمناقشة الفكرة مع المطرب بعد سماع الأغنية التي سأصورها، ومن الوارد أن أعدل فكرتي شرط اقتناعي بوجهة نظر المطرب أو المطربة.
فأنا لا أتعامل كمخرج ديكتاتور لأن نجاح الكليب في النهاية نجاح لي أنا والمطرب معاً، وليس عيباً أن يستفيد المخرج من أفكار المطرب. كما أسمح ببعض التعديلات أثناء المونتاج اذا وجدت أنها ستضيف جديداً.
ولكن بعد الانتهاء منه لا يمكن أحداً أن يتدخل في الكليب. وأعتقد انه ما من مخرج يفضل شكلاً محدداً للكليب لأن الأغنية هي التي تفرض علينا شكل الكليب، فإن كانت «مقسوم» فلا بد من وجود موديل ترقص، واذا كانت حزينة لا بد أن تكون قصته درامية، ولذلك لا توجد موضة للكليبات، إلا ان هناك اتجاهاً خاصاً بكل مخرج، فهناك مخرجون يفضلون الأفكار الدرامية، وآخرون يفضلون كثرة عدد الموديلز وهكذا.
أما بالنسبة إلي فالعنصر الأساسي هو الفنان نفسه، فأحدد فكرة الكليب على حسب شكل المطرب والمطربة، فهناك وجوه جذابة تجعل المخرج يحاول إظهارها في أفضل صورة ويأتي بعد ذلك شكل الأغنية.
وهناك أغنيات تحمل فكراً موسيقياً جديداً يجعلني أبحث عن أفكار جديدة حتى تصل الى الجمهور، بالإضافة إلى أن الراحة في العمل مع المطرب تجعلني أخرج بأفكار غير متوقعة وهذا يحدث مثلاً أثناء عملي مع إيهاب توفيق لأننا تعاونا في العديد من الكليبات.
وأنا عموماً أرفض تقديم كليبات لمطربين لا أرتاح في العمل معهم. ورغم أنني أسمح للمطرب بأن يقول رأيه وأفكاره قبل التصوير فبمجرد أن تدور الكاميرا يكون المطرب مطرباً والمخرج مخرجاً، فأثناء التصوير لا أسمح بالتدخلات».
شريف صبري: أصنع موضة الكليبات ولا أجري وراءها!
في البداية يقول المخرج شريف صبري، وهو أحد أشهر الأسماء في عالم إخراج الفيديو كليب في مصر: «في المراحل الأولى من العمل في الكليب أسمح للمطرب بأن يقترح أفكاراً ويقول رأيه والشكل الذي يتخيله لنفسه لأنه من حق الفنان أن يقترح ويبدع إلى أن ينتهي العمل ويكون جاهزاً للعرض.
لكن هذا التدخل يكون ضمن حدود المعقول بحيث أشترط أن تكون هذه الاقتراحات مفيدة للعمل وليس بهدف التدخل فقط. والرأي النهائي يكون لي وفق إعجابي بالفكرة واقتناعي بها.
ولم يحدث معي أبداً أن تدخل مطرب أو مطربة في أفكاري التي لا تعترف بنوعية ثابتة من الأعمال، فالفكرة لكي تخرج بشكل مبهر ومقنع يجب أن يكون أساسها جيداً. مثلاً هناك مطرب يلح على شيء معين غير معبر عن قصة الأغنية، ولذلك أقول له إن الأغنية هي الفيصل و نحدد من خلالها فكرة الكليب.
وعلى سبيل المثال أغنية «ليه بيداري» لروبي كانت تتطلب إيقاع صورة معينة وفكرة راقصة حتى تصل الى الجمهور وتحقق النجاح. وهنا تكون الإضافة من خلال أسلوب المخرج الذي يجعل الفكرة مبهرة ومقنعة في الوقت نفسه. كما أن للموضة دوراً مهماً في نجاح الكليبات، ولذلك أصنع دائماً موضة مختلفة ولا أسير وراء الموضة السائدة.
وعندما أكتشف أنه لا جديد أقلل عملي وأبتعد لفترة حتى أفكر. وأبسط مثال على كلامي كليب «قمرين» لعمرو دياب، فهذه الأغنية وقت عرضها تحولت إلى موضة واستمر بعض المخرجين في تقليدها حتى وقت قريب.
ولكن مازالت فكرة الأغنية هي النجم الرئيسي في الكليب وأنا بمجرد أن استمع الى الأغنية تأتيني الفكرة، واذا استمع إليها مخرجان ستأتيهما فكرتان مختلفتان.
وبالتالي لابد أن تكون الأغنية هي العنصر الرئيسي للفكرة، وهذا ما حصل معي في أغنية «هما مالهم بينا» للمطرب هيثم سعيد، ففكرة الكلمات وإيقاع اللحن جعلاني أفكر في أن أستعين بموديل محجبة حتى يكون الكليب في النهاية لافتاً وقد حقق هذا الكليب نجاحاً لهيثم وجعل الجمهور يعرفه من أول أغنية، وبذلك أكون قد حققت المطلوب».
كامبا: موضة الكليبات تتغير مثل موضة الملابس
أما المخرج كامبا فيقول: «من الممكن أن أسمح بتدخل الفنان، بل أحياناً الفنان نفسه هو من يضع الفكرة مثلما حدث معي أخيراً في كليب سعد الصغير «ربنا هيجيبلي حقي» الذي سيعرض خلال أيام على القنوات الفضائية.
وقد كتبت ذلك على تتر الكليب، فذكرنا أنها فكرة سعد الصغير و إخراجي، وهذا ليس عيباً. أما بالنسبة الى تدخل المطرب في الكليب أثناء عملية المونتاج فأعتقد أنه اذا حدث معي ذلك سوف أجعل المطرب يعيد التصوير من جديد لأنه لا يمكن أن أعيد عملية المونتاج. ومنعاً لحدوث هذا الموقف أطلع المطرب من البداية على الصورة الكاملة للكليب قبل الشروع في تصويره».
ويضيف كامبا:«أكثر المطربين يفضل الكليبات الاستعراضية الراقصة. مثلاً المطربة كلوديا في أغنية «حنين» طلبت مني أن تظهر في الكليب بشكل «كتالوغي»، وهذا النوع يعتبر مثل الإعلانات ويتم فيه التركيز على المطرب فحسب في أغلب المشاهد بأكثر من شكل مختلف، كما أن طبيعة الأغنية لم تكن تسمح بتقديم قصة درامية. وموضة الكليبات تتغير مثل تغير موضة الملابس من عام الى آخر.
يكمل كامبا: «المطرب نفسه هو العنصر الرئيس الذي تقوم عليه فكرة الأغنية ، لأنه هو الوحيد الذي سيظهر أمام الكاميرا. أما «الموديلز» و«لوكيشن» التصوير من العوامل المكملة للصورة. لذلك شكل المطرب هو الأساس».
لا يمكن لأي مراقب أن ينكر الدور الكبير الذي صار يلعبه «الفيديو كليب» في انتشار الأغنيات، سواء العربية منها أو الأجنبية، إلى درجة أن أقوى الألبومات التي تصدر لا يحفظ منها الجمهور سوى الأغنية المصوّرة، حتى ولو كان الحديث عن أهم النجوم... إلاّ أن الكليب، هذا الفيلم السينمائي الصغير، له أصول وقواعد وشروط تتحكم فيه.
فبعيداً عن المطربين والمطربات، هناك نجوم آخرون في عالم الفيديو كليب لكنهم نجوم من وراء الكاميرا. إنهم مخرجو الكليبات الذين أصبح لبعضهم أسماء لا تقل شهرة عن نجوم الغناء أنفسهم. لكن كيف تسير علاقتهم بالمطربين؟ وإلى أي مدى يسمحون لهؤلاء بالتدخل في أعمالهم؟ وما هي حدود هذا التدخل؟ وهل هناك موضات تحكم الفيديو كليب كل فترة؟ وماذا عن كواليس هذا العالم التي لا نراها على الشاشة؟ أسئلة واجهنا بها صناع الكليبات في مصر فكشفت إجاباتهم الكثير من الأسرار.