عشنا الحبّ المجنون
أمل حجازي, مراهقة / مراهقات, صفاء رقماني, صفاء سلطان, وائل جسار, سيرين عبد النور, زاهي وهبي, سوريا, مواقع الزواج الإلكتروني, الحب, دينا هارون, الحبّ المجنون, تجارب الحب, باسل خيّاط, الحب الحقيقي, محمد حداقي, فارس الحلو, نضال سيجري
21 ديسمبر 2009الحُبّ تجربة إنسانية غنيَّة وعميقة تقوم على تبادل العواطف الحميمة بين الأشخاص المتحابين. وبعض قصص الحب تكون عادية ومألوفة وبعضها الآخر، يتجاوز قوانين المنطق والعقل إلى درجة يوصف فيها الحُبّ بأنه حُبّ مجنون. وفي حياة النجوم، كما في حياة الكثير من الناس حالات حُبّ لا يمكن فهمها بالطريقة التي نفهم بها أمور الحياة الأخرى، فنحكم على أصحابها بأنهم مجانين. فمن هم النجوم الذين عاشوا قصص حبّ كهذه؟ وماذا يقولون عن تجربة «الحب المجنون» التي عاشوها؟
أمل حجازي: أحببت بجنون فتزوجت في أيام
عندما نكون في سنّ صغيرة يولد لدينا اعتقاد بأنّ الحبّ الأول هو الحب الحقيقي والأبدي، فنعيشه بجنون ونتعصّب له لأنّ الإنسان في هذه المرحلة العمرية التي تنقله من الطفولة إلى النضوج يتحمّس لفكرة الحب أكثر من تحمسّه للشخص الذي يحبّه. ولكن رغم النضج الذي أنا فيه اليوم إلاّ أنني عشت أخيراً تجربة الحبّ المجنون الذي أفقدني السيطرة على نفسي والقدرة على التركيز والتخطيط، ومنذ أن رأيت محمد ولمعت شرارة الحب في قلوبنا تأكدت أنّ هذا هو حب حياتي وبدأت أتصرّف كمراهقة عاشقة حتى الجنون. وأغرب تصرّف قمت به نتيجة الحب الجارف الذي كنت أشعر به حصل لحظة موافقتي على الزواج منه بعد أشهر قليلة جداً على تعارفنا، إذ لم أفكر يوماً أن أتزوج على هذا النحو وفي هذه السرعة. وكان يُمكن أن أندم على هذه الخطوة التي اتخذتها جرّاء فرط العاطفة لو وقع اختياري على شخص غير مناسب، خصوصاً أنني لم آخذ الوقت الكافي للتعرّف إليه ولكن الحمدالله زوجي يتمتع بالكثير من المواصفات التي تتمناها أي زوجة. كما زاد حبّي له بعدما اكتشفت فيه مزايا أخلاقية جديدة لم أنتبه إليها قبل الزواج.
الفنانة صفاء رقماني: مررت بالحب المجنون عندما كنت صغيرة
طبعاً أحببت بجنون، فالحب جميل جداً وكان عمري صغيراً وقتها. لكن على الإنسان أن يكون اختياره صحيحاً حتى تكتمل الشروط وتؤسس لاستمرارية الحب. مرّت تلك الأيام وعدت لأعيش حياتي من جديد.
الفنانة صفاء سلطان: لم أعرف الحب المجنون وعقلي يسيطر على عواطفي
لم أعرف الحب المجنون، فأنا امراة عملية جداً وأبتعد عن العواطف وأبقى أقوى من أن تسيطر علي، فأنا أحكم العقل أكثر من القلب، لذلك لم أتعرض للحب المجنون ولم أتعامل معه.
الفنان محمد حداقي: كل من حولي قال أنني جننت وفقدت عقلي
مررت بحالة الحب المجنون، وحتى الأكثر من مجنون، وكان عمري يومها ١٧ عاماً. أحببت زميلتي بالدراسة، وحتى الآن لا أستطيع نسيان ذلك الجنون، فرغم أني أحببت مرات ومرات عديدة، لا أستطيع نسيان تلك المرحلة وطعم الحب المجنون الذي لا ينسى، لكن حبي الآن أصبح أنضج وأكبر.
ذلك الحب كاد يوصلني إلى الجنون، فكنت دائماً أراها معي رغم بعد المسافات بيننا، وفي أي مكان أكون فيه أشعر بها وبوجودها، وأحاول أن أحدثها، حتى أصبح الجميع يعلقون ويقولون: لقد جن الصبي وفقد عقله...
الفنانة دينا هارون: أبعدني الحب عن عملي وخطفني من أشغالي...
نعم عرفت الحب المجنون وعشت أياماً من أجمل سنين عمري، وأبعدني هذا الحب عن عملي وخطفني من أشغالي وأهلي. لكن عندما لم يكلل هذا الحب بالنجاح رجعت إلى عالمي إذ يمر الإنسان بتجارب حياتية عديدة، تعلمه بمرها وحلوها. وأولاً وآخراً ودائماً التجئ إلى الله في كل أمر أعيشه وكل تفصيل يمر في حياتي، فعلاً هو الوحيد في قلبي وأهرب من كل شيء إليه في أزماتي كما في أفراحي.
وائل جسّار: أخذت زوجتي «خطيفة» لكي لا أخسرها
عشت فعلاً تجربة الحب المجنون عندما أحببت للمرّة الأولى والتي كُتب لها أن تكون الأخيرة لأنها كانت مع زوجتي التي أحببتها إلى حدّ التطرّف. مرّت علاقتنا بمراحل عدّة ما بين عودة وفراق إلاّ أنّ قوّة الحب الذي جمعنا طغى على كلّ شيء وأكّد استحالة استمرارية الواحد منّا دون الآخر. لذا قرّرنا معاً أن نواجه كلّ المصاعب والمتاعب التي وقفت في طريق حبّنا الصادق، وفعلت ما يفعله أي عاشق متيّم تحت وطأة الحب المجنون الذي يجتاحه من رأسه إلى أخمص قدميه.
فتزوجت الفتاة التي أحب «خطيفة» بعد معارضة أهلها، وأثبتّ لها بذلك مدى حبي وإخلاصي واستعدادي للقيام بأي فعل قد يراه البعض متهوراً أو صبيانياً من أجل أن لا أخسرها. وبعد زواجنا الذي أثمر عن ابنتي «ميرالين» مازال الحب العاصف يغمر منزلنا ولن تنطفئ شرارته مهما مرّت السنون لأنّ حبّاً من هذا النوع لا يُمكن أن يموت أبداً.
باسل خيّاط: الحب الحقيقي لا يكون مجنوناً
في فترة معينة من عمر الإنسان يشعر الواحد منّا بكمية فائضة من المشاعر الجيّاشة والبعيدة عن أية قيود. فيصير المرء في صراع دائم مع المحظورات الموجودة في المجتمع، وذلك نتيجة لعدد من الأمور التي تتضافر لصناعة ما نسميه «الحب المجنون» مثل تبدّل الهرمونات الذكورية والأنثوية والرغبة وإثبات الرجولة أو فرط الأنوثة... وغالباً ما تكون هذه الفترة بين الـ ١٧ سنة والـ ٢٢ سنة.
وأبطال أشهر قصص الحب في الأدب العالمي هم في هذه السن تقريباً. كما أنّ معظم هذه القصص تنتهي مأساوياً بموت أحد العاشقين أو رحيله أو ما إلى هنالك، حتى نشعر وكأنّ قدر الحب المجنون أن ينتهي نهاية تراجيدية، ذلك انطلاقاً من فكرة الكتّاب الكبار الذين يجدون أنّ مثل هذا النوع من الحب لا يجب أن يستمرّ ولكي يظلّ الحب مجنوناً يجب ألاّ يستمرّ. والعاشق إلى حدّ الجنون يبرّر لنفسه كلّ شيء ويعتقد أنه «يحق له ما لا يحق لغيره». والحب المجنون ليس هو الحب الأجمل وإنما يبدو كذلك لأنّه غير ناضج وجاذبيته تأتي من عدم نضوجه، تماماً كالوجه الجميل الذي فيه عيب صغير أو ندبة معينة تزيد من تميّزه وتجعل فيه كاريزما تفوق الوجه الجميل والخالي من الشوائب. لذا أقول إنّ الحب الحقيقي والجميل والمستمرّ هو الحب الذي لا يُبنى على أساس فرط المشاعر. وسبق أن مضيت في تجربة الحب المجنون مع زميلة في نهاية المرحلة الثانوية وبداية الجامعة ورسمت لنفسي حينها صورة أسطورية وشعرت بنفسي بطلاً آتٍ من زمان ومكان آخرين. وفي مرّة من المرّات كنت في المقهى وإلى جانبي الفتاة التي كنت أحبها وبينما كنت أتناول كوب الماء والشمس ساطعة في الخارج انعكس شعاعها داخل الكوب ورُسم شكل خاتم ذهبي داخل الكوب فمسكت يدها ووضعتها على الكوب وقلت إنّ هذا خاتم الخطوبة أهديه لك.
زاهي وهبي: تحت سطوة الحب المجنون رقصت تحت المطر
أنا أعترف بالحب المجنون لأنني أرى في الحب نفسه جنوناً. ولكن يبقى في حياة كل منّا حب يصل إلى أقصى درجاته ويعرف من خلاله الإنسان جنون الجنون، ولا بدّ لكلّ شخص أن يمرّ في هذه الحالة من الحب المفتوح على مداه سواء في مراهقته أو في متوسّط العمر، ولا أستبعد أن يأتي في أواخر العمر أيضاً. فمن لم يعرف هذه الحالة من الحب الجنوني لا يُمكن إلاّ أن يعرفها ويُقابلها في فترة لاحقة من حياته، فأنا أشبّه هذا الحب بمرض «الجدري» الذي لا مفرّ منه ولا يُمكن إلاّ أن ينال من الإنسان مرّة في حياته.
وعلى الصعيد الشخصي مررت بتجارب حب عديدة إلاّ أنّ الحب الأكبر والأصدق هو الذي قادني إلى الزواج، أي حبّي لزوجتي رابعة. فأنا تزوجت متأخراً ولم أفكّر بالإقدام على هذه الخطوة إلاّ بعدما أحسست بمشاعري تضطرم في داخلي. وأعتقد أنّ زواجي كان نتيجة ذاك الحب المجنون الذي مازلت أعيشه، وأنا أؤمن أنّ الحب الحقيقي- سواء كان عاقلاً أو مجنوناً- لا يُمكن أن تنطفئ ناره أو تخمد لمجرّد أن يجتمع الحبيبان تحت سقف واحد.
أمّا الذكرى التي لا أنساها وأضحك كلّما تذكرتها فهي عندما كنت أعيش قصة حبّ بين فترتي المراهقة والنضج، وكنت أعتقد وقتها أنّ هذا الحب المجنون الذي أشعر به تجاه تلك الفتاة لا بدّ أن أترجمه في فعل معين لكي أُثبت لها حجم الحب الذي أحمله في قلبي، وعندها رقصت عارياً تحت المطر.
الفنان فارس الحلو: قررت أن أصرح عن حبي... فجرحت يدي وكتبت رسالة بدمي
قصة حبي الكبيرة حدثت وأنا في عمر الخامسة عشرة حين أحببت إحدى قريباتي بصمت وهدوء، فلم أخبر أحداً بمقدار حبي لتلك الفتاة، وكنت كلما أراها أصاب بذهول وأتوقف عن الكلام.
وما فعلته باسم الحب، أنني صممت يوماً على أن أصارحها بحبي ووجعي بعد هذا الصمت الطويل، فجرحت يدي جرحاً عميقاً وأحضرت ريشة وكتبت لها رسالة بدمي، أعترف فيها بحبي الكبير لها ومدى معاناتي. لكن ما حصل أنها أعطت الرسالة لأمها التي عاتبت أمي على فعلتي هذه، وهذا بالطبع ما لم أتوقعه، وبقيت أعاني من جرح يدي لفترة طويلة!
الفنان نضال سيجري: كنت في الـ ١٩ عندما كانت هي في الأربعين
مررت بحالة الحب المجنون عندما كنت في سن ١٩ سنة، ولن تصدقوا أن حبيبتي كانت في الأربعين من عمرها، وتعلقت فيها كثيراً لدرجة الوله، حتى أني طلبت الزواج منها، فقد كانت تعني لي الحياة بأسرها، وكنت أرى النور والأمل من خلال هذا الحب. وأكثر ما فعلته باسم هذا الحب المجنون، أنني تحديت أهلي وكل من حولي، ووقفت في وجه معارضتهم لهذا الحب وتخليت عن كل ما لي في الدنيا، وسكنت عند حبيبتي ثلاث سنوات متواصلة.
سيرين عبد النور: الحب المجنون هو الحب غير المقبول
الحديث عن الحب مسألة حسّاسة جداً خصوصاً في وقتنا الراهن حيث أصبح هناك لغط حول معنى الحب بعدما دخلت عليه المصلحة الشخصية والغايات وكلّ هذه الأمور التي تُفقد الحب جماليته وقيمته ومعناه.
والحب برأيي سواء وضع تحت خانة الحب المجنون أو أي خانة أخرى لا علاقة له بالعمر لأنّه عندما يجد أحدنا الشخص الذي يُكمله والذي يأسره ستبدأ أثار الغرام بالظهور عليه من أوجاع في المعدة والبطن إلى انتظار رنّة الهاتف لمخابرة الحبيب والقلق جرّاء التفكير... وهذا الجنون قد يُصيب أي مغرم مهما كان سنّه سواء مراهق أو ناضج. ولكن السؤال يبقى ما مدى مفعول هذا الحب؟ وأنا أرى أنّ الحب المجنون الذي تسألين عنه يكون في لحظات الحب الأولى وتنتهي لحظة تسلّل الروتين إلى حياتهما أو تأكّد كل واحد منهما أنّ حبيبه له وحده وهو قادر على أن يحصل عليه ويبقى بقربه متى شاء. لذا لا أصدّق أنّ الحب المجنون يستمرّ بعد الزواج لأنّ هذه الشرارة المتوقدة تنطفئ بعدما يطمئن كل واحد أنّ الآخر أصبح ملكه.
وعن تجربة شخصية أقول إنني أحببت زوجي إلى حدّ الجنون وكانت تربطنا علاقة لسنوات طويلة، ولكن الحب الجنوني كنت أعيشه في البداية، فأنا من مواليد برج الحوت المعروف بجنونه ورومانسيته وشغفه ولكن زوجي فريد أعقل مني في هذه الأمور ويعتبر أنّ المشاعر مكانها القلب دائماً أمّا التعابير عن هذه المشاعر فيجب أن يكون لها أوقاتها الخاصة كي تُحافظ على قيمتها. وأعتقد أنّه عوّدني على «عقلنة» عواطفي. وبعد البحث والتدقيق والتجربة أصبح لديّ قناعة أنّ الحب المجنون ليس سوى الحب غير المقبول اجتماعياً كحب رجل وإمرأة من غير دين أو غير طبقة اجتماعية أو الحب الذي يجمع رجلاً متزوجاً بإمرأة عزباء أو العكس... وهكذا انطلاقاً من فكرة «كلّ محجوب مرغوب»، وكلّما وجد الحبيبان أنّ علاقتهما محفوفة بالمخاطر والمصاعب وشبح الفراق يطاردهما فيصبح لديهما رغبة أقوى في كسر كلّ الحواجز للإقتراب من بعض. وتحدّي المحظورات والمحرمات يزيد من قوة الحب وجنونه.
أمّا عن الذكرى التي قمت فيها بعمل ما من أجل من اعتقدت وقتها أنني أحبه بجنون فهي عندما أحببت للمرّة الأولى وكنت في بداية مراهقتي آنذاك وكان أبي يمنعنا من الخروج بعد الساعة السابعة مساءً، فانتظرت حتى نام والديّ وخرجت للقاء من كنت أعتقد أنني أحبه بجنون وعندما عدت والخوف يسيطر عليّ وجدت أبي في انتظاري ولا أخبرك مدى الرعب الذي عشته حينها. والطريف أنني حين أتذكّر الشاب الذي فعلت ذلك من أجله أتساءل كيف أحببته وما الذي أعجبني فيه وقتها؟