هل غيّرتكم الشهرة؟
أطفال النجوم, المهرجان القومي للمسرح المصري, حاتم العراقي, رولا سعد, مروان خوري, العالم العربي, ميريام فارس, لندن, مهرجان سينما الذاكرة المشتركة المغربي, المراهقة والفنّ, النجومية المبكرة, الشهرة , مشاهير, الصحافة المغربية, زنجبيل, شذا حسون , الفصول
29 ديسمبر 2009 الفنانة رولا سعد: الشهرة إستغلت عفويتي وجعلت شريك الحياة خياراً صعباً
لم تغيّرني الشهرة بل جعلتني وجهاً معروفاً محبوباً رغم أن حضوري أزعج البعض. أنا سعيدة بالأعمال التي أقدّمها والجديد المميّز الذي أحرص على طرحه. لا أزال الفتاة البسيطة التي تزور منزل القرية في كلباتا في الكورة في شمال لبنان، وأستقبل الجيران بملابس مريحة ودون ماكياج وأمضي أوقاتاً عائلية مع أقربائي وأطفال شقيقتي.
لقد عرفت الشهرة على مراحل منذ كنت أعمل في مجال عرض الأزياء ومن ثم مشاركتي كضيفة شرف في المسلسل السوري «الفصول الأربعة»، لكنها ليست السبب في تصالحي معها بل إيماني ونشأتي الصالحة وتقديري لما حصلت عليه.
لا أنزعج من المعجبين أو من إلتقاط الصور لأنني أحب أن أظهر طبيعية في أوقات النهار لكنني في حاجة أيضاً إلى الإبتعاد عن دائرة الضوء وتناول العشاء في أي مطعم بهدوء كأي إنسان. لم أعد أمارس الرياضة بانتظام وبت أسهر كثيراً ما حرمني من النوم الباكر. لقد جرحتني الشهرة حين أساءت إلى والدي الذي فقدته وأنا في سن صغيرة، كما أثيرت شائعة أنني حفيدة الصبوحة مسلّطة الضوء على الشبه بيني وبين إبنتها هويدا.
أخيراً الشهرة إستغلت عفويتي وحرّفتها في بعض الأحيان من خلال الصحافة وجعلت إختيار شريك الحياة صعباً لإستعادة بساطة الحياة بعيداً عن الألقاب.
هل تغيُّر الفنان شهرته؟ وإلى أيّ حدّ تتأثَّر شخصيته وعلاقته بالعالم من حوله عندما يصبح معروفاً هنا وهناك، ومحفوفاً بالاف المعجبين؟ لا شكّ أن الشهرة متصلة اتصالاً وثيقاً بالنجاح، فكلما نجح الفنان ازدادت شهرته، وكلما ازدادت شهرته حقَّق المزيد من النجاح. لكنَّ هذا لا يحدث بحسب ما يقول بعض الفنانين من دون ثمن؟ فالشهرة بنظر هؤلاء لا تخلو من سلبيات، خصوصاً من ناحية التأثير على حياتهم الشخصية. ولعل أبرز متاعب الشهرة تتمثّل في اضطرار الفنان للمحافظة عليها. في هذا التحقيق، تحاول لها أن ترصد التغيّرات التي تحدثها الشهرة في حياة النجوم وفي شخصياتهم، من خلال أسئلة وأجوبة.
الفنانة ميريام فارس: حرمتني الشهرة من حرية التنقل
لم تغيّرني الشهرة هذا ما يقوله الأقرباء والأصدقاء. أحب اللهو والحياة ولست من الفنانات اللواتي وضعن قناع الشهرة وتعالين عمّن حولهن. نضجت مع الشهرة، فمشاركتي في برنامج «أستديو الفن» جاءت خلال عمر المراهقة (١٦ عاماً) وإشتهرت فعلياً في العالم العربي قبل بلوغ سن العشرين.
لم أكن أفهم معنى الشهرة لأنني منذ البداية كنت أسعى إلى الفن لا إلى أضوائه. كنت أطمح إلى إعتلاء المسرح، شغفي الأول. ما زلت أحتفظ بأصدقائي خصوصاً صديقتي إلينا التي جلسنا معاً على المقعد الدراسي نفسه في الثامنة من عمرنا، هي شقيقة وصديقة حقيقية. لم أصبْ بغرور الشهرة ولو لثانية لأن حب العظمة يؤذي صاحبه كما حصل مع الكثير من المشاهير.
شهرتي لن تحدّد خياري لشريك الحياة بل هويتي الفنية الناجحة وشخصيتي التي عزّزتها الشهرة ولم تصنعها، أحلم برجل حنون. لا أزال الشابة المقبلة بفرح إلى الحياة والمتفائلة دوماً والمتسامحة التي تعطي الكثير من الفرص لمن أخطأ بحقّها، بعيداً عن التكبّر. لم أتغيّر خصوصاً هوسي بالتبضّع حتى أنني أحياناً أحاول التخفي للتسوّق براحة، لكنني لا أنجح ويكتشف أمري مثلما حدث معي في شارع أوكسفورد في لندن العام المنصرم.
إرتديت سترة فضفاضة وطويلة وإنتعلت حذاء رياضياً ولففت شعري بمنديل ووضعت نظارات شمسية ضخمة، كنت أشاهد العرب يمرون من أمامي مرور الكرام وأضحك إلى أن فوجئت ببعض الفتيات يصرخن «ميريام فارس!».
لا أزال «هوجة» و«ورشة» حسب تعبير والدتي أرمي أغراضي في كل مكان، أقراط مرمية ومستحضراتي التجميلية تزدحم بها غرفتي، كما أن وجبة الفطور لا تزال قوامها الجبنة (الماعز) والشاي منذ الصغر. أخيراً الشهرة حرمتني حرية التنقل حتى الخروج إلى الشرفة، أخاف من صائدي الصور.
المطربة شذا حسّون: الشهرة أحرجتني في السويد وكبّلت حياتي الخاصة
لم تتغيّر شخصيتي إنما حياتي الخاصة باتت رهن خطوط حمراء كثيرة. قبل الشهرة، كنت أخرج بحرية دون التدقيق بمظهري والتحكّم بمزاجي لكنني اليوم أحمل مسؤولية التأهّب الدائم لأي لقاء عابر مع معجب، أخشى أن يفهم برودة سلامي على أنها إستخفاف. أدرك أن هذه هي ضريبة ما حلمت به منذ الصغر حين كنت في الحادية عشرة من عمري وكانت السيّدة ماجدة الرومي النجمة التي تسحر خيالي بصوتها وأغنياتها.
كما أيقنت أخيراً أن الشهرة يجب أن يرافقها التريث في بناء العلاقات والصداقات والحذر من الآخر. لم أصب بغرور من يصطحب معه المرافقين في كل مكان ويثير من حوله ضجة، أحاول أن أكون نفسي ومع ذاتي وأتنقّل بحرية. أصبت بعقدة الحاجز مع الآخر، بت أخشى من هذا الآخر وأشكّك بصدقه وبحبه أو سعيه إلى معرفتي بسبب شهرتي، فأنا في حاجة لمحيط حميم كأي فنان تحت الأضواء.
ما زلت قريبة من صديقتي المغربية هند التي رافقتني إلى حفل في المغرب، كما أخبر الفنان اللبناني مروان خوري بكل جديد عني. أشعر أحياناً بأنني مكبّلة وأن حياتي كأي فتاة شابة تعترضها بعض الضوابط، أحب الحياة والخروج والسفر في الإجازات -التي حرمتها منذ سنتين- وتناول السمك في جبيل.
وأكره سذاجتي ونيتي الصافية تجاه الآخر والتي لم أنجح في التخلّص منها بعد. لم أنجح في قهر الشهرة حتى في السويد حين خرجت برفقة صديق لتناول الهوت-دوغ في وسط إستوكهولم وسمعت شباناً عرباً يقولون: «شباب شذا حسون!»، سررت كثيراً لكن أصبت بالحرج الشديد.