ماذا عن حفلات لبنان؟
نانسي عجرم, وائل كفوري, فضل شاكر, إليسا, محمد عبده, سيرين عبد النور, عاصي الحلاني, حفلات غنائية, أجور النجوم والفنانين, شربل ضومط, شذا حسون , شركة روتانا, عماد قانصو, متعهدو الحفلات
10 مارس 2010المتعهد عماد قانصو: حفلات روتانا كلها فاشلة وتذاكرهم وصلت إلى ألف وألفي دولار
فتوجهّنا بالسؤال للمتعهد عماد قانصو الذي استمر في إقامة عدد من الحفلات تحديداً في فندق الموفنبيك ومع أسماء محددة أبرزهم فضل شاكر وهيفاء وهبي ونانسي عجرم وعاصي الحلاني. يقول قانصو إن أجور الفنانين بالفعل ارتفعت بشكل سريع وغير مبررّ، والمسؤول المباشر عن ذلك هي شركة روتانا لأنها صارت تقتطع نسبة من أجور الفنانين بحكم عقود إدارة الأعمال. فكي تعوّض هذه النسبة على الفنان قامت برفع الأجور. وهذا ما أثر سلباً على قطاع الحفلات في لبنان، لأنه دون شك أجبر المتعهدين على رفع أسعار تذاكر الحفلات كي لا يقعوا في خسارة.
كما أن الفنان صار يهتمّ اكثر بالأعراس والحفلات الخاصة التي تُدفع فيها مبالغ كبيرة، لهذا لم يعد يكترث كثيراً للحفلات العامة التي يكون فيها أجره عادياً. أما عن الحفلات التي تنظمها شركة روتانا في بيروت، فيقول قانصو إنها فاشلة، لأن روتانا لا تأخذ في عين الإعتبار الظروف المحيطة بالحفلات. فقد أقاموا مثلاً سلسلة حفلات منتصف شهر شباط/ فبراير، بينما كان الشعب اللبناني منشغلاً بمتابعة تداعيات سقوط الطائرة الأثيوبية التي سقطت والمأساة التي رافقتها، إضافة إلى انشغالهم بذكرى استشهاد الرئيس الحريري.
وفي الوقت ذاته لم يحضر سيّاح خليجيون في هذه الفترة، وأسعار التذاكر كانت باهظة، فمن سيأتي ليحضر واللبنانيون أصلاً يعانون من ضائقة مالية! فسألنا قانصو: كيف تكون متأكداً من أن الحفلات فاشلة بينما روتانا يقولون أن هذه الحفلات تدرّ عليهم أرباحاً؟ فقال: "أنا متعهد حفلات ولي خبرة طويلة في السوق، وبمجرد أن أقيم جردة حسابية بسيطة تشمل أجور الفنانين واللافتات الإعلانية وغيرها، إلى جانب الظروف المحيطة أعرف أن الحفلات فاشلة.
ولهذا أنا أستغرب صراحة لماذا تصرّ روتانا على المتابعة في إقامة هذه الحفلات وكلنا يعلم أنها لم تحقق أي نجاح، خصوصاً أن هذا الوضع لا ينطبق فقط على حفلات منتصف شباط/ فبراير، بل الأمر ذاته تكرر في مناسبات أخرى مثل أعياد الأضحى والفطر ورأس السنة الميلادية. وكيف سيحضر الناس وسعر التذكرة الواحدة ألف دولار أميركي وما فوق...؟". ويضيف عماد أن روتانا ربما مجبرة على المتابعة في هذه الحفلات رغم الخسارة لأنها مرتبطة بعقود مع الفنانين ويجب أن تؤمن لهم عدداً من الحفلات إذ سبق وأن دفعت لهم مبالغ كبيرة، كما أنهم مرتبطون بعقود حجزوا من خلالها صالات الفنادق الكبرى. وعن الحفلات التي ينظمها هو يقول قانصو إنه يدرسها في شكل جيد ويضع أسعاراً معقولة كي يتمكن الناس من الحضور.
شربل ضومط من روتانا: نجوم الخليج يساندون المتعهدين في حال فشلت حفلاتهم
شربل ضومط الذي يتولى إدارة أعمال قسم من فناني روتانا، نفى أن تكون روتانا قد رفعت أجور الفنانين بشكل سريع وغير مبرر، وما يقوله المتعهدون عن زيادة الأجور مبالغ فيه كثيراً، لأنه إذا حصلت زيادة هي زيادة بسيطة ومعقولة. كما أنه في حال لم تنجح حفلة معينة وتسببت بخسارة للمتعهد، فإن الفنان وخصوصاً الفنان الخليجي يخفّض من قيمة الأجر المتفق عليه ويقف إلى جانب المتعهد كي "لا يخترب بيته"، وهذه سياسة تشجعها روتانا ولا تعارضها لأن الهدف من إقامة حفلات مع أي متعهد كان لفناني روتانا ليس التسبب بالخسارة بل النجاح للكلّ.
والفنان وإلى جانبه روتانا، يراعيان الظروف. أما عن الحفلات التي تقيمها روتانا في لبنان، فيقول ضومط إنها ناجحة دون استثناء والإقبال عليها كبير خصوصاً من جانب السيّاح العرب والخليجيين، وقد صار معروفاً أنهم يشكلون الجمهور الأكبر لهذه الحفلات وليس الجمهور اللبناني. أما عن مسألة التذاكر المرتفعة والباهظة الثمن فيقول ضومط أن سعر التذكرة في حفلات الفنادق يختلف بطبيعة الحال عن سعر التذكرة في المهرجان، ومن يملك المال يأتي ويسهر أما من يشعر أن أوضاعه غير مستقرة لا يسهر، لهذا الموضوع بسيط.
ويقول ضومط أن بعض المتعهدين أصبحوا لا يقبلون بالربح العادي بل يريدون مشاركة الفنان في رزقه، وأحياناً يريدون أن يقيموا الحفلة ويكون فيها الفنان شريكاً، أي لا يدفعون له أجراً بل يتفقون معه على تقاسم الربح مثلاً حسب عدد الحضور، وهذا لا يجوز لأن الناس يجذبهم إسم الفنان وليس إسم المتعهد. ويقول شربل: «كما أن فشل بعض الحفلات لا يرتبط فقط بأجر الفنان كما يقول المتعهدون، بل ربما يكون المتعهد قد أخطأ في اختيار التوقيت، أو أنه لم يجهّز الحملة الإعلانية كما يجب أو غيرها من الأمور، وفي مطلق الأحوال الفنان فعلاً يقف مع المتعهد ويسانده في حال فشلت الحفلة لا سمح الله».
لا بدّ من طرح السؤال التالي: من المسؤول عن رفع أجور الفنانين بهذا الشكل السريع وغير المبرر كما يقول متعهّدو الحفلات في مصر؟ وهل ينطبق الحال ذاته على حفلات بيروت؟ إذا أجرينا مسحاً سريعاً على سوق الحفلات الغنائية في لبنان، نجد أن عدد المتعهّدين قلّ في شكل ملحوظ بحيث انحصرت معظم الحفلات ضمن شركة روتانا بعد إنشائها قسم إدارة الأعمال والحفلات.