على شاشة دبي 'سوالفنا حلوة': رفضته المحطات وندمت لاحقاً
فاطمة الطباخ, مريم أمين , بيري كوشان, قناة دبي المائية, برنامج حواري تلفزيوني, شركة روتانا, بشار غزّاوي
09 يونيو 2010المطرب بشار غزّاوي: تقديم البرنامج لم يأخذني من الغناء وقريباً أصدر جديدي
- شاركت في برنامج «ستار أكاديمي» كي تحترف الغناء. كيف انتقلت إلى تقديم «سوالفنا حلوة»؟
أنا لم أترك الغناء واتجهت إلى تقديم البرامج، بل أحضّر لإصدار جديد قريباً وأشارك في «سوالفنا حلوة» لأنه برنامج مميز بالفعل وأفادني كثيراً وأغنى تجربتي. كما أني شاركت قبل ذلك في تقديم برامج على شاشة «ال بي سي» وتلفزيون دبي، إضافة إلى مشاركتي في برامج إذاعية في الأردن. أحب التقديم ولا أجد مانعاً في ذلك، فبعض المطربين يمثلون مثلاً ويتقبلهم الجمهور، والأمر كذلك بالنسبة إلى تقديم البرامج خصوصاً أن الأمثلة كثيرة سواء من بين زملائي في «ستار أكاديمي» أو سواهم من الفنانين الذين اتهجوا نحو ميادين أخرى.
- بالحديث عن «ستار اكاديمي» نجد فعلاً أن عدداً كبيراً من الذين تخرّجوا من البرامج عمل في ميادين أخرى. أما كان يفترض مثلاً تأسيس شركة إنتاج خاصة بهم والتركيز على الغناء فقط خصوصاً أن البرنامج نجح كثيراً، فتستفيد منهم «ال بي سي» أكثر من كونهم مذيعين؟
صحيح، لكن لا أعتقد انه يمكن أن نضع اللوم على محطة «ال بي سي» لأن الكل يعلم أن موضوع الإنتاج ليس مزحة، بل هو أمر يتطلّب إلى أموال ضخمة خصوصاً أن عدد الطلاب كبير ولسنا نتكلم عن شخص أو اثنين فقط. دون شك كان من الجميل لو تمكّنت «ال بي سي» من فعل ذلك، ولكن لها ظروفها ربما ولا يحق لي التحدث نيابة عنهم، لكني أعرف أن الإنتاج ليس سهلاً في هذا العصر. ومن ناحية أخرى «ال بي سي» لم تهمل أحداً، بل وقفت بجانبنا وساعدتنا في أمور كثيرة.
- قدمت برامج وحدك واليوم ضمن مجموعة في «سوالفنا حلوة». ما هو الفرق الذي لمسته بين التجربتين؟
لا يمكن أن نقارن خصوصاً أن البرامج التي قدمتها سابقاً تختلف كثيراً عن «سوالفنا» وكانت عبارة عن مسابقات بسيطة وبرامج ترفيهية. بينما «سوالفنا حلوة» يتطرّق إلى مواضيع كثيرة وجادة لها علاقة بصلب حياتنا ومشاكل المجتمع. لكننا نقدمها بإطار مختلف ومبسّط فنتمكن من إيصال الفكرة وإغناء ثقافة المشاهدين لأنهم يتعلمون الكثير، دون أن نكون «ثقيلي الظلّ». (يضحك ثم يقول) أما عن مسألة تقديم برنامج وحدي أو مع سواي، فهذه ليست عقدة بالنسبة إليّ لأني بالأساس لست مذيعاً محترفاً والإعلام ليس مهنتي، بل أقوم بدوري في البرنامج كمتحدث من الأردن. لكن بالفعل البرنامج مميز ويلاقي نجاحاً كبيراً لناحية المشاهدة وإلاّ لما استمرّ.
- البرنامج يتطلّب وقتاً طويلاً بين التحضير والتصوير. ألم يؤثر ذلك في فنّك ويجعلك غير متفرّغ؟
كلا، لأننا نصوّر في فترات محددة أي لسنا طوال الوقت في بيروت ونصوّر حلقاتنا في شكل أسبوعي، بالتالي لديّ كل الوقت كي أتفرّغ لفني، والدليل أني بدأت بتسجيل أغنيات جديدة خاصة بي، إضافة إلى تلحيني قسماً مهماً من أغنياتي ومن أغنيات زملاء وفنانين آخرين، بينهم زوجتي في ألبومها المقبل. لكني أفضّل عدم الكشف عن أسماء الباقين ريثما تصبح الأمور مؤكدة.
- تعاونت مع شركة روتانا سابقاً وأنتجت لك ولزوجتك أغنيات منفردة وكليبات، لكنك أصدرت أغنيتك الأخيرة «يا سلام» من إنتاجك الخاص، لماذا؟
صحيح، لأني لست متعاقداً مع روتانا على إنتاج ألبومات، بل تعاونا فقط على صعيد أغنيات منفردة. ألبوم سلمي المقبل سيكون من إنتاج روتانا كونها وقعت معها أخيراً عقداً لمدة خمس سنوات، بينما أنا أنتج لنفسي لأني تلقيت عروضاً مختلفة ولا أعرف بعد أين يمكن أن أرسو.
الممثل الإماراتي مروان صالح
مروان صالح الذي لم نتمكن من محاورته بسبب سفره، هو أيضاً أحد العناصر في برنامج «سوالفنا حلوة»، واشتهر بداية كممثل شاب من الإمارات. بدأ التمثيل منذ أن كان صغيراً (في سنّ السابعة) وشارك في أعمال مسرحية عديدة خصوصاً أنه من عائلة فنية وهو إبن الفنان المعروف عبدالله صالح وكان يرافق والده إلى المسارح ومواقع التصوير. لهذا تعلّق بالتمثيل وتشرّب حب الفن واعتاد على الكاميرات مما ساهم في كسر حاجز الخوف والرهبة لديه. من أبرز هواياته كرة القدم، وقد مارسها في سنّ المراهقة، لكن حب التمثيل كان أقوى بكثير مما دفعه إلى ترك ذلك المجال والإتجاه نحو أضواء مختلفة. «المصير» كان عنوان أول مسرحية للأطفال شارك فيها، ثم تمرّس ووصل إلى الإحتراف مع العديد من المسلسلات الدرامية الناجحة.
هو واحد من أنجح برامج الـTalk Show العربية التي تبنّتها محطة تلفزيون دبي، خصوصاً أن فكرته غريبة وجديدة كلياً على أعراف الإعلام العربي. ونقول تبنّتها لأن برنامج «سوالفنا حلوة» هو فرنسي في الأساس، إشترت حقوقه المنتجة بيري كوشان وقدمتها للعالم العربي. لكن كثيرين رفضوا الفكرة معتبرين أنها غير مناسبة لمحطاتنا ومشاهدينا ولن يتقبّلها أحد حسبما صرّحت به كوشان نفسها في حوار مع «لها». فأخذت محطة دبي الفكرة على عاتقها وراهنت وكسبت الرهان ليصبح البرنامج من الأكثر مشاهدة ومستمراً بالنجاح منذ بداية عرضه قبل سنتين. في استوديوهات «بيروت هول» في بيروت، أجرت «لها» هذا التحقيق مع نجوم البرنامج ومقدّميه الوافدين من دول مختلفة، مريم أمين وابراهيم بادي وريتا خوري وفاطمة الطباخ وبشار غزّاوي وإلهام التي انضمّت أخيراً بعد اعتذار نوليا مصطفى التي أصبحت أماً وتريد أن تتفرّغ لأمومتها. أما الإماراتي مروان صالح فكان عليه المغادرة بسرعة بعد التصوير ليستقلّ الطائرة ويتابع تصوير دور جديد له في أحد المسلسلات، فلم نتمكن من محاورته.
مريم أمين: لا أعتبر نفسي المذيعة الرئيسية لأن لكل واحد دوراً رئيسياً في تمثيل بلده
- يحقق برنامج «سوالفنا حلوة» نسبة مشاهدة عالية في مختلف الدول العربية ويعرض منذ حوالي السنتين. ماذا تقولين عن نجاح البرنامج؟ هل حصل ذلك في شكل تصاعدي أم لمستم النجاح مع الحلقات الأولى؟
بالفعل نجح البرنامج وتطوّر في شكل تصاعدي، لأنه في البداية كان غريباً على الناس كونه يضمّ سبعة مذيعين، وهذا الأمر لم يكن موجوداً في الوطن العربي سابقاً، إضافة إلى تعدد الضيوف بحيث قد يصل عدد الأشخاص في الحلقة الواحدة إلى ثمانية أو تسعة أشخاص، وهذا ما لم يحصل مسبقاً في عرف الإعلام العربي. هذا الأمر تطلّب وقتاً كي يعتاد الناس عليه ويتقبلوه ويحبوه، لهذا حصل النجاح والتطوّر بشكل تصاعدي فعلاً. لكنه حقيقة تطوّر في شكل كبير جداً وفي مختلف الدول.
- قلت إن الجديد في «سوالفنا حلوة» كان وجود أكثر من ثمانية أشخاص في الحلقة الواحدة. لكن هذه التجربة سبق أن تعرّف إليها الجمهور العربي من خلال برنامج «شاكو ماكو» («حديث البلد» حالياً) مع نيشان على شاشة «نيو تي في» ولو اختلف البرنامجان؟
هذا صحيح. لكني قصدت وجود تعدد في المذيعين وليس عدد الضيوف كما في «شاكو ماكو» أو «حديث البلد»، هذا هو الجديد. من الصعب جمع هذا العدد من المذيعين في برنامج واحد خصوصاً أن كل واحد منهم يفترض أن يشارك ويتحدث ويتفاعل حاملاً وجهة نظره من منطلق ثقافة البلد الذي يأتي منه. ومن المهم جداً أن يظهر الكلّ بشكل متناسق دون أن يطغى أحد على الآخر ودون مشاكل، وبهذا الشكل يبقى البرنامج متماسكاً ومحافظاً على مستوى مميز. وهذا مجهود ضخم مستمر منذ سنتين، والجمهور يقدّر ذلك.
- كيف يتمّ التنسيق بين كل هؤلاء المذيعين في الوقت الذي نعرف فيه أن كل شخص يريد ربما أن يظهر نفسه أكثر؟
دون شك هذه الأمور موجودة، إذ يُحتمل وجود بعض الحساسية أحياناً، لكننا تخطينا ذلك بعدما عانينا منه في البداية صراحة. حتى أننا وصلنا إلى مرحلة لا يشعر فيها المرء بأن هناك مذيعاً رئيسياً (المفترض أنه أنا) فيما الباقون متحدثون، لأن كل واحد أصبح مذيعاً رئيسياً يتكلّم بإسم بلده. الفكرة وصلت إلى الناس وشكل البرنامج أصبح معروفاً، فانتفت الحساسية لأن كل واحد منا صار يعرف تحديداً ما هو دوره. مهمتي هي تنظيم الحديث وتنسيق الحوار كي لا تحصل فوضى لا أكثر. هذا التنسيق الذي وصلنا إليه بشكل محترف هو دون شك نتيجة تراكم الخبرات منذ اليوم الأول لبدء تصوير البرنامج ونتيجة تفاعلنا جميعاً بعضنا مع بعض وانسجامنا. لهذا لا يشعر المشاهد بالمنافسة بيننا.
- كل واحد منكم يأتي من بلد معين وبخلفية ثقافية واجتماعية بعيدة عن الآخر. أنت شخصياً كيف تأقلمت مع مختلف هذه الثقافات التي تجمع بين السعودية والإماراتية واللبنانية والأردنية الكويتية والمصرية...؟
أنا شخصياً لطالما كنت منفتحة على الثقافات الأخرى ويهمني معرفة ما يجري، أي لم أحصر نفسي ولا مرة داخل حدود مصر لهذا أفهم مختلف اللهجات من الخليجية إلى اللبنانية دون صعوبة، فأنا مطلعة وأعرف نجوماً كثيرين من مختلف الدول، لهذا أفهم كل ما يقال في البرنامج وأستوعب ما يرغبون في طرحه. هذا عدا عن أني أجلس مع كلوديا مرشيليان التي تتولى إعداد الحلقات أكثر من مرة قبل التصوير، فتجدينني تشرّبت المضمون بشكل جيد بسبب هذه الإجتماعات مع مسؤولة الإعداد وكل الفريق المشارك أيضاً. البعض يعتقد أننا ندخل الاستوديو ونطرح الأفكار ونتناقش بشكل إعتباطي، لكن هذا غير صحيح لأن كل شيء محضّر مسبقاً دون إلغاء عنصر العفوية طبعاً. لهذا تجدينني اعرف كيف أوقف أحداً عن الكلام كي ننتقل إلى آخر دون أن آخذ من مساحته أو أؤثر في الفكرة التي يريد قولها.
- الإعلامي عمرو أديب يقول إنه ليس من مدرسة المذيعين الذين يحضّرون مسبقاً، بل يعتبر نفسه رجلاً يقول للناس كل ما يشعر به. أتوافقينه الرأي؟
دون شك عمرو أديب لم يكن يقصد بكلامه أنه يطلّ على الناس في شكل إعتباطي ودون تحضير، لأنه لا يوجد مذيع لا يحضّر موادّه في وقت مسبق، بل هو بالتأكيد يقصد موضوع العفوية وتقديم المواضيع دون فلسفة. ما يختلف هو كيفية الطرح، حتى أن بعض المذيعين يقرأون عن الـ Auto Cue (أي الشاشة الصغيرة التي توضع أمام المذيع وينقل عنها الكلام الذي سيقوله). أنا طبعاً أرفض هذا الأمر وأفضّل أن يطرح كل شخص المواضيع بطريقته الخاصة وليس حرفياً وبشكل منقول. المذيع إنسان ويمكن أن يخطئ وهذا ليس عيباً، وعندما يكون مذيعاً متمكناً يقلب الموضوع إلى ضحك ربما فيمرّ الخطأ دون ان يكون ذلك كارثة. كما أني أفضل أن يبقى المذيع على بساطته كي يفهمه الكلّ من مختلف الطبقات الإجتماعية والثقافية... وهذه هي الطريقة التي يعتمدها كل المشاركون في «سوالفنا حلوة»، وأنا واحدة منهم منذ بدأت أطلّ على الشاشة. أقول المواضيع بطريقتي دون أن أضيّع في الوقت ذاته مجهود المعدّين كي أبدو أني أفهم أكثر من سواي، بل أسلوبي هو «السهل الممتنع» بينما البعض نجاحهم في فلسفتهم.
- هل أنت ضدّ هذا النوع من المذيعين؟
كلا أبداً، بل قلت إن بعضهم ينجح في هذه الطريقة، أي تركيب الجمل بشكل مدروس وبلغة أنيقة... لكني لست منهم ولا أستطيع أن أكون.
- لكن كمشاهدة ألا تشعرين بالمبالغة وتقولين «اوففف»؟
(تضحك) لا أريد أن أظلم أحداً، لكن لا ننسى أن بعض المواضيع تفرض جدية معينة، منها المواضيع الدينية مثلاً أو الثقافية أو الإجتماعية الحساسة، بينما في المنوعات الأمر يختلف. وأنا شخصياً متى تقدمت في السن واتجهت نحو برامج مختلفة وبعيدة عن المنوعات، قد يتغير أسلوبي لكن دائماً ضمن إطار «السهل الممتنع».
ملكة جمال مصر إلهام وجدي: تلقّيت عروضاً كثيرة للتمثيل لكني وجدت نفسي في«سوالفنا»
- كيف تم الإتفاق بينك وبين القيمين على البرامج خصوصاً أنها تجربتك الأولى؟
فكرة التقديم موجودة في بالي منذ مدة طويلة وكنت أطمح إلى التلفزيون صراحة، لكني لم أجد سابقاً ما يناسبني. إتصلوا بي من البرنامج وقالوا لي إنهم في حاجة إلى عنصر مصري جديد، وطلبوا مني أن نحاول بداية من باب التجربة وعلى أساسها إما نكمل وإما لا، فوافقت طبعاً وقلت: «لمَ لا، انشالله خير».
- كنت تعرفين البرنامج مسبقاً وتشاهدينه على شاشة تلفزيون دبي؟
نعم طبعاً، خصوصاً أن مريم أمين صديقتي وتابعت البرنامج عندما بدأ من أجلها، لكني تعلّقت به لاحقاً لأنه برنامج مميز بالفعل. لا أستطيع القول إني شاهدت كل حلقات البرنامج، لكني تابعته.
- إلى أي مدى كان صعباً عليك المشاركة في تقديم «سوالفنا حلوة» كونه يضمّ أكثر من مذيع، ويفترض أن يتفاعلوا مع بعضهم ويعلّق كل منهم على الآخر أو الموضوع المطروح، أي هناك صعوبة في التأقلم؟
على العكس، هذه الميزة في البرنامج أتت لصالحي ولم تتسبب بإرباكي كوني أشارك الآخرين ولا خبرة تلفزيونية لديّ. لا أعتقد أني كنت قادرة ربما على تقديم برنامج وحدي في أول تجربة لي في هذا المجال. أكثر ما ساعدني في «سوالفنا حلوة» هو هذه النقطة بالذات، لأني لست مضطرة للتحدث طوال الوقت، وإن حصل خطأ يساندني الآخرون... لو قدمت برنامجاً وحدي لكنت واجهت صعوبة أكبر دون شك، لكن وجود سبعة مذيعين معاً سهّل الأمور.
- أغلب الناس ينظرون إلى ملكات الجمال على أنهنّ مجرّد حسناوات على طريقة «كوني جميلة واصمتي». بينما برنامج «سوالفنا حلوة» يتطرّق إلى مواضيع متشعّبة ومنوّعة ويحتاج إلى خلفية ثقافية معينة. هل سمعت تعليقات مماثلة فقط لأنك جميلة؟
للأسف الشديد نعم، وأغلب من ألتقيهم لديهم تفكير مُسبق أن كل جميلة هي دون شك غير مثقفة، حتى أن بعضهم يقول ذلك مباشرة لي ودون خجل. أحياناً أضحك لأني اعتدت على ذلك خصوصاً أني مقتنعة بأن هذا التفكير ليس صحيحاً ولا ينطبق على كل الجميلات. لهذا لست مضطرة للتبرير والمجاهرة بأني مثقفة، بل أثبت ذلك من خلال أسلوبي في «سوالفنا حلوة»، وإلاّ لما استمرّيت. فهو فبالفعل برنامج يحتاج إلى خلفية ثقافية مهمة كونه يتناول مواضيع مختلفة ومتشعّبة، وأيضاً يعرض الأفكار عن بعض القضايا المطروحة من زوايا مختلفة ومن بلدان مختلفة. وبالتأكيد يصعب على شخص غير مثقف التأقلم مع أجواء مماثلة، وإلاّ ماذا سيقول؟! لم أحاول مرة في كل الحلقات التي شاركت فيها أن أُبيّن ثقافتي بأسلوب مبالغ فيه فقط كي أثبت أني مثقفة. إن كنت مثقفة سيظهر ذلك دون أن أتفلسف، وإن كنت تافهة أيضاً سيظهر ذلك. كل ما أستطيع قوله إن الناس ربما يحتاجون إلى وقت أطول كي يغيّروا هذه النظرة إلى الجميلات لأنه يستحيل أن يكنّ جميعهنّ كذلك. وفي كل مجال هناك الجيد والرديء.
- المباريات الجمالية على صعيد عربي لا تُقام إلاّ في مصر ولبنان. هل تجدين أن العالم العربي يقدّر هذه المسابقات وأهدافها؟
طبعاً، وهذا ما ألمسه من خلال تعامل الناس معي. في نهاية الأمر مساحتي صغيرة ومحدودة ولا أستطيع من خلالها أن أغيّر الكون. لكن من خلال دوري أقوم بما أنا قادرة عليه، والحمدلله الناس يقدّرون ذلك.
- يُحكى دائماً عن أهداف ومشاريع إنسانية واجتماعية يفترض أن تتبناها «ملكة الجمال». ما هو المشروع الذي تبنيّته؟
إخترت موضوع مرض السرطان وإلى جانبه الأيتام، لكني ركّزت أكثر على السرطان لأنه مرض صعب جداً ولأني أعرف كثيرين أُصيبوا به للأسف، أي أعرف حجم المعاناة والتعب. قد لا أستطيع تقديم الكثير لكن على قدر الإمكان نحاول المساعدة ولفت نظر الجميع إلى هذه المسألة.
- هل تلقيت عروضاً تمثيلية في مصر؟
نعم، لكن للأسف لم أوافق على المشاركة في أي منها لأني لم أشعر بأي حماسة تجاه الأدوار التي عُرضت عليّ، إذ كلّها يتمحور حول فكرة الفتاة الجميلة وأنا لا أريد الظهور بهذا الشكل أمام الجمهور. وأنا لا أقصد بكلامي أن هذه الأدوار تضمّنت ما يخدش الحياء مثلاً أو أني رفضتها لأسباب أخلاقية، بل رفضتها لأنها لا تحمل أي معنى وأي هدف. دوري «مجرّد بنت قمورة وخلاص، منتهى التفاهة»، ويستحيل أن أقبل بهذا.
الإعلامية ريتا خوري:كنا نزعل من بعضنا أحياناً... ولست ضدّ برامج إلقاء النكات
- «سوالفنا حلوة» يختلف عن كل البرامج التي قدمتها وعن أي تجارب إعلامية سابقة لك. حدثينا عن هذه التجربة؟
بعد حرب تموز/ يوليو غادرنا لبنان أنا وزوجي إلى فرنسا على أساس أن القرار نهائي ولا ننوي العودة مطلقاً بسبب ما عانيناه. وُفّق زوجي بعمل محترم هناك، مما عزّز فعلياً هذا القرار، و«كنت عن جد مش ناوية إرجع». لكن أحد الأشخاص أخبرني أن المنتجة بيري كوشان تبحث عن أناس للعمل معها، وكانت في باريس في ذلك الوقت. إتصلت بها ثم التقينا، فأخبرتني عن فكرة البرنامج وطبيعته، وقالت لي إني لن أكون المذيعة الرئيسية بل أشارك في التقديم ضمن مجموعة. فقلت لها إن هذا الأمر لا يشكّل عقدة بالنسبة إليّ على الإطلاق. بيري شرحت لي أن مهمتي في البرنامج هي وظيفة Chroniqueur في اللفظ الفرنسي و Chronicler بالإنكليزية (ولا وجود لمرادف لها بالعربية)، وأعتقد أن التفسير الأقرب لها هو «متحدّث» أو «معلّق» أو «سارد للخبر»، وهو اختصاص قائم بحدّ ذاته. خضعت لدورات تدريبية في هذا المضمار وهكذا بدأت في البرنامج واستمريت فيه وأحببت التجربة كثيراً. خصوصاً أن هذا الشخص المتحدث ليس ضرورياً أن يكون مذيعاً بل ممثلاً ربما أو مطرباً، لكن المهم أن يكون مثقفاً ولديه القدرة على الحوار والتحاور والنقاش وأن يوصل فكرته في جملة واحدة مفيدة ربما دون فلسفة وكثير من الشرح. وهذا أكثر ما أعجبني في البرنامج وشدّني إليه.
- يُفترض أيضاً أن ينقل كل واحد منكم فكرته إنطلاقاً من ثقافة بلده؟
(تضحك) هذا أصعب ما في البرنامج في ما يخصّني أنا كوني لبنانية، وتعرفين أن لبنان ليس عبارة عن مجتمع واحد بل مجموعة مجتمعات وثقافات وحضارات.
- قلت إنك اتخّذت قراراً بعدم العودة إلى لبنان؟
صحيح كما أني شعرت بأني قد لا أعود إلى التلفزيون أيضاً، لكني وجدت نفسي كثيراً في تركيبة «سوالفنا حلوة». لست معقدة وكثر يستغربون كيف أني أشارك في التقديم بعدما توليت تقديم البرامج وحدي، وهذه البرامج حققت نجاحاً كبيراً خصوصاً «الحلقة الأضعف» على شاشة تلفزيون «المستقبل». لكني لم أستغرب الأمر وتكيّفت وتأقلمت.
- تمكنت من التأقلم رغم المشاكل التي حصلت بسبب تقاطع الأفكار مثلاً؟
(تضحك) صحيح، وقد عانينا من هذا الأمر في البداية وكنا نشعر بالإرتباك ونزعل من بعضنا أحيانا ونقول «فلانة قاطعتني عن الكلام ومدري شو». لكن مع مرور الوقت تجاوزنا هذه الناحية لأننا اعتدنا على بعضنا اكثر وباتت حبكة البرنامج أكثر تماسكاً. مع كل جديد نحن في حاجة إلى بعض الوقت كي نعتاد عليه مهما بلغت درجة حرفيتنا.
- «سوالفنا حلوة» يأتي ضمن سلسلة البرامج التي قدمتها المنتجة بيري كوشان إلى العالم العربي إلى جانب «شاكو ماكو» و«تاراتاتا» والتي يُقال عنها إنها كسرت بعض التقاليد السائدة في الإعلام العربي. لماذا نجحت هذه البرنامج واستوعبها الجمهور بهذا الشكل السريع؟
ما تقولينه صحيح، لكن هذه البرامج لم تحصد النجاح مع بداية ظهورها بل عانينا صعوبات جمّة. قد لا يحق التحدّث عن برامج سواي، لكن بالنسبة إلى «سوالفنا حلوة» أعرف أننا لم نحقق الهدف منذ اليوم الأول، والمشاهدون استغربوه كثيراً ولم يتقبّلوه. ولكن لاحقاً تجاوبوا مع الفكرة بعدما استوعبوها في شكل واضح وأحبّوها، لكن هذا الأمر تطلّب وقتاً. الموضوع كان مختلفاً مع «شاكو ماكو» (حديث البلد) لأنه يضم مذيعاً واحداً وعدة ضيوف، وطبعاً «تاراتاتا» برنامج غنائي ترفيهي وبالتالي لا تجوز المقارنة، إلاّ من ناحية كسر بعض الأعراف أو التقاليد السائدة في الإعلام العربي. لكن الإقبال على «شاكو ماكو» و«تاراتاتا» كان أسرع برأيي، بينما نحن في البداية كان المشاهد يحتار ولا يعرف ما إذا كنا ضيوف البرنامج أم مذيعيه. من ناحية أخرى، النجاح في كل هذه البرامج لم يحصل إعتباطياً بل لأنه نفّذ على أيدي أشخاص محترفين عرفوا كيف يوصلون أفكارهم، وربما لو نُفّذت هذه البرامج عن طريق شركات أخرى عدا بيري كوشان لما نجحت، لا أعرف. فالأساس ليس فكرة البرنامج وحدها بل كل الفريق الذي يشارك في تنفيذه، والناس يبحثون دائماً عن الجديد ولم يعد لديهم الصبر لسماع الأشخاص أنفسهم يتحدثون لساعات. وبالمناسبة، محطات كثيرة لم تتقبل برامج بيري في البداية ورفضتها وهي اليوم تقول «ليتنا اشترينا هذا البرنامج».
- صحيح، هي قالت ذلك في حوار خاص مع «لها»!
نعم، هذه النوعية من البرامج هي مستقبل التلفزيون برأيي.
الإعلامية فاطمة الطباخ: «سوالفنا حلوة» غيّر شخصيتي وأنا أنانية دون أن أُزعج الآخرين
- منذ متى تشاركين في تقديم «سوالفنا حلوة»؟
بدأت منذ الحلقة الأولى بعد أن قدمت عدة برامج في بلدي على شاشة تلفزيون الكويت، لكني أعتبر أن بدايتي الحقيقية في التقديم كانت مع «سوالفنا حلوة» وأعتبره البرنامج الذي عرّف الناس إليّ وحقق لي نسبة مشاهدين لم تكن متوفّرة سابقاً في برامجي على شاشة تلفزيون الكويت.
- ماذا عن المشاركة الجماعية في تقديم البرنامج؟ كيف تنظرين إليها؟
هي أجمل ما في «سوالفنا حلوة» والعنصر الذي يميّزه. اعتدنا على رؤية البرامج التلفزيونية مع مذيع واحد أو مذيعين ربما وبالكاد هما قادران على التنسيق بينهما، أو أن الضيف يضيع أحياناً بسبب سوء التنسيق. لكن مع «سوالفنا حلوة» إختلف الموضوع إذ تجدين أن كل العناصر مترابطة، فصار بإمكاننا أن نتعلم كيف نتكيّف مع مذيعين آخرين معنا وكيف نتخلّى عن الأنا التي في داخلنا، كيف نستمع إلى الآخرين وكيف نصمت لنصغي خصوصاً أن بعض الآراء التي تمرّ نسمعها للمرة الأولى، وهذا أمر مهم جداً لأنه ليس بالضرورة أن تكون مهمة المذيع هي الكلام طوال الوقت أو قطع الطريق على غيره. حقيقةً، البرنامج علّمني الكثير، حتى شخصيتي تغيّرت.
- لكن ليس من السهل أن يتكيّف المرء مع مذيعين آخرين ولا بدّ من وجود حساسية معينة لأن كل شخص يحلم بتقديم برنامجه الخاص؟
صحيح، لذا أعتقد أن من ينجح في تقديم «سوالفنا حلوة» دون التفكير في «الأنا» هو شخص مرن لا يعرف الحقد ومستعد للتعاون مع الآخرين.
- لكن عندما يقول شخص ما إنه يرغب في تقديم برنامجه الخاص لا يكون أنانياً بالضرورة بل طموحاً ربما؟
طبعاً وأنا لم أقصد شيئاً سلبياً وليس عيباً أن يفكر الشخص في تطوير نفسه يوماً بعد يوم. هذا موجود في طبيعة الإنسان نفسه، وأي شخص ناجح لا بدّ أن يكون أنانياً يفكر في نفسه، لكن بالمعنى الإيجابي للكلمة وليس السلبي.
- هل أنت أنانية؟
نعم لكن أنانيتي لا تضرّ بأحد أي لا تندرج ضمن خانة الأنانية المؤذية التي قد يعتدي المرء من خلالها على الآخرين ويضرّ بهم من أجل تحقيق غاياته. من الجميل أن يفكر المرء في الأفضل دائماً.
- قلت إن «سوالفنا حلوة» أخرجك من دائرة المحلية. لكن بينك وبين نفسك، ألا تفكرين أحياناً أنك كنت مرتاحة أكثر في عملك في الكويت لأنك تقدمين برنامجاً وحدك ولك فيه الحرية المطلقة؟
(تضحك) بما أننا نتحدث عن الأنانية لا بدّ أن أقول لك إني كنت مرتاحة أكثر في تلفزيون الكويت. لكني مرتاحة كثيراً في «سوالفنا حلوة» وأقول إنها تجربة مميزة جداً. لكن من ناحية أخرى لا يستطيع المذيع دائماً أن يُظهر كل إمكاناته وأدواته خصوصاً أني خجولة بعض الشيء، وأخاف أن أستمر في الكلام وأكون آخذ من مساحة سواي، عكس ما قد يحصل عندما يقدم برنامجاً وحده. لست مستعجلة لكني أدرس خطواتي جيداً وإن شاء الله سأصل إلى تحقيق طموحاتي. وفي الوقت الحالي أستمر في متابعة الهواية الأخرى التي أحبها أي التمثيل. فقد شاركت العام المنصرم في مسلسل خليجي عرض في رمضان على أكثر من قناة. كما أني صوّرت مسلسلاً ثانياً سيعرض أيضاً في رمضان المقبل وتشارك فيه مجموعة من أبرز الممثلين.
الإعلامي ابراهيم بادي: أرفض «الكليشيهات» ويعتبرونني الأكثر تحرراً
«قبل «سوالفنا حلوة» كنت أعمل في مجال الصحافة المكتوبة وتناولت مواضيع مختلفة في مجالات كثيرة، لهذا عندما عُرض عليّ تقديم البرنامج، لم أجد صعوبة في تنفيذه لأنه يتناول مواضيع مختلفة وليس محصوراً في إطار معين. ومن الضروري الإشارة إلى أننا نتحدث في البرنامج بصفة «متحدّث» وليس مذيع، إذ كل واحد منا يمثل ثقافة بلده فينطلق في تعليقاته من الخاص إلى العام، وهذا ما يميّز البرنامج. ولا ننسى أن غالبية برامج الـ Talk Show صارت تتجه إلى كسر ما كان متعارفاً عليه، وتميل إلى الدراما العفوية المدروسة. في ثانية واحدة فقط، يمكن أن ينقلب الموضوع الجدي إلى مزحة بسبب كلمة يقولها أحدهم. أنا مثلاً كنت أقول: «شو جايبيلنا أطفال على البرنامج» بعد تعليق مثلاً من زميلتنا إلهام كونها الأصغر بيننا، لكني أقولها من باب المزاح طبعاً. هذه الناحية في البرنامج أراحتني كثيراً وجعلتني أتكيّف وأزالت من أمامي هاجس «التجربة الأولى في التقديم».
- كيف تمّ الإتصال بك بدايةً خصوصاً أننا نعرف أن أكثرية البرامج تتجّه إلى التعاقد مع الوجوه المعروفة؟
هذا صحيح، لكن مع «سوالفنا حلوة» الأمر مختلف، لأن التركيبة الأساسية للبرنامج هي أن يقدّمه صحافيون، وهذا ما يحصل في النسخة الأساسية له. لهذا، الموضوع لا يتعلّق فقط بأشخاص معروفين بل بأناس مثقفين ولديهم ملكة التعامل مع الآخرين وعرض المواضيع بسلاسة. في أحيان كثيرة تتمّ الإستعانة بأشخاص لديهم خبرة كبيرة في مجال التقديم لكنهم لا يتكيّفون مع طبيعة البرنامج لأنه عبارة عن تركيبة تضمّ عناصر منوّعة وقادرة في الوقت ذاته على التكيّف والتأقلم. وعلى هذا الأساس اختير الأشخاص الذين يشاركون في تقديم «سوالفنا حلوة». هناك شخص واحد يتولّى مهمة تقديم البرنامج، أي مريم أمين، بينما أنا والباقون نقوم بوظيفة «المتحّدث».
- ذكرت أن مهمة كل شخص هي عرض الموضوع من منطلق ثقافة بلده، وأنت تمثّل السعودية، أي المجتمع المحافظ الذي له خصوصيات كثيرة. هل شعرت بأنك مضطر أحياناً لمسايرة هذا المجتمع حتى ولو اختلف ذلك مع رأيك الشخصي؟
من يتابع حلقات البرنامج يلاحظ أني في أحيان كثيرة أكون متحرراً في آرائي أكثر من سواي بكثير. حتى أن مريم مثلاً كانت تقول لي: «بما أنك الأكثر تحرراً بيننا ماذا تقول عن كذا وكذا...». ولا ننسى في المقابل أني عملت سابقاً في الصحف، وبالتالي أعرف دون شك «إيش المسموح وإيش اللي مش مسموح». لا أتجاوز الخطوط الحمراء، وذلك ليس لأني سعودي، بل لأني أطلّ على شاشة عربية ويفترض أن أحترم الشخص المتلقّي في البيت، وألاّ أقول أموراً قد تخدش حياءه أو يشعر معها بأننا نعتدي على خصوصيته. وهذا موجود في كل التلفزيونات ولا ينطبق فقط على السعودية. هناك دائماً خطوط حمراء لا يجوز تخطّيها. والمشاهد العربي مطلع كثيراً على ثقافة الغرب ويشاهد مختلف البرامج الغربية، لهذا لا يمكن أن نظهر تقليديين إلى حدّ المبالغة. من يتابع كل الحلقات، يستطيع أن يميّز طبيعة كل شخص لأننا نطرح أحياناً نقطة معينة تتحمل نقاشاً طويلاً جداً. بالتالي يمكن متابعتها في مكان آخر وفي حلقة أخرى بطريقة عفوية. لهذا من يشاهد البرنامج على فترات متباعدة، قد يعتقد مثلاً أني محافظ وتقليدي لأنه يكون قد سمع جانباً من الرأي وليس كلّ الرأي. بينما من يتابع باستمرار يعرف أني من الجيل الجديد ومن جيل الشباب الذي لم يعد يريد سماع المسلّمات و«الكليشيهات» والأمور التقليدية، خصوصاً في ظلّ الإنفتاح الحاصل.