فادي حدّاد.. أعتبر روتانا ثروة في عالم الإنتاج..

نجوى كرم, ملحم زين, إليسا, هيفاء وهبي, وائل جسار, فادي حداد, نورت مع أروى, وليد ناصيف, سعيد الماروق, فارس كرم, شركة روتانا, المخرجة رندا العلم

08 يوليو 2010

صورته هويّته وفكرته تجسّد إحساسه فيكوّنان عملاً متكاملاً  يكون محطّ أنظار الجميع ويستقطب إليه العديد من الفنانين للتعاون معه في إخراج صورتهم بحلّة بهيّة. ثماني عشرة سنة وهو يصعد السلّم درجة درجة ليحفر له إسماً في عالم الإخراج. المخرج فادي حدّاد الذي يكشف أسباب استمراريّته في العمل رغم تراجع سوق الإنتاج والكليبات في حوار خاص بـ «لها».

- حققت نجاحات عديدة وانتقلت من العمل كمدير تصوير إلى مخرج. كيف ثبّت هذه الخطوات؟
مضى على وجودي ثماني عشرة سنة في هذا المجال وأنا  إبن المصلحة ولم أتعدّ عليها يوماً. سعيد جدّاً بالنجاحات التي حقّقتها لأنّني بنيتها بتأنّ ورويّة ولم أصعد السلالم دفعة واحدة. ما زلت أتعلّم ولم أصل إلى مبتغاي إلى اليوم. كلّ يوم أخضع لإمتحان في عملي.

- إفتتاحك للاستوديو شجّع العديد من الفنانين على التعامل معك لأنّك تمتلك المعدّات التصويريّة، وهذا ما يساهم في تقليص كلفة الإنتاج؟
كلّنا يعلم أنّ الأزمة الإقتصاديّة أرخت بثقلها على مختلف القطاعات. وبالنسبة إلى مجال الإخراج فإنّ كلفة الإنتاج ارتفعت. نتيجة هذا الوضع، ولكي لا يتوقّف الفنانون عن إنتاج الكليبات ارتأيت أن أفتتح الاستوديو وأن أخفّض كلفة الإنتاج من خلال تقديم «رزمة» متكاملة من كلفة معدّات وإضاءة وتصوير ومونتاج تتلاءم والأوضاع الإقتصاديّة اليوم. في لبنان هناك ثلاثة استوديوهات تحتكر سوق العمل الإخراجيّ بأسعار باهظة، فكي لا يقف السوق قدّمت لكلّ من يحبّ ولكلّ من يهمّه هذا المجال أسعاراً منخفضة كي يتمكّن الفنانون من تصوير كليباتهم. لم نعد نشاهد الكليبات بوفرة على الشاشة لأنّ السوق في تراجع ملحوظ. سابقاً كنّا نشاهد شهريّاً ثمانية أو تسعة كليبات اليوم لا يتخطّى عددها الكليبين شهريّاً. إلى ذلك هذه الكلفة المنخفضة ليست على حساب النوعيّة التي أقدّمها، إذ أسعى دائماً إلى تقديم الأفضل والأجمل. والدليل أنّ هناك كليبات تستغرق أكثر من يوم ويومي تصوير بكلفة متدنّية، وذلك بغية تقديم الأفضل بالسعر الأمثل. هذه العمليّة التي قمت بها تنقسم تداعياتها شقّين: هناك المؤيّد لها وهناك غير المؤيّد.

- من انزعج من خفضك لكلفة إنتاج الكليبات؟
بعض المخرجين. لكن لا أدرك تماماً من. ما قمت به لم يكن بهدف إيقاف عمل مخرجين آخرين بل بهدف الوقوف مع الفنانين في وجه سوق الإنتاج الذي يتراجع.

- أعطني إسم مخرج انزعج؟
لا أدري. كلّ ما أستطيع قوله إنّ أبواب الاستوديو لديّ مشرّعة لكلّ المخرجين ولكلّ من يرغب في أن يستأجر الاستوديو مجّاناً أقولها علناً.

- إذاً من المنزعج من الموضوع؟
ليس كلّ المخرجين، البعض منهم.

 - سعيد الماروق مثلاً؟
لا إنّه صديق وأخّ.

 - وليد ناصيف؟
 لا أدري، لم نتحدّث عن الموضوع.

- رندا العلم؟
لم أزعج أحداً وعملي له الأولويّة.

- من من الفنانين بتعاونك معه أعطاك دعماً لافتاً؟
 في بداية مشواري ساهمت نجوى كرم بإعطائي دعماً كبيراً لأنّها آمنت بموهبتي. أعطيتها الكثير كما هي أعطتني. تعاونت معها في أجمل الكليبات. أحبّها بعدسة كاميراتي. تعرفني نجوى منذ خمس عشرة سنة كمدير تصوير في عدد من كليباتها، أعطتني دفعاً كبيراً. أحبّها وأحترمها كثيراً. واليوم أحضّر لها كليباً «حينزّل بلد».

- ما الدور الذي لعبته شركة روتانا في حياة المخرج فادي حدّاد خاصّة بعد إخراجك كليبات لكثر من فناني روتانا؟
لا أنكر أنّ روتانا شركة كبيرة في عالم الإنتاج في الشرق الأوسط وتضمّ غالبية فنّاني الدرجة الأولى. هذه الشركة أعطتني دفعاً كبيراً ولم تخطىء معي. هناك الكثير من الأشخاص الذين يشتكون من ميزانيّة روتانا  هذا الأمر لم يحصل معي «ولا دولار راح عليّ  بروتانا». واللّه يديم روتانا للفنّانين. هناك عدد كبير من الفنانين الذين غادروا الشركة من سيقوم اليوم بإنتاج كليباتهم؟ روتانا ثروة في عالم الإنتاج لأنّ ما تقوم به ليس بالأمر السهل مع تبنّيها لهذا الكمّ الهائل من الفنّانين وإنتاج كليباتهم وألبوماتهم، بالإضافة إلى الحفلات والمهرجانات التي تقيمها الشركة سنويّاً. روتانا لم تقصّر معي أبداً «وبشوف حالي فيها».

- من أعطاك الدعم الأكبر: نجوى كرم أم شركة روتانا؟
الإثنان معاً. في نهاية الأمر نجوى كرم من روتانا وهي إبنة روتانا. لا أنكر فضل أحد عليّ  ولكن الفضل الأكبر لربّ العالمين. لم أحقّق أهدافي بعد وما زلت أتعلّم.

- بعد ثماني عشرة سنة ما الذي حققته وما الذي تسعى إلى تحقيقه؟
ما حقّقته إلى اليوم الإنجازات التي تشاهدينها من خلال الكليبات وستشاهدينها أيضاً في المرحلة المقبلة. إضافةً إلى الشركة التي أسستها وهي الوحيدة من نوعها في الشرق الأوسط. من من المخرجين لديه استوديو مجهّز بهذه المعدّات والتقنيّات ويقدّم أسعاراً منخفضة؟ يقال إني «طحبشت السوق». لم يكن ذلك هدفي بل كلّ ما سعيت إليه دفع عجلة سوق الإنتاج كي لا يتوقّف الفنانون عن تصوير كليباتهم. هناك العديد من الأشخاص والعائلات الذين يعتاشون من عملي بدلاً عن البقاء في المنزل! أنا سعيد جدّاً بالإنجازات التي حقّقتها.

- ما الذي لم تحقّقه بعد؟
فيلم سينمائي لبناني، ولكن ليس لديّ الإمكانات كي أخوض هذه التجربة.

- هل تفكّر في السفر إلى الخارج بهدف الإطلاع على التقنيات الجديدة؟
بالطبع هناك العديد من الكاميرات والمعدّات الخاصّة بالتصوير السنمائيّ وأنا في حالة سفر متواصلة لمواكبة كلّ جديد، إذ لا أكتفي بالتعرّف على هذه الكاميرات والمعدّات بل اشتريتها.

- قوبلت كليباتك بالهجوم وقيل إنها مستنسخة، ككليب ملحم زين «غيبي ياشمس» ومادلين مطر....؟
كليب مادلين مطر أفضّل عدم التحدث عنه. كليب ملحم زين «غيبي يا شمس» (يقولها مستغرباً) هو الوحيد الذي لا أسمح لأحد بأن يتحدّث عنه، فهو ليس مستنسخاً بل هم من استنسخوه. الكليب حقّق أصداءً إيجابيّة وانهالت عليّ العروض بعده بكثافة. هذا الكليب نُفّّذ بروحيّة الأفلام الأجنبيّة ولكنه ليس مستنسخاً. ليس لديّ الوقت لأردّ على هذه الأقاويل، «المخرج القبضاي يفرجيني شغل مثل هالشغل». ما أردته من وراء هذا الكليب أن أثبت أنّ الكليبات العربيّة أصبحت ذات مستوى عالٍ.

- يحكى عن صورتك وعن إضاءتك أكثر من فكرتك. الفكرة لديك ليست بجماليّة الصورة؟
ليس بإمكاني إرضاء كل الأذواق. هناك من ترضيه صورتي والقسم الآخر ترضيه فكرتي. أبحث دائماً عن مصلحة الفنّان وأنفّذ كليباتي على أساسها. هناك المؤيّد وهناك المعارض، المهمّ لديّ إستمراريّة الفنّان. أغنية «الغربة» لفارس كرم حقّقت نجاحاً كبيراً، كذلك الأمر بالنسبة إلى كليبات ملحم زين ونجوى كرم وعبد اللّه الرويشد... أنا لا أريد إرضاء كلّ الأذواق بل أحاول إرضاء الشريحة الكبرى وأدرك تماماً أين أضع الفنّان الذي يتعاون معي وبأيّ صورة أقدّمه. أنظري إلى الفنّان الذي تعاون معي أين أصبح! وائل جسّار على سبيل المثال في كليب «غريبة النّاس»، فارس كرم، ملحم زين، علاء زلزلي...

- من ينافس فادي حدّاد؟
الكثير. كلّ المخرجين يقدّمون أعمالاً جميلة. وأتمنّى لهم دوام التوفيق وأن يرتزقوا بأعمال عديدة. ليس لديّ مشكلة مع أحد. وليد ناصيف وسعيد الماروق كفوءان في عملهما وعادل سرحان أيضاً.

- كثر هم المخرجون الجديرون، ولكن هل فادي حدّاد هو الأذكى بينهم؟
 قبل مشروع الإستوديو جلت على كلّ المخرجين وتناقشت معهم حول إمكان التعاون لتنفيذ الإستوديو، من سعيد الماروق إلى وليد ناصيف، وكانت الكلفة باهظة جدّاً عليّ ولم أتمكّن من تحمّلها بمفردي. اليوم وبعد أن تعبت حقّقت مبتغاي. وأنا أقدّم الإستوديو مجانًا لكلّ المخرجين. الفنّان الذي يقصد فادي لا يقصده لأنّه يملك إستوديو ولا من أجل المعدّات بل لأنّه يحبّ صورتي وإضاءتي. لست الأذكى بل أفكّر بالطريقة الصحيحة.

- عينك على أيّ مخرج اليوم وعلى أيّ كليب؟
أراقب جميع المخرجين حتّى الجدد. أتمنّى أن يدخل مخرج جديد إلى سوق العمل حتّى أشعر بالمنافسة.

- هل أعداؤك أكثر من محبّيك؟
في الوقت الحالي نعم، لأنّ سوق الكليبات والإعلانات تراجع بشكل ملحوظ. فالكلّ ينتظر فرصة العمل على أحرّ من الجمر.

- من هو الفنّان الذي تسعى ليقترن إسمك بإسمه إخراجيّاً؟
إليسا وهيفاء.

- هل جرت إتّصالات بينكم؟
 مع هيفاء كلا ولكن جرت إتّصالات بيني وبين إليسا وكان من المتوقّع أن نتعاون ولم نصل بعد إلى نتيجة.

- إذا تعاونت معك إليسا، هل هذا الأمر سيسبّب لك مشكلة مع وليد ناصيف كونه الأخير الذي تعاون معها في أكثر من كليب؟
لا أعتقد. ألبوم إليسا حقّق نسبة مبيعات عالية وهي ستضيف بالطبع إلى كلّ من يتعاون معها. وإجتمعت بها في مكاتب روتانا  وقدّمت الفكرة التصويريّة لأغنية «على بالي»، وهي كانت منشغلة  في الفترة الأخيرة كما كنت منشغلاً بكليباتي ولم نصل إلى نتيجة. كما هناك العديد من المخرجين الذين قدّموا إقتراحاتهم التصويريّة. وفي نهاية الأمر حريّة الإختيار لإليسا.

- من هو الفنّان الذي ارتحت إلى التعامل معه؟
أحبّ فارس كرم وأرتاح معه، كذلك الأمر بالنسبة إلى ملحم زين ونجوى كرم. والأسماء الذي ذكرتها تربطني بها صداقة قبل العمل. كذلك الأمر بالنسبة إلى عبد اللّه الرويشد الذي أكنّ له كلّ الإحترام.

-  ما الذي يزعجك أثناء العمل ويجعلك تفقد السيطرة؟
عندما لا تكون الأمور حاضرة وتعيق مسيرة العمل وتهدر الوقت.

- متى تنفر من الفنّان؟
لا أستطيع أن أنفر من الفنّان. كلّنا يريد أن ينهي عمله للوصول إلى النتيجة. هناك فنانون لا يسعني تحمّلهم، أتعاون معهم مرّة واحدة ولا أعيد الكرّة، دون ذكر الأسماء.

- ماذا غيّر زواجك في حياتك؟
الإستقرار والإستقلاليّة والتركيز. أنا لا أستطيع العيش بلا عائلة. أموت!

- هل ستنجح كأبّ كما نجحت كمخرج؟
أتمنّى ذلك. أحبّ الأولاد كثيراً وأعرف ذلك من خلال معاملتي لأبناء أخي. لديّ عاطفة كبيرة تتجلّى في صورتي على الشاشة وفي الأفكار التي أطرحها وتلامس النّاس في أعماقهم. كليباتي قائمة على أساس العائلة، أنا إبن بيت. وهذا الأمر بإمكانك مشاهدته في كليب وائل جسّار. وفي نهاية الأمر الموضوع متعلّق بفكرة الأغنية.

- ما الجديد على أجندة فادي حدّاد؟
أغنيتان لأروى ورولاسعد، وأحضّر أغنية لكل من ملحم زين وفارس كرم ونجوى.