إختفاء البرامج الحوارية من شاشة رمضان
طريف, أوبرا وينفري, داليا البحيري, أعمال رمضانية, إلهام شاهين, المخرجة إيناس الدغيدي, أجور النجوم والفنانين, برنامج حواري تلفزيوني, الملل , لويس جريس, برنامج منوعات تلفزيوني, برنامج كوميدي تلفزيوني
17 أغسطس 2010وجود محدود
ويؤكد المدير العام لقناة «المحور» يحيى ممتاز أن البرامج الحوارية لم تتقلص، «فهناك عدد من البرامج سواء مصرية أو غير مصرية ولا فارق الآن بين الحالتين بسبب الانفتاح الفضائي، والجمهور نفسه لا يفرق بين جنسية البرامج. ولكن قناة «المحور» لا تعتمد في رمضان على البرامج الحوارية مع نجوم الفن، إلا في بعض الحلقات التي يقدمها الإعلامي معتز الدمرداش في برنامج «90 دقيقة» الذي يستمر طوال شهر رمضان، ويقدمه بالاشتراك مع الإعلامية ريهام السهلي». وأنهى ممتاز كلامه مشيراً إلى أنه «ليس المهم تكثيف البرامج الحوارية بقدر أهمية أن تقدم برامج هادفة ذات قيمة كبيرة، فالقيمة لا تُقاس بالكم بل بالكيف».
النمطية
ويؤكد المستشار الإعلامي لقناة «الحياة» معتز صلاح الدين أن القناة «تعرض على شاشتها هذا العام عدداً من البرامج البعيدة عن النوعية الحوارية بمعناها التقليدي التي لم تعد جذابة للمشاهد، علما أننا نحرص على وجود النجوم في برامجنا، لكن بشكل بعيد عن النمطية، كأن ندبّر لهم «مقلبا» تماماً مثلما سيحدث في برنامج «حيلهم بينهم من الآخر»، الذي يقدمه كل من الفنان الكوميدي إدوارد والإعلامية إنجي علي، حيث نعتمد على مقالب الفنانين. أي أن البرنامج يقوم على الطرائف والكوميديا، وفي الوقت نفسه يعتمد على وجود النجم أيضاً لأنه بلا شك عنصر جذب للمشاهد. كذلك يوجد برنامج «لقاء مستحيل» وتقوم فكرته أيضاً على وجود النجم وارتدائه ملابس شخصية تاريخية ويحاورها».
يضيف: «غياب البرامج الحوارية ليس بهدف تقليص التكلفة، مثلما يقال، بل على العكس فإننا نرصد مبالغ ضخمة للبرامج بشكل عام سواء في أجر الضيف أو الديكور وكل ما يخص البرنامج حتى يظهر بأحلى صورة، ولكن كما سبق ان أشرت هدفنا البعد عن النمطية».
إرتفاع الأجور
أما منتج البرامج طارق الجنايني فيؤكد أن السبب الرئيسي لتراجع هذه النوعية هو «أجور الفنانين التي ازدادت في الفترة الأخيرة، وكأنهم يصورون مسلسلاً وليس مجرد حلقة في برنامج، وهذا العام وصل أجر نجم من النجوم إلى مليون جنيه في حلقة برنامج!
ورغم أن هذه البرامج تجمع إعلانات بصورة جيدة، وهي برامج مربحة، ولكن النجوم يتصارعون على من يزيد أجره، خاصة بعدما رفعت العديد من البرامج أجور الفنانين بأسلوب مستفز وهو ما جعلنا نفكر كمنتجين في أفكار مختلفة نبتعد بها عن البرامج الحوارية التي يطلب فيها النجوم أجوراً خيالية».
سخف وملل
ويقول الناقد والكاتب الصحافي لويس جريس إن البرامج الحوارية «أصبحت تتسم بالسخف والملل ولا ينتظرها الجمهور مثلما كان يحدث من قبل، وذلك لأن النجم أصبح موجوداً على كل القنوات الفضائية ولا ينتظره الجمهور في شهر رمضان بصفة خاصة حتى يشاهده. لذا أرى أن عدم الاعتماد عليها هذا العام واستبدالها بالبرامج التي تعتمد على النجم أيضاً، لكن في اتجاه آخر غير اتجاه الحوار، هما في صالح القنوات بشكل عام».
إطار هجومي
أما معدّة البرامج في قناة «نايل سينما» سماح عبد العزيز فتقول: «قناة نايل سينما» يُعرض عليها هذا العام برنامج «الجريئة والمشاغبون» الذي تقدمه المخرجة إيناس الدغيدي، وهو برنامج حواري. وأرى أن البرامج الحوارية في أي قناة تعتمد في مضمونها بشكل كبير على الإطار الهجومي، ولا صحة لما يقال أن الضيوف يرفضون المشاركة في مثل هذه النوعية من البرامج، لذا تقلصت، بل على العكس فالضيوف لا يمانعون لأن البرامج الحوارية التي تتسم بالهجوم تضع في خطتها ميزانية إنتاجية ضخمة جداً، وبالتالي فالضيف يقبل الظهور فيها.
وحول سبب انتشار برامج «المقالب» و«المنوعات» أكدت سماح أن المنتجين وجدوا أن هذا النوع من البرامج حقق مكاسب مادية ضخمة فأعادوا التجربة، كما أن الجمهور نفسه أصبح متعلقاً بها بشكل كبير لأنها تخرجه من حالة الاكتئاب التي يعيشها.
أوبرا وينفري
ترجع الفنانة إلهام شاهين اختفاء البرامج الحوارية الى وجود أفكار جديدة في البرامج مثل تقمص الفنان شخصية أحد المشاهير أو تلك البرامج التي أصبحت تعتمد على التشويق والإثارة، وتقول: «لا توجد في مصر أوبرا وينفري ليصبح البرنامج الحواري أهم برنامج في رمضان، لذلك اعتقد أن فكرة البرنامج الحواري بشكله التقليدي تراجعت فلم يعد المذيع كما كان. حتى عندما قدمت هبة الأباصيري العام الماضي برنامج «مذيعة من جهة أمنية» كان بطريقة مختلفة، وأنا اعترف بأنني هذا العام لم ألب طلبات الكثير من أصدقائي في برامجهم لأنني مرتبطة بتصوير الجزء الثاني من مسلسلي».
لا للإحراج
وحول ما يتردد أن الفنانين أصبحوا يمتنعون عن الذهاب إلى البرامج التي تعتمد على الحوار، خاصة في رمضان، بعد المشاكل التي تسببت بها هذه البرامج للبعض منهم وإحراجهم بشكل كبير، فقد أشارت الفنانة داليا البحيري إلى أن الكثير من البرامج الحوارية، خاصة في شهر رمضان تعتمد على إحراج الضيف بشكل كبير، وأضافت: «إذا تم توجيه الدعوة إلي لحضور أي برنامج لا بد أن أعرف كل التفاصيل عنه؛ لأنني لا أحب البرامج التي تعتمد على إحراج الضيف واقتحام أدق تفاصيل حياته بشكل يبعث على الاستفزاز. وقد عرض عليّ من قبل حضور عدد من هذه البرامج وبأجور عالية للغاية لكنني رفضتها، وفي المقابل أقبل الظهور في برنامج حواري وبأجر أقل بكثير لكنه محترم، فالمادة ليست كل شيء وكم من البرامج تلجأ إلى «زغللة» عيون بعض النجوم بالأجور حتى يرضخوا لطلباتها ويوافقوا على الظهور ولو على حساب سمعتهم».
مادة رئيسية
ترى الإعلامية سلمى الشماع أن البرامج الحوارية تثبت نجاحها كل عام، «خاصة إذا كانت هذه البرامج تعتمد على الجرأة، ولكن أحياناً يرتبط حجم هذه البرامج بالضيوف الذين يحضرون، فأحياناً النجم يرفض الظهور في أكثر من برنامج، خاصة أن البرامج هذا العام كثيرة جداً بصورة غريبة وأيضاً المسلسلات، بالإضافة إلى أن البرامج يتم تصويرها قبل رمضان بشهر تقريباً، ومن الصعب أن يترك الفنانون أعمالهم ليأتوا ويصوروا البرنامج. وعموماً هذه النوعية من البرامج ستظل موجودة سواء قلت أو زادت لأنها المادة الرئيسية على مائدة رمضان».
في البداية تؤكد المخرجة إيناس الدغيدي التي تقدم هذا العام برنامج «الجريئة والمشاغبين»، أن قلة البرامج الحوارية لا تعود إلى قلة النجوم، ولكن السبب أن هذه البرامج تتطلب مواصفات معينة للمذيع، أولاً أن يكون قادراً على المحاورة الجيدة، وأن يتمكن من الدخول في تفاصيل حياة الفنان حتى يستطيع أن يحصل منه على مادة ثرية. وتضيف: «برنامجي الجريئة»، الذي قدمته العام الماضي أثبت نجاحاً منقطع النظير، لأننا في مجتمع مفتوح، ولذلك قررت تقديم «الجريئة والمشاغبين» هذا العام. وهذه البرامج تجعل الجمهور يتعرف أكثر على الفنانين الذين يحبونهم، خاصة عندما يكون الفنان جريئاً ولديه القدرة على التحدث بصراحة دون خوف، وهؤلاء الفنانون ليسوا كثيرين، لذلك اعتقد أن غياب المحاور الجيد أهم أسباب قلة البرامج الحوارية هذا العام.
ظاهرة سلبية
وتقول المذيعة منى الحسيني: «عدد البرامج الحوارية لم يقل، ولكن ما زاد هو عدد البرامج التي تعتمد على تقمص الفنانين لشخصيات أو تلك التي تعتمد على ألعاب معينة، بمعنى أنه تم استحداث نوعيات جديدة من البرامج، بالإضافة إلى أن الفنانين أنفسهم سعوا لأن يُصبح لكل منهم برنامج، وأنا اعتبرها تجربة سيئة جداً لأنه إذا تحوّل الفنانون إلى مذيعين ماذا ستكون وظيفة المذيعين، وهذا هو السؤال الذي أطرحه إذا انقلب النجوم مذيعين أين الضيوف الذين سنسألهم. وأنا واجهت هذه الأزمة، في برنامجي الذي أقدمه هذا العام «نأسف للإزعاج»، والذي غاب أغلب النجوم عنه إما لأنهم يقدمون برامج في رمضان أو لانشغالهم بتصوير أعمالهم، وهو ما يفسر لماذا تراجعت البرامج الحوارية».
بعدما كانت البرامج الحوارية مع النجوم وجبة رئيسية على شاشة رمضان، حصل هذا العام تراجع في انتاج هذه النوعية من البرامج الى درجة أنها تختفي تماماً من شاشات كثيرة. فما هي الأسباب؟ هل أجور النجوم المرتفعة؟ أم تفضيلهم للبرامج الخفيفة والهروب من البرامج الجادة التي قد تحمل معها أسئلة محرجة وساخنة؟ أم أن هناك أسباباً أخرى؟