رحيل الفنان الكويتي الكبير غانم الصالح
داوود حسين, هدى حسين, حياة الفهد, محمد المنصور, وفاة, غانم الصالح, سعاد عبد الله
26 أكتوبر 2010الفنان إبراهيم الصلال قال: تأثرنا كثيراً بسماع الخبر، فالكويت فقدت إبناً بارا ترك بصماته الواضحة في المسيرة الفنية ولكننا مؤمنون بالقضاء والقدر، وهذه سنّة الحياة وكلنا سنسير في هذا الدرب وإِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ.
فجع الوسط الفني الكويتي والخليجي والعربي برحيل الفنان غانم الصالح. فبعد أن شارك في أربعة أعمال درامية دفعة واحدة عرضت في شهر رمضان الماضي، هي «ليلة عيد»، «أيام الفرج» ،«المنقسي»، «اخوان مريم» وكان بهمة ونشاط. والضحك وروح الدعابة تغلب عليه، باستثناء شعوره بآلام في صدره بين حين وآخر فسّرها الاطباء أنها التهابات. سافر الفنان القدير غانم الصالح صاحب السجل الفني الكبير على اثرها في 9 تشرين الأول/اكتوبر الى لندن لتلقي العلاج إلا أنه توفي يوم 19 من الشهر ذاته في إحدى مستشفيات لندن بعد معاناته من مرض سرطان الرئة.
الفنان محمد المنصور قال: خسرنا فنانا أصيلا وأخاً قريباً من القلب لأنه من أصدقاء العمر ومحفور بالذاكرة منذ عملنا معاً في مسرحية «على جناح التبريزي». وكان يأسرنا بدماثة أخلاقه والتزامه والصدق والامانة التي يتمتع بها، ناهيك عن اسهاماته الكبيرة والخالدة في مسيرة الفن الكويتي.
الفنانة حياة الفهد كانت تتحدث وهي تبكي قالت: مهما قلت عنه لن اوفيه حقه فهو في قمة الأخلاق والذوق ومدرسة في الالتزام والأصالة وقد جمعني به آخر أعماله «ليلة عيد» وكان أباً لكل من في اللوكيشن حريص على راحة الجميع والفن الكويتي خسر هرماً كبيراً اليوم لكن عزاءنا أن أعماله الخالدة ستظل حاضرة في قلوب جمهوره ومحبيه.
الفنان داوود حسين قال: لن أنسى الأب الفنان غانم الصالح ما حييت لأن بدايتي وانطلاقتي الفنية مرتبطة به حيث كنا معاً في مسرحية «باي باي لندن»، وكان يوجهني فنياً وانسانياً ويحتضن خوفي ورهبتي كالوالد، وتعلمت منه اشياء كثيرة أهمها الالتزام ثم عملت معه في الدراما ولمست حرصه على مواعيد التصوير ودقته، التي تؤكد أنه فنان كبير بفنه وأخلاقه، ومن أنقى الناس في الوسط الفني.
ولد الفنان غانم الصالح في عام 1942 في منطقة صيهد بالكويت، وتزوج في العام 1960، وله خمسة أولاد. ساهم بتأسيس فرقة المسرح العربي العام 1961. عمل في العام 1959 في وزارة العدل بمحكمة الاستئناف العليا كسكرتير جلسة في الأحوال الشخصية والجنايات حتى عام 1964. انتقل بعدها إلى تلفزيون الكويت وعين مساعداً لرئيس قسم التمثيليات، ثم رئيساً لقسم التمثيليات حتى تقاعد عام 1983. ومن أبرز محطات حياته الفنية مسرحية «ابن جلا» و«استارثوني وانا حي» و«مضحك الخليفة» و«عشت وشفت» و«اغنم زمانك» و«الكويت سنة 2000» و«حط حيلهم بينهم» و«القاضي راضي» و«حط الطير... طار الطير» و«مطلوب زوج حالا» و«عالم نساء ورجل» و«امبراطور يبحث عن وظيفة» ومسرحية «على جناح التبريزي» و«تابعه قفة» التي شاركت في مهرجان دمشق للفنون المسرحية ونالت جائزة أفضل عرض مسرحي.
وشارك الفقيد الصالح في عدد من المسرحيات الأخرى مثل «باي باي لندن» و«فرسان المناخ» و«أرض وقرض» و«العزوبية» و«مضارب بني نفط» و«حرم سعادة الوزير» و«ممثل الشعب» و«البيت المسكون» و«بيت بوصالح».
كما شارك في عدد من الاعمال التلفزيونية والمسلسلات، ومنها «اذا فات الفوت ما ينفع الصوت» و«القلب الكبير» و«أمثال شعبية» و«محكمة الفريج» و«الغرباء» و«خالتي قماشة» و«قاصد خير» و«مرآة الزمان» و«يوميات متقاعد» و«الطير والعاصفة» و«البيت الكبير». وكان للفقيد الصالح كذلك مشاركات في الأعمال الدرامية الإذاعية وبرامج حوارية من أبرزها «جسر المحبة» وتم بثه خلال فترة الغزو الصدامي للبلاد من إذاعة دبي بالإمارات العربية المتحدة. وحصل الفقيد الصالح على الكثير من الجوائز وشهادات التقدير من جهات رسمية وشخصية وصحافية. ويعتبر الصالح احد أعمدة الفن الخليجي لما قام به من أعمال درامية و كوميدية كثيرة سواء في مجال التلفزيون أو المسرح تجاوزت المئة عمل).
الفنانة هدى حسين خيم عليها الحزن وأوقفت التصوير، في مسلسلها الجديد «علمني كيف أنساك»، وقالت: فاجعتنا كبيرة وخسارتنا أكبر لأن الفقيد كان بخير، لكن فجأة انتكست حالته الصحية وأصيب بالسرطان ليقضى عليه في فترة قصيرة، صدمتنا جميعا وعقدت ألسنتنا، وهو الفنان صاحب الأخلاق الرفيعة، وكان يشيع حوله جو من الحب والمودة لكل العاملين معه في أي عمل. وأعتبر أن الفن الكويتي خسر «الجوكر» الذي باستطاعته تقديم كافة الأدوار والشخصيات باقتدار لأنه فنان فريد وعالي الهمة.
الفنانة سعاد عبدالله عاشت صدمة الخبر حتى غلبتها الدموع لأنها في آخر اتصال به طمأنتها أسرة الفقيد أنه بخير وقالت «انه القضاء والقدر والفقيد كان يحظى باحترام كبير، وهو فنان عملاق من الصعب ان يعوّض وخسره الفن الذي هو احد أعمدته.