علي وولاء الحناوي... يوثّقان حياتهما بصدق وعفوية وينقلان الإيجابية عبر "يوتيوب"

فرح جهمي - فرنسا 02 يونيو 2021
في عالم السوشيال ميديا لم تعُد الشهرة حكراً على أصحاب الأصوات الجميلة والقدرات التمثيلية الفذّة، بل بات الأمر لا يحتاج إلى أكثر من صفحة على موقع "يوتيوب" وبعض القدرات التصويرية والكثير من الصدق والعفوية. فالمُشاهد بات يميّز بسهولة بين الصادق والممثل. ولم تعد صفحات العائلات على مواقع التواصل الاجتماعي تحتاج إلى الكثير من المشاهدين والمتابعين لتكون مؤثرة ومتابَعة، بل بات الأهم هو المثابرة والتميّز عن باقي الصفحات، وهو ما حصل مع اليوتيوبرز ولاء وعلي، من خلال صفحتهما The Hennaoui Family.


بدأ علي وولاء رحلتهما عبر تطبيق "التيك توك" قبل نحو عام ونصف العام للتسلية وتمضية الوقت، وسرعان ما انتشرت مقاطعهما العفوية والواقعية على نطاق واسع، وبات اسماهما يتردّدان على السوشيال ميديا، ليكمّلا نشاطهما عبر "اليوتيوب" من خلال نقل تفاصيل واقعية عن حياتهما الزوجية اليومية، وتمكّنا خلال مدة قصيرة من الوصول إلى عددٍ كبير من المشاهدين واختراق قائمة أفضل الثنائيات على مواقع التواصل الاجتماعي في الدول العربية.


ورغم أن الثنائي بدأ قبل فترة قصيرة على "يوتيوب"، إلا أنهما نجحا في الاستحواذ على اهتمام ومتابعة المشاهدين من خلال سلسلة من المقاطع الطريفة التي تنقل واقع الحياة وأبرز التراندات المنتشرة على السوشيال ميديا، وأصبحا يتنافسان مع باقي الثنائيات على "اليوتيوب" بطريقة تقديمهما للمحتوى بحب واهتمام، وتمكّنا بالتالي من تحمّل كل التعليقات والانتقادات التي تصلهما من بعض المشاهدين.

علي وولاء ينقلان واقعهما بعفوية وصدق

يحرص الثنائي اللبناني على نقل كل ما له قيمة ويمكن أن يستفيد منه المُشاهد، ويركزان على أن يبثّ المحتوى الطاقة الإيجابية في نفوس المشاهدين، فينقلان واقعهما بعفوية وصدق ليكون ما يراه المتابع خلف الشاشة هو نفسه ما يراه في الشارع، وهذا ما أكده علي وولاء في مقابلة مع "لها"، حيث أشارا إلى أنهما ينقلان كل ما يبعث على الإيجابية ويحافظان على بعض الخصوصية بعيداً عن السوشيال ميديا، ومن أهمها امتناعهما عن تصوير أفراد عائلتيهما الذين يرفضون الظهور في الفيديوهات بشكل واضح وفي كل الأوقات، وحالياً يمتنعان عن تصوير طفلهما الجديد عبد المطّلب لصغر سنّه، ويتجنّبان نشر المواقف الخاصة الحزينة والتي تنقل الطاقة السلبية وتُزعج الآخرين.

ويُرجع الثنائي سبب انتشار مقاطعهما والتفاعل معها، رغم أن عدد مشاركيهما على "يوتيوب" لم يصل بعد الى 150 ألف مشترك، إلى عفويتهما على "تيك توك" والذي كان نقطة البداية لحياتهما على السوشيال ميديا، ومما ساعد في تطوير المحتوى وانتشاره "أننا نظهر دائماً على طبيعتنا في الفيديوهات، وننشر ما يشبه الناس وننقل كل ما هو إيجابي عن واقع الحياة".

محتوى ينقل الإيجابية ويفيد الشباب

ومن خلال السوشيال ميديا، أصبح علي وولاء عنصرين مؤثرين لعددٍ كبير من المتابعين، خاصة المراهقين، وهما لذلك يسعيان دائماً إلى "تغيير المحتوى وتطويره ليصبح مفيداً أكثر للمراهقين والشباب، ونحاول من خلال الفيديوهات أن نوجّه رسائل إليهم وأن تكون لنا هوية خاصة تنال إعجابهم، مع الحرص على المشاركة في التراندات المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي على أن نطبّقها بصدق وننقل إليهم رسالة من خلالها".

ويقول الثنائي: "نحاول أن نظهر دائماً على طبيعتنا ونعمل على تصوير قصص تشبهنا، ونحن متفقان من البداية على أنه إذا كان أحدنا مرهقاً أو مزاجه سيئاً فلا نصوّر المقطع كي لا نُجبَر على التمثيل ولا ننقل تلك الطاقة السلبية الى المشاهدين".


وعبّر علي وولاء عن سعادتهما بتفاعل المشاهدين معهما من خلال الكم الهائل من المشاهدات والتعليقات الإيجابية، والأخرى السلبية التي كانت في السابق تزعج الشابة وتُحزنها، لكنها اليوم باتت تتقبّل ذلك بعد دعم زوجها علي لها، وإقناعها بألاّ تتأثر بتلك الانتقادات القاسية بل أن تعمل على تحويلها إلى نقاط إيجابية لتطوير المحتوى وتأمين استمراريتهما.

نصائح للراغبين بفتح صفحات على "يوتيوب"

وأكد الثنائي على وولاء أن تسجيل المقاطع ومتابعة التراندات يحتاجان إلى الكثير من الوقت، وقد قدّما النّصح لكل عائلة جديدة ترغب بالانضمام الى "يوتيوب" بأن "يحب أفرادها كل ما يقومون به، وألا ينضمّوا إلى عالم السوشيال ميديا طمعاً بالربح المادي فقط، لأن مجهودهم في هذه الحال سيتوقف بعد فترة قصيرة. كذلك من المهم التركيز على الشفافية والاستمرارية في نقل حياتهم الشخصية بمحبة وصدق، لأن ذلك سيظهر بوضوح للمشاهدين".

ولفتا إلى أن أصعب الأمور التي تواجه أي ثنائي جديد، "الدمج بين العمل الخاص واليوتيوب، فذلك متعب ومرهق جداً، لأن التصوير والمونتاج والنشر تحتاج الى مجهودٍ كبير ومتابعة مستمرة ووقت طويل، لكن إذا تم تنفيذها بمحبة فتصبح هواية، وكأننا نعيش في عالم آخر ونفرح بعمل اليوتيوب بشكل يومي رغم صعوبته". وعن أوجه الشبه والاختلاف بين صفحتهما وباقي صفحات الثنائيات المعروفة على السوشيال ميديا، أكد علي وولاء أن "من بعد الـ"تيك توك" اشتهر الكثير من العائلات التي انتقلت الى نشر المقاطع عبر "يوتيوب"، وغالباً ما ينفذ الجميع نفس التراند ويصوّرون المواضيع والقصص نفسها، ولكن ما يميّز عائلة عن أخرى، البصمة التي يتركها أفرادها وتميّزهم عن باقي العائلات لتكون مقاطعهم مختلفة وتجذب المشاهد".


إلى ذلك، ينشر الثنائي مقاطع فيديو عن حياتهما الشخصية وزواجهما والتفاصيل الجميلة أثناء انتظارهما مولودهما الأول من خلال توثيق لحظة كشفهما عن جنس المولود وتأثيث غرفته، وصولاً إلى نقل أجمل لحظات حياتهما مع ولادة طفلهما بكامل تفاصيلها من المنزل إلى المستشفى بكل صدق وعفوية. كذلك يشارك ولاء وعلي في أهم التراندات المنتشرة على السوشيال ميديا من مقالب وتحديات بين الزوجين وصولاً إلى حملات التضامن والتعاطف مع القضايا الإنسانية والتي كان آخرها أحداث فلسطين.