مخرجة ومؤلفة ومنتجة...
سلاف فواخرجي, رشا شربتجي, نور الشريف, سلمى المصري, إخراج, دراما تلفزيونية, صابرين, المخرجة غادة سليم, مايا نصري, سوريا, سلافة معمار, سميرة أحمد, هالة صدقي, شيرين عادل, شركات الإنتاج, أمل عرفة, إنعام محمد علي, رباب حسين, كاريس بشار, مسلسل
18 نوفمبر 2010رباب حسين: من الكتابة الى الإخراج
على مدى أكثر من عشرين عاماً، استطاعت المخرجة المتميزة رباب حسين أن تحتل مكانة متقدمة في عالم الدراما التلفزيونية. وكان أول أعمالها مسلسل «أشبال أبطال» مع مديحة حمدي وأشرف عبد الغفور. ولم تعمل رباب مخرجة في بداياتها، بل كانت تعمل في كتابة السيناريو قبل عملها في الإخراج بأكثر من عشر سنوات، وسبق ان وكتبت سيناريو مسلسل «عم حمزة» عن قصة للفنان فريد شوقي الذي شارك في بطولة هذا العمل، ومن خلاله كتبت رباب حسين شهادة ميلادها الفنية.
ومنذ ذلك الحين، انطلقت رباب حسين للعمل مع نجوم كثيرين، منهم النجم حسين فهمي الذي شكلت معه دويتو تلفزيونياً، وذلك من خلال مسلسلات «حق مشروع»، «قاتل بلا أجر»، «يا ورد مين يشتريك» الذي شاركت فيه النجمة سميرة أحمد، التي قدمت معها في رمضان الماضي مسلسل «ماما في القسم». ومن قبله كانت قد أخرجت مسلسل «حضرة المتهم أبي» لنور الشريف.
شيرين عادل: بصمة واضحة ومكان مميز
من الوجوه النسائية الجديدة والمتميزة في عالم صناعة الدراما المخرجة شيرين عادل التي استطاعت أن تحجز لها مكاناً متميزاً في مجال الإخراج، وكانت لها بصمة واضحة وتأثير في استقطاب نجوم السينما إلى التلفزيون، فشهدت أولى انطلاقات الفنانة التونسية هند صبري في الدراما التلفزيونية، من خلال مسلسل «بعد الفراق» الذي حققت به هند نجاحاً كبيراً، دانت بالفضل فيه لشيرين.
وكذلك كانت شيرين عادل وراء الإطلالة التلفزيونية للمغنية اللبنانية مايا نصري، من خلال مسلسلها «سلطان الغرام»، وكان الفضل لشيرين كذلك في تجميع نجوم لطالما اعتاد كل منهم أن يقدم عملاً تلفزيونياً وسينمائياً وحده، وذلك في مسلسل «العار» بعدما اقنعت مصطفى شعبان وشريف سلامة وأحمد رزق وعلا غانم وحسن حسني وعفاف شعيب، بأن يجتمعوا في عمل تلفزيوني واحد. وقد حقق هذا العمل نجاحاً كبيراً، كالذي سبق ان حققته شيرين في مسلسل «مذكرات زوج معاصر»، مع أشرف عبد الباقي وروجينا وبسمة.
إنعام محمد علي: اهتمام المرأة بالتفاصيل وراء نجاحها في الدراما
تعتبر إنعام محمد علي إحدى الرائدات في مجال الدراما التلفزيونية، وتخصصت إلى حد كبير في مجال السير الذاتية، فمن ينسى مسلسلها «أم كلثوم»، الذي أحدث نقلة كبيرة في حياة الفنانة صابرين، ومسلسل «قاسم أمين» للفنان كمال أبو رية، وحققت إنعام محمد علي من خلالهما نجاحاً كبيراً، ولم تحصر نفسها في مجال السير الذاتية بل تطرقت إلى القصص الاجتماعية، ومع كل خطوة درامية جديدة كانت تضع مسلسلاً محترماً في أرشيفها الفني.
وتعد إنعام محمد علي أول مخرجة عربية في مجال الدراما التلفزيونية، وذلك بعدما عملت مساعدة مخرج لأربع سنوات، وكان أول عمل تتولى إخراجه مسلسل «نفوس حائرة». وقد اقتدت طوال مشوارها الفني بالمخرج نور الدمرداش والفنان محمود مرسي الذي كان مخرجاً في الأساس.
غادة سليم: يسرا منحتني الفرصة
وأفرز شهر رمضان العام قبل الماضي موهبة إخراجية لامعة، هي المخرجة غادة سليم التي قدمت أول أعمالها مع النجمة يسرا من خلال مسلسل «خاص جدا»، وذلك بعدما خاضت بعض التجارب كمساعد مخرج في عدد من الأفلام السينمائية. وقد شجعتها يسرا على خوض التجربة التلفزيونية، بعدما كانت غادة تفكر في أن تقدم الفكرة في عمل سينمائي.
في ظل الشحّ الفكري
ومن تفوق المرأة في الإخراج التلفزيوني إلى تفوقها في التأليف الدرامي، فقد استطاع عدد من المؤلفات، في ظل الشحّ الفكري الذي تعانيه الحالة الدرامية بشكل عام، أن يحجزن لأنفسهن مكاناً محترماً، تماماً مثلما سبق ان فعلت المؤلفة الكبيرة الدكتورة لميس جابر التي تفوقت على نفسها في تأليفها لمسلسل «الملك فاروق». فرغم الحروب التي شُنت ضدها، حملت سلاحها الكتابي وقررت أن تنزل إلى ساحة الصراع الدرامي حاملة أدواتها، فنجحت وتفوقت على نفسها. ويبدو أن جابر تخصصت في طرح السير الذاتية، فها هي الآن قد انتهت من كتابة مسلسل يرصد حياة محمد علي باشا، مؤسس مصر الحديثة، وسيؤدي دور البطولة فيه زوجها الفنان يحيى الفخراني، في أول عمل تلفزيوني يجمع بينهما، علماً أنها كتبت قصة فيلمه «مبروك وبلبل» الذي عرض عام 1998 وحقق نجاحاً كبيراً.
ومن الكتابة التاريخية إلى الرومانسية، حيث اختارت الكاتبة منى نور الدين مكانة مختلفة في الدراما تعزف فيها على وتر القلوب، فمزجت بين السياسة والرومانسية في مسلسلها «هوانم جاردن سيتى»، مع صفية العمري وليلى فوزي وحسين فهمي الذي كتبت له أيضا مسلسله الرومانسي «كلمات» مع الفنانة روجينا. ورغم طرح الكاتبة لبعض القضايا الاجتماعية الشائكة، كالعنوسة مثلاً، في مسلسلها «بنات في الثلاثين»، فإنها لم تخرج عن الإطار الرومانسي الذي دافعت عنه أيضا من خلال مسلسلها «رحيل مع الشمس»، حيث طرحت قضية طغيان المادة على العواطف الإنسانية.
وقد أعلن هذا العام عن ميلاد مؤلفة اسمها غادة عبد العال، استطاعت أن تحول مدونة لها على الشبكة العنكبوتية إلى كتاب، ومنها إلى مسلسل تلفزيوني هو «عايزة أتجوز»، الذي قامت ببطولته هند صبري. وأثبتت غادة، من خلال هذا العمل، أنها كاتبة نزلت إلى أرض الواقع، وتحدثت بلسان كل فتاة تعدت الثلاثين ولم تتزوج، وذلك في إطار اجتماعي كوميدي نال استحسان الجمهور والنقاد على حد سواء.
ورغم ثناء فريق عمل مسلسل «أحلام مستحيلة» على ثراء القصة الدرامية التي كتبتها المؤلفة أماني البحطيطي التي تناولت واقع الفتيات السجينات، وكيفية مواجهتهن لحياتهن، فإن توقف العمل حال دون خروجه إلى النور. وتنتظر أماني استكمال التصوير تحت قيادة المخرجة منال الصيفي التي تقدم أول أعمالها التلفزيونية من خلال هذا المسلسل الذي يشارك فيه نيللي كريم وباسم ياخور وحنان مطاوع، وريهام عبد الغفور.
آراء ومواقف
عن دور المرأة في الدراما تقول المخرجة إنعام محمد علي: «المرأة أصبحت رائدة في كل مجالات الدراما من إخراج وتأليف وإنتاج، وأتمنى أن تفرز الدراما كل عام عشرات المواهب النسائية في مجالات الدراما المختلفة، خاصة أن المرأة تستطيع التعامل مع التفاصيل بشكل كبير ودقيق، والدراما تقوم أساساً على الاهتمام بكل التفاصيل».
وتشاركها الرأي المخرجة غادة سليم التي قالت إن مساهمة المرأة في الدراما ليست جديدة، مبدية سعادتها أن أول أعمالها في التلفزيون كان مع الفنانة يسرا التي منحتها الفرصة في مسلسل «خاص جداً»، وإن كانت لها تجارب سابقة، لكن في السينما كمساعدة مخرج في بعض الأعمال. ولا تنسى سليم فضل المخرج السوري أنور القوادري عليها، حين أعطاها فرصة حياتها، على حد قولها، لتعمل مساعدة معه في فيلم «جمال عبد الناصر».
أما المؤلفة أماني البحطيطي فأكدت أن عمل المرأة كمؤلفة يجعلها تسلط الضوء أكثر على مشكلات البنات والنساء بشكل عام، تماماً مثلما ترصد من خلال مسلسل «أحلام مستحيلة» كيف تعيش الفتاة التي لها تجربة مع السجن، وهل من حقها الحب والزواج أم لا؟ فالمرأة تكون أكثر إحساساً بتجارب بنات جنسها.
من جانبها، أوضحت الفنانة هالة صدقي، أن اتجاهها إلى الإنتاج جاء بتشجيع من صديقتها الفنانة إلهام شاهين التي سبق أن خاضت تجربة الإنتاج السينمائي من خلال بعض الأفلام، فنصحتها بالتجربة، وأكدت أنها كانت مستمتعة بتجربة التمثيل في عمل من إنتاجها، فهو يعطيها فرصة أكثر لتتحكم في كل عناصر العمل.
وقالت: من الممكن أن أنتج أعمالاً لغيري، فدوري كمنتجة خلف الكاميرا لا يقل عن دوري كممثلة. وعموماً أنا مقتنعة بأن المرأة، مثلما هي نصف المجتمع، لا يمكن أن تكون هناك دراما ناجحة دون مساهمتها في كل مجالاتها».
في الإخراج
أما بالنسبة لمخرجات هذا العام، كعادتها أبدعت المخرجة الشابة رشا شربتجي هذا العام بتقديم عملين سوريين، بعد أن درجت العادة أن تقدم في الموسم الرمضاني عمل درامي سوري وآخر مصري، لكن هذا العام قدمت عملين محليين لكن بنوعين دراميين مختلفين، الأول كان مسلسل «تخت شرقي» وهو العمل الذي حسب قول النقاد هو الأهم لهذا العام ما بين الأعمال الاجتماعية، لما يطرحه من قضايا يومية لا تعتمد على الحكاية الكاملة في النص الدرامي وهو نوع جديد علينا من ناحية الدراما الاجتماعية وقد أحبه الجمهور، كذلك قدمت مسلسل «أسعد الوراق»، وهو عمل روائي سبق وقدم منذ ما يقارب الثلاثين عاماً على الشاشة السورية، وأعادت شربتجي تقديمه بتغيير في بعض الشخصيات والأحداث.
كذلك كانت هناك إطلالة للمخرجة الشابة أيضاً إيناس حقي ابنة المخرج المخضرم هيثم حقي في مسلسلها التاريخي «أبو خليل القباني»، وهو العمل الأول الذي يتناول سيرة حياة رائد المسرح في سورية.
تميز في حقل الانتاج
وبعيداً عن عالم الكتابة والإخراج التلفزيوني، دخلت بعض الفنانات مجال الإنتاج التلفزيوني، مثل هالة صدقي التي أنتجت هذا العام السيت كوم «جوز ماما» الذي شاركت في بطولته مع الفنان طلعت زكريا.
وتواصل سميرة أحمد عملها في الإنتاج من خلال شركتها مع المنتج صفوت غطاس، وأنتجت بخلاف مسلسلاتها أعمالاً لفنانين آخرين مثل: مسلسل «البوابة الثانية» للنجمة نبيلة عبيد، ومسلسل «قيود من نار» للمخرج جمال عبد الحميد. وقد وقعت الشركة أخيراً عقد مسلسل تلفزيوني مع الفنان كريم عبد العزيز، ليكون ثاني أعماله التلفزيونية بعد مسلسله الأول «امرأة من زمن الحب».
استطاعت المرأة أن تثبت أنها تشارك بنجاح في صناعة الدراما، ليس كممثلة فحسب ولكن أيضاً كمؤلفة ومخرجة ومنتجة. فدور المرأة خلف الكاميرا لا يقل عن دورها أمامها، وهناك أسماء عدة لنساء تألقن في صنع دراما مثيرة تعلق بها الجمهور. وهذه أمثلة من مصر وسورية على النجاحات الباهرة للمرأة في هذا المجال.
دور بارز للمرأة في الدراما السورية
أصبحت المرأة من أهم ركائز الدراما السورية، فكم من الأعمال التي صنفت على أنها الأفضل في الأعوام السابقة والتي نالت جماهيرية واسعة كانت أحد أعمدتها المرأة، إما كاتبة، أو مخرجة، أو ممثلة رئيسية في العمل.
ففي العام الماضي صنف مسلسل «زمن العار» على أنه العمل الأكثر جماهيرية، وأخذ المرتبة الأولى في استفتاء عربي، كما نالت بطلة العمل الفنانة سلافة معمار جائزة أحسن ممثلة عن دورها فيه، وكذلك المخرجة التي أخرجت العمل رشا شربتجي.
أما العام الذي سبقه فقد قدمت الفنانة سلاف فواخرجي أهم عمل درامي لذلك الموسم في مسلسل «أسمهان»، والذي أثار جدلاً واسعاً حينها، وكذلك أبدعت المخرجة رشا شربتجي في مسلسلها الاجتماعي «غزلان في غابة الذئاب».
وكل هذه الفورة النسائية في الدراما السورية وضعت علامة استفهام واضحة أمام النقاد والمهتمين، هل هي بداية حركة نسوية فنية نحو تقديم الأفضل؟، أم أنها طفرات درامية حملتها بعض الفنانات الموهوبات من الوسط؟.
وجاء الجواب هذا العام واضحاً، فلم يقتصر حضور المرأة في الدراما هذا الموسم على نوع محدد بل شمل كل عناصر العمل الدرامي، من كتابة، وتمثيل، وإخراج.
وسوف نستعرض بعض تلك الأعمال التي حملت أسماء كبيرة، وحصدت رصيداً مهماً من الجماهيرية والقبول...
في التمثيل
وإذا انتقلنا إلى الحديث عن أهم الممثلات اللواتي ظهرن في الدراما السورية لهذا العام، فالحديث يطول، هناك الفنانة سلافة معمار في مسلسل «ما ملكت إيمانكم»، والفنانة سلاف فواخرجي في مسلسلها التاريخي «كليوبترا»، والفنانة أمل عرفة في مسلسل «أسعد الوراق»، والفنانة كاريس بشار في مسلسل «لعنة الطين»، والعديد من الفنانات اللواتي تألقن بأدوار أولى وأدوار ثانوية في الدراما السورية لهذا العام، كما تألقن في الأعوام السابقة بأكثر من عمل ودور متميز.
ويبقى أن نقول أن المرأة استطاعت أن تضع بصمتها الواضحة جداً في الدراما السورية بكافة عناصرها وأدوارها، وهذا يعني أننا سنشهد الكثير من النجاحات والأعمال المتميزة إن كان من كاتباتنا، أو مخرجاتنا، أو ممثلاتنا المعروفات والجدد...
في الكتابة
الدكتورة هالة دياب التي كتبت النص الإشكالي «ما ملكت إيمانكم»، والذي مازال حتى الآن يثير حساسية تجاه ما طرحه من موضوعات لطالما اعتبرت من المحرمات، والكاتبة يم مشهدي التي كتبت نص مسلسل «تخت شرقي»، والذي صنف على أنه من أهم الأعمال الدرامية السورية التي قدمت هذا العام، والكاتبة رانيا بيطار التي كتبت سيناريو مسلسل «الصندوق الأسود»، والكاتبة ريم حنا التي أبدعت سابقاً العديد من النصوص وهذا العام قدمت نص مسلسل «ذاكرة الجسد»، وأيضاً نور الشيشكلي التي شاركت بكتابة نص مسلسل «صبايا» مع زوجها، وكانت قد كتبت نص الجزء الأول من العمل العام الفائت الكاتبة ريم حريري.