مهرجان دبي للتسوق 2011

مقابلة, مهرجان دبي للتسوق, ليلى سهيل

26 يناير 2011

يعود السؤال من جديد حول سر النجاح الدائم لمهرجانات دبي وحول تلك الوصفة أو الخلطة السحرية لهذا النجاح اللافت، وهو ما تتحدث عنه ليلي سهيل المديرة التنفيذية لمؤسسة دبي للترويج والفعاليات التي أكدت أيضاً أن دبي ستكون مدينة المهرجانات المتعددة، وهي مهيأة لاستقبال زوارها على مدار العام.

وتؤكد
ليلى سهيل، الوجه الأشهر المرتبط بالمهرجان منذ سنوات، أن أحد أهداف تأسيس المؤسسة تنظيم الفعاليات والمهرجانات وزيادة أعداد الزوار، الى جانب تفعيل مشاركة مؤسسات المجتمع الحكومية والخاصة، وكل هذا بالتنسيق مع الدوائر والمؤسسات الحكومية، وضمان مشاركة قطاع التجزئة باعتباره اكبر المستفيدين من المهرجان.

وتقيم دبي مهرجانات رئيسية لعل أهمّها مهرجان التسوق، ومفاجآت صيف دبي ومهرجان العيد. وبالطبع الأمور قابلة للتعديل والتنسيق بين الأحداث بمرور السنوات خاصة مع حلول شهر رمضان خلال الصيف. لكن بشكل عام دبي تتهيأ لتكون مهرجاناتها على مدار العام، وستكون وجهة المهرجانات الدائمة والأفضل في العالم.

- ماذا يمثل مهرجان دبي للتسوق بالنسبة الى دبي وأيضاً الإمارات؟ وهل يعد بعد دوراته المتعددة حدثاً عالمياً؟
يكتسب مهرجان دبي للتسوق أهمية كبيرة بالنسبة الى إمارة دبي كونه يشكل داعماً قوياً للاقتصاد الوطني من خلال الأعداد الكبيرة للسياح والمتسوقين الذين يستقطبهم هذا الحدث.
فعلى مدى السنوات الماضية استطاع الحدث استقطاب أكثر من 40 مليون زائر من جنسيات مختلفة حول العالم أنفقوا حوالي 84 مليار درهم. كما أن التطور الذي يشهده المهرجان عاماً بعد عام ساهم في تعزيز مكانة دبي عالمياً في صناعة المهرجانات.
وبالطبع فإن النتائج والنجاحات التي يحققها هذا الحدث تنعكس على بقية إمارات الدولة على كل الأصعدة، مثل قطاع تجارة التجزئة والسياحة والفنادق والضيافة وغيرها العديد.

- كيف بدأت الفكرة؟ وكيف تحولت إلى حدث تشارك فيه دبي؟
بدأ التفكير بإقامة مهرجان يحمل اسم دبي بناءً على توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي. وأجرينا دراسات مستفيضة حول الطريقة التي سيخرج بها المهرجان، كونه سيحمل اسم دبي وبالتالي سيرمز إلى كينونة وشخصية هذه الإمارة الفتية التي تنبض بالحياة.
ومن هذا المنطلق تشكلت الرؤية العامة لهذا الحدث التي ترتكز على ثلاثة عناصر رئيسية هي: التسوق والترفيه والربح، بحيث يكون النموذج الرائد لكل المهرجانات المماثلة. وعاماً بعد عام أصبح المهرجان حدثاً ينتظره الجميع سواء على صعيد الأفراد أو المؤسسات وذلك للاستفادة مما يوفره من فعاليات وأنشطة متنوعة وفرص لتطوير الأعمال.

- بعد تلك السنوات هل يمكننا القول إنه قد حقق الهدف من إقامته؟
بعد مرور 15 عاماً على بدء المهرجان يمكننا القول إنه أصبح من العلامات التجارية المهمة والبارزة لكيانات ومؤسسات تروّج لاسم دبي عالمياً، ويلعب دوراً في التنشيط السياحي والتجاري في الإمارة. وقد رافق وساهم في الترويج لتلك النقلة النوعية التي تحققت في دبي، ومن رحمه ولدت مهرجانات شهيرة سواء في الإمارات أو المنطقة العربية.

- إلى من تنسبون فضل نجاح هذا المهرجان الذي تطور ليصبح حدثاً عالمياً؟
بالطبع هناك أسباب وراء هذا النجاح لعل أهمها شركاء المهرجان ورعاته، وتنوع المستثمرين من القطاعين الحكومي والخاص.
هناك على سبيل المثال 13 شركة أو صرح اقتصادي من الذين رافقوا مهرجان التسوق منذ بداياته هم اليوم أصبحوا شركاء استراتيجيين على مدار العام وليس في مهرجان التسوق فقط، ويساهمون اليوم في أن تكون مهرجانات دبي طوال أيام العام، نعم هناك «وصفة سحرية» لنجاح هذا الحدث تبدأ من هؤلاء الشركاء والرعاة الذين ساهموا في إطلاق المهرجان وتطوره عاماً بعد عام ليصبح الأكثر ارتباطا باسم دبي والأكثر شهرة وريادة في المنطقة.

إن النجاح الكبير الذي يحققه المهرجان هو نتيجة عوامل عدة تضافرت لتمنح المهرجان هذه السمعة العالمية، ويأتي في مقدمتها جهود الحكومة والقطاع الخاص اللذين شكلا توليفة قل وجودها في أي مكان آخر. وحظي مهرجان دبي للتسوق منذ العام الأول بدعم الجهات الحكومية، مما كان له أبلغ الأثر في تسهيل مهمتنا في الوصول بالمهرجان إلى العالمية.

ونعتمد على شركائنا في القطاع الحكومي وشبه الحكومي، في الكثير من أساسيات تنظيم مهرجان دبي للتسوق، والتي تشمل تسهيل إجراءات الدخول إلى الدولة وتوفير الخدمات السياحية الراقية، بالإضافة إلى الأمن الذي تتمتع به دولة الإمارات، مما يعمل على تشجيع السياح من مختلف أنحاء العالم لحضور المهرجان وتخصيص إجازتهم السنوية لهذا الغرض. كما أن القطاع الخاص لطالما دعم الحدث منذ انطلاقته، ليس بالدعم المادي فحسب وإنما يمتد إلى توفير الكثير من العروض والحملات الترويجية والسحوبات والجوائز القيمة.

من جانب آخر، كانت هناك البنية التحتية الحديثة التي تتمتع بها دبي، سواء من حيث المواصلات والمرافق السياحية ومراكز التسوق الضخمة والفنادق ذات المستوى العالمي، بالإضافة إلى عوامل الجذب المتمثلة في الصروح الحضارية العملاقة مثل «برج خليفة» و«دبي مول» وغيرها الكثير. كل هذه العوامل ميزت المهرجان عن غيره من الأحداث المشابهة التي شهدتها العديد من الدول المجاورة ولم تستمر طويلاً. 

- البعض يرى أن مهرجان دبي للتسوق خرج عن إطار كونه حدثاً اقتصادياً لإنعاش الأسواق إلى حدث متعدد الأهداف والمكتسبات، ماذا تقولون عن ذلك؟
كانت البداية في العام 1996 ناجحة وفاقت كل التوقعات، وكان للحدث صدى كبير على المستويين المحلي والإقليمي، وبدأ المهرجان كبيرا وما زال يكبر عاًما بعد عام. ولكن طموحاتنا لم تقف عند هذا الحد، بل تجاوز الأمر أن نقف عند نقطة ونقول أننا نجحنا وحققنا انجازاً، وذلك أخذاً بالمقولة «من السهولة تحقيق النجاح ولكن من الصعوبة أن تحافظ عليه، ولهذا دأبنا على تطوير المهرجان في كل دورة جديدة من دوراته لنلبي طموح زوارنا الذين يطالبوننا دائماً بالجديد والمميز.

وبالإضافة إلى كونه واحداً من الأحداث الأطول استمرارية من نوعها في العالم، يتميز مهرجان دبي للتسوق بشمولية كبيرة تجمع بين الأنشطة الترفيهية والعروض الترويجية والجوائز القيمة إلى جانب دعمه للمواهب الشابة في العديد من المجالات واهتمامه بإحياء التراث الإماراتي الأصيل وتعريف السياح والزوار به والكثير من الأمور الأخرى التي تصب في النهاية في الارتقاء بمكانة دبي بشتى المجالات على الصعيد العالمي.

ومن هذا المنطلق، فإن الحدث وإن كان يحمل في طياته أهدافاً اقتصادية غاية في الأهمية، إلا أن النجاح الكبير الذي حققه ساهم في اتساع رقعة تأثيره لتشمل قطاعي السياحة والضيافة بشكل مباشر والعديد من القطاعات الأخرى بشكل غير مباشر، وهو ما أدى إلى القرار الحكيم لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بتحويل مكتب مهرجان دبي للتسوق إلى مؤسسة حكومية بمسمى «مؤسسة دبي للفعاليات والترويج التجاري»، بصلاحيات أوسع لتعزيز أداء قطاعي التجزئة والفعاليات بشكل عام.

- مهرجان دبي للتسوق مدرسة في فن الإدارة، انبثقت منه مهرجانات وفعاليات متعددة. ماذا تقولون أيضاً عن ذلك؟ وعن أبرز الأسماء التي تولت إدارة المهرجان على مدى السنوات الماضية؟
بالفعل يعد المهرجان مدرسة شاملة خرجت العديد من رجال الأعمال والقياديين في دبي، وهذا ناتج عن طبيعة المهرجان التي تلامس العديد من القطاعات الحيوية مثل الضيافة والسياحة والتجزئة والفنون العالمية وغيرها الكثير، مما يخلق لدى من يعمل في المهرجان ثقافة وخبرة عملية واسعة في العديد من القطاعات المهمة، واستطاع المهرجان خلق كفاءات محلية تتميز بالخبرات التراكمية في صناعة المهرجانات على مدى 15 عاماً، وهذه الكفاءات تعد الأبرز في هذا المجال على صعيد المنطقة.

ولا يخفى عليكم أن الكثير من الأسماء التي تولت إدارة المهرجان تبوأت مناصب أخرى مهمة في هيئات ومؤسسات أخرى. وبالطبع استطعنا ابتكار الكثير من الفعاليات المتميزة التي أصبحت في ما بعد فعاليات مستقلة بحد ذاتها مثل القرية العالمية.

- ماذا عن جديد مهرجان هذا العام؟
تحرص مؤسسة دبي للفعاليات والترويج التجاري على تنظيم الجديد من الفعاليات والمبادرات المبتكرة. ففي كل مهرجان هناك الجديد والمتجدد، وهذا التطوير ينتج عن دراسات وإحصاءات تجريها شركات استشارية متخصصة عقب كل حدث نتولى تنظيمه.

ومن ناحية الجديد للمهرجان فهناك الكثير، ولكن تبرز ثلاثة نشاطات بشكل خاص، وهي عودة الحملة الترويجية لمجموعة الذهب والمجوهرات في دبي إلى المهرجان بعد غياب عامين، وهي المعروفة بجوائزها الضخمة من الذهب الخالص، والأمر الثاني هو أن المهرجان سيركز على تجربة التسوق المتكاملة في دبي من مراكز التسوق الضخمة إلى الأسواق الشعبية بعد أن كان التركيز في الأعوام السابقة فقط على مراكز التسوق، بالإضافة إلى مفاجأة المهرجان لزواره بإنتاج مسرحي رائع من شركة ديزني العالمية خصيصاً للدورة السادسة عشرة من المهرجان، وهو ما يعد حدثاً عالمياً بكل المقاييس.

ومن بين أهم فعاليات مهرجان دبي للتسوق 2011 سيكون هناك سحوبات «لكزس ونيسان» الكبرى التي تمنح المتسوقين والزوار فرصة يومية للفوز بسيارات فاخرة ومبالغ نقدية وجوائز قيّمة. كما سيشارك في الحدث الكثير من نجوم الغناء العربي. وسيحظى الزوار بتوليفة متميزة من الفعاليات الترفيهية التي تلائم جميع أفراد العائلة مثل «الكرنفالات» والألعاب النارية، إلى جانب «واحة السجاد» التي تعرض الآلاف من السجاد اليدوي النادر والثمين وأسبوع الخليج للدراجات النارية والذي يعرض أحدث الدراجات في العالم. كما سيحصل زوار المهرجان على تخفيضات كبيرة على حجوزات الفنادق والطيران والكثير غيرها، مما يضمن للجميع إجازة رائعة في دبي.

- «ليالي دبي» الغنائية كانت حدثاً متميزاً وخرجت منها أصوات شهيرة مثل حسين الجسمي وأريام وغيرهما. لماذا اختفت تلك الليالي الغنائية المصاحبة؟
لم تختف الحفلات الغنائية عن قائمة فعاليات مهرجان دبي للتسوق، ولكن أحياناً تحكمنا ظروف المطربين أنفسهم والتزاماتهم بالكثير من الفعاليات العالمية والإقليمية ولكن هذا العام استطعنا استقطاب الكثير من نجوم الغناء العربي والعالمي مثل شيرين وفارس كرم ونجوى كرم ورابح صقر وتامر حسني وهيفاء وهبي، بالإضافة إلى نجوم عالميين مثل ايمي واينهاوس ووليام فاريل وغيرهم العديد.

- من واقع الأرقام كيف ترون الفارق بين الدورة الأولى للمهرجان وما تحقق من أرقام بالنسبة الى الزوار والإنفاق؟ وماذا تتوقعون لمهرجان هذا العام؟
المهرجان في تطور مستمر، والدليل على هذا الفرق الكبير بين الأرقام التي تحققت في أول دورة له والتي تتمثل في 1،6 مليون زائر و2،16 مليار درهم إنفاقاً، والأرقام التي تحققت في دورة العام 2009 والتي تتمثل في 3،53 ملايين زائر و9،8 مليار درهم إنفاقاً. أما بالنسبة الى توقعاتنا خلال الدورة المقبلة، فإننا نتطلع إلى المحافظة على الزخم والنتائج نفسها التي تم تحقيقها خلال الدورات الماضية.

- هل يعتبر مهرجان دبي للتسوق وحجم زواره والمبيعات والإنفاق من دلائل عدم تأثر دبي بالوضع المالي العالمي وتعافيها اقتصادياً؟
تؤكد الأرقام التي حققها المهرجان خلال سنوات الأزمة المالية العالمية أن الحدث لم يتأثر بهذه الأزمة، ونعزو ذلك إلى أن دبي تشكل الوجهة السياحية الأولى بالنسبة الى دول مجلس التعاون الخليجي التي يفضل سكانها قضاء إجازاتهم في مكان تمضية بدلاً من السفر إلى أوروبا أو أميركا، بالإضافة إلى أن العديد من القطاعات سارعت إلى إطلاق عروض وتخفيضات خاصة ومذهلة خلال أيام المهرجان في العامين الماضيين لاستقطاب السياح والتخفيف من وطأة الأزمة.

ولكننا نشدد هنا على أن المهرجان لا يمثل مؤشراً اقتصاديا على تعافي الاقتصاد في دبي، بل هو عامل مساعد فقط يحمل في طياته أهدافاً اقتصادية. وهو في النهاية مهرجان احتفالي يهدف إلى نشر الفرح والمرح ورسم الابتسامة على وجوه زواره، خاصة أن عدد الزوار ومعدل الإنفاق تأثر كثيراً بعدد من العوامل الخارجية التي ليست لها علاقة بوضع دبي الاقتصادي على الإطلاق.