100 إمرأة عربية: فنانات
انجازات, الغناء, المرأة العربية / نساء عربيات, فنانة / فنانات, التمثيل, يوم المرأة العالمي
08 مارس 2011أسمهان
اسمها الحقيقي هو آمال الأطرش، والدها فهد الأطرش من جبل الدروز في سورية، ووالدتها علياء المنذر وهي درزية لبنانية من بلدة حاصبيا، ولديها شقيقان هما: فؤاد وفريد الأطرش، المطرب والموسيقار المعروف، الذي أخذ بيدها إلى عالم الفن وجعلها نجمة غناء لامعة. ظهرت مواهب أسمهان الغنائية والفنية باكراً، وفي أحد الأيام استقبل فريد في المنزل الملحن داود حسني، أحد كبار الموسيقيين في مصر، فسمعها تغني فأعجب بصوتها، ولما انتهت قال لها «كنت أتعهد تدريب فتاة تشبهك جمالاً وصوتاً توفيت قبل أن تشتهر لذلك أحب أن أدعوك باسمها أسمهان»، وهكذا تغيّر اسمها.
منذ العام 1931، بدأت الغناء في الحفلات مع شقيقها فريد وبدأ يلمع نجمها تدريجياً. في سنة 1934 تزوجت من الأمير حسن الأطرش وانتقلت معه إلى جبل الدروز في سورية، ثم عادت إلى مصر بعد انفصالها عن زوجها. مثلت في عدة أفلام مع يوسف وهبي وأنور وجدي ومحمود الميليجي. توفيت سنة 1944 في حادث سير يقال إنه كان مدبراً بقصد القتل.
غنت من ألحان محمد عبد الوهاب ورياض السنباطي ومحمد القصبجي وفريد الأطرش وداود حسني مكتشفها، وتعاونت مع أحمد رامي ويوسف بدروس والأخطل الصغير وبيرم التونسي وغيرهم، ومن أشهر أغنياتها «يا حبيبي الحقني»، «ليالي الأنس في فيينا»، «يا طيور» وغيرها.
نعيمة سميح
استطاعت مطربة المغرب الأولى، أن تؤسس تجربة فنية مغربية صرفة باختيار كتّاب كلمات أغانيها وملحنيها، وأن تأسر قلوب الملايين من معجبيها، من المغاربة والعرب الذين انبهروا بأغانيها.
نعيمة سميح أصرّت على اقتحام عالم الفن في فترة كان يصعب على المرأة الاقتراب منه، في بداية السبعينات من القرن الماضي، متحدية تقاليد المجتمع المحافظ الذي نشأت فيه. بموهبتها وجمال صوتها الفطري استطاعت «إديتْ بياف المغرب»، كما يحلو للوسط الفني مناداتها، أن تؤسس مدرسة غنائية مغربية أصيلة مستقلّة عن الشرق الذي قدم لها إغراءات كثيرة، واختارت بوعي البقاء في بلدها المغرب، رافضة أن تصبح رقما ضمن قائمة الفنانات المهاجرات اللواتي سلكن الطريق السهل عبر الغناء بلسان خليجي أو مصري.
برزت في برنامج «مواهب» الذي كان يعده ويقدمه الموسيقار المغربي عبد النبي الجيراري، وهو برنامج مسابقات تخرجت منه معظم مطربات جيلها من أمثال سميرة بنسعيد، وعزيزة جلال.
ورغم انتمائها إلى عائلة تقليدية محافظة منحدرة من الجنوب المغربي استطاعت نعيمة أن تقنع عائلتها وتدخل ميدان الغناء بالفطرة، وبموهبتها وجمال صوتها الذي وهبه الله إياه دون تكوين موسيقي سابق.
رغم مرور أكثر من 30 سنة على تسجيل أغنية «جريت اوجريت» فهي لاتزال مطلوبة من الجميع، وجواز مرور العديد من المغنيات اللواتي لا يترددن في أدائها بكل الصدق الفني الموروث عن نعيمة سميح، التي غنّت في «الأولمبيا» بباريس عام 1976 في حفلة حضرها أربعة آلاف، لتصبح سيدة الغناء المغربي أصغر مغنية عربية، وأول مغنية مغربية، ورابع فنانة عربية تحيي حفلة في مسرح «الأولمبيا» الشهير، بعد صباح وأم كلثوم وفيروز، لتفتح لها أبواب المجد على مصاريعها. وسلكت نجمة المغرب الأولى طريق السينما، إذ شاركت مع عدد من نجوم السينما العربية، عام 1978 في فيلم «دنيا النغم» الذي كتب له السيناريو وأخرجه، سمير الغصيني، وأدى أدوار البطولة فيه، إلى جانب نعيمة سميح، ممثلون مغاربة ولبنانيون وسوريون ومصريون.
شيريهان
اسمها حسب الولادة شيريهان أحمد عبد الفتاح الشلقاني (مواليد 1964) وهي شقيقة عازف الغيتار الشهير الراحل عمر خورشيد. تمنّت منذ الصغر أن تصبح راقصة محترفة وممثلة ودرست الباليه والرقص. من أشهر أعمالها المسرحية «علشان خاطر عيونك» مع الفنان الراحل فؤاد المهندس، إلى جانب «شارع محمد علي» و«سك على بناتك»، وقدمت سينمائياً عشرات الأفلام منها «الطوق والأسورة» و«المرأة والقانون» و«فضيحة العمر» و«عرق البلح» و«الحب والرعب» و«خللي بالك من عقلك» و«دمي دموعي وابتساماتي» و«كريستال» و«سوق النساء» و«ريّا وسكينة» «العذراء والشعر الأبيض» و«الخبز المرّ» وغيرها، واعتبرت نجمة مصر الأولى في «الفوازير» التي حققت نجاحاً خيالياً في مختلف الدول العربية وليس فقط في مصر خصوصاً «ألف ليلة وليلة».
إلاً أنها توقفت عن التمثيل بعد أصابتها بالمرض الخبيث قبل سنوات، وهي لا تزال تخضع للعلاج ولم تشاهَد في أي مناسبات إلاّ نادراً، خصوصاً في التظاهرات التي شهدتها مصر أخيراً. كما شاركت شيريهان قبل المرض في عدد من المسلسلات منها «دعوني اعيش» و«المعجزة» و«الامتحان» و«رحمة» و«بلاغ للنائب العام» وغيرها.
أم كلثوم
ولدت في محافظة الدقهلية لإبراهيم البلتاجي، مؤذن قرية طماي الزهايرة، وكانت تحفظ وتغني القصائد والتواشيح. استقرت نهائياً في القاهرة عام 1921. تعرفت على أحمد رامي ومحمد القصبجي الذي كوّن لها فرقتها الموسيقية الخاصة. عام 1928 أصدرت اسطوانتها الأولى التي حققت مبيعات كبيرة، وفي العام ذاته لحنّت بنفسها أغنية «على عيني الهجر». ثم توالت الأغنيات والقصائد، وشهرة ام كلثوم في تصاعد... في العام 1951 قدمت أغنية «مصر تتحدث عن نفسها» ليصدر بعد ذلك قرار عسكري بمنع أم كلثوم من الغناء ألغاه لاحقاً جمال عبد الناصر. ورغم تقديمها أغنيات للجيش، اعتبرت أنها ضد الثورة كونها غنت أكثر من مرة للملك فاروق، وتم طردها من نقابة الموسيقيين.
ومنذ العام 1954، خفّضت عدد حفلاتها بسبب المشاكل الصحية التي عانت منها، ويقال إنها بدأت بوضع النظارات السوداء كي لا يظهر جحوظ عينيها. وتزوجت عام 1954 من حسن السيد، أحد أطبائها، واستمر زواجهما حتى وفاتها. قدمت 8 أفلام وعدداً لا يحصى من الحفلات، وتعاونت مع رياض السنباطي وأحمد شوقي وابراهيم ناجي ومحمد عبد الوهاب وصلاح جاهين وكمال الطويل وأحمد رامي وبيرم التونسي وزكريا أحمد ومأمون الشناوي وبليغ حمدي الذي أحدث نقلة نوعية في نمط غناء ام كلثوم. واشتهرت بتقديم حفلة في الإذاعة كل أول خميس من كل شهر. توفيت في العام 1975 وكتبت عنها صحف عالمية إنها الصوت المحبوب في كل أنحاء الشرق الأوسط ووصفتها بـ «ملكة بلاد العرب». نالت اوسمة كثيرة ولقبّت بالهرم الرابع والصوت الخالد و«كوكب الغناء العربي» وغيرها.
فايزة أحمد
فايزة أحمد، من مواليد صيدا (لبنان) لأب سوري عام 1934 وتوفيت في 24 أيلول/سبتمبر 1983. عاشت بداية في دمشق وتقدمت إلى لجنة الاذاعة السورية لاختيار المطربين لكنها لم توفق. سافرت بعدها إلى حلب وتقدمت لإذاعة حلب ونجحت وغنت وذاع صيتها فطلبتها إذاعة دمشق، وعادت لتكمل مسيرة نجاحها وتدربت على يد الملحن محمد النعامي وأصبحت مطربة معتمدة في إذاعة دمشق وسافرت بعد ذلك إلى مصر.
ثم التقت الموسيقار الراحل محمد الموجي الذي قدمها ضمن قالب غنائي مميز عن كل ما كان سائداً. تعاونت أيضاً مع كمال الطويل ومحمود الشريف ومحمد عبد الوهاب وبليغ حمدي ومحمد سلطان ورياض السنباطي الذي قدمت معه آخر أغنية في مسيرتها بعنوان «لا يروح قلبي». حصلت على عدة جوائز وأوسمة.
ماري منيب
ماري سليم حبيب نصرالله، من مواليد دمشق عام 1905، وتوفيت في القاهرة في كانون الثاني/يناير 1969. حققت شهرة واسعة في السينما المصرية من خلال عشرات الأدوار الكوميدية في الأفلام والمسرحيات أواخر الأربعينات والخمسينات. بدأت حياتها الفنيه في الثلاثينات على المسرح، انضمت إلى فرقة الريحاني عام 1937، وظلت تعمل في مسرح الريحاني طوال عمرها. شاركت في اكثر من 200 فيلم أشهرها: «إلاّ خمسة»، «30 يوم في السجن»، «استنّى بختك»، «الستات مايعرفوش يكدبوا»، «أم رتيبه»، «كدبة أبريل»، «رسالة من امرأة مجهولة»، و«هذا هو الحب» وغيرها، واشتهرت على وجه الخصوص بدور الحماة التي تتدخل باستمرار بين ابنتها وزوجها، إضافة إلى دور «العجوز المتصابية». وتجدر الإشارة إلى أن المطرب عامر منيب هو حفيدها.
هند رستم
هند حسين مراد رستم، من مواليد الاسكندرية (مصر) عام 1929. اشتهرت بأدوار الإغراء في السينما المصرية في الخمسينات وعرفت بـ «مارلين مونرو الشرق» لشببهها الظاهر بمارلين مونرو بشعرها الأشقر المعروف. قدمت آخر أفلامها «حياتي عذاب» عام 1979 وقررت بعده اعتزال الفن. أما اول فيلم لها فكان بعنوان «غزل البنات» مع نجيب الريحاني وليلى مراد ويوسف وهبي عام 1949 في دور كومبارس بسيط.
بشخصيتها وادائها المختلفين، ادخلت نمطاً جديداً على السينما المصرية، وتمكنت من الجمع ببراعة بين أدوار الكوميديا والتراجيديا، ومن أشهر أفلامها: «ردّ قلبي»، «باب الحديد»، «امرأة على الهامش»، «الأب»، «الروح والجسد»، «شفيقة القبطية»، «أزهار وأشواك»، «جواهر»، «العقل زينة»، «بابا امين»، «حب في الظلام»، «اعترافات زوجة»، «رسالة غرام»، «جريمة حب»، «لا أنام»، «اسماعيل ياسين في مسشفي المجانين»، «صراع في النيل»، «الراهبة»، «هو والنساء»، «ملكة الليل»، «رجل وامرأتان»، «الخروج من الجنة»، «الرغبة والضياع»، «حياتي عذاب» وغيرها الكثير.
منيرة المهدية
ولدت زكية حسن منصور عام 1885 في قرية المهدية في محافظة الشرقية في مصر. توفى والدها وهي صغيرة وتولت شقيقتها رعايتها. بدأت حياتها الفنية كمطربة تحيى الليالى والحفلات في مدينة الزقازيق، إلى أن لفتت انتباه أحد أصحاب المقاهي الذي أقنعها لاحقاً بالانتقال إلى القاهرة. حققت شهرة كبيرة وأطلق عليها لقب «سلطانة الطرب» ثم افتتحت ملهى خاصاً بها أطلقت عليه اسم «نزهة النفوس». عام 1915 وقفت على المسرح مع فرقة عزيز عيد وادت دوراً في رواية للشيخ سلامة حجازي وأدّت دور رجل، وهي اول فنانة مصرية تمثل في مسرحية.
غنت لأكثر من ثلاثين عاماً وتعاونت مع أشهر محلني تلك الحقبة وشعرائها وكان لها الفضل في اكتشاف الموسيقار محمد عبد الوهاب. مثلت في فيلم واحد أخرجه الإيطالي فولبي، ثم اعتزلت بعدما حققت أم كلثوم الشهرة والنجومية المطلقة، فلم تستطع منيرة المهدية مجاراتها. توفيت في العام 1965 عن عمر يناهز الثمانين عاماً، ومن أشهر أعمالها «أسمر ملك روحي»، «ارخي الستارة»، «بعد العشا»، «أنا هويت»، «أشكي لمين الهوى» وغيرها...
سعاد حسني
من مواليد 1943 وتوفيت في العام 2001 في لندن بعد سقوطها مُنتحرة من على شرفة منزلها، ولا يزال موتها سراً إذ يقال أنها قتلت ولم تنتحر. هي من أشهر نجمات السينما العربية واكثرهن إثارة للجدل إن في حياتها أو مسيرتها الفنية وحتى وفاتها. نالت عشرات الألقاب أبرزها «السندريلا» و«زوزو» تيمناً بالشخصية التي ادتها في فيلم «خلي بالك من زوزو» والذي نال نجاحاً كاسحاً. مثلت في عدد كبير من الأفلام وفي عدد من المسلسلات الإذاعية ومسلسل واحد هو «هو وهي» مع الراحل أحمد زكي، واشتهرت بغنائها في عدد من أفلامها مؤسسة بذلك خطاً خاصاً ومختلفاً عن كل ما شهدته السينما المصرية قبل ذلك.
كانت بحق «معشوقة الجماهير» ونالت جوائز وتكريمات عديدة. وتزوجت من المخرج علي بدرخان ومن صلاح كريم وزكي فطين عبد الوهاب وماهر عواد، ويقال إنها كانت متزوجة سراً من الفنان عبد الحليم حافظ لكن هذه الشائعة لا تزال غير مؤكدة حتى اليوم. من أشهر أفلامها «موعد على العشاء»، «حسن ونعيمة»، «حب في الزنزانة»، «الراعي والنساء»، «الكرنك»، «القادسية»، «خلي بالك من زوزو» وفي رصيدها حوالي 90 فيلماً.
يسرا
تركت الفنانة يسرا بصمات اجتماعية مهمة عبر أعمالها الفنية، وركزت على العديد من المبادئ خلال رحلتها الفنية. وقد استحوذت على قلوب جمهورها في مسلسل «حياة الجوهري»، الذي مثلت فيه نموذج المرأة الشريفة رافضة الفساد ويحسب لها أنها ألقت الضوء على حقوق المرأة عندما تعرضت إلى موضوع اغتصاب المرأة في مسلسل «قضية رأي عام»، فكان سبباً كبيراً لتعاطف المجتمع مع المغتصبة وتثقيفه بأنها ضحية.
كما أن اختيار يسرا سفيرةً للنوايا الحسنة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، جعلها تفجر العديد من القضايا الاجتماعية من خلال أعمالها التلفزيونية، إذ تعتبر أول من فجَّر قضية الاتجار بالأطفال، وذلك خلال مسلسل «في أيد أمينة». ولا يقف اهتمام يسرا بالأطفال عند حدود شاشة التلفاز، بل تشارك في العديد من الأعمال الخيرية وندوات التوعية باعتبارها سفيرة للنوايا الحسنة. وآخر مشاركة اجتماعية لها مع الأطفال كانت مع المكفوفين في احتفالية «عشاء في الظلام»، وتبادلت المقاعد مع أحد الأطفال المكفوفين وتناولت معه العشاء في الظلام لتكون أقرب إلى شعوره، وشاركها العشاء العديد من الفنانين وأعلام مصر مثل الصحافية نجلاء بدير والفنان أحمد عز والإعلامية بثينة كامل، وخاض كلٌ منهم تجربة العشاء في الظلام مع طفل كفيف.
فيروز
اسمها الحقيقي نهاد حداد، من مواليد «زقاق البلاط» في مدينة بيروت. عشقت الغناء منذ الصغر. انضمّت إلى الإذاعة اللبنانية كمغنية كورس حتى اكتشفها الموسيقي محمد فليفل وضمّها إلى فريقه الذي كان ينشد الأغاني الوطنية. لفتت انتباه الملحن الراحل حليم الرومي الذي ألف أولى أغانيها وعرّفها إلى الراحل عاصي الرحباني الذي تزوّجها لاحقاً وشكل معها ومع شقيقه الراحل منصور الثلاثي الفني الأبرز منذ الخمسينات. قدمت مع الأخوين رحباني مئات الأغنيات التي تشكّل ذاكرة الفن اللبناني وعموده الفقري، أغنيات أحدثت ثورة في الموسيقى العربية لتميّزها بالبساطة وقصر المدة وقوة المعاني. قد لا يوجد موضوع لم تغن له فيروز.
بلغ عدد مسرحياتها حوالي 15، أما أفلامها فهي ثلاثة فقط. أطلق عليها الشاعر سعيد عقل لقب «سفيرتنا إلى النجوم» وقد غنت لعدد كبير من الشعراء والملحنين إلى جانب عملها مع الأخوين، ومنهم سعيد عقل وفيلمون وهبي ومحمد عبد الوهاب وزكي ناصيف وميخائيل نعيمة، إلى جانب تقديمها أعمالاً من كتب جبران خليل جبران. غنت في أهم المهرجانات والمحافل العربية والعالمية، وقدمت مع نجلها زياد بعد وفاة زوجها عام 1986، عدداً كبيراً جداً من الأعمال التي شكلت بدورها منعطفاً جديداً في الأغنية العربية نظراً إلى تميّز زياد وعبقريته الفذّة موسيقياً كما يُجمع نقاد الموسقى والفن.
منى واصف
تعتبر الممثلة السورية منى واصف أن أحب الألقاب إلى قلبها هو «عقد الماس العتيق»، وهو اللقب الذي توج خمسين عاماً من مسيرة عملها الفني التي استحقت عنها وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة. وحظيت بتكريم رسمي وشعبي لم تحظ به فنانة سورية من قبل.
قدمت ثلاثين عملاً للمسرح القومي، بينها ثلاث مسرحيات للمسرح العسكري، والكثير من المسرحيات للتلفزيون، بالإضافة إلى 31 فيلماً سينمائياً، والعديد من المسلسلات التلفزيونية والإذاعية.
كان ترشيحها لفيلم «الرسالة» من جانب المخرج مصطفى العقاد نقطة تحول في حياتها الفنية، مما لفت الانتباه إليها على المستوى العربي وحتى العالمي.
تقلّدت منصب سفيرة النوايا الحسنة للأمم المتحدة عام 2002، وتقلّدت منصب نائب رئيس اتحاد الأدباء من عام 1991 وحتى عام 1995. كما شاركت في دور محكمة في لجان التحكيم في مهرجانات للمسرح والسينما والتلفزيون.
سعاد عبد الله
ممثلة كويتية تعد من أبرز الفنانات في الخليج ورائدة في مجالها، برزت في الأعمال الكوميدية التلفزيونية والمسرحية. وتملك الصوت الجميل ولهذا شاركت في الكثير من الأوبريتات مع عبد الحسين عبد الرضا وخالد النفيسي والفنان السوري دريد لحام. وخلال مشوارها الفني كتبت فكرة أكثر من عمل فني شاركت فيه، ومنها مسلسلا «الرماد» و«دار الزمن».
بدأت مشوارها في العام 1963 مع الفنان الراحل محمد النشمي في برنامج تلفزيوني بعنوان «ديوانية التلفزيون»، ثم بدأت في مجال المسرح عام 1964 مع فرقة المسرح الكويتي بمسرحية «حظها يكسر الصخر» من تأليف وإخراج محمد النشمي. عام 1965 شاركت مع الفرقة نفسها في مسرحية «بغيتها طرب صارت نشب» من تأليف محمد النشمي أيضًا وإخراج ثامر السيار. واستمر تعاونها مع فرقة المسرح الكويتي وقدمت مسرحيتي «السدرة» و«قاضي إشبيلية».
انتقلت بعد ذلك إلى فرقة المسرح العربي وشاركت في مسرحيتي «إغنم زمانك» و«30 يوم حب». كما قدمت مع مسرح الخليج مجموعة من المسرحيات وقدمت العديد من الأعمال الكوميدية والتراجيدية ما بين مسلسلات ومسرحيات وبرامج وفوازير وسهرات تلفزيونية وأوبريتات ومسلسلات إذاعية. وهي أول فنانة خليجية تقدم برامج فوازير ومسابقات، شاركها فيه الفنان عبد الحسين عبد الرضا وحمل اسم «أمثال وغطاوي»، وذلك بأسلوب خليجي.
ومنذ بداية تسعينات القرن العشرين إتجهت إلى الأعمال الدرامية ذات الطابع التراجيدي.
شكلت خلال مشوارها الفني ثنائيات مميزة تركت بصمة لدى المشاهد الكويتي، منها مشاركتها للفنان عبد الحسين عبد الرضا في عدد من الأعمال الفنية الناجحة.
كما قدمت مع الفنانة حياة الفهد سلسلة من أهم الأعمال التلفزيونية. حصلت على جوائز عدة وكُرِّمت محلياً ودولياً. وشاركت كمحكمة في مهرجانات مسرحية وملتقيات فنية.
وردة الجزائرية
وُلدت في فرنسا عام 1939 من أب جزائري وام لبنانية، واسمها الحقيقي وردة فتوكي. أشرف على تعليمها الغناء المغني التونسي الصادق ثريا في فرنسا الذي لحنّ لها لاحقاً، وكانت تغني في نادي والدها. سافرت إلى مصر في العام 1960 بدعوة من المنتج والمخرج حلمي رفلة الذي قدمها في أولى بطولاتها السينمائية «ألمظ وعبده الحامولي»، ثم طلب الرئيس جمال عبد الناصر أن يضاف لها مقطع في أوبريت «وطني الأكبر». غابت فترة طويلة عن مصر لتعود إليها بعد طلاقها من جمال قصيري (وكيل وزارة الاقتصاد الجزائرية).
وفي مصر تعرّفت إلى الموسيقار بليغ حمدي الذي تزوجت منه وقدمت معه أشهر وأجمل أغنياتها على الإطلاق، وقد استمر التعاون الفني بينهما رغم طلاقهما عام 1979. انطلاقتها الحقيقية في عالم الغناء كانت من خلال أغنية «اوقاتي بتحلوّ» من الحان سيد مكاوي، وهي الأغنية التي كان يفترض ان تؤديها ام كلثوم لكنها توفيت قبل أن تسجلها. تعاونت مع محمد عبد الوهاب وعدد من كبار المحلنين، ولاحقاً قدمت مع الملحن صلاح الشرنوبي تجربة معاصرة «بتونّس بيك» واجهت انتقادات كثيرة في البداية، ثم ما لبثت أن أصبحت الخط الغنائي للتسعينات وحتى بداية عام 2000 تقريباً.
صباح
اسمها الحقيقي جانيت الفغالي من بلدة «وادي شحرور» اللبنانية. بدأت الغناء منذ الصغر ولفتت انتباه المنتجة اللبنانية آسيا داغر التي كانت تعمل في القاهرة، وتعاقدت معها لتصوير 3 أفلام دفعة واحدة. سافرت إلى مصر برفقة والدها ووالدتها ونالت 150 جنيهاً عن أول فيلم لها. درّبها فنياً في البداية الملحن رياض السنباطي ولحّن لها الأغنيات التي قدمتها في أفلامها الأولى. وتم تبديل اسمها من جانيت إلى صباح ولُقّبت بالـ «شحرورة» ولاحقاً «الأسطورة». اشتهرت بكثرة زيجاتها، إذ وصل عدد أزواجها إلى 9.
أصبحت واحدة من أهم نجمات السينما المصرية ولها 83 فيلماً بين مصري ولبناني، و27 مسرحية وما يزيد عن 3000 أغنية، وهي أول فنانة عربية غنت على مسرح الأولمبيا في باريس، وفي مسارح ومدن عالمية كثيرة منها قصر الفنون في بلجيكا ودار الأوبرا في سيدني و«ألبرت هول» في لندن، كما شاركت في عشرات المهرجانات اللبنانية العريقة مع الرحابنة وغيرهم.
فاتن حمامة
من مواليد المنصورة (مصر) عام 1931، وهي من أبرز وأشهر الممثلات العربيات وتعدّ علامة بارزة كونها عاصرت عقوداً طويلة من تطور السينما المصرية، وتحمل لقب «سيدة الشاشة العربية». بدأت التمثيل في العام 1940 في فيلم «يوم سعيد» مع محمد عبد الوهاب. وكانت قد فازت في مسابقة أجمل طفلة في مصر، فأرسل والدها صورتها إلى المخرج محمد كريم الذي كان يبحث عن طفلة تمثل في فيلم لعبد الوهاب. ثم مثلت في فيلم «رصاصة في القلب» بعد أربع سنوات أيضاً مع محمد عبد الوهاب.
في عام 1996 أثناء احتفال السينما المصرية بمناسبة مرور 100 عام على نشاطها تم اختيارها كأفضل ممثلة وتم اختيار 18 من أفلامها من ضمن 150 فيلماً من أحسن ما أنتجته السينما المصرية، وفي عام 1999 تسلمت شهادة الدكتوراه الفخرية من الجامعة الأميركية في القاهرة، وفي عام 2000 منحتها جائزة نجمة القرن منظمة الكتاب والنقاد المصريين، كما منحت وسام الأرز من لبنان ووسام الكفاءة الفكرية من المغرب والجائزة الأولى للمرأة العربية عام 2001.
مثلت في مسلسلين تلفزيونيين فقط هما «ضمير أبلة حكمت» و«وجه القمر». أما أشهر أفلامها فهي: «ملاك الرحمة»، «دعاء الكروان»، «أريد حلاً»، «بين الأطلال»، «كرسي الاعتراف»، «ست البيت»، «اليتيمين»، «لك يوم يا ظالم»، «بابا أمين»، «صراع في الوادي»، «المنزل رقم 13»، «لا وقت للحب»، «موعد مع الحياة»، «امبراطورية ميم»، «فاطمة»، «لا أنام» وغيرها الكثير. تزوجت من المخرج عز الدين ذو الفقار بداية، ثم من الفنان عمر الشريف عام 1955 ووقع الطلاق بينهما عام 1974.
حياة الفهد
هي الفنانة القديرة وأول ممثلة كويتية وتعد من أبرز فنانات الخليج الرائدات في مجالها. حاربت العادات والتقاليد الاجتماعية التي كانت تنظر إلى الفن والتمثيل نظرة دونية. كانت لها محاولات شعرية ولديها القدرة على كتابة السيناريوهات الدرامية، وكتبت العديد من الأعمال التلفزيونية، ولها ديوان شعر واحد باسم «عتاب صدر».
ولدت حياة الفهد في منطقة شرق، وفي الخامسة من عمرها انتقلت مع أسرتها إلى المرقاب وسكنت قرب مسجد عبد الله المبارك وتربت يتيمة بعد فقدانها والدها. لم تكمل دراستها الابتدائية، إلا أنها تعلمت واستطاعت إتقان القراءة والكتابة بالعربية الفصحى والانكليزية. اكتشفت حبها للفن في بداية خمسينات القرن العشرين بعدما شاهدت فيلماً سينمائياً من بطولة فريد الأطرش، وأصبحت تتردد بعد ذلك على السينما، وسرعان ما تحوّل هذا الأمر إلى هواية تلح عليها.
قصة دخولها الفن طريفة، إذ إنها أثناء عملها في مستشفى الصباح زارت المستشفى «فرقة أبو جسوم الشهيرة آنذاك»، وكانت زميلتها في العمل أمينة الشراح. وهناك سألهما «أبو جسوم» من منهما تريد العمل بالتمثيل، فقالت أمينة الشراح إنها تريد أن تكون مذيعة وإن حياة تريد أن تكون ممثلة. وبعد شهرين من المواجهات الصعبة بدأت مشوارها الفني عبر المشاركة بمسرحية الضحية عام 1963 مع الفنان منصور المنصور، بينما كانت بدايتها في التلفزيون من خلال مسلسل «عايلة بوجسوم»، الذي قدم عام 1964.
قدمت العديد من الأعمال الكوميدية والتراجيدية ما بين مسلسلات ومسرحيات وسهرات تلفزيونية خلال مسيرتها الفنية الطويلة. لقبت بسيدة الشاشة الخليجية، وكانت بطلة أول فيلم كويتي هو «بس يابحر» مع سعد الفرج ومحمد المنصور وإخراج خالد الصديق.
كونت ثنائياً ناجحاً مع الفنانة سعاد عبد الله في فترة من فترات مشوارها الفني.
حصلت على جوائز محلية ودولية وكرمت في عدة عواصم عربية.
في 8 آذار/مارس يحتفل العالم بإنجازات المرأة وبأدوارها المختلفة التي تعدّدت مع مرور الأعوام لتدلّ على قوة المرأة وقدرتها على تحمّل الصعاب وتجاوزها. وفي 8 آذار/مارس يتذكّر العالم أن المرأة ما زالت تصارع لأجل المساواة والعدل والسلام والتنمية خصوصاً في العالم العربي. وفي 8 آذار/مارس 2011 نعود مئة عام إلى الوراء، إلى العام 1911 الذي شهد أول احتفال بيوم المرأة العالمي (في السويد والدنمارك وسويسرا وألمانيا). ونجاح هذا اليوم فاق التوقّعات وأسّس لمناسبة سنوية تدوّي خلالها أصوات النساء في العالم، وهي أصوات ما زالت لا تسمع في بلدان كثيرة حيث لم تحصل المرأة بعد على حق التصويت أو حيث هي ما زالت ضحية أشكال التمييز في المجتمع في شكل عام وفي مؤسسات العمل في شكل خاص.
أصوات نسائية كثيرة ما زالت تُخفت بالقوة، خصوصاً في عالمنا العربي. ونحن إذ نذكّر بهذه الأصوات، نحتفل أيضاً بإنجازات 100 امرأة عربية على مدى 100 عام. ونسأل أيضاً 200 صوت لمئتي رجل وامرأة من العالم العربي عن أسماء نسائية تجيب كلّها عن سؤال واحد: أي اسم يحضرك حين نقول امرأة عربية؟
هو سؤال واحد تعدّدت الإجابات عنه، لكنّها التقت مرّات كثيرة عند اسم الشيخة موزا بنت ناصر الذي ورد في العدد الأكبر من الإجابات. لذا، حلّت الشيخة موزا ضيفةً على غلافنا في هذا العدد الخاص
ملاحظة: تمّ استثناء الملكات والأميرات والسيدات الأول.