مخرج إشكالي، دائماً ما ترافق أعماله صفة الجرأة، فهو من أوائل المخرجين الذين تناولوا قضايا الإيدز والعلاقات غير الشرعية وغيرها من الخطوط الحمراء.
وفي لقائنا هذا حدثنا رزق عن عمله الجريء الجديد، وعن مشكلاته مع الكتاب والمخرجين ومنهم الكاتب مازن طه والكاتب هاني السعدي والمخرج نجدت أنزور والقضايا التي أقامها ضدهم، وعن ابنه سليمان و عن اتهامه بالتدخل في كتابة النصوص لإقحامه الدائم في كل أعماله، بالإضافة إلى حديثنا عن أسباب انفصاله عن زوجته الفنانة إمارات رزق والعلاقة الجديدة التي باتت تجمعهما...


- ماذا عن عملك الجديد «صيد بري»؟
العمل من تأليفي وإخراجي وكان من المفروض أن يكون ثلاثة أجزاء لكن أخذت منه وأضفت، وقررت أن أكتب العمل بنفسي لأني لم أتفق مع أي كاتب على طرقة صياغة الرؤية التي أريدها، وهذا لا ينفي وجود الكثير من الكتاب المحترفين والقادرين على إنجاز أعمال جميلة، لكنهم لم يستطيعوا إعطائي ما أريد.

- لماذا اقتصر «صيد بري» على جزءين بعدما كان ثلاثة أجزاء؟
أنا غير قادر على كتابة ثلاثة أجزاء بسبب ضيق الوقت فاقتطعت جزءا منه وأضفته إلى «ساعة الصفر» لذلك لم يعد يستوعب ثلاثة أجزاء.

- هل أنت فنان متكامل وهل يستطيع أي فنان أن يؤلف ويخرج وينتج في آن واحد؟ ألا يفيد التخصص أكثر في العمل الفني؟
وأنا أمثل أيضاً وأمنتج كل أعمالي وأعمل مساعد مخرج في التصوير وأدير الممثلين وحتى ذهابهم وإيابهم... أنا أحب أن تتم أعمالي بحسب المفهوم الأكاديمي الذي درسته وحسب قراءاتي وثقافتي، وعندما أجد أن هناك عجزا اضطر للتدخل، لكن أنا لست كاملا فالكمال لله وحده بل أنا محترف جزئياً في كل ما يتعلق بأدوات العمل الفني.

- ألا ترى أن التخصص يفيد أكثر في العمل الفني؟
يصح هذا الكلام في حالة المهندس والطبيب والمحاسب، لكن القضية بالنسبة إلي أن عندي مجموعة من العناصر الفنية والمخرج هو المحرك الأساسي لها والذي يؤسس الانسجام بينها. وأنا عندي المعرفة والخبرة في كل الأدوات الفنية، وهذا هو المطلوب من المخرج.


لم يتحمل هاني السعدي تفوق ابني على ابنته في التمثيل

- هل سبب اتجاهك إلى الكتابة هو قلة النصوص المعروضة عليك أم ماذا؟
تقريباً وبدون مبالغة يوميا يأتيني من  3 الى 8 نصوص وسيناريوهات وهي موجودة كلها عندي. وأصحاب الأفكار والكتاب على اتصال يومي بي، وفي مكتبتي الآن أكثر من 70 نصا وسيناريو وحلقات من كتاب جدد ومحترفين، لكن أنا لا يعجبني إلا المتميز وهذا ما أراه جزئياً في ما يأتيني من نصوص، لذلك يقولون إن يوسف رزق يتدخل في النصوص، كما حصل مع الكاتب هاني السعدي الذي تدخلت في كل الأعمال التي كتبها وبشكل كبير وأضفت اليها ولم يعترض لأن الأعمال نجحت نجاحاً باهراً.
لكن دمه فار في مسلسل «سفر الحجارة»، وكل القصة أن ابني كان أفضل من ابنته في العمل رغم أن دور ابنته كان أقوى من دور ابني. أعطني عملاً لهاني السعدي نجح بعيداً عني فبعد أن تركته لم نشاهد له أي عمل إلا مع حاتم علي، ولأن النص غير مهم فشل العمل وفشلت كل أعماله بعيداً عني لاني ابتعدت عنه، نصوصه ضعيفة وهو يهاجمني لاني قلت له أن خرجه خلص ولم يعد عنده نصوص وأصبحت أفكاره متكررة.

- كيف أثرت المشكلات التي رافقت إطلاق مسلسل «ساعة الصفر» على عرضه، وتحديداً مشكلتك مع كاتب النص مازن طه؟
لا يوجد إلا المشكلة التي أثارها مازن طه الذي أحضر لي نصاً اسمه «مواطن تحت المجهر» كتب منه 11 حلقة والنص مباع لنبيل طعمة. قال لي مازن طه عندي هذا النص، قرأته وأعجبني الخط الكوميدي فيه فقط وقلت له أريد استكماله وأضيف إليه جزءا من عمل اسمه «صيد بري».
وبدأت الكتابة وإكمال النص وهو مطلع على سير العمل وكان يعطيني بعض الأفكار ولكن لم تعجبني ولم يكن له إلا الخط الكوميدي الذي كان أضعف ناحية في العمل ككل.
وعندما جاء وقت العرض رفض أن ينزل اسمي مع اسمه فقلت له على أساس ماذا إذا أنا كتبت 65% من النص وهذا باعترافك حسب العقد الموقع بيننا وكل هذا موجود عندي وقبضت أجرك على العمل؟ وبعدها بدأ بالتحدث وإطلاق الاتهامات هنا وهناك، فهاجمني في الصحف وفي كل مكان.

- سمعنا أن مازن طه تقدم للقضاء لأخذ حقه منك، ماذا أنت فاعل؟
تقدم للقضاء واتهمني زوراً والآن هو من سيسجن لأن أوراقه مزورة وكاذبة وعندي أنا الإثباتات الصحيحة، وهذا معروف لدى القضاء وقريباً ستسمعون بالحكم العادل الدال على كذبه وافترائه. وسأرفع دعوى شرف ضده مرتين لأنه ادعى كذباً علي مرتين.
وعلى فكرة أرسل لي وسائط كثيرة ولن أسامحه لأني نبهته. وطبعاً جاء يساعده هاني السعدي المنزعج من نجاح ابني وفشل ابنته.


- تتدخل دائماً في نص كاتب العمل، أليس هذا استباحة لسيناريو الكاتب؟
نعم أتدخل ولكن لا استبيح لأن العمل الفني مشاركة وعمل جماعي يرأسه ويوجهه المخرج الذي يترجم النص المكتوب ليصل إلى الناس. لذلك أتدخل في كل كبيرة وصغيرة، لأنه عندما ينجح العمل ينجح الجميع وإذا فشل يفشل المخرج فقط، وهذا الكلام مطبق عالمياً وليس هنا فقط.

- هل صحيح أن الهدف الدائم من تدخلك في النص هو إقحام ابنك سليمان في العمل وتجسيده كبطل خارق؟
نعم إذا أنا لم أكن مخلصاً لابني وتبنيته فمن سيكون معه؟ هل يوجد لدينا أحد يعتني بمواهب الصغار، وأين المعهد الذي يعنى بتربية طفل كممثل؟ أين المشكلة في مخرج قادر على أن يدرّس ابنه  حتى يكون ممثلا قادرا وخاصة إذا كان الطفل موهوبا مثل ابني؟

- إذا كانت نيتك صافية لماذا قدمت العمل إلى لجنة صناعة السينما على انه من كتابتك؟
لأنه من كتابتي ببساطة وأيضاً كان ذلك لضرورة الإسراع. وطبعاً عندما يكون باسمي يختلف الامر عما إذا كان باسم مازن طه. كما أنني لم اقصد غير ذلك والدليل أني وضعت اسمه في العمل.


سأعمل على تكريس موهبة ابني وصناعته كنجم حقيقي

- ما الذي تريده من ابنك؟ هل تريد أن تجعله نجماً قبل أن يصبح شاباً، وإن فعلت ألا تخاف ألا يطلبه أحد للعمل غيرك؟
نعم هو نجم وطلب للعمل في ستة مسلسلات وأخذ بطولات وأنا سعيد لأني أكرس طفلا نجما.

- هل سرقت طفولة ابنك وبت تحمسه لطريق الفن والنجومية فقط؟
ابني يدرس في مدرسة القرية الصغيرة ومن الأوائل في صفه، وهو يعيش كأي طفل يلعب ويخرج ويمارس هواياته، وهو محبوب من كل الناس لأنه الطفل النجم. هل عيب أو حرام أن أكرّس موهبته وصناعته كنجم حقيقي؟

- هل صحيح انك تشترط إقحام الايدز والعلاقات غير الشرعية في أعمالك دائماً لأنهم لقبوك بمخرج الإيدز والجنس؟
هذا غير صحيح، و«الحمار» الذي قال هذا الكلام عليه مشاهدة الأعمال لأن أعمالي خالية من أي مشاهد سيئة وحديثي عن هذه المشاكل هو توعية.


أعمالي جريئة لكنها لا تتجاوز مبادئ الشرف والأخلاق

- هل يتناول عملك الجديد أيضاً المشكلات والى متى ستتناول هذه المسائل الجريئة؟
وأكثر من جريئة ولكن دون تجاوز مبادئ الشرف والأخلاق.

- هل صحيح أن الجرأة بياعة في الوسط ولذلك تتناولها؟
الجرأة بياعة ولكن تحتاج إلى محطات جريئة وأغلب المحطات جبانة. صحيح انه مطلوب جماهيرياً لكن تجارياً أنا خاسر بسبب عرضه من محطات قليلة.

- لماذا لم ينجح مسلسل «ساعة الصفر» هذا العام؟
أنا أراه ناجحاً والمهاتفات والمشاهدين والانترنت تشهد على ذلك.

- هل هناك حرب مبيتة ضدك؟
هذا ثمرة نجاحي وكل إنسان ناجح تكون الحروب موجهة إليه.

- لماذا أنت مشاكس بشكل دائم؟ فمرة تتكلم عن نجدت ومرة عن باسل الخطيب ومرة رشا شربتجي وكلهم مخرجون معروفون مع أن أعمالهم انتشرت ونجحت...
أنا لا أهاجم أحدا بل نجدت أنزور من تكلم عنا جميعاً وبالإساءة ورفعنا دعوى ضده ربحناها ودفع 300 ألف ليرة سورية تعويضاً عن إساءته، وهذا حكم المحكمة ويمكن نشره.

- هل صحيح ان الغيرة هي السبب الرئيسي لانفصالك عن زوجتك الأخيرة إمارات رزق؟
نعم أنا رجل أحب النساء وهي تغار بشدة وتحب أن تتملّكني، لذلك وجدنا أن الانفصال أفضل لنا واتفقنا على أن نكون صديقين وأصبحت الأب الروحي لها. ونحن سعيدان الآن أكثر وعلاقتنا جميلة جداًَ هكذا، ولا أفكر في الزواج حالياً ولا يهمني أن تكون ممثلة أو غير ذلك...