برلمان الفنانين اللبنانيين اهتمامات متنوعة...
مايا دياب, وائل جسار, أيمن زبيب , نادين نجيم, يوري مرقدي, البرلمان اللبناني, مستشفى, يورغو شلهوب, جاد شويري, مجلس النواب
20 يوليو 2011جاد شويري: وهب الأعضاء بعد الموت وإلغاء «المحرّم الإجتماعي»
يضع اللمسات الأخيرة على ألبومه الجديد الذي أرجأه مراراً. لن يقتصر طرح العمل على أغانٍ شبابية بل يشمل حملة وقائية وتوعوية خاصة بالمراهقين أولاً. هو وجه منظمة Ose (تجرأ) أخيراً، وهي تهدف إلى توعية الشباب وتثقيفهم حول حياتهم الجنسية لكي لا يقعوا ضحية الجهل.
«لو كنت عضواً في البرلمان اللبناني سأدعم هذا المشروع، فحملة Ose هي أكثر ما يحتاجه الشباب ليكون بمنأى عن الأمراض أو التحرّش الجنسي. وهذا يبدأ من خلال إلغاء «المحرّم الإجتماعي» الذي يؤدي التكتّم عنه إلى مشكلة أكبر. فبالمعرفة نصبح أقوى.
ولدي مشروع إنساني آخر، هو تنظيم عمليات وهب الأعضاء بعد الموت وزرعها. هو من أهم المشاريع الإنسانية بعيداً عن الخطاب السياسي المنغمس في المصالح الشخصية للقوى المتوحشة ومفهوم الbulldozer حيث اللعبة السياسية تتبدل من يوم إلى آخر. هو مشروع غير مُكلف ولا يحتاج إلى أي مجهود بل يمنح الحياة لمن يحتاجها. وهنا يجب توعية المجتمع اللبناني على أهمية هذه العمليات التي تضع حداً لمعاناة الكثيرين من المرضى. لن أختار شركاء بعينهم لمشروعي الإنساني». وهنا تجدر الإشارة إلى أن الدين لا يقف عائقاً أمام وهب الأعضاء إن كانت وصية الميت تقرّ بذلك.
يوري مرقدي: إعادة تصميم طاولات البرلمان وكراسيه
«مشروعي هو تغيير ديكور المجلس النيابي، الطاولات أولاً. يبدو أن المشكلة تكمن في الطاولات التي تعيق الوصول إلى حلول منتظرة. كما أقترح إعادة تصميم الكراسي وتزويدها بمقبضين كهربائيين من كل جهة، أحدهما على شكل قبضة يد صالحة للضرب والآخر يحمل كوباً من البوظة.
من يعلو صوته أو «يخبّص» يكون جزاؤه الضرب ومن يحسن التصرف وعمل لصالح الشعب بوظة. كما أقترح توظيف قريبي لحراسة المجلس ليقفل عليهم الباب وهم في الداخل، لن يخرجوا ألاّ متفقين. هم يحتسون القهوة وسط المدينة مع بعضهم ويوهمون الشعب. لست ضليعاً في السياسة، ولكن كيف يمكن تبرير عدم اكتمال النصاب النيابي؟ يجب أن يشعروا بواجبهم تجاه الشعب الذي يتقاضون رواتبهم منه وليس العكس».
نادين نجيم: إلتفاتة جديّة إلى قطاع التمثيل
تمضي نادين نجيم بخطوات جديدة في عالم الدراما اللبنانية من خلال مسلسل «باب إدريس» (إخراج سمير حبشي وكتابة كلوديا مارشليان) الذي تؤدي فيه دور امرأة تخون زوجها مع متقدّم فرنسي في أربعينات القرن المنصرم وتنجرف معه بعلاقة غرامية. متفرّغة للتمثيل الذي تقول أنه عالم دلّلها معنوياً من حيث أدوار البطولة في سوريا ولبنان، لكنّها تعتبر أنها وسائر الفنانين اللبنانيين لا يتقاضون ما يستحقونه. هذا هو مشروعها:
«أطالب بمشروع دعم للتمثيل في لبنان. يجب دعم المسلسلات والسينما اللبنانية، ووضع استراتيجية بيع وتوزيع للأعمال على المحطات العربية واللبنانية. ويتضمن ذلك رقابة على المنتجين الذين لا يمنحون الفنان حقّه من نسبة إعادة العرض. يحتاج قطاع التمثيل في لبنان إلى التفاتة جديّة، فنحن نملك طاقات تمثيلية وإخراجية وكتّاب مبدعين يمكن أن يشكلوا ثروة سياحية وذات مردود للبنان. من جهة أخرى، أتمنى أن يشاهد روّاد السينما فيلم Sorry Mom، وهي دعوة تعوّض عدم الرضا عن الحملة الترويجية للعمل. سيفاجأون بدوري كثيراً لأنه لا يشبهني كلياً».
وائل جسّار: نظام الطبابة وإلزام المستشفيات باستقبال المريض
لا يخفي الفنان وائل جسار مدى تأثره بالإهمال اللاحق بالفنان صاحب الصوت الجميل. يطالب بمشروع إنصاف للفنان الحقيقي الذي «يؤكل» حقه. هذا حلم غير واقعي رغم أنه يحاكي واقعاً جلياً يفضل وائل جسار عدم التعمّق فيه. فهو «إنسان محايد». أما مشروعه الآخر، فهو صحي جداً:
«هل ثمة أهم من الحديث عن نظام الطبابة في لبنان؟ يحمل المواطن اللبناني هاجس الإستشفاء إن كانت أحواله المادية متواضعة خلافاً لما تؤمنه الدول الأوروبية وبعض العربية لمواطنيها. ثمة من يموت عند باب المستشفى دون أن يحرك ضميراً أو وجداناً في المسؤولين، ودون أن يسأل عن حالته بل عن العربون. يجب النظر في نظام الطبابة في لبنان خصوصاً الحالات الطارئة والأمراض ذات العلاج المكلف، إلى جانب ضمان الشيخوخة. يؤثر فيّ هذا الواقع، أن أرى ابن بلدي يعاني أو يموت لأنه لا يملك عوناً في مجتمع المحسوبية. على المستشفيات استقبال كل الحالات وإلزامها بذلك ومن ثم الدخول في التفاصيل المادية».
يورغو شلهوب: ثورة لكي لا نحارب طواحين الهواء
يتحضر الفنان يورغو شلهوب لأداء بطولة مسلسلين دراميين لبنانيين، «أرملة الشيطان» إلى جانب ورد الخال التي حلت مكان رولا حمادة و«عندما يبكي التراب». وكان قد صور مسلسل «علقة بالعلّية» الذي لم يعرض لأسباب خاصة بشركة الإنتاج في ظل اجحاف كبير بحق الفنان اللبناني. وإلى جانب التمثيل يعمل في مجال الإعلانات. هذا هو مشروعه :
«أطالب بتعديل الدستور، لقد مضى الكثير عليه عدا أننا أخذناه من الفرنسيين. علينا وضع دستور يحاكي العصر، وأدعو إلى تحويل لبنان إلى بلد علماني وتحسين النظام الطائفي فيه.
أعتبر أنه لتغيير قياسي نحن نحتاج إلى ثورة، فالواقع لا يحتاج إلى مجلس نيابي بل ثورة. فهي الطاقة للتغيير وسط المحسوبيات والهستيريا السياسية والزعامات المناطقية السائدة.
أما كفنان فأطالب بتوحيد النقابات الفنية في بلد مساحته أصغر من ولاية واحدة في الولايات المتحدة الأميركية. أين ضمان الشيخوخة ؟ يشعر المرء في لبنان وكأنه يحارب طواحين الهواء كما دون كيشوت. نحتاج إلى ثورة ببساطة».
مايا دياب: حملات تثقيفية للتفاعل مع إشارة السير وأضوائها و«الزّمور»
ليس بالضرورة أن أكون برلمانية حتى أتطلع إلى قضايا اجتماعية تقلقني. ولعلّ المتسوّلين الصغار هم أكثر ما يشعرني بالنفور، مظهرهم وهم يفرّون من الدركي وحين يوزّعهم رجل على الشوارع أوّل النهار. تنتابني حيرة مزعجة حين يقتربون مني، وأتساءل هل أساعدهم ؟ إن ساعدتهم أشجعهم على التسوّل وإن لم أعطهم النقود قد أفوت فرصة سد جوعهم. من جانب آخر، وهذا لا يمكن مناقشته إلاّ بتبوئي منصب نائبة. وهو تنظيم حملات توعية تثقيفية للتفاعل مع إشارة السير وأضواءها على الطرقات.
يعيش اللبناني في سباق مع إشارة السير ولديه هواية «الزمير» التي تدفعني إما لضربه أو تناول حبة Xanax. علينا تضمين المناهج الدراسية احترام قوانين السير، فالتوعية بالنظام يجب أن يستبق المحاسبة. كما أجد أن ثمة إشارات تحديد سرعة على الطرقات غير دقيقة كتلك الموجودة بين أتوستراد الحازمية ومستشفى «أوتيل ديو»، إضافة إلى نظام الرادارات الذي بات اللبناني خبيراً فيه، وقد يسرع فور تخطيه إمكانية التقاط سرعته. ثمة تعديل يجب إجراؤه على هذا الصعيد أيضاً.
تتنوع اهتمامات الفنانين اللبنانيين الذين يمكن ان يحكموا من خلال برلمان خاص بهم. فمنهم من يطل على مشاكل مجتمعه من خلال أزمة السير، ومنهم مَن يرى المشكلة في الطائفية، ومنهم من ينتقد نظام الطبابة. وهذه نظرتهم الى هذه الأمور بشيء من التفصيل.
أيمن زبيب: القانون والمحاسبة وهوية دون طائفة
«مشروعي هو إقناع الشعب اللبناني بأن القوانين مرفقة بالمحاسبة. وقد سجّلت حرصاً على عدم اقتراف المخالفات. على اللبناني أن يتثقّف بما يسمى «تطبيق القانون»، وألاّ تظل المحاسبة نصوصاً وهمية دون تنفيذ ويجري التعامل معها وفق المركز الإجتماعي أو المهني.
كما أجد من المعيب أن يحمل اللبناني هوية تذكر طائفته. فالديانة انتماء مكانه القلب وسلوك شخصي لا مكان له في أسلوب التعامل مع الآخر على صعيد المواطنية. أحترم ديني وطائفتي وأقوم بواجبي الديني، ولكن لنعيش بسلام في وطن متعدّد الطوائف كلبنان علينا أن نلغي الإنتماء الطائفي الموجود على هوية كل لبناني. قد لا أشعر بالطائفية اللبنانية كوني فناناً ومِلكاً لكل الجمهور لكنها متفشية بيننا كلبنانيين».