مسلسلات السيرة الذاتية تواجه متاعب...
محمود درويش, ماجدة الصباحي, نقد, أزمة, دراما رمضان, سيرة حياة, د. مصطفى مشرفة, إعتراض, مسلسل, مشكلة / مشاكل وخلافات فنّية, أحمد الريان
23 أغسطس 2011اعتراض
يعتبر مسلسل «الريان» من أكثر مسلسلات السيرة الذاتية تعرّضاً للمشاكل منذ اللحظة الأولى للإعلان عن تفاصيله، ويتناول قصة حياة رجل الأعمال المصري أحمد الريان الذي اشتهر بتوظيف الأموال خلال ثمانينات القرن الماضي، وانتهى مشواره مع توظيف الأموال بضياع ملايين الجنيهات من أموال المودعين لديه وإيداعه السجن، ليتفق بعد خروجه مع المنتج محمود بركة على تقديم قصة حياته في عمل درامي.
وكانت أولى مشاكل المسلسل مع المؤلف الأول للعمل وليد يوسف الذي انسحب منه عقب خلاف بينه وبين محمود بركة، بسبب تدخل بركة في السيناريو وإجباره على تحسين صورة الريان وإظهاره في دور الضحية، وهو ما رفضه يوسف وانسحب على إثره، ليتم إسناد المهمة إلى الكاتبين حازم الحديدي ومحمود البزاوي اللذين لبيا طلب بركة وأظهرا الريان خلال حلقات المسلسل على أنه صاحب عقلية تجارية جبارة وضحية النظام السابق.
وكانت المفاجأة عقب عرض المسلسل في اعتراض أسرة الريان على عرض من أحداث حتى الآن، وتهديدهم برفع دعوى لوقف عرض المسلسل المسيء إلى أسرة الريان حسب وصفهم. وأكد الريان رفضه لإظهاره كعميل لمباحث أمن الدولة بين زملائه داخل الجامعة، إضافة إلى بعض المعلومات الخاطئة، إذ كان في بداية حياته عضواً في جماعة الإخوان المسلمين وليس في الجماعة الإسلامية كما ذكر في المسلسل.
والمشكلة الأبرز كانت في عدم وضع أسماء أبطال المسلسل على تتر المقدمة لمدة عشر حلقات، والاكتفاء بوضع اسم الفنان خالد صالح بطل العمل، مما أثار حفيظة بقية النجوم المشاركين في المسلسل.
وكانت آخر المشاكل تلك التي كان بطلها الكاتب الصحافي أشرف عبد الشافي، صاحب القصة الأصلية للمسلسل، والذي عقد مع أحمد الريان بعد خروجه من السجن أكثر من 30 جلسة وجمع قصة حياته، ووضع لها المعالجة الدرامية والتصور النهائي للشخصيات، ليفاجأ بتجاهل حقوقه الأدبية على تيترات المسلسل، والاكتفاء باسمَي حازم الحديدي ومحمود البزاوي كمؤلفين.
مسلسل «الريان» لعب بطولته خالد صالح، وباسم السمرة، وأحمد صفوت، وصلاح عبد الله، وريهام عبد الغفور، ودرة التونسية، وأخرجته شيرين عادل.
أزمات لا تنتهي
مسلسل «الشحرورة» كان أيضاَ صاحب نصيب كبير من المشاكل والخلافات، والتي كانت بدايتها اعتراض بعض الفنانين، الذين مازالوا على قيد الحياة، على ذكر أسمائهم في المسلسل، وخاصة تلك الشخصيات التي أثّرت في حياة صباح وكانت على علاقة بهم، ومن بينهم الفنانة فيروز التي أقامت دعوى لوقف عرض المسلسل، والأخوان رحباني، وأسرة الفنان الراحل أنور وجدي، إضافة إلى هويدا ابنة الفنانة الكبيرة التي هددت بالملاحقة القضائية إذا تم ذكرها في أحداث المسلسل، وغيرهم من الفنانين وأسرهم.
وكانت المفاجأة الأكبر تلك التي كشفت عنها ابنة شقيقة الفنانة صباح، والتي أعربت عن عدم رضا خالتها عن العمل منذ بداية الحلقة الأولى، على أساس أن الحلقات التي عرضت انطوت على العديد من المغالطات والمواقف والأحداث التي لم تحدث لصباح من الأساس، حتى أن صباح سألتها «من هذه التي يحكون عنها؟»، فيما لا تزال الحلقات المقبلة تحمل المزيد من الأسرار الخاصة بزيجاتها المتعددة.
المسلسل الذي ينتجه آل الصباح لعبت بطولته كارول سماحة وبهاء ثروت، وإيهاب فهمي، وكارمن لبس، وعمار شلق، ورفيق على أحمد، وجوليا قصار، بإدارة المخرج أحمد شفيق.
هجوم
مسلسل «محمود درويش» لم يسلم هو الآخر من تيار المشاكل والخلافات، ويتعرض لحملة هجوم كبيرة من مجموعة من محبي درويش وأشعاره من المثقفين والفنانين والشعراء، بالإضافة إلى معجبي درويش على مواقع التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر، وقد طالبت هذه الصفحات بالوقف الفوري للمسلسل الذي يسيء إلى الشاعر الفلسطيني الكبير المعروف بوطنيته، فيما طالبت مؤسسة محمود درويش الثقافية كذلك بوقف عرض المسلسل «لأنه يغتال الذاكرة الفلسطينية في أحد أبرز رموزها».
وتأتي حملات الرفض للمسلسل من جانب المثقفين وجمعية درويش الثقافية، بسبب تقديم درويش على أنه شخصية «مبتذلة وركيكة»، وتصويره وكأنه «زير نساء رغم ما هو معروف عنه من أخلاق عالية، إلى جانب أنه لا ينطق سوى بالشعر ويفتقد الصلابة في الوقت الذي تدرس مواقفه في هذه المجالات».
وأشار بيان الجمعية إلى أن الفنان فراس إبراهيم، الذي قدم دور درويش في المسلسل، فشل على المستويين الشكلي والنفسي في أن يقترب من الحالة التي يمثلها محمود درويش، والمأزق الأكبر هو أن المشاهدين وضعوا فراس دائماً في تلك المقارنة من خلال الإحساس وطريقة أداء القصائد.
وكانت الساحة الفلسطينية قد شهدت نقاشاً حاداً بين مثقفين فلسطينيين وصلت إلى حد اعتصام بعضهم أمام التلفزيون الفلسطيني مطالبين بوقف عرضه، ومن أبرزهم المخرج والشاعر نصري حجاج، والمخرج رشيد مشهراوي، والكاتب زياد خداش.
الموساد
يأتي على القائمة مسلسل «رجل لهذا الزمان» بعدما أعرب عدد من أفراد أسرة العالم الكبير مصطفى مشرفة الذي تدور حوله أحداث المسلسل، عن استيائهم من تجسيد ممثل شاب مثل أحمد شاكر عبداللطيف لشخصية العالم الكبير، فيما دشن مجموعة من النشطاء حملة على موقع فيسبوك يستنكرون فيها تصوير موت مشرفة وكأنه كان طبيعياً، على عكس المعروف والمؤكد من أن اغتياله كان على يد جهاز الموساد الإسرائيلي.
وجاء الرد من المخرجة إنعام محمد علي التي أكدت في تصريح أن الدكتور مصطفى مشرفة لم يتم اغتياله، لا على يد الموساد ولا المخابرات الأميركية كما تردد طوال السنوات الماضية، وهو ما ستكشفه خلال حلقات المسلسل المتبقية، والتي ستكون بمثابة المفاجأة للجميع.
وعن سر اختيارها للممثل الشاب أحمد شاكر عبد اللطيف للقيام بدور البطولة، أكدت أنها تعمدت ذلك الأمر، لأن مسلسلات السيرة الذاتية عندما يكون البطل فيها نجماً من نجوم الصف الأول تكون ملامحه عائقاً أمام تصديق الشخصية، إذ تطغى ملامحه على ملامح الشخصية التي يقدمها مما يتسبب بالفشل، وهو ما اتضح في عدد كبير من مسلسلات السيرة الذاتية خلال الفترة الماضية.
يبدو أن مسلسلات السيرة الذاتية ستظل تسبب المشاكل والعراقيل لصناعها، ورغم اتجاه المنتجين إلى الاتفاق مع أصحاب هذه السير ودفع مبالغ مالية كبيرة لهم للموافقة على تقديم سيرهم في عمل درامي، إلا أن المشاكل ترفض أن تترك أعمالهم.
وقد شهد رمضان هذا العام أربعة مسلسلات سيرة ذاتية، أحدها يحكي عن إمبراطورية «الريان»، صاحب أكبر شركة توظيف أموال في الشرق الأوسط، والثاني يحكي عن قصة صعود الشحرورة صباح، والثالث يحكي عن الشاعر الكبير محمود درويش، وآخرها يحكي عن العالم الدكتور مصطفى مشرفة، وجميع هذه المسلسلات تطوّقها المشاكل من كل اتجاه.