هنا شيحا: استعنت بطبيب سلوكيات...

علا غانم, إياد نصار, عمرو سعد , مشكلة / مشاكل وأمراض الطفل / الأطفال, أعمال رمضانية, هنا شيحا, شخصية , إنعام محمد علي, مسلسل, بطولة الجوجيستو

15 سبتمبر 2011

رغم أن مسلسل الفنانة هنا شيحا 'رجل لهذا الزمان' الذي عرض في رمضان هذا العام مؤجل من العام الماضي،‍‍‍‍‍ فإنها ترى أن هذا التأجيل كان في صالحها لعرضه هذا العام مع مسلسل آخر لها هو 'شارع عبد العزيز'، وليراها الجمهور تتألق في دورين مختلفين تماماً.
تتكلم عنهما، وعن الضرب المبرح الذي نالته في 'شارع عبد العزيز'، والتحدي الذي خاضته في 'رجل لهذا الزمان'. كما تتكلم عن علاقتها بشقيقتها حلا، وأسلوبها في تربية طفليها، ولجوئها إلى طبيب أمراض سلوكية، وتأثرها الشديد بوالدها الفنان التشكيلي أحمد شيحا.


- قدمت في مسلسل 'شارع عبد العزيز' شخصية فتاة شعبية. ألم تواجهي صعوبة في أدائها؟
بالطبع واجهت صعاباً عديدة، لأنني أقدمها للمرة الأولى في مشواري الفني، فقد اعتدت على تقديم شخصية الفتاة الارستقراطية أو الشقية، لكن في هذا العمل اضطررت لارتداء الجلباب البلدي.
وكان اختيار الملابس نفسه شيئاً صعباً، ووقفت أمام المرآة عشرات المرات حتى أعتاد على شكلي الجديد ولا أشعر باستغراب تجاه نفسي.

- رفض والدك في المسلسل زواجك من الشخص الذي تحبينه وهو عمرو سعد نظراً إلى الفارق الكبير بينكما، فهل أنت مع مثل هذا الرفض في الواقع؟
والدي في العمل، الذي يجسده الفنان هادي الجيار، لم يرفض عمرو سعد الذي أحبه منذ صغري في المسلسل لفارق طبقي أو مادي، فنحن من طبقة شعبية متوسطة واحدة وجيران، كما أن والدي يعتبره مثل ابنه وسانده كثيراً، لكن الرفض جاء لاعتبارات أخرى، مثل الفارق الثقافي.
فأنا أجسد شخصية الدكتورة لبنى، وهي دكتورة صيدلانية، و'عبد العزيز' أو عمرو سعد في المسلسل رفض استكمال تعليمه من أجل المادة، وفضل العمل في التجارة على أن يلتحق بالجامعة. فالرفض كان بسبب الفارق الثقافي والتعليمي وليس المادي، وأنا مع مثل هذا الرفض في الواقع، لأن الفارق المادي يمكن التعامل معه في الحياة الزوجية، أما الفارق الثقافي والتعليمي فيسبب مشاكل.

- كيف وجدت العمل مع الفنان عمرو سعد؟
بصدق شديد، وبدون أي دبلوماسية، أتمنى العمل معه مرات أخرى، فملامحه كما يقال 'معجونة' بالتمثيل، فهو فنان يستطيع تجسيد كل الأدوار بكل أطوارها وأفضل ما يميزه أنه يعطي كل ما يريده المشهد منه وأكثر، ورغم ذلك فإنه في المشهد التالي نراه بالكفاءة نفسها والقمة في الأداء.

- تعرضت للضرب المبرح في أحد مشاهد المسلسل. ألم تفكري في الاستعانة بدوبليرة؟
لا، فالمشهد كان يستلزم مني أن أؤديه بنفسي. ورغم الآلام الكبيرة التي شعرت بها، وجلوسي في منزلي ثلاثة أيام، كنت سعيدة جداً لخروج المشهد بهذه التلقائية رغم الخوف والقلق الشديد اللذين انتاباني في المشهد.

- صفي لنا المشهد تفصيلاً؟
أولاً من ضربني هو الممثل الشاب الموهوب رامي وحيد، فبعد فشل زواجي من عمرو سعد أتزوج منه وتحدث مشادة بيننا، فيضربني بالحزام بمنتهى القسوة، رغم أنني في هذا المشهد من المفترض أن أكون حاملاً إلا أنه تسبب بإجهاضي فطلبت الطلاق منه.


خلافي مع علا غانم شائعة

- ما حقيقة خلافك مع الفنانة علا غانم التي شاركتك في المسلسل؟
هذا الكلام غير صحيح، ولم تحدث أي خلافات، خاصة أنه لم تكن لي مشاهد كثيرة معها. لكن بشكل عام علا ممثلة جميلة وأحب كل أعمالها ومميزة في الدراما التلفزيونية مثل السينمائية، وأتمنى لها التوفيق والنجاح.

- لمن ينسب نجاح هذا المسلسل بالدرجة الأولى؟
كل من شارك في هذا المسلسل، من فنانين وفنيين وديكور وإضاءة وتصوير وعمال، لهم دور في إظهار هذا العمل بالشكل الذي شاهده الجمهور عليه.
وأجمع كل من شاهد المسلسل على أن الصورة كانت مختلفة، لذا فمن الصعب أن أقول إن هناك شخصاً بعينه ينسب له النجاح حتى لا أظلم الآخرين.

- بالانتقال إلى مسلسلك الآخر 'مصطفى مشرفة رجل لهذا الزمان'، كيف وقع الاختيار عليك للمشاركة فيه؟
اختياري جاء قبل أربع سنوات، عن طريق اتصال هاتفي من المخرجة إنعام محمد علي التي قالت لي إن هناك مشروعاً لتصوير مسلسل عن العالم المصري الدكتور مصطفى مشرفة، وإن عليَّ قراءة بعض الكتب التي رشحتها لي.
وحين سألتها عن الشخصية المفترض أن أجسدها قالت لي إني سأجسد شخصية زوجة الدكتور مشرفة. وبالفعل بدأت قراءة الكتب المطلوبة، واستوعبت حياته وعلاقته بزوجته وكل شيء، وبدأنا التصوير بعد ذلك بعام تقريباً، وانتهينا من آخر المشاهد قبل عام ونصف العام من الآن.
وكان من المفترض عرض المسلسل في شهر رمضان الماضي لكن تم التأجيل، وكان لي الحظ أن يعرض هذا العمل إلى جانب مسلسل 'شارع عبد العزيز' ليعرض لي عملان كل منهما مميز عن الآخر، وأنا سعيدة جداً بدخولي البيوت المصرية والعربية بالعملين.

- هل استعنت بأحد من عائلة الدكتور مصطفى مشرفة للوقوف على تفاصيل الشخصية بشكل أكبر؟
كانت الدكتورة إيمان حفيدة الدكتور مشرفة دائماً ما تلازمنا في الاستوديو أثناء تصوير العمل، وكنت على اتصال دائم بها حتى أتقرب بشكل أكبر من تفاصيل شخصية زوجة الدكتور مشرفة.

- شخصيتك في المسلسل تنطوي على مراحل عمرية كثيرة، ألم يقلقك هذا؟
بالعكس كان هذا تحدياً بالنسبة إلي، فشخصيتي في المسلسل تبدأ من سن السابعة عشرة حتى أصل إلى عمر الخمسين، وملامح الكبر لم تكن في الشكل فقط، بل كانت في الجسم نفسه فقد زدت وزني بشكل كبير في العمل حتى أتطابق مع شخصية زوجة مشرفة.
والحمد لله أن تصويري لكل من مسلسلي هذا ومسلسل 'شارع عبد العزيز' جاء في أوقات مختلفة، فبينهما ما يزيد على عام كامل، وكان ذلك في صالحي، خاصة أني في مسلسل 'شارع عبد العزيز' أبدو نحيفة طوال أحداث المسلسل.

- ما رأيك في العمل مع المخرجة الكبيرة إنعام محمد علي؟
هي من رائدات الدراما التلفزيونية، ليس في مصر فقط بل في العالم العربي كله، وأوّل ما يميزها أنها تضع الممثل في حالة فنية جميلة مختلفة، حتى لو كان الدور الذي يجسده متشابهاً مع دور سبق أن قام به، إلا أنها تضع لمسات وتفاصيل مختلفة على الشخصية بشكل كبير، وتعرف كيف توجه الممثل بشكل مختلف عن أي مخرج آخر.

أعجبني إياد نصار

- ما هي الأعمال التي تابعتها في شهر رمضان بعيداً عن أعمالك؟
تابعت بشغف شديد مسلسل 'المواطن إكس'، فانا أراه مختلفاً بشكل كبير عن أنواع الدراما الأخرى، وفيه عدد من الممثلين كل منهم وضع في مكانه الصحيح، فالفنان الأردني إياد نصار على سبيل المثال كانت طلته مختلفة عن كل ما قدمه من قبل، وشيري عادل دائماً ما تتفوق على نفسها، وجميع أفراد فريق العمل مثل أروى ويوسف الشريف وعمرو يوسف أضافوا الكثير إلى أدوارهم مثلما أضافت الأدوار إليهم، والصورة أيضا كانت مبهرة بشكل كبير.
لكن الفنانة التي استوقفتني بشدة في هذا المسلسل هي النجمة القديرة فادية عبد الغني التي تظهر متألقة متمكنة من أدواتها بشكل كبير.
فأنا على يقين أنها وضعت كل خبرات السنين في شخصيتها في 'المواطن إكس' شكلاً ومضموناً، ولا أستطيع أن أصف لكم كم استطاعت أن تبكيني عند سماعها خبر وفاة نجلها في المسلسل الذي يجسده 'يوسف الشريف'، فكان مشهداً من أصعب ما يكون، وخرج منها بتلقائية أرفع لها القبعة فعلاً.
وتابعت أيضاً مسلسل 'دوران شبرا' وأعجبني جداً، خاصة أني أقدّر رؤية المخرج خالد الحجر بشكل كبير وعملت معه من قبل في فيلم 'حب البنات' الذي شاركت في بطولته مع ليلى علوي وحنان ترك.

- نجوم كثيرون غابوا عن الشاشة الرمضانية هذا العام. من افتقدته وشعرت بغيابه؟
افتقدت الكثيرين منهم فعلاً وأشعر بأن دراما رمضان ناقصة. فالفنان يحيى الفخرانى رغم وجوده في مسلسل كرتوني هو 'قصص الحيوان في القرآن'، أفتقد وجوده في مسلسل درامي، ولا أنسى مشاركتي معه في مسلسل 'يتربى في عزو' الذي كان علامة فارقة في حياتي.
أفتقد كذلك النجمة الجميلة يسرا التي كنت أتابع أعمالها بشغف شديد كل عام، فكل أعمالها دوماً مشوقة وغير متشابهة على الإطلاق، وكنت سعيدة جداً عندما شاركتها في مسلسل 'عرض خاص' كضيفة شرف، وتقربت منها وعرفت كم هي إنسانة بسيطة تحسن دوماً اختياراتها.

- صفي لنا شكل علاقتك بولديك وأسس تربيتك لهما؟
أتعامل مع ابنيَّ، آدم الذي يبلغ من العمر تسع سنوات ومالك خمس سنوات، بحزم شديد وصرامة وقد تصل تربيتي معهما إلى حد الديكتاتورية! فهناك قوانين صارمة مثل أن يكون النوم في الثامنة مساءً ولا يوجد تلفزيون ليلاً نهاراً، فمدة مشاهدتهما له نصف ساعة يومياً، ولا يشاهدان أي شيء سوى العلوم الاستكشافية وكل ما يتعلق بالتكنولوجيا والحيوانات والكرتون.

- أليس غريباً أن تكوني ممثلة وتمنعيهما من مشاهدة التلفزيون؟
لا ليس غريباً فأهم شيء في حياتي هو تربية ولديّ بشكل صحيح، فإذا تركت التلفزيون ليلاً ونهاراً أمامهما سيتحولان إلى مجرد جهاز يستقبل المعلومات، بصرف النظر هل هي صحيحة أم خاطئة، فأين إذن جهاز إرسالهما، وعقليتهما متى تفكر وتتخيل وتبدع؟ فالتلفزيون يساهم في قتل الإبداع عند الطفل إذا زادت مشاهدته عن حدها. وبعيداً عن ذلك فهما يمارسان السباحة ويركبان الدراجات ويرسمان ويبدعان، أي أن يومهما مليء بالأشياء المفيدة.

- من الممكن أن يشعرا كما لو أنك تعاملينهما بقيود، ألم تخشي أن يصل هذا الإحساس إليهما؟
أسلوب تربيتي لإبنيَّ ليس من فراغ أو من تلقاء نفسي، فطبيب الأطفال الذي أتعامل معه هو أيضاً طبيب أمراض سلوكية، وهو الذي علمني كل هذه الأشياء، وقال لي إن القوانين التي يتربى الأطفال عليها تريحهم، وفي غيابها سيشعرون بحالة من الضياع، وبتربيتهم في ظل هذه القوانين سيشعرون بالمسؤولية، وأن كل شيء بميعاد، ويجب أن يحترم الأطفال الوقت ويقدسوه.
فأنا أبحث في طفليَّ عن مستقبل ليس كل شيء فيه هو 'مامي' فقط، بل أريدهما رجلين بمعنى الكلمة، يعرفان الاستقلالية.

- وماذا عن طفولتك أنت؟
للأسف كنت طفلة عنيدة جداً، وكانت والدتي دائماً ما تقول لي إنك لن تعرفي ولن تدركي معنى الأمومة إلا حين تصبحين أمًّا، وبالفعل هذا ما حدث تماماً.

- تربَّيت وسط شقيقاتك ولم يكن لك أشقاء أولاد. هل أثر ذلك في تربيتك لولديك؟
نعم وبشكل كبير، فأنا لم أكن أعرف كيف أتعامل مع الأولاد على الإطلاق، وهو ما دفعني وشجعني أكثر على أن أستعين بطبيب سلوكيات، حتى لا أرتكب أخطاء في تربية ولديّ.

- نعرف أن شقيقتك حلا شيحا اختارت الابتعاد عن الفن، فهل ساهم ذلك في تغييرها بشكل ما؟
لا أستطيع الإجابة عن ذلك السؤال، لأن حلا في النهاية شقيقتي، وتعاملنا معاً لم يتغير في شيء، فنحن على اتصال دائم ببعض لكونها تعيش بشكل مستمر في مدينة الإسكندرية.
لكن بشكل عام أي إنسان يمر بالعديد من الأطوار والمراحل في حياته، فحلا في صغرها كانت مختلفة، وهكذا كل الناس والأفكار نفسها تتغير وتتطور وهذا شيء طبيعي.

- هل تلتقين حلا؟
كانت تتناول الإفطار معي قبل أيام وكانت معنا أيضا مايا، ورشا التي تقيم في بيروت. فنحن الأربع قريبات جداً من بعضنا وفارق السن بيننا ليس كبيراً، وهذا ساهم في صنع حالة من التفاهم بيننا.

- والدك الفنان التشكيلي أحمد شيحا كيف كان تأثيره عليك؟
والدي أثر عليَّ في كل التفاصيل الصغيرة قبل الكبيرة في حياتي، فأثر في طريقة رؤيتي للدنيا وشغلي، فالدنيا بشكل عام بدون فن لا تساوي شيئاً وهزيلة، ولا أقصد بالفن التمثيل فقط، فاللمسات الفنية في حياتنا كثيرة والفن كما علمني والدي هو كل الدنيا.

- لننتقل إلى الحديث عن السينما. لماذا أنت بعيدة عنها؟
يعرض عليَّ الكثير من الأعمال السينمائية، لكني أراها غير مناسبة لي، لأني لا أبحث عن مجرد الوجود سينمائياً ليقول الجمهور إن 'هنا' موجودة في فيلم ما. فأنا أريد أن يقول الجمهور هنا شيحا تألقت، وأبحث عن الدور الذي يسمح لي بهذا التألق.

- هل من الممكن أن يكون سبب اعتذارك عدم عثورك على البطولة المطلقة؟
موضوع البطولة المطلقة لم يشغلني يوماً في حياتي الفنية، بدليل أني قدّمت أعمالاً حققت صدى كبيراً ولم أكن وحدي فيها، وهذا هو الشيء الذي يهمني، وهذا ليس مجرد كلام بل هي الحقيقة.

- وما هي مشاريعك الفنية المقبلة؟
هناك فيلم سينمائي من المفترض أن أبدأ تصويره مع المخرج حسام الجوهري أوائل العام المقبل، ولايزال في مرحلة الكتابة والترشيحات. ومع الجوهري أيضاً، هناك مسلسل تلفزيوني لا أستطيع الإعلان عن تفاصيله الآن وسيكون أولى بطولاتي المطلقة.